رسمت بحوث إى أف جى هيرميس التابعة لـ«إى أف جى القابضة» سيناريوهات إيرادات وربحية 3 شركات مُدرجة بالبورصة، فى ظل مجموعة من الفرص يقابلها حزمة من التحديات، وسط توقعات نمو القطاع الدوائى بشكل عام، بدعم مزيد من الزيادات السعرية.
وقالت بحوث هيرميس رغم ما يواجهه مصنعو الأدوية المصريون من تحديات مثل ضعف الجنيه، بجانب استمرار الضغوط التضخمية عالميا جراء ارتفاع أسعار الشحن بسبب اضطرابات البحر الأحمر حيث أن كافة المواد الخام الفعالة مستوردة، فقد اكتسب المصنعون خبرة من التعويم السابق فى 2016، واستطاعوا تحقيق أداءً جيدًا، مدللة على ذلك بالإشارة إلى إيبيكو التى ارتفعت أرباحها المجمعة %54 فى الأشهر التسعة الأولى من 2023، وراميدا بنمو %9 فى الربع الثالث من العام الماضى.
وترى بحوث إى أف جى هيرميس أن كلا الشركتين راميدا وإيبيكو مستعدتان للاستمرار فى تحقيق أداء قوى رغم المزيد من الضعف الوشيك للجنيه، وذلك بدعم عدة عوامل تشمل؛ وجود مخزون مدخلات إنتاج كافى يصل إلى ثمانية أشهر لـ«إيبيكو»، وأربعة لـ«راميدا» ما من شأنه أن يدعم هوامش الربحية، واستراتيجية استباقية لإعادة التسعير.
وكذلك نمو صادرات بلغ نحو %29 من إيرادات إيبيكو خلال أول 9 أشهر من العام الماضي، و11% لشركة راميدا، بما يغطى نسبة كبيرة من احتياجات العملات الأجنبية %70 للأولى و%40 للثانية، بجانب الرصيد من البنوك.
وتوقعت «إى أف جى القابضة» نمو إيرادات إيبيكو بواقع 32% العام الحالي، وراميدا %33 وابن سينا %28.
إيبيكو
ورفعت بحوث إى أف جى هيرميس السعر المستهدف لسهم إيبيكو إلى 71 جنيهًا، مقارنة بـ 40 سابقا، متوقعة أن تحقق صافى ربح 786 مليون ، وإيرادات 7.103 مليار فى 2024، وهى مستويات أعلى من المستهدفات المعلنة من الشركة عند 6.5 مليار.
وترى وحدة البحوث أن إيبيكو تتمتع بمجموعة من الفرص تشمل جولة جديدة من زيادات الأسعار، ومكاسب أقوى للحصة السوقية، وإيرادات تصديرية أكبر، وزيادة مساهمة مصنع الأدوية الحيوية فى الإيرادات لتصل إلى %12 بحلول 2028.
وفى المقابل تواجه إيبيكو حزمة تحديات تتضمن العجز عن استعادة كامل حصتها السوقية المفقودة محليا، وضعف الإيرادات التصديرية، وخطر تركز المنتجات حيث تساهم المضادات الحيوية بـ%40 من الإيرادات المحلية، وضغوط العملات الأجنبية على المواد الخام المستورد غالبيتها وتكلفة العمالة.
وحققت إيبيكو %28 نموًا فى صافى أرباحها المجمعة العام الماضى لتسجل 823.306 مليون جنيه، مقابل 643.76 مليون بنهاية 2022، مع الأخذ فى الاعتبار حقوق الأقلية، ودعم هذه الزيادة ارتفاع المبيعات إلى 5.2 مليار جنيه، مقابل 3.95 مليار ، وفقا للبيانات المعلنة من الشركة.
وتوقعت إيبيكو بدء إنشاءات المرحلة الأولى من مشروع الشركة العربية للخامات الصيدلية والمتوقع أن تستغرق ما يقرب من 32 شهرًا، باستثمارات مقدرة 101 مليون دولار، فيما تبلغ استثمارات المرحلة الثانية 60 مليون ، ويتم إنشاء المشروع فى المنطقة الصناعية بالعين السخنة على مساحة 85 ألف متر مربع.
راميدا
ورفعت بحوث إى أف جى هيرميس السعر المستهدف لسهم راميدا إلى 3.8 جنيه، مقارنة بـ 3.01 سابقا، مع توصية بالشراء.
وتوقعت أن تحقق الشركة إيرادات 2.6 مليار جنيه العام الحالي، ترتفع إلى 3.060 مليار فى 2025، وصافى ربح 353 ، و480 مليون جنيه على الترتيب.
وترى أن راميدا تتمتع بحزمة من العوامل الداعمة تتضمن طرح منتجات أكثر من المخطط ، ومشاركة أعلى لها فى الإيرادات بسبب ارتفاع أسعارها وهوامشها، ونمو أسرع لسوق الأدوية بواقع %17 سنويا مركبا خلال 5 أعوام، وهوامش أعلى من المتوقع.
وفى المقابل تجابه راميدا مجموعة من الضغوط من بينها اضطرابات طويلة الأمد فى السوق المحلية، والعجز عن تجاوز أى ضعف آخر للجنيه، وكذلك المبيعات التصديرية، ومخاطر تركز المنتجات حيث تستحوذ 10 منتجات على %66 من المبيعات، وضغوط سعر الصرف، وتكلفة العمالة والضغوط التشغيلية.
وكانت راميدا أعلنت نهاية العام الماضى إطلاق منتج جديد لعلاج السكر من النوع الثاني، متوقعة أن يحقق إيرادات تتجاوز الـ20 مليون جنيه خلال أول عام من الطرح، وهامش ربح يتجاوز %70، مما سيؤدى إلى الحد من تأثير تقلبات أسعار الصرف على ربحية الشركة مستقبلًا.
ابن سينا فارما
وقالت بحوث إى أف جى هيرميس إن ابن سينا حققت أداء قويا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضى لتتفوق على السوق بشكل عام، حيث نمت إيراداتها %50 مقارنة بـ %25 للسوق بشكل عام.
وأرجعت ذلك إلى استفادة الشركة من الصعوبات المالية الأخيرة التى واجهها أكبر موزع أدوية فى مصر والذى كان يحتل المرتبة الأولى قبل أن تستحوذ ابن سينا عليه مؤخرا.
وحققت أرباح ابن سينا قبل الإهلاك، والاستهلاك، والفوائد، والضرائب، نموا قويا بلغ %73 على أساس سنوى خلال الفترة المذكورة، وتوقعت بحوث إى أف جى هيرميس استمرار النمو القوى للأرباح بواقع %37 سنويا بنهاية 2024، يليه معدل نمو سنوى مركب %33 على مدى 4 أعوام.
وأبقت بحوث إى أف جى هيرميسعلى توصية محايدة للشركة فى ظل مخاطر تهديد ارتفاعات أسعار الفائدة، بينما رفعت السعر المستهدف للسهم إلى 4.60 جنيه.
وتوقعت إى أف جى تحقيق ابن سينا إيرادات 44 مليار جنيه العام الحالي، ترتفع إلى 53.8 مليار فى 2025، وصافى أرباح 1.8 مليار ، و2.1 مليار على الترتيب.
ولدى الشركة مجموعة فرص تشمل جولة أخرى من زيادات الأسعار، ومكاسب للحصة السوقية، ونمو أسرع لسوق الدواء، وتطور رأس المال العامل، وتوقيع اتفاقيات توزيع جديدة، وهوامش أفضل للمبيعات، وفى المقابل تواجه حزمة تحديات من بينها مكاسب أقل من حصتها السوقية، ونمو أقل للسوق، وضغوط تكلفة العمالة، وارتفاع رأس المال العامل والزيادة المستمرة فى الرافعة المالية.
وسجلت أرباح ابن سينا فارما نموا بنسبة %25 العام الماضي، ليصل صافى أرباحها 213.272 مليون جنيه، مقابل 170.874 مليون فى 2022 ، مع الأخذ فى الاعتبار حقوق الأقلية.
وارتفعت مبيعات الشركة خلال العام الماضى إلى 33.949 مليار جنيه، مقابل 22.26 مليار فى 2022.
وقررت ابن سينا فارما تعديل مقترح توزيع أرباح العام الماضي، وعرض ذلك على جمعيتها العمومية فى 28 مارس الجاري، حيث اقترح مجلس الإدارة احتجاز الأرباح لدعم النموالمتوقع للإيرادات والذى يفوق التقديرات السابقة نتيجة الاستقرار المتوقع فى الإنتاج بعد توفير العملة الصعبة للمصنعين إلى جانب الزيادة المتوقعة فى أسعار الدواء، وهو ما يتطلب دعم زيادة رأس المال العامل من الأرباح المحتجزة.
وقالت بحوث إى أف جى هيرميس إن مصنعى الأدوية يتمتعون بجاهزية عالية نسبيا لتجاوز تحديات الاقتصاد الكلي، مع سرعة تكيفهم مع تحريك سعر الصرف مقارنة بما حدث فى 2016، متوقعة حدوث نمو إجمالى بواقع %23 للقطاع العام الحالي، يقوده بشكل كلى الأسعار، نتيجة الموافقة المتوقعة الهيئة المصرية للدواء على زيادتها على خلفية ضعف الجنيه.
وتوقعت مزيد من ارتفاعات الأسعار العام الحالي، حيث يناقش مصنعى الدواء مع هيئة الدواء المصرية زيادتها بما يتراوح بين 30 و%50 بينما تتعرض فى المقابل الكميات لضغوط نتيجة تداعيات شح المعروض من العملات الأجنبية على المواد الخام التى يتم استيراد الغالبية العظمى منها.
ويترتب على ذلك انخفاض الكميات %2 فى 2024، وزيادة متوسطات الأسعار %25 على أن ترتفع الكميات %6 العام المقبل، بينما تسجل متوسطات الأسعار نمو %15 فقط، وفقا لتقرير بحثى أطلعت “المال” عليه.
وارتفع إجمالى سوق الأدوية (المناقصات – التجزئة) 21% على أساس سنوى فى 2023، مدعوما بشكل أساسى بزيادة متوسطات الأسعار %28 حيث وافقت هيئة الدواء على زيادة الأسعار استجابة لطلبات المصنعين، بعد ضعف الجنيه الذى بدأ فى مارس 2022، (يتيح القانون ذلك فى حالة تحرك سعر الصرف %15 صعودا أو هبوطا).
وفى الوقت نفسه تراجعت الكميات المباعة بواقع %6 على أساس سنوي، نتيجة ضغوط عجز المواد الخام المستورد غالبيتها، فيما يناضل بعض المصنعين للحصول على العملات الأجنبية لأجل الاستيراد، وسط تدنى إجمالى المخزون إلى مستويات تغطى 3 أسابيع فقط من الإنتاج، مقارنة بفترة الأشهر الـ6 المعتادة، ما وصل بعجز الأدوية لمستويات تتراوح بين 30 و%40 من الإجمالي، (%50 منها ليس لها بدائل)، وفقا للتقرير.
وتوقعت “بحوث إى أف جى هيرميس “ مزيدًا من ارتفاعات الأسعار العام الحالي، حيث يناقش مصنعى الدواء مع هيئة الدواء المصرية زيادتها بما يتراوح بين 30 و%50.
المصنعون اكتسبوا خبرة من تعويم 2016
«راميدا» و «إيبيكو» تواصلان حصد المكاسب وتوصية بشراء السهمين
ضعف الجنيه والضغوط التضخمية أبرز التحديات
