اتجه العديد من شركات وتجار السيارات لتقديم خصومات سعرية على طرازاتهم فى محاولة لكسر حالة الركود التى تشهدها السوق المحلية فى المبيعات بالتزامن مع تراجع معدل إقبال المستهلكين على شراء المركبات الجديدة بنسب تتراوح بين 50 إلى %60.
وتراوحت التخفيضات السعرية التى يقدمها التجار على السيارات بقيمة تتراوح بين 40 إلى 80 ألف جنيه لبعض الطرازات المنتمية لعدد من الماركات التجارية ومن أبرزها «تويوتا، وشيرى، ونيسان، وستروين، وإم جى، وهيونداى، وجاك، وفولكس فاجن، وغيرها».
وأكد عدد من مسئولى الشركات وتجار السيارات أن السوق المحلية أصيبت بحالة من الشلل فى حركة المبيعات بنسب تصل إلى %60 بشكل عام؛ على خلفية تراجع معدل إقبال المستهلكين على شراء الطرازات الجديدة “الزيرو” كرد فعل على عدم استقرار الأسعار، والتخفيضات التى تقدمها التوكيلات والتجار.
وأوضحوا أن النسبة الأكبر من القرارات الشرائية اتجهت مؤخرًا لتأجيل اقتناء المركبات الجديدة وسط احتمالية تراجع الأسعار من جديد، علاوة على انتظارًا إلى إعلان باقى الشركات لتخفيض قيمة طرازاتها على غرار التوكيلات التى قامت بذلك مؤخرًا عقب هبوط قيمة العملات الأجنبية فى السوق الموازية والتى أسهمت بشكل كبير فى تقليص تكلفة الاستيراد والإنتاج بالنسبة للفئات المجمعة محليًا.
وقال منتصر زيتون، عضو الشعبة العامة للسيارات بالغرفة التجارية، ورئيس شركة “الزيتون أوتومول” إن حركة المبيعات تشهد تراجعًا كبيرا نتجية حالة التخبط التى تشهدها سوق السيارات من عدم استقرار الأسعار، والتخفيضات التى تقدمها الشركات والتجار على طرازاتهم.
وأضاف أن صغار التجار مازالوا يقومون بتخفيض أسعار طرازاتهم لعدم قدرتهم على الصمود أمام جمود حركة المبيعات وتراجع الإيرادات، بالإضافة إلى قرب طرح الموديلات الجديدة لعام 2025 مما يعزز من احتمالية قيام التوكيلات وشركات التوزيع المعتمدة بالإعلان عن تخفيضات جديدة بهدف تصريف المخزون الموجود لديهم.
وأشار إلى أن سوق السيارات تشهد حاليًا زيادة فى حجم الكميات المعروضة من مختلف الماركات التجارية وهو ما دفع التجار للمسارعة بتخفيض الأسعار.
وحدد “زيتون” أبرز العلامات التجارية التى تشهد تراجعًا فى أسعارها من قبل شركات التوزيع والتجار وهى «شيرى، وتويوتا، ونيسان، جاك، وفولكس فاجن، وغيرها” بقيمة قد تصل إلى 50 ألف جنيه فى المركبة.
وأكد أشرف عبد المنعم، رئيس شركة “شرين كار” الموزع المعتمد للعديد من العلامات التجارية، إن العديد من شركات التوزيع اتجهت للتخلى عن سياسات فرض “الأوفر برايس” بالتوازى مع تقديم تخفيضات سعرية على الطرازات المبيعة للمستهلكين بهدف كسر حالة الركود التى تسيطر على مبيعات السوق فى الوقت الحالى.
وأوضح أن غالبية الشركات والتجار يعانون من أعباء مالية ناتجة عن ركود حركة المبيعات، والتزامهم بسداد قيمة الحصص والكميات الموردة شهريا من قبل الوكلاء المحليين، لافتا إلى أن العديد من التجار قاموا بحرق الأسعار فى محاولة لتصريف المخزون لديهم والعمل على تدبير سيولة مالية يمكن من خلالها دفع التزاماتهم من التعاقدات ومصاريف التشغيل بالفروع.
وتابع إن النسبة الأكبر من المستهلكين فضلوا تأجيل قراراتهم الشرائية للطرازات الجديدة فى ظل تذبذب الأسعار وعدم استقرارها فى الوقت الحالى.
وقال أحد الموزعين المعتمدين لـ«شيفروليه، وإم جى» إن تراجع المبيعات قد دفعت العاملين فى مجال سوق السيارات للتخلى عن المكاسب التى كانوا يحصلون عليها من “الأوفر برايس” بالإضافة إلى تقديم خصومات سعرية كبيرة بهدف جذب المستهلكين للشراء، موضحا أن أغلب صالات العرض التابعة لها تكاد تكون خالية من العملاء المترددين على اقتناء المركبات الجديدة.
وأوضح أن شركته اضطرت إلى تصريف المخزون من خلال تخفيض الأسعار والإعلان عن تنفيذ المعاملات البيعية مع التجاردون الاقتصار على المستهلك النهائى.
وذكر أن شركات السيارات كانت تفضل بيع السيارات للمستهلك النهائى لتحقيق أعلى ربحية سواء فى “الكاش” أو “التقسيط” خاصة مع ارتفاع نسب العمولات المحصلة من البنوك والتى تصل إلى 5 و%6 لبعض الماركات التجارية.
وتوقع أن تتعافى مبيعات السيارات تدريجيًا بالتزامن مع استقرار الأسعار وإعلان جميع الشركات على سياستهم التسعيرية بالنسبة للموديلات الجديدة المرتقب تقديمها خلال الفترة المقبلة.
ويذكر أن 4 شركات سيارات وهى «جى بى أوتو، وتويوتا مصر، ونيسان مصر، وشيرى» طرحت بعض الموديلات الجديدة لعام 2025 فى السوق المحلية خلال الأيام الماضية.
فى سياق متصل، قال محمد فتحى، المدير التنفيذى لشركة «MFG أوتو» المتخصصة فى بيع السيارات، إن الفترة الحالية تشهد قيام أغلب الموزعين والتجار بحرق أسعار طرازاتهم بمبالغ مالية تتراوح بين 30 إلى 80 ألف جنيه لبعض الماركات التجارية التى تشهد انخفاض معدل إقبال المستهلكين على شرائها ومن أبرزها «شيرى، وتويوتا، ونيسان».
وأضاف أن شركته اضطرت مؤخرًا لتخفيض أسعار الطرازات بنفس القييم المتداولة للمركبات فى سوق السيارات والتى تتراوح بين 20 إلى 80 ألف جنيه بفروقات عن القوائم الرسمية الصادرة عن الوكلاء المحليين، فضلا عن إعادة تقديم العروض الترويجية والتى تتمثل فى تخفيض نسب الفائدة على برامج التقسيط، وإعفاء العملاء من سداد الرسوم الإدارية الخاصة بعمليات الشراء.
وتابع إن قرب طرح الطرازات الجديدة من وكلاء ومصنعى السيارات يمثل ضغطا على شركات التوزيع والتجار من خلال اضطرارهم لتصريف المخزون الموجود لديهم من الموديلات السابقة قبل استلام الحصص والكميات المرتقب استلامها من المركبات الجديدة لعام 2025.
ولفت إلى أن طرح الطرازات الجديدة داخل سوق السيارات قد يؤثر على تراجع أسعار الموديلات السابقة بنسب تتراوح بين 10 إلى %15 خلال الفترة المقبلة.
وبحسب تقرير مجلس معلومات سوق السيارات «أميك»، تراجعت مبيعات سوق السيارات بمختلف فئاتها (ملاكى – أتوبيسات – شاحنات) بنسبة %36.8 لتسجل 4 آلاف و192 وحدة خلال مارس الماضى، مقابل 6 آلاف و630 سيارة فى الشهر ذاته من 2023.
وانخفضت مبيعات سيارات الركوب (الملاكي) بنسبة %40.7 لتصل إلى 2750 مركبة خلال الشهر نفسه، مقابل 4 آلاف و638 وحدة.
وهبطت مبيعات الأتوبيسات فى السوق المحلية خلال الشهر ذاته بنسبة %18 لتسجل 522 مركبة، مقارنة مع 637 وحدة فى فترة المقارنة.
وتراجعت مبيعات الشاحنات بمختلف فئاتها بنسبة %32 لتصل إلى 920 وحدة، مقابل 1355 مركبة.
