أكد عدد من مسئولى الغرف التجارية أن دعوات المقاطعة الخاصة بالمنتجات مثل اللحوم والدواجن والبيض سيكون لها تأثير على أسعارها خلال الفترة المقبلة، لاسيما بالتزامن مع وجود انخفاض فى الطلب بالفعل حاليًا، وتراجع فى الأثمان بالأسواق المحلية.
وأطلق عدد من المواطنين والتجار حملة لمقاطعة الأسماك نهاية أبريل الماضي، وانتشرت فى أكثر من 15 محافظة، وحققت نتائج قوية ساهمت فى هبوط أسعارها بشكل قوي.
وبدأت مقاطعة الأسماك فى 8 محافظات مصرية هى الإسكندرية وبورسعيد ودمياط والإسماعيلية والشرقية وبنى سويف والسويس والغربية، وامتدت لتشمل 15 محافظة.
أكد بعض المسئولين أن دعوات المقاطعة ستؤثر سلبًا على بعض المنتجين والمربين، وقد تعرض البعض منهم للخسائر أو الإغلاق، فى ظل ارتفاع الأعباء عليهم، وتحرك بعض أسعار المواد الخام مثل الأعلاف فى الفترة الأخيرة.
وأضافوا أنه على الرغم من ذلك فقد هبطت أسعار الدواجن من مستويات 110 إلى 80 جنيهًا للكيلو، والبيض بأكثر من 20 جنيهًا للطبق خلال الأيام الحالية، وهو ما يسهم فى عودة الأسعار لمعدلاتها الطبيعية، فى ظل هبوط الدولار.
من جهته، قال هيثم عبد الباسط، رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية فى القاهرة، فى تصريحات لـ”المال”، إن أسعار اللحوم لا تحتاج إلى مقاطعة حتى تنخفض أسعارها، لأن هناك ركودًا بالفعل بنسبة %70 فى محال الجزارة على مستوى محافظة القاهرة، والتى يوجد بها نحو 5 آلاف محل رسمى مسجل بسجلات الغرفة التجارية.
وأضاف “عبد الباسط” أن من يدعو إلى خفض أسعار اللحوم فى السوق المحلية، فعليه أن يعلم أن هامش ربح الجزار لا يتعدى الـ7% فى المعروض لديه من السلعة الاستهلاكية، لافتًا إلى أن ارتفاع سعرها مرتبط بعدة حلقات تداول، آخرها صاحب محل الجزارة.
وطالب الحكومة بالتدخل فى ضبط أسعار اللحوم مع كبار المربين والمستوردين أيضًا، مشيرًا إلى أن سعر العجل قائم “حي” كان يتراوح من 100 إلى 120 ألف جنيه فى عيد الأضحى الماضي، وحاليًا يتراوح من 170 إلى 175 ألفًا.
ولفت “عبد الباسط” إلى أن هناك 3 جهات تقوم بطرح اللحوم فى السوق المحلية، وهى الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، والتى تطرح الكيلو المبردة بسعر 285 جنيهًا، وبعض الجهات الأخرى تقوم بطرح لحوم كولومبى وبرازيلى من 350 إلى 400 جنيه، وثالثًا محال الجزارة وسعر الكيلو يتراوح من 400 إلى 450 جنيهًا للبلدي.
وكشف أن موسم عيد الأضحي، والذى يأتى خلال يونيو القادم، لن يشهد خلاله أى رواج فى محال الجزارة، قائلًا: الناس هتروح تشترى لحمة من المجمعات الاستهلاكية ومنافذ أمان.
وفى هذا السياق، قال محمد ريحان، عضو شعبة القصابين بالغرفة التجارية فى القاهرة لـ”المال”، إن هناك ركودا شديدا يضرب محال الجزارة بشكل عام، مشيرًا إلى أن حجم الإقبال لا يتعدى %10 سواء فى الأيام العادية أو المواسم والأعياد.
وأضاف عضو شعبة القصابين، أنه فى حالة قيام أحد المستهلكين بشراء لحوم طازجة، فإن الكمية تتراوح من 250 إلى 400 جرام، ولا تتعدى 500 جرام.
وقال حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية، إنه حال وجود دعوات لمقاطعة الدواجن والبيض بشكل حقيقى وفعال سيسهم ذلك فى انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ، ولكن ليس كبيرا فى الأسواق المحلية.
وأضاف “المنوفي” -فى تصريحات لـ”المال”- أن أسعار البيض بدأت الانخفاض بالفعل خلال الأيام الماضية وخلال شهر مايو؛ إذ تراجعت من مستويات 135-140 لتتراوح حاليًا ما بين 125-115 جنيهًا لطبق البيض الأبيض والأحمر وفقًا لكل نوع.
وأشار إلى أن دعوات المقاطعة بالتأكيد سيكون لها تأثير حال انتشارها وتطبيقها بالفعل من جانب المستهلكين على نطاق واسع، ولأطول مدة ستجبر التجار والمنتجين على خفض الأسعار وتقليل هامش الربحية، ما سيساعد على هبوط فى المنتجات.
فى سياق متصل، كشف مصدر مسئول فى شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، أن أسعار الفراخ مرتبطة ببورصة الدواجن، لكنه أكد أن دعوات المقاطعة ستؤثر بالطبع على الأسعار، وسيكون بشكل أكبر على المنتجين.
وأشار المصدر فى تصريحات لـ”المال” إلى أن هناك ضغوطًا على المربين فى الفترة الحالية على خلفية ارتفاع جديد فى الخامات وبعض الأعلاف ما يرفع من تكلفة التربية على المنتجين، وقد يضغط عليهم ويعرضهم للخسائر حال تنفيذ دعوات المقاطعة الفترة المقبلة.
وأكد وجود تراجع ملحوظ ومتفاوت فى الطلب على الدواجن والبيض منذ انتهاء شهر رمضان، واتجاه البعض لشراء اللحوم بعد انخفاض أسعارها بشكل طفيف، وكذلك للأسماك، مع هبوطها بعد دعوات المقاطعة ما ساهم فى انصراف البعض عن الدواجن لاسيما أن لها العديد من البدائل.
وأوضح أن هامش الربحية فى الدواجن ضعيف للغاية لوجود بورصة يومية، ما يصعب من تسعيرها بأكثر من سعر وفقًا للمنطقة، مثل باقى السلع الأخرى التى قد يتفاوت سعرها من منطقة لأخري.
وأضاف المصدر أن أسعار الدواجن شهدت أيضًا تراجعًا مع زيادة الإفراجات الجمركية وتوفير الأعلاف، ولكن يجب على الحكومة التدخل وخفض سعر الأعلاف، وهو ما سيسهم فى مزيد من تراجع أسعار الدواجن فى الأسواق المحلية.
رئيس شعبة القصابين: ركود المبيعات فى %70 من المحال.. وهامش الربح لا يتعدى %7
المنوفي: هبوط فى الطلب منذ شهر رمضان