تسير البورصة المصرية فى اتجاه متذبذب نسبيا منذ قرارالبنك المركزى المصرى يوم 6 مارس الماضى، برفع أسعار الفائدة %6 دفعة واحدة.
وفى ظل اعتماد العديد من مستثمرى البورصة المصرية على تعاملات الشراء بالهامش، حاولت “المال” رصد آراء عدد من شركات السمسرة فى البورصة المصرية، حول حقيقة تأثر السوق فى هذا الجانب تزامنًا مع قرارات البنك المركزى الأخيرة.
ويعتبر الشراء الهامشى هو اتفاق مبرم بين شركة سمسرة وأحد عملائها لتوفير التمويل المطلوب لسداد جزء من ثمن الأوراق المالية المشتراة لحساب الثانى، وغالبًا ما تعتمد الأولى فى تدبير السيولة اللازمة من البنوك.
وبناء على ذلك تقوم شركة السمسرة بوضع هامش ربح لصالحها إلى جانب نسبة الفائدة من البنك، التى يتحملها العميل.
واتفق الخبراء على أنه قد يكون هناك تأثيرات على عمليات الشراء الهامشى، جراء رفع أسعار الفائدة، نتيجة لتحفظ شركات السمسرة فى عمليات المنح، وكذلك حصول العملاء على تمويلات جديدة، تحسبًا لأى حالات هبوط مفاجئةللبورصة المصرية.
وقالوا إن التأثير عادة يكون بصورة غير مباشرة، بمعنى أن البورصة المصرية تمر بحالة من الحركة التذبذبية المائلة للهبوط، وبالتالى فإن النصائح التى تُسدى للمستثمرين هى التريث فى عمليات الشراء الهامشى بشكل عام، سواء بتكلفة مرتفعة أو منخفضة.
وعلمت “المال” أن رصيد عمليات الشراء الهامشى التراكمى فى البورصة المصرية سجل نحو 9.2 مليار جنيه بجلسة 6 مارس الماضى، فيما بلغت 9.4 مليار بنهاية تعاملات جلسة 21 من الشهر ذاته.
وقالت الجهة المسئولة إن أسعار الفائدة ليست هى الأساس فى زيادة أو انخفاض حجم عمليات المارجن فى البورصة المصرية، وإنما فترات صعود المؤشرات.
ونوهت بأنه بالنظر للأرقام الموضحة بين جلسة 6 مارس وحتى نهاية فترة الرصد، تعتبر القيمة واحدة، مرجعة ذلك لحالة السوق خلال تلك الجلسات.
من جانبه، قال محمد فاروق العضو المنتدب لشركة “جلوبال إنفست” لتداول الأوراق المالية،إن شركات السمسرة فى مثل الأحوالالراهنة تتحفظ وإن كان بشكل محدود فى عمليات منح المارجن للمستثمرين الأفراد.
ولفت إلى أن حالة التحفظ تلك طبيعية خوفًا من أى تذبذبات فى السوق، وسبق أن حدثت فى فترات تم فيها رفع الفائدة.
وأشار “فاروق” إلى أن الأفراد أيضًا يحدث لديهم تخوف ما من زيادة حجم المارجن أو التوسع فيه، ومن ثم تراجع السوق والاضطرار لتفعيل عمليات الـ “Margin Call” وبالتالى خسارة المحفظة.
ولفت إلى وجود شق آخر ايجابى، وهو أن عمليات التحفظ تلك، تدفع لظهور المتعامل المحترف، الذى لديه المعرفة الكاملة بتوقيت زيادة حجم المارجن أو تفعيل عملية وقف الخسائر من عدمه، واعتبر أن هذا سيعمل على زيادة عمق السوق.
وبشكل عام شدد العضو المنتدب لشركة “جلوبال إنفست” لتداول الأوراق المالية،على أنه حال حدوث تأثيرات فعلية على السوق فستكون بسيطة، وغير مؤثرة بصورة كبيرة على إجمالى التعاملات.
وعلى صعيد شركة “جلوبال إنفست” قال إنها تلجأ لتمويل عمليات الشراء الهامشى لديها من سيولتها الذاتية.
وقال إيهاب رشاد نائب رئيس مجلس الإدارة لشركة “مباشر كابيتال هولدنج”، إن زيادة أسعار الفائدة وخاصة إن كانت بنسب كبيرة مثل ما حدث خلال المرة الأخيرة، فإنها تؤثر على أوضاع البورصة المصرية بشكل عام.
وأوضح أن زيادة الفائدةتؤدى إلى رفع تكلفة الاقتراض، وهدوء الشركات فى اللجوء لتلك العملية، ومن ثم قلة التعامل عن طريق “المارجن”.
وأضاف “رشاد” أن زيادة معدلات الفائدة لن تؤثر على عمليات الشراء الهامشى فقط، ولكن على جميع المستثمرين العاملين فى المجالات المختلفة والمعتمدين بشكل أساسى على الاقتراض البنكى.
وتابع إن هناك ما يشبه توجه عام فى المنطقة لرفع الفائدة بغرض زيادة الأموال الساخنة فى الأسواق، مرجحًا أن تكون هناك زيادة جديدة فى المعدلات خلال الفترة الباقية من العام.
وألمح إلى أنه لا يمكن حسم مدى تأثر عمليات الشراء الهامشى فى البورصة المصرية، ولكن هى معتمدة على النسبة المحققة يوميًا من إجمالى التداولات، موضحًا أن هبوط وتذبذب السوق هو العامل الرئيسى فى هدوء “المارجن”.
وقال إن أى تراجع فى أسعار الفائدة سيكون إيجابيًا لجميع أنواع المستثمرين سواء فى البورصة المصرية أو غير ذلك.
وقال عامر عبد القادررئيس قطاع السمسرة للتطوير بشركة “بايونيرز لتداول الأوراق المالية”،إن تأثر عمليات الشراء الهامشى برفع الفائدة غالبًا ما يكون محدودا، وليس له تأثيرات واضحة.
وأضاف أن عميل الشراء الهامشى عادة ما يعتمد على تلك الآلية بشكل أساسى، ولا يمكنه الاستغناء عنها حتى وإن ارتفعت التكلفة، ولكن الأساس أن يكون هناك ارتفاع فى السوق حتى يتمكن من تحقيق عوائد مجزية.
ولفت “عبد القادر” إلى أن الفترة التى أعقبت يوم 6 مارس الماضى، تعتبر نهاية الربع الأول من العام وعادة ما تتمثل بهدوء التعاملات، فى ظل لجوء المستثمرين لإغلاق المراكز الشرائية وجنى الأرباح على الأوراق المالية التى وصلت لمستويات مرتفعة للغاية مثل سهم مجموعة طلعت مصطفى و”بالم هيلز”.
وتوقع تحسن حركة السوق مع بداية الربع الثانى، تزامنًا مع بدء استقرار الأوضاع على الصعيد المحلى بشكل عام، فى ظل قرار توحيد أسعار الصرف، وانتهاء عمليات التسعير السابقة وفقًا لدولار السوق السوداء التى قارب70 جنيها فى وقت ما.
وعلى صعيد شركة “بايونيرز”، لفت إلى أنها لم تلحظ خلال تلك الفترة أى تأثر فى عمليات الشراء الهامشى من جانب عملائها التابعين.
وقال“عبدالقادر” إنه على الرغم من تراجع قيم التداولات فى الوقت الراهن عند 3 مليارات جنيه، مقارنة مع الفترات السابقة التى وصلت فيها لأكثر من 8 مليارات، فإننى أعتبر أنها لا تزال مرتفعة.
ولفت إلى أنه فى الفترة منذ بداية العام الجاريوقبل قرارات البنك المركزى المصرى الأخيرة ارتفع التعامل فى البورصة المصرية بشكل عام، كما زاد الإقبال على الشراء الهامشى بشكل خاص.
وأشار إلى وجود فرص كبيرة للشراء خلال الربع الثانى من العام الجارى، تزامنًا مع وصول عدد كبير من الأوراق المالية لمضاعفات ربحية منخفضة.
وعلى سبيل المثال أوضح أن سهم البنك التجارى الدولى، لديه فرصة شراء جيدة عند مستوى 81 جنيها، ومنها سيتحرك باتجاه صاعد عند 105 جنيهات، ونفس السعر بالنسبة لشركة “الدلتا للسكر”.
وتوقع أن تصل شركة أوراسكوم كونستراكشون لحوالى 320 جنيها، وهناك نقطة شراء مهمة لـ”بالم هيلز”، عند 3.21 جنيه وهى تستهدف 4.10 جنيه، فيما تستهدف راية القابضة مستوى 6.20 جنيه، على أن تُسجل المؤشرات بشكل عام قممًا جديدة.

وقال أحمد السيد العضو المنتدب بشركة “فيصل لتداول الأوراق المالية”، إن بعض متعاملى المارجن قد يلجأون لتقليل مراكزهم الشرائية تزامنًا مع رفع أسعار الفائدة ولكن ليس بشكل مبالغ فيه.
وأضاف أن السوق تتحرك منذ فترة فى اتجاه عرضى مائل للهبوط، ترقبًا لوضع سعر الدولار الرسمى هل يستقر عند الحدود الحالية أم سيتعرض للهبوط أو التراجع.
ولفت “السيد” إلى أنه على الرغم من ذلك فإن المتعاملين الأجانب لجأوا للشراء منذ بداية العام، على عكس توجههم البيعى خلال العام الماضى، بدعم من نظرتهم لبدء توافر السيولة واستقرار سعر الجنيه.
وشدد على ضرورة وجود طروحات جديدة فى السوق لزيادة البضاعة المتاحة، حتى تعمل على جذب مستثمرين جُدد، حتى تصل إلى مرحلة جيدة مقارنة بنظائرها المجاورة مثل السعودية على سبيل المثال.
سجلت 9.2 مليار جنيه و9.4 مليار بجلستى 6 و21 مارس على الترتيب
محمد فاروق: لم نلحظ أى تغيرات.. وهناك شق إيجابى خاص بظهور المتعامل المحترف
عامر عبد القادر : ننتظر قممًاجديدة بالربع الثانى وحزمة أسهم تستعد للتألق مع وصولها لمضاعفات ربحية منخفضة
إيهاب رشاد: الهبوط والتذبذب هما الأكثر تأثيرًا
أحمد السيد: السوق فى حاجة إلى طروحات جديدة لتنويع البضاعة وجذب مستثمرين جُدد
