تصدرت كل من فولكس فاجن ومرسيدس مبيعات سوق السيارات بألمانيا خلال شهرى يناير وفبراير الماضيين، بحصة سوقية إجمالية تقارب %29 بعد تمكنهما مجتمعتين من بيع ما يقارب 123 ألف وحدة من الأرقام الإجمالية البالغة نحو 429 ألف وحدة.
وفيما يتعلق بقائمة العلامات التجارية الأكثر مبيعًا للسيارات فى ألمانيا بأول شهرين من السنة الحالية جاءت فولكس فاجن كانت فى المركز الأول بمبيعات تقارب 82 ألف وحدة تقتنص بمفردها حصة سوقية تصل إلى %19 وتبعتها مرسيدس فى المركز الثانى بعد بيعها 41 ألف وحدة تقريبًا لتستحوذ على %10 من المبيعات الإجمالية.
أما سكودا التى باعت 33 ألف وحدة فحصلت على المرتبة الثالثة بحصة سوقية تقارب %8 وتبعتها BMW التى باعت نحو 32 ألف مركبة بنسبة %7.5 من جملة مبيعات السوق الألمانية.
وكان المركز الخامس من نصيب أودى التى بلغت مبيعاتها 30 ألف وحدة بما يقارب %6.9 وتبعتها أوبل بواقع 24 ألف وحدة بحصة 5.6%، وسيات التى باعت 16 ألف سيارة بنسبة %3.9 من جملة مبيعات السوق الألمانية.
أما فورد التى باعت 15 ألف سيارة فاءت فى المركز الثامن بحصة سوقية تقارب %3.5 وتبعتها هيونداى التى احتلت المركز التاسع بعد بيعها 14 ألف مركبة مستحوذة على %3.3 تليها تويوتا التى حلت فى المركز العاشر بعد بيع 13 ألف وحدة بنسبة %3 من المبيعات الإجمالية للسوق الألمانية.
وبقائمة الطرازات الأكثر مبيعا جاءت فولكس فاجن جولف فى المركز العاشر، تليها شقيقتها تيجوان.
وتعد سوق السيارات الألمانية هى الأكبر فى أوروبا، وقد شهدت العديد من مراحل الصعود والهبوط خلال السنوات الـ14 الماضية ابتداء من عام 2010 إلى عام 2013، ظلت السوق الألمانية بين 2.6 مليون و2.8 مليون مركبة، مع اختلافات سنوية لا تتجاوز نسبتها %7 فى كلا الاتجاهين.
وفى عام 2014، بدأ اتجاه صعودى لمدة 4 سنوات والذى حقق أعلى مستوياته على الإطلاق لمدة 3 سنوات متتالية، ليصل إلى الحد الأقصى فى عام 2017 عند 3.51 مليون.
وبين عامى 2018 و2019، نمت السوق الألمانية إلى 3.6 مليون وحدة، لكن وصول وباء كورونا فى عام 2020 هبط بالمبيعات بنسبة %19 إلى ما دون مستوى 3 ملايين وحدة.
و استمر الانكماش خلال 2021 مع انخفاض السوق بنسبة %10 وبقى ثابتًا نسبيًا فى 2022 الذى شهد نموًا محدودًا بنسبة %1 بفعل الاضطراب فى سلاسل التوريد العالمية والناجم عن نقص المواد الخام، ولا سيما اللازمة لإنتاج الرقائق الدقيقة، فضلًا عن الإجراءات التى تتبناها السلطات للتحول نحو المركبات خالية الانبعاثات مرتفعة الثمن والتى لا تتناسب مع القدرة الشرائية لمحدودى الدخل.
وفى 2023 سجلت سوق السيارات الألمانية نموّا بنسبة %7.4 لتصل مستوى 2.83 مليون وحدة.
وتنتظر ألمانيا كغيرها من أسواق الاتحاد الأوروبى تغيرات كبيرة فى خريطة السوق مع الإجراءات المتخذة لتعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة، فقد أصبح مستقبل الصناعة فى أوروبا وتخضيرها أولوية رئيسية مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الأوروبية فى ربيع 2024.
ويراهن البعض على استخدام أساطيل النقل العاملة بالطاقة الكهربائية التابعة للكيانات التجارية فى أوروبا للإسراع بالانتقال إلى أهداف «صفر انبعاثات»، باعتبار أن الشركات تستحوذ على غالبية مبيعات السيارات الجديدة من جهة، وتحتفظ بها لفترات قصيرة تصل لنحو 4 سنوات فقط، وتقوم بإعادة بيعها للأفراد كمركبات مستعملة، ومن ثم فإن العاملة بالكهرباء تينعش التنقل النظيف.
