«النقل» تراهن على السكك الحديدية فى تنشيط استثمارات القطاع الخاص بالموانئ الجافة واللوجستية

Ad

تراهن وزارة النقل على 3 مشروعات سكك حديدية تشمل «لوجستيات التجارة بين القاهرة والإسكندرية»، و «الفردان - القنطرة -شرق بورسعيد -العريش - طابا»، و خط «الروبيكى – العاشر من رمضان – بلبيس» المقرر تنفيذها بتكلفة تصل إلى 80 مليار جنيه، لجذب استثمارات القطاع الخاص فى الموانئ البرية والمناطق اللوجستية.

تتلخص فكرة الموانئ الجافة فى توفير مساحات بديلة لأرصفة الموانئ البحرية، ما يسهم فى سرعة التفريغ والتحرك دون انتظار أو تكاليف غرامات إضافية.

كما تقوم بالقضاء على زمن الانتظار، وهو ما سينعكس على السلع النهائية وانخفاض سعرها، ما يعمل على خلق ميزة تنافسية المنتج المصرى بين المستوردين والمصدرين، لاسيما أن الميناء الجاف يعتبر منطقة وصول وتحرك للبضائع، فعند استيراد منتجات يتم الكشف عليها من خلال جميع جهات الرقابة على الصادرات والواردات، والحجر الزراعى، والصحى، وجهات العرض الأخرى.

ويتم بعدها إنهاء جميع الإجراءات داخل الميناء الجاف، ثم التوجه إلى «البحرى»، ليتم تحميل البضائع على المركب وتغادر دون أية إجراءات أخرى، ما يسهم فى تخفيف العديد من الغرامات التى تقدر بملايين الدولارات على المستورد التى يتم وضعها فى نهاية المطاف على عاتق المستهلك.

ويتضمن مخطط وزارة النقل تشييد 25 منطقة لوجستية وميناء جاف موزعة محافظات الجمهورية، منها 5 من على مطار مسار العريش حتى مدينة طابا على الحدود الشرقية، مرتبطة بشبكة سكة حديد لنقل البضائع من وإلى نظيرتها البحرية.

كشفت مصادر عن أن المشروع الأول محور لوجستيات التجارة «القاهرة – الإسكندرية» يستهدف من تنفيذه حل أزمة الازدحام الحالية بين محطتى إمبابة والمرازيق، مع مراعاة النمو المتوقع فى حركة قطارات الشحن عبر التركيز على تطوير البنية التحتية لمنظومة النقل، وإنشاء مراكز التوزيع والتجميع على شبكتى الطرق والسكك الحديدية، ومحطات مناولة الحاويات بالموانئ الجافة.

وتعول الوزارة على محور «القاهرة – الإسكندرية» فى استيعاب الزيادة المتوقعة للصادرات والواردات بنسبة %5.8 عقب تنفيذها، لاسيما أن مينائى الإسكندرية والدخيلة، لديهما القدرة على استيعاب %55 فقط من الحاويات بمصر، ومن ثم هناك حاجة لتوزيع البضائع على موانئ أخرى، عبر وسيلة نقل مناسبة من حيث السرعة والتكلفة.

ويحتوى المشروع على إنشاء خط أحادى المسار من الميناء الجاف بمدينة السادس من أكتوبر إلى محطة بنى سلامة على خط المناشى بطول حوالى 68 كيلومترا، إضافة إلى ربط الواحات بقطارات صعيد مصر، وتجديد ورفع كفاءة وتطوير نظم الإشارات بطول 67 كيلومترا.

كما يتضمن أيضًا تنفيذ أعمال ازدواج وتطوير نظم الإشارات والاتصالات والسكة خط «بشتيل – الاتحاد» بطول 90 كيلومترا، إلى جانب تحديث مسار «الاتحاد – إيتاى البارود» حوالى 27 كيلومترا، مصحوبا بتنفيذ أعمال تجديد شامل لخط «الاتحاد – التفرع» بطول 96 كيلومترا.

أضافت المصادر أن لجنة عليا تعكف حاليا على تقييم عروض التحالفات والكيانات المحلية المتنافسة على توريد وتركيب أنظمة الإشارات والاتصالات وأعمال المسار للمشروع، بتكلفة تصل إلى 388 مليون دولار.

وتمول الوزارة الأعمال المذكورة عبر جزء من قرض البنك الدولى الموجه لشراء تلك الأنظمة وتبلغ قيمته 400 مليون دولار.

وتضم قائمة الكيانات المتنافسة حاليا على اقتناص أعمال توريد وتركيب الأنظمة للمشروع،كلٌ من «مجموعة تاليس» و«ألستوم» الفرنسيتين، و«سيمنز» الألمانية، بالإضافة إلى شركتى «سى آر آر سى» و«سى آر آى جى» الصينيتين.

ويشارك البنك الدولى الهيئة فى تأهيل المتقدمين للمناقصة كونه يساهم فى تمويل المشروع، والذى يهدف إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى لقطاعى اللوجستيات والسكك الحديدية فى القاهرة، وخلق فرص لمشاركة القطاع الخاص فى إدارة منظومة نقل البضائع بالقطارات.

كشفت المصادر عن تضاعف تكلفة الأعمال المدنية والتى تشمل جسر المسار، والمحطات، والمزلقانات، ومواقع التخزين وبعض الأسوار التى تقام على جانبى المشروع، نتيجة تحرير سعر الصرف، وارتفاع أسعار المحروقات.

تطمح وزارة النقل زيادة حجم المنقول من البضائع عبر شبكة السكة الحديدية إلى 30 مليون طن بحلول عام 2030 لتقليل الأحمال على الطرق والحفاظ.

أشار أحد المصادر إلى أنه وفقا لدراسات الجدوى للمشروع فإنه سيتم تشغيل 15 قطار حاويات فى اليوم الواحد على مسار المشروع فور تنفيذه، فضلا عن أنه سيكون الناقل الرسمى للسلع الاستراتيجية ومنها القمح من ميناء الإسكندرية إلى صوامع التخزين المنتشرة فى محافظات الجمهورية.

تنفيذ حاليا الهيئة العامة لمشروعات الطرق والكبارى التابعة لوزارة النقل، الأعمال الانشائية للمحطات والجسور.

فى سياق متصل ذكرت المصادر أن خط سكة حديد «بلبيس - العاشر من رمضان- الروبيكى»، سيكون حلقة الربط الرئيسية فى عملية نقل ما يقرب من مليون طن بضائع من وإلى ميناء العاشر من رمضان الجاف، فضلا عن ربط مدينة العاشر من رمضان مباشرة بالشبكة الحالية.

تنفذ الشركة القابضة لمشروعات الطرق والكبارى والنقل البرى الأعمال المدنية وتضم المحطات والجسر لمسافة 69 كيلومترًا، بتكلفة تقدر بحوالى 1.5 مليار جنيه، فضلا عن أعمال خارجية تتمثل فى الأنظمة الإلكترونية والإشارات والاتصالات والتحكم المركزى ممولة من خلال قرض خارجى ميسر من الوكالة الفرنسية للتنمية، والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار، بقيمة 220 مليون دولار مطروحة حاليا على الشركات الدولية، ويستهدف ترسيتها على التحالف المناسب خلال النصف الثانى من العام الحالي.

وأعلنت وزارة النقل فى بيان سابق أن تنفيذ المشروع يأتى ضمن خطة بناء ممر «السخنة – الإسكندرية» اللوجستي، والذى يتكون من شبكة تربط ميناء السخنة، عن طريق الاعتماد على القطار الكهربائى السريع فى مساره الأول، مرورًا بنظيره الجاف فى العاشر من رمضان عبر خط «الروبيكى- بلبيس» متصلا بباقى خطوط الهيئة للوصول إلى ميناء الإسكندرية.

أما المشروع الثالث فيتضمن إعادة تطوير سكة حديد «الفردان – شرق بورسعيد – رفح – طابا» بطول 435 كيلو مترًا، لافتة إلى أن تكلفة الأعمال المدنية والتى تشمل المسار والمحطات تصل إلى 20.4 مليار جنيه، وسيكون خطًا رئيسيًا فى خدمة 5 مناطق لوجستية ستقام من ميناء العريش حتى منفذ طابا البرى.

لجنة عليا لتقييم المتنافسين على أعمال بقيمة 388 مليون دولار بمحور «القاهرة - الإسكندرية»

ترسية مهام بـ220 مليون يورو بخط « العاشر من رمضان - الروبيكي» النصف الثانى من 2024