Ad

أكد عدد من خبراء التكنولوجيا أن دخول شركات التكنولوجيا المصرية مجال السيارات الكهربائية يمثل نقلة نوعية لمستقبل النقل النظيف، كما أنها خطوة جريئة لا تعزز فقط من عوامل الاستدامة البيئية ولكنها تسهم أيضًا فى تنمية الاقتصاد المحلى وفتح آفاق جديدة للنمو، من خلال التخطيط الإستراتيجى والاستثمار الذكي، يمكن لمصر أن تحقق قفزة هائلة فى هذا المجال.

وقالوا إن دخول شركات التكنولوجيا مجال السيارات الكهربائية سيعيد تشكيل الصناعة بأكملها فى ظل وجود منافسة شديدة تجلب معها تحولات جذرية فى هذا القطاع الحيوي، متوقعين أن تتمتع هذه الشركات بمزايا كبيرة فى هذه السوق التى تعتبر من بين الأسرع نموًا فى العالم ، خاصة وأن لديها القدرة على الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتطوير مركبات ذكية متصلة بالإنترنت بشكل أفضل.

وأكدوا أن السيارات الكهربائية تأتى لتقدم حلاً واعدًا يجمع بين الكفاءة والمسئولية البيئية، مرجحين أن تلعب دورا محوريا فى التحول نحو مستقبل أخضر فى عالم يبحث عن أفضل حلول مستدامة للتحديات البيئية، خاصة مع تزايد الوعى بأهمية الحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة التى تساعد فى تفاقم أزمة الاحتباس الحراري.

يشار إلى أن «Crystal mind» المصرية العاملة فى مجال استشارات تكنولوجيا المعلومات تتفاوض على حقوق الوكالة الحصرية وتقديم خدمات الدعم الفنيللعلامة التجارية الصينية « أفاتار « لإنتاج السيارات الكهربائية فى مصر.

وبحسب تامر محمد رئيس «crystal mind» - فى تصريحات سابقة لـ» المال « - تأسست العلامة الصينية « أفاتار «بموجب شراكة بين ثلاثة كيانات عالمية هى هواوى وشنجان أوتوموبيل وCATL، وتمتلك الشركة حاليا موديلين هماAvatr 11وAvatr 12وتعتزم طرح إصدارين آخرين بنهاية العام الجاري.

وتتوقع الشركة انتهاء المباحثات مع الجانب الصينى فى يونيو المقبل ومن المرجح وصول أول دفعة منها خلال يوليو من العام ذاته ، علما بأن سعر السيارة الواحدة يبدأ من 2.5 مليون جنيه ويصل إلى 3.5 مليون فى الفئات الأعلي.

وقالتامر محمد سكرتير شعبة الاتصالات والتكنولوجيا المالية باتحاد الغرف التجارية والرئيس التنفيذى لـ «Crystal Pay» للحلول والاستشارات، إن دخول شركات التكنولوجيا مجال السيارات الكهربائية خطوة منطقية ومتوقعة إذ تلعب البرمجيات دورًا أساسيًا وحيويًا فى تشغيل هذه الفئة من الإصدارات المستحدثة.

وأشار إلى أنالتقنيات الحديثة بمثابة العقل المدبر لهذه المركبات وتتحكم فى جميع وظائفها تقريبًا، مقدرا نسبة مساهمة البرمجيات فى تشغيل السيارات الكهربائية بأكثر من %50 وتشمل تقنيات الاتصال بشَبكة الإنترنت والخدمات السحابية، حيث يُمكن لهذه البرنامج تحديث برمجيات السيارة عن بعد وتلقى بيانات المرور وأحوال الطقس.

ورأى أن مستقبل التنقل فى العالم سيعتمد بشكل أساسى على المركبات الكهربائية، مع هيمنة للسيارات الصينية على حصة سوقية كبيرة عالميا إذ تُقدم هذه الشركات مركباتها بأسعار تنافسية مع التركيز على عوامل الابتكار والتحديث المستمر.

وأوضح أن شركات تصنيع السيارات الكهربائية الأمريكية لديها كوادر مدربة ومؤهلة تمكنها من تقديم عوامل التخصيص لمختلف الأسواق العالمية، ولكن نظيرتها الصينية ما زالت تعتمد على كيانات أخرى تتولى عملية تخصيص النظم البرمجية للسيارات الكهربائية حسب البلد المستهلكة، إذ تختلف تفضيلات المستهلكين وتوقعاتهم من السيارات فيما يتعلق بالواجهة البرمجية وتجربة المستخدم بناءً على اللغة والثقافة المحلية.

وشدد على أهمية تخصيص نظم برمجية لتوفير واجهات مستخدم متعددة اللغات وتجارب تفاعلية متنوعة تناسب احتياجات السوق المستهدفة.

فيما قالمحمد حسام، مدير قنوات التوزيع الإقليمى بشركة «MCS» للحلول ، إن دخول شركات التكنولوجيا مجال استيراد السيارات الكهربائية بمصر خطوة جيدة تستهدف ضخ المزيد من الاستثمارات لتوطين صناعتها بالسوق المحلية ضمن رؤية مصر 2030 والتزامها بتحقيق أهداف الاستدامة وتماشيا مع تعهداتها الدولية خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP) التى انعقدت دورتها السابعة والعشرين فى مدينة شرم الشيخ فى 2022.

وأضاف أن التحول من السيارات التقليدية إلى الكهربائية بمثابة «نقلة حضارية» تنذر بثورة صناعية جديدة وتغيير مسار العديد من القطاعات وأسواق العمل على مستوى العالم، كما أنها بديل أكثر استدامة من الوقود الأحفورى لأنها لا تُصدر انبعاثات كربونية مما يُساهم فى مكافحة تغير المناخ وحماية البيئة.

وأشار إلى أن الاعتماد على السيارات الكهربائية يتيح العديد من الفوائد الاقتصادية، سواء على مستوى الدول ككيانات اقتصادية أو على المواطن العادي، مع تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يحد من التبعات الاقتصادية لتقلبات أسعار النفط العالمية ويقلل من فاتورة استيراد النفط، وبالنسبة للأفراد وعلى المدى الطويل، تقدم السيارات الكهربائية توفيرًا فى التكاليف بفضل انخفاض تكلفة الصيانة والتشغيل مقارنة مع السيارات التقليدية.

ولفت إلى أن السيارات الكهربائية تحتاج إلى صيانة أقل من نظيراتها التقليدية، مرجعا السبب إلى أن محركاتها أبسط وتحتوى على قطع متحركة أقل، مما يُقلل من التكاليف الإجمالية للصيانة والإصلاح.

وأكد أن السيارات الكهربائية ما زالت تواجه عددا من التحديات تحد من انتشارها على نطاق واسع فى مصر، فهى أغلى بشكل عام من السيارات التقليدية عند الشراء، و لا يزال مدى القيادة أقل من المسموح به للسيارات التقليدية كما أن البنية التحتية ما زالت غير ممهدة مع وجود عدد قليل ومحدود لمحطات الشحن، مما قد يُشكل تحديًا للمالكين.

من جانبه ، قالمحمد خليل المؤسس والرئيس التنفيذى لمنصة بيع السيارات « كارزمارت» ، إن صناعة السيارات العالمية تشهد تحولات كبيرة، وفى الآونة الأخيرة، أصبحت شركات السيارات الصينية تلعب دورًا متزايدا فى هذا المجال.

وأضاف «خليل» أن الشركات الصينية تتمتع بمزايا تنافسية كثيرة تمكنها من المنافسة بقوة مع نظيراتها الأمريكية بما فى ذلك «تسلا» إحدى أشهر العلامات التجارية فى هذا القطاع، مرجعا السبب لمعطيات الإنتاج التى تكون معظمها صينية الصنع مما يعنى انخفاض تكلفة الإنتاج.

وأوضح أن الصين تُعتبر واحدة من الدول الرائدة فى صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، إذتقوم عدة شركات بها بتصنيع بطاريات عالية الجودة وذات تقنيات متقدمة أبرزها شركة «BYD» وغيرها، كما تعمل أيضا على تطوير تقنيات متقدمة لزيادة كفاءة البطاريات وتقليل تكاليف إنتاجها، وهذا الارتباط بين تصنيع البطاريات وتطوير التكنولوجيا يعزز من مكانة الصين فى صناعة السيارات الكهربائية ويجعلها قوة مهيمنة فى هذا القطاع.

وأكد أن شركات السيارات الصينية تفوقت على «تسلا» من حيث المبيعات فى عدد من الأسواق، كما أنها أصبحت الأكثر طلبا،وعلى رغم تقديم «تسلا» سيارات عالية الجودة، فإن الشركات الصينية تتميز بالقدرة على تقديم سيارات ذات قيمة مضافة عالية بأسعار تنافسية، مما يعزز من جاذبية سياراتها لعدد أكبر من العملاء، خاصةً فى الأسواق الناشئة حيث يُعتبر السعر عاملًا مهمًا فى اتخاذ القرار بشراء السيارة.

وتابع إن الشركات الصينية للسيارات تقوم بتطوير تكنولوجيا المحركات الكهربائية والبطاريات بشكل متسارع، وهذا يمنحها ميزة تنافسية قوية، مع تقديم تقنيات بطاريات متطورة تضمن أداءً ممتازًا ومدى طويلا للسيارات الكهربائية، كما أنها تتفاخر بإتاحة مجموعة واسعة من الخيارات مع تشكيلة واسعة من السيارات بمختلف الأحجام والأسعار لتلائم مختلف الفئات.

فيما قال الدكتورأيمن الرفاعي، الرئيس التنفيذى لـ «IX Dev» البريطانية للحلول بمصر، إن دخول شركات التكنولوجيا فى قطاع المركبات الكهربائية يعود عليها بالعديد من المزايا،نتيجة وجود أوجه شبه وتكامل بين هاتين الصناعتين، منوها بأن شركات التكنولوجيا تتمتع بخبرة واسعة فى تطوير التقنيات الرقمية واستخدام الذكاء الاصطناعى وتطويعه، وهذه التقنيات بمثابة أساسيات لتطوير السيارات الكهربائية.

وأضاف أن التكامل بين البرمجيات الحديثة مثل الحوسبة السحابية وتكنولوجيا التحليلات الضخمة والروبوتات يمكن أن يحسن بشكل كبير أداء السيارات ويوفر تجربة أفضل للمستخدمين.

وأكد أن دخول شركات التكنولوجيا سوق المركبات الكهربائية يسهم فى تقديم سيارات أكثر تطورًا وفعالية وتواصلًا، لاسيما وأن هذه الشركات تشتهر بروح الابتكار والتطوير المستمر، وهذا يمكن أن يعزز من فرص تقديم السيارات الكهربائية بتقنيات وحلول مبتكرة تحسن من الأداء وعوامل سلامة السيارات الكهربائية.

وشدد على ضرورة التكامل بين شركات «السوفت وير» وشركات تصنيع السيارات الكهربائية، الأمر الذى أصبح أساسيًا ، مشيرا إلى أن هذا التعاون الوثيق يعزز القدرة على تطوير وتقديم سيارات كهربائية متقدمة تلبى توقعات المستهلكين فيما يتعلق بالأداء والتكنولوجيا والموثوقية وتقديم حلول مبتكرة تلبى احتياجات السوق المتغيرة بسرعة.

محمد : البرمجيات تساهم بـ%50 فى تشغيلها

خليل : الصين تطور محركاتها وبطارياتها بشكل متسارع