يسعى المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية للمشاركة فى تنفيذ خطة الدولة لتوطين صناعتى الدواء ومستحضرات التجميل عبر التوسع فى زراعة النباتات الطبية والعطرية فى مصر، بدلا من استيراد المواد الخام من الخارج؛ إذ تم إطلاق برنامج لتسهيل التواصل بين المزارعين من جانب وشركات الإنتاج والتصدير من جانب آخر .
وأطلق المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية مبادرة للتواصل بين شركات إنتاج وتصدير النباتات الطبية والعطرية وكبار المزارعين فى مصر الوسطى والعليا فى محافظات المنيا وبنى سويف والفيوم وأسيوط وقنا، لمساعدتهم فى إجراء التعاقدات خلال الموسم المقبل بين الجانبين.
وكشفت مصادر مطلعة، لـ”المال”، أن هذه المبادرة تسهم فى سد الفجوة بين الموردين والمصدرين والمصانع، خاصة المزارعين المدربين على الممارسات الزراعية الجيدة والمعتمدين لدى المجلس، مما يوفر لهذه الشركات منتجات جيدة تحظى بقبول الأسواق العالمية والمحلية خلال الفترة المقبلة .
وأضافت المصادر أنه تمت دعوة العديد من شركات إنتاج وتصدير النباتات الطبية والعطرية للاشتراك فى التواصل عبر التسجيل لدى المجلس بهدف التعاقد مع أهم مزارعى محافظات المنيا، بنى سويف، الفيوم، أسيوط، وقنا الذين حصلوا على دورات تدريبية من قِبل المجلس التصديرى الحاصلات الزراعية ومشروع الابتكار الزراعى على أفضل الممارسات الزراعية لتحسين الجودة والإنتاجية وتلبية متطلبات التصدير لمحاصيل مثل اليانسون، الشمر، الشيح، البردقوش، والنعناع.
وتتضمن المبادرة المشاركة فى ملتقيات وفاعليات ثنائية بين الموردين والمصدرين، وسيتم التواصل مع الشركات للحضور، على أن يتم الاختيار من بين المزارعين بأسبقية التسجيل وسيتم تنظيم العديد من الفعاليات خلال الأشهر القادمة .
وأضافت المصادر أنه سيتم عقد الفاعليات فى مقر المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية منتصف مايو الحالى.
ويتم تنفيذ هذا البرنامج بالتعاون مع مشروع الابتكار الزراعى الذى تنفذه الوكالة الألمانية للتعاون الدولى ممثلة عن الحكومة الألمانية بالتعاون مع المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية وشركة MF Strategy وشركة كونسبت.
يذكر أن المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، كشف عن جهود تنفيذ الخطة الاستراتيجية لتعميق وتوطين صناعة الدواء ومستحضرات التجميل فى مصر عبر زيادة الصادرات من النباتات والأعشاب الطبية فى عام 2023 لـ258 مليون دولار، وزيادة صادرات مستحضرات التجميل بشكل ملحوظ فى عامى 2022 و2023 عن الأعوام السابقة إلى أكثر من 600 مليون.
من جانبه، أكد الدكتور ماهر أبو جبل عضو نقابة الزراعيين أن مستقبل النباتات الطبية والعطرية فى مصر مشرق، مشيرا إلى أن هناك استثمارات ضخمة تضخ فى هذا المجال، سواء من خلال افتتاح مشروعات زراعية فى مناطق مختلفة أم إقامة مصانع تعتمد على هذه المنتجات.
وأضاف “أبو جبل” أن النباتات الطبية والعطرية تمثل ما يزيد على مليار دولار صادرات سنويًّا فى صورة منتجات طازجة أو مستحضرات تجميل أو علاجية.
وأوضح أن هناك العديد من هذه النباتات تدخل فى إنتاج مستحضرات التجميل والأدوية، ويتم تصديرها للخارج بأرقام كبيرة نظرًا للجدوى الاقتصادية الكبيرة لصناعة الأدوية.
وطبقًا لمتحدث “الوزراء”، فقد تم توطين 83 مستحضرًا علاجيًّا حتى الآن فى مصر، وتبلغ الفاتورة الاستيرادية لمستحضراتها الأصلية 580 مليون دولار.
وأعلن المتحدث باسم مجلس الوزراء أن ما تم تنفيذه من الخطة الاستراتيجية لتوطين الصناعات الدوائية، ساهم فى تحقيق وفر فى الفاتورة الاستيرادية بشكل ملحوظ فى عام 2023 بنحو 500 مليون دولار، مقارنة بالأعوام السابقة .
وقال السيد القصير وزير الزراعة المصرى، فى بيان له مؤخرًا، إن هذه هناك طفرة فى مجال الصادرات الزراعية بعد أن نجحت مصر فى فتح 95 سوقًا خلال السنوات العشر الماضية وتصدير أكثر من 400 سلعة زراعية لـ160 دولة.
وأشار إلى أن التصدير يعد من أهم مصادر العملات الأجنبية، حيث بلغ إجمالى الصادرات من الإنتاج الزراعى الطازج والمصنع العام الماضى حوالى 9 ملايين دولار.
وأكد حسين عبد الرحمن أبو صدام نقيب الفلاحين أن زراعة محاصيل النباتات الطبية والعطرية تشتهر بها محافظة بنى سويف والمنيا وتحقق عوائد كبيرة لاسيما مع تحرير سعر صرف الدولار.
وأضاف عبد الرحمن أن محاصيل إنتاج التوابل مثل الفلفل والكمون والكسبرة اصبحت مربحة، وتشهد معدلات إقبال كبيرة على زراعتها، ولا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة.
يُذكر أنه طبقًا لوزير الزراعة فإنه تم تحقيق 939 مليون دولار عائد تصدير للحاصلات الزراعية خلال شهرى يناير وفبراير 2024، طبقًا للتقرير الصادر مؤخرًا عن هيئة الرقابة على الصادرات والواردات بوزارة التجارة والصناعة.
وتأتى الحاصلات الزراعية ثانى أكبر مورد للنقد الأجنبى لمصر بعد مواد البناء.