أكد مصنعان وعضوان بشعبة منتجات البلاستيك بالغرفة التجارية بالإسكندرية تحسن إنتاجية المصانع بعد توفر المواد الخام بالأسواق، وهو ما يفتح شهية العديد من المستثمرين إلى إعادة العمل بكامل طاقاتهم ، بعد أن اضطرت مصانع كبرى للتخفيض خلال أشهر ماضية لعدم وجود الخامات أو صعوبة الحصول عليها .
وأكدا أن نحو %80 من بعض الخامات المستخدمة فى الصناعة يتم استيرادها من الخارج ، مشيرين إلى أن توفرها وبأسعار مناسبة يعد من أبرز التحديات التى تواجه القطاع.
وأوضحا أن الاتجاه لتوفير تلك الخامات عبر تصنيعها محلياً سيعمل على حل كثير من المشكلات، منوهين إلى أن الفترات الماضية شهدت ارتفاعات فى سعر شحن البضائع التى تمر عبر البحر الأحمر، وقيمة التأمين نتيجة الهجمات التى يشنها الحوثيون على السفن الإسرائيلية بعد عدوانها على قطاع غزة.
وقال نادر عبد الهادى الرئيس السابق لشعبة منتجات البلاستيك بالغرفة التجارية بالإسكندرية إن حال القطاع الوقت الراهن أفضل كثيرًا مما كان عليه قبل عدة أشهر.
وأرجع عبد الهادى التحسن إلى العديد من الأسباب أهمها توافر الخامات التى تحتاجها الصناعة ،بعد أن عانت من ندرتها الفترة الماضية، وكان لها تأثير سلبى .
وأضاف فى تصريحات لـ»المال» أن توافر هذه الخامات أثر على سعرها بالانخفاض بشكل ملحوظ ،لافتاً إلى أن قطاع البى فى سى البلاستيكية على سبيل المثال كان سعر بعض الأصناف منه كالمواسير 80 ألف جنيه للطن ، بينما كان سعره داخل الشركات الحكومية 73 ألف.
وتابع عبد الهادى أن سعر نفس الخام أصبح يبلغ الآن 49.5 ألف جنيه للطن داخل هذه الشركات ، الأمر الذى انعكس على سعره بالأسواق، ليتراوح بين 52 إلى 53 ألف فى المتوسط .
وأشار إلى أن سعر الطن الواحد لمنتج البولى إيثيلين كان قد بلغ فى وقت سابق 84 ألف جنيه ، لينخفض حاليا إلى نحو 65 ألف.
وأكد على أن التراجعات السعرية كان لها انعكاسات على الأسواق أهمها التسهيل على الصناع والمنتجين والتخفيف من حدة المنافسة للحصول على الخامات .
وأشار إلى أن هناك مصانع كبرى كانت قد اتجهت فى الفترات الماضية لتخفيض طاقتها الإنتاجية نتيجة عدم توفر الخامات بالأسواق أو صعوبة الحصول عليها، إلا أنها عادت للعمل مؤخراً بصورة كاملة بعد تدبير مستلزماتها.
ولفت إلى أن هناك مؤسسات أخرى أيضا لجأت لشراء الخامات بأسعار مرتفعة ،بهدف الالتزام بمواعيد تسليم الشحنات التصديرية المتعاقدة عليها.
وأشار إلى أن صفقة تطوير منطقة رأس الحكمة التى أبرمتها الحكومة مع الإمارات العربية المتحدة انعكست بالإيجاب على الأسواق .
و قال نور الدين شيحه نائب رئيس مجلس إدارة شعبة منتجات البلاستك فى الغرفة التجارية بالإسكندرية إنه رغم نقص كميات بعض الخامات التى قد لا تتوفر بشكل كبير فى السوق المحلية، إلا أن انخفاض الإقبال يدفع إلى عدم الشعور بذلك الانخفاض فى مستلزمات الإنتاج.
وأشار لـ»المال» إلى أن المملكة العربية السعودية أصدرت بعض القواعد والاشتراطات الخاصة بتصدير البولى بروبلين الخام، وهو الأمر الذى ساهم فى شح فى هذا الخام فى سوقنا المحلية .
وأوضح أن البولى بروبلين هو المادة الخام الرئيسية التى يعتمد عليها ما يتراوح بين 50 إلى %60 من مصانع البلاستيك العاملة فى مصر.
ولفت إلى أن هذا الخام يدخل فى صناعات الأدوات المنزلية وبعض مواسير المياه وماكينات الأفلام والأكياس وبعض السجاد، الأمر الذى يؤكد مدى أهميته للمصنعين.
وأشار إلى أن أحد المصانع الكبرى العاملة فى تصنيع السجاد اتجه لإنشاء مصنع لإنتاج البولى بروبليين لتلبية احتياجاته من الخام .
وتابع أن %80 من الخامات المستخدمة فى الصناعة يتم استيرادها من الخارج وبشكل رئيسى من دول الخليج مثل عمان والأمارات والسعودية ، الأمر الذى يجعل مدى توافر تلك الخامات وبأسعار مناسبة من أبرز المشاكل التى تواجه القطاع.
وكشفت بيانات سابقة صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع قيمة واردات مصر من اللدائن ومصنوعاتها إلى نحو 5.9 مليــار دولار عــام 2022، مقابل 4.7 مليار دولار لعام 2021 بنسبة زيادة قدرها %24.1.
ونوه «شيحة» إلى أن الارتفاعات التى شهدتها أسعار شحن البضائع التى تمر عبر البحر الأحمر خلال الفترة الماضية، وزيادات قيمة التأمين على الشحن نتيجة الهجمات التى يشنها الحوثيون على السفن الإسرائيلية أو التى تنقل بضائع لها بعد عدوانها على قطاع غزة.
وأكد أهمية مساعدة الحكومة للمصانع لزيادة قدراتها التصديرية ، الأمر الذى يصب فى النهاية فى الارتقاء بالحصيلة الدولارية.
وكان أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة قال مؤخرا إن صادرات منتجات البلاستيك واللدائن بلغت خلال العام الماضى نحو 1.55 مليار دولار، مشيراً إلى أنه تم تخصيص مجمعى مرغم 1 و2 بالإسكندرية لتلك الصناعة بما يسهم فى النهوض بها.
وقدر تقرير حديث صادر عن مؤسسة موردور البحثية الهندية حجم سوق التغليف البلاستيكى فى مصر خلال العام الجارى بـ 2.33 مليار دولار ، متوقعا أن يصل إلى 2.75 مليار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوى مركب قدره %3.41 ، مدفوعًا بعدة عوامل تتضمن أنماط الحياة المتطورة، وزيادة سكان الحضر، وتوسيع النشاط الاقتصادى على الصعيد الوطنى.
عبد الهادى : القطاع أفضل كثيرا حاليًا
شيحه: البولى بروبلين يعد العنصر الرئيسى
