اتجه كثير من المزارعين فى العديد من المحافظات، خاصة وسط وشمال الصعيد والوادى الجديد لزراعة العديد من المحاصيل الطبية والعطرية نظرا لعوائدها غير المسبوقة، بعدما سجل عدد من الحاصلات الزراعية طفرة فى المساحات المزروعة منها، مدفوعة بالعوائد المجزية فى سعر بيعها بعد قرار البنك المركزى بتحرير سعر الصرف مؤخرًا.
فعلى سبيل المثال سجل سعر بيع طن الكمون خلال الفترة الماضية نصف مليون جنيه بدلًا من 250 ألف مؤخرا.
وعلى صعيد متصل، أكد عدد من المتعاملين فى القطاع الزراعى أن أبرز الأصناف التى تحقق عوائد تصديرية كبيرة حاليا هى الكراوية والكسبرة والنباتات الطبية مثل الكمون والينسون والبردقوش والريحان.
من جانبه، أكد حسين عبد الرحمن أبو صدام نقيب الفلاحين لـ” المال” أنه خلال الفترة الماضية عقب قرارات البنك المركزى بتوحيد سعر الصرف لجأ المزارعون للتوسع فى زراعة المحاصيل المختلفة.
وأفاد “عبد الرحمن” بأن هناك العديد من النباتات التى تحقق عوائد كبيرة وهى الكمون والكراوية والزعتر والبردقوش والريحان البلدى واليانسون والكزبرة والكركدية.
وصرح بأن إنتاجية الفدان تتراوح ما بين 800 كيلوجرام و3 أطنان، والسعر يتراوح من 80 إلى 220 ألف جنيه، وتصل إلى 500 ألف فى الكمون بحسب النوع والصنف.
وأوضح عبد الرحمن أن هناك زيادة فى سعر طن هذه المحاصيل بواقع 30 و%100 حسب معدلات الطلب والسعر العالمى.
يذكر أن صادرات مصر الزراعية خلال الربع الأول من 2024 تجاوزت 2٫2 مليون طن بقيمة 1.5 مليار دولار، بزيادة قدرها 300 مليون دولار عن نفس الفترة من العام السابق.
وقال السيد القصير وزير الزراعة المصرى فى بيان له مؤخرا إن هذه الطفرة فى مجال الصادرات الزراعية جاءت بعد أن نجحت مصر فى فتح 95 سوقا خلال العشر سنوات الماضية، وتصدير أكثر من 400 سلعة زراعية لـ160 دولة.
وأشار إلى أن التصدير يعد من أهم مصادر العملات الأجنبية، حيث بلغ إجمالى الصادرات من الإنتاج الزراعى الطازج والمصنع العام الماضى حوالى 9 ملايين دولار.
من جانبه أكد مصدر مسئول بالمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية أن هناك الكثير من المحاصيل التى حققت عوائد كثيرة خلال الفترة البينية من تحرير سعر الصرف وحتى الآن، مثل الطماطم والبطاطس والموالح والبصل والعنب والنباتات الطبية والعطرية.
وقررت الحكومة المصرية ممثلة فى البنك المركزى تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار فى مارس الماضى، ما أدى الى تراجع قيمة الجنيه من 31 إلى 48 جنيها للدولار فضلا عن رفع أسعار الفائدة بصورة كبيرة بـ %6.
وأضاف المصدر أن سعر طن العنب التصديرى مثل “الأيرلي” يصل إلى 3 آلاف دولار حاليا، مقابل 1000 خلال المواسم الماضية والبصل 350 دولارا والبطاطس 300 دولار.
يذكر أنه تم تحقيق 939 مليون دولار عائد تصدير للحاصلات الزراعية خلال شهرى يناير وفبراير 2024 طبقا للتقرير الصادر مؤخرا عن هيئة الرقابة على الصادرات والواردات بوزارة التجارة والصناعة.
وتأتى الحاصلات الزراعية تانى أكبر مورد للنقد الأجنبى لمصر بعد مواد.
من جانبه أكد الدكتور ماهر أبو جبل عضو نقابة الزراعين والمدير الأقليمى للشرق الوسط وشمال إفريقيا فى شركة ذا جيت أن العديد من المحاصيل سوف تستفيد من تخفيض قيمة الجنيه مثل النباتات الطبية والعطرية وكذلك الحاصلات البستانية مثل الموالح والفراولة.
وأكد أبو جبل أنه طبقا لبيانات الحكومة فأن الحاصلات الزراعية تعد من أبرز موارد الدولة الدولارية خلال الوقت الراهن ومصر مرشحة لتعزيز مكانتها بين الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة.
وأعلن السيد القصير وزير الزراعة خلال الفترة الماضية عن استقبال الأسواق السعودية للبصل المصرى، وجاء ذلك بناء على الاتصال الذى أجراه “القصير” مع المهندس عبد الرحمن الفضلى وزير الزراعة والبيئة والمياه بالمملكة.
كما تم التواصل على المستوى الفنى من خلال الحجر الزراعى المصرى بنظيره السعودى حيث تمت إعادة تواجد البصل المصرى على منصة استيراد المنتجات الزراعية الى المملكة العربية السعودية.
يأتى ذلك فى اطار جهود وزارة الزراعة لدعم منظومة الصادرات المصرية الى دول العالم .
وأكد بيان صادر عن وزارة الزراعة أنه تم استئناف تصدير البصل اعتبارا من أول أبريل الحالى مع بداية موسم الحصاد الجديد، حيث تم تصدير أكثر من 6000 طن حتى الآن إلى مختلف دول العالم بما فيها السعودية.
