مصدر مسئول: شبكات تصريف المياه بالإسكندرية تستقبل 7 ملايين متر مكعب يومياً

Ad

فى ظل ما تشهده محافظة الإسكندرية من حِراك تنموى ظهر جلياً من خلال حزمة المشروعات القومية التى جرى تنفيذها فى الخمس سنوات الأخيرة، يُعد مشروع الإستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار هو المشروع الأبرز و المُنتظر من قبل مواطنى الثغر، لما له من أهمية فى منع غرق الشوارع خلال فصل الشتاء، وعلى الرغم من أنه لا يزال فى مرحلة الإنشاء إلا أنه ألقى بظلاله على عدم تراكم مياه الأمطار بالمدينة مؤخرا.

وفى هذا الصدد صرح مصدر مسئول ل”المال” بأن شبكة تصريف المياه بالإسكندرية تستقبل كميات بمتوسط 7 ملايين على الصعيد الفعلي، كانت تهُدر تلك المياه بالشوارع، وتتسبب بدورها فى أزمات أبرزها تعطل المرور وغرق الطرق بل ومناطق بأكملها، على غرار ما حدث فى موسم الشتاء الحالى بثلاث مناطق وهى عزب منسي، و الشيمي، و نجع العرب.

و تستعد محافظة الإسكندرية حاليا للعمل بآخر 3 مناطق ساخنة بالمرحلة الأولى ضمن مشروع الإستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار ، وهى دوارن الصفوانى بمنطقة الإبراهيمية وطريقى قناة السويس و عمر لطفي، وذلك فى أعقاب الإنتهاء من الأعمال المُنفذة بميدان فيكتور عمانويل وطريق النقل والهندسة بسموحة وشارع محمد نجيب بمنطقة سيدى بشر، بحسب تصريحات مصدر مسئول .

وأكد المصدر ل”المال” أن العمل يجرى على قدم وساق بمنطقتى سموحة وسيدى بشر للانتهاء من أعمال إدارة مياه الأمطار بتلك المناطق والتى كانت تتعرض للغرق سنوياً، بالتزامن مع التغيرات المناخية التى أسقطت الكثيرغير المعتادة على الإسكندرية والتى تفوق إستيعاب شبكات المياه القديمة.

وأضاف المصدر أنه من المُقرر الإستفادة بمياه الأمطار بمنطقة سموحة لصالح مشروع الدلتا الجديدة ، مشيرا إلى أنه يجرى حاليا التخلص من مياه الأمطار بنقطة طريق محمد نجيب بمنطقة سيدى بشر داخل مياه البحر بشكل مؤقت لحين تأهيل تحويلها للدلتا الجديدة.

ولفت إلى انتهاء العمل بأول 3 مناطق ساخنة من مشروع استراتيجية مياه الأمطار وهى “الشاطبي، كليوباترا، ولوران”، مضيفًا أنه على الرغم من أن الأعمال لا تزال جارية فى تنفيذ الاستراتيجية إلا أن تأثير أكبر نوة تعرضت لها الإسكندرية مؤخراً وهيالكرم والتى إستمرت لمدة 16 يوماً بدلاً من 5 ، كان غير ملحوظ على تلك المناطق بالمحافظة والتى لم تتعرض للغرق على غرار السنوات السابقة.

وأرجع المصدر ذلك التقدم لنتائج مشروع الإستراتيجية و فصل مياه الأمطار عن شبكات الصرف الصحي، مشيرا إلى أن شركة الصرف استعدت خلال موسم الشتاء الحالى بـ 21 محطة معالجة ، و 178 رفع ،و 306 كيلومترات خطوط طرد، 86 مصبًا، بطاقة 4800 عامل وفنى ومهندس ، و300 مُعدة.

تجدر الإشارة إلى أن الإستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار تستهدف الفصل الجزئى لها عن الصرف الصحى فى بعض المناطق المتضررة بمحافظة الإسكندرية فى موسم نوات الشتاء على أقرب مسطح مائى مباشر، بهدف الحد من تداعيات التغيرات المناخية، والاستفادة من تلك المياه بمشروع الدلتا الجديدة.

وتشمل مراحل الاستراتيجية تنفيذ 9 مشروعات بتكلفة تصل إلى 850 مليون جنيه، تستهدف حل مشكلات تراكم وتجمع مياه الأمطار بمناطق ومساحات مخدومة للمشروع، وليس نقاطا ساخنة أو الكورنيش فقط.

وكان تحليل أجراه البنك الدولي، ونشره ضمن تقرير المناخ والتنمية الخاص بمصر ، أظهر أن إجمالى المخاطر التى يمكن أن تتعرض لها محافظة الإسكندرية بسبب الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الساحلية قد يصل إلى %10.9 من مبانيها ، و ذلك بافتراض وقوع أحداث مناخية شديدة.

وقدر تحليل البنك قيمة تكلفة استبدال مبانى المدينة نتيجة تلك الأحداث بمبلغ 46.6 مليار دولار، مشيرًأ إلى أن الخسائر الإقتصادية الناجمة عن تعطل الخدمات و سُبل النقل والمواصلات والإنتاجية الصناعية والتكاليف الإجتماعية والإقتصادية وعُمرالمبانى التراثية والمدارس والمستشفيات تزيد من تكلفة الفيضانات بالإسكندرية.

وتعتبر الإسكندرية ثانى أكبر مدينة فى مصر، ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من 5.18 مليون نسمة ، بجانب كونها مركزاً رئيسياً للنشاط السياحى والإقتصادى على ساحل البحر المتوسط.