تعكف شركة وايد بوت المصرية الناشئة لحلول الذكاء الاصطناعى ومحادثات الشات بوت على تطوير مجموعة من المنتجات الجديدة منها شخصية كرتونية تفاعلية باسم «أفاتار» للرد على استفسارات العملاء داخل جميع الجهات الحكومية والشركات والمؤسسات.
خطة للتوسع فى 4 أسواق عربية منها قطر والبحرين.. ومنافسة التطبيقات العالمية كـ«شات جى بى تى»
كما تعتزم تحديث خوادمها الذكية ورفع كفاءة مراكز بياناتهان بما يمكنها من نشر خدماتها فى باقى دول الخليج مثل قطر والبحرين وعمان والكويت.
قال محمد نبيل، الرئيس التنفيذى للشركة، إن «وايد بوت» تم تأسيسها أواخر عام 2016 فى حضانة أعمال تابعة لوزارة الاتصالات، تستهدف مساعدة الشركات الناشئة على النمو والتوسع، منوهًا بأن شركته بدأت أول أعمالها فعليًا، ودخلت سوق العمل خلال 2017 بهدف تقديم حزمة خدمات متكاملة فى مجال الذكاء الاصطناعي.
نسبة دقة الإجابات وإتقان اللهجات تتعدى 90% على روبوتات الدردشة
وأوضح «نبيل»، فى حواره مع «المال»، أن شركته تقدم روبوتات الدردشة الآلية «الشات بوت» مع تقديمه باللغة العربية الفصحى ولهجات أخرى متنوعة، منها المصرية والسعودية والإماراتية واللبنانية، على حسب احتياجات العميل ووفقا للسوق المتواجد به، منوهًا بأن نسبة دقة الإجابات وإتقان اللهجات المختلفة تتعدى الـ90%، كما أن لديه القدرة على الجمع بين العربية واللهجات العامية الأخرى باحترافية عالية.
وأضاف أن هيكل ملكية “وايد بوت” يضم مؤسسين آخرين هما محمد مصطفى المدير الفنى بالشركة، وسيف أحمد المسئول عن تطوير المنتجات، إلى جانب مستثمرين مصريين وسعوديين يستحوذون على حصص أقلية.
وأشار نبيل إلى أن إستراتيجية الشركة خلال العام الحالى ترتكز على التوسع خارج مصر، وعلى رأسها أسواق الخليج، منوهًا بأن “وايد بوت” تمتلك حاليًّا مكاتب إقليمية فى دولتى السعودية والإمارات،
وتعكف على اختيار فريق عمل مدرب ومحترف لاستقطاب مزيد من العملاء والانتشار فى باقى البلدان العربية مثل قطر والكويت وعمان، علاوة على اقتحام أسواق بلاد الشام فى مرحلة لاحقة، ومن أبرزها لبنان وسوريا والأردن.
السعودية تستحوذ على نصيب الأسد من عملائنا بالخارج
ولفت إلى أن “وايد بوت” لديها قاعدة عملاء تتجاوز 10 آلاف فى مصر مقابل 30 ألف من مختلف الدول العربية، وتستحوذ السعودية على نصيب الأسد منها،
مشيرًا إلى أن القائمة تضم عدة كيانات وبنوكا، منها شركة تكنولوجيا تشغيل الحلول الضريبية e-tax وكريدى أجريكول والبركة، وشركة شل للبترول، إضافة إلى مشروعات مع وزارة الاتصالات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”.
وتابع أن شركته تتيح أيضًا حلولها الرقمية لوزارات التجارة والزراعة فى السعودية والبلدية بالإمارات، مبينًا أن “وايد بوت” بصدد طرح حزمة منتجات جديدة ما زالت تحت الاختبارات الأولية تعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى ومنها الأفاتار، وهو عبارة عن شخصية كرتونية تفاعلية تتحدث مع العملاء بدلا من الموظف البشرية وتجيبه عن كل الاستفسارات، إضافة إلى موظف الذكاء الاصطناعى AI AGENT .
ولفت نبيل إلى أن “وايد بوت” ستتمكن، خلال المرحلة المقبلة، من ميكنة جميع خدمات الكول سنتر عن طريق استخدام شخصيات افتراضية للرد على العملاء بدلا من العنصر البشري، وسيكون برنامج الدردشة الآلى قادر على الاجابة بصورة لحظية وسريعة مع العملاء والرد على مختلف الاستفسارات .
وأشار إلى أن شركته طورت أول مساعد ذكى بالجهاز الإدارى للدولة يحمل اسم “كيمت” ويعد نواة أساسية لرقمنة دولاب العمل الحكومى داخل مختلف الهيئات والوزارة،
منوهًا بأن كيمت فى اللغة الفرعونية تعنى “مصر القديمة” وتم اختيار الاسم من قبل فريق الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومن المرجح إضافة خدمات أخرى لاحقًا إلى خدمة الشات بوت.
وأوضح أن هذا المساعد الذكى من شأنه الرد على اسفسارات الموظفين والمتقدمين للحصول على استفسارات قانونية وإدارية متعلقة بقانون الخدمة المدنية ولائحته التنفيذية والكتب الدورية والقرارات ذات الصلة، وتتميز بإجاباته السريعة واللحظية على العملاء، من خلال تدريبات مكثفة وتغذيتها بكميات هائلة من المعلومات القانونية، وبالتالى أصبحت قادرة على فهم الأسئلة وتحليل البيانات واستخلاص الردود المناسبة لكل حالة.
وأكد نبيل أنه سيتم نشر “كيمت” فى بقية الوزارات والأجهزة الحكومية، فى إطار خطة شاملة بالتعاون مع مجلس رئاسة الوزراء للتحول الرقمى ورفع مستوى الخدمات الحكومية،
مشيرًا إلى أن كل وزارة ستكون لها احتياجات مختلفة سيتم تلبيتها فى الشات بوت الخاص بها الذى يجيب عن عشرات الآلاف من الأسئلة فى غضون لحظات.
واستطرد قائلًا: بدأت “وايد بوت” أعمالها منذ ما يقرب من 7 سنوات وكان هدفها منذ البداية تطوير برمجيات للذكاء الاصطناعى تكون قادرة على مواكبة العصر ومنافسة المنتجات على الساحة العالمية،
كاشفًا عن إجراء مفاوضات مع صناديق استثمار محلية وسعودية على إغلاق جولة تمويلية بقيمة 4.5 مليون دولار، ومن المتوقع إغلاقها خلال الربع الثالث من العام الحالي.
وأشار نبيل إلى أن شركته تلقت فى أوقات سابق عدد من الجولات التمويلية الصغيرة التى لا تتعدى قيمتها 1.6 مليون دولار، ولكنها فى المرحلة القادمة تطمح لمزيد من الاستثمارات حتى تتمكن من التوسع جغرافيًّا داخل وخارج مصر، وتكوين فريق عمل على مستوى عال من الاحترافية والمهارة ليكون ممثلًا لها فى مكاتبها بالسعودية والإمارات، وذلك فى إطار تحقيق رؤيتها لـ2024 وزيادة معدل نمو حجم أعمالها وقاعدة عملائها بنسبة %100.
وأكد أن شركته بصدد توظيف حصيلة الجولة الاستثمارية المرتقبة لرفع كفاءة البرمجيات وروبوتات الدردشة لتقدم خدمات بجودة عالية تضاهى أى تطبيق عالمى مثل “شات جى بى تي”، وغيرها من الأدوات التى بدأت تنتشر مؤخرًا على الساحة العالمية، موضحًا أن “وايدبوت” ستقوم بتحديث الخوادم الذكية وتطوير مراكز بياناتها، حتى يتسنى لها الانتشار بخدماتها فى باقى دول الخليج العربى مثل قطر والبحرين وعمان والكويت.
ولفت إلى أن شركته تعكف على الانتهاء من مجموعة مشروعات بالتعاون مع الحكومة المصرية وأكثر من وزارة فى السعودية والإمارات، وسيتم الإعلان عن كل التفاصيل رسميًّا خلال الربع الثانى من 2024،
منوهًا بأن الهدف الرئيسى من هذه الخدمات التسهيل على المواطنين وتوفير الجهد والوقت عليهم عبر تقديم الخدمات الحكومية المختلفة دون الحاجة إلى التوجه إلى المكاتب الحكومية والانتظار فى طوابير طويلة.
وأشار إلى أن الروبوتات الآلية ستقدم خدمة العملاء، وسيتم تفعيل خاصية الرد التلقائى على المواطنين من خلال مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مع دمج الشات بوت بأرقام الواتساب الخاص بالوزارات وقنوات السوشيال ميديا، بحيث يمكن للمواطن تلقى الاستفسارات أو الحصول على الخدمات من خلال المنصة التفاعلية.
وتابع نبيل أن شركته تتعاون أيضًا مع عدد كبير من شركات القطاع الخاص وعدد من البنوك، أبرزها كريدى أجريكول وبركة لتفعيل الخدمات من خلال الذكاء الاصطناعى والردود الآلية،
وبالتالى تسهل على العملاء التواصل مع هذه البنوك ومعرفة طرق التقديم لفتح حساب أو الاشتراك فى مختلف الخدمات أو أقرب فرع أو كيفية التواصل مع خدم العملاء بدون الذهاب للبنك، أو تفاصيل عن حساباته.
وأوضح أن أبرز التحديات التى واجهت شركته خلال الفترة الماضية هى عدم استقرار سعر الصرف والشح فى توافر الدولار، ولا سيما أن جزءا كبيرا من المصروفات يتم سداده لجهات خارجية بالعملة الصعبة، ما انعكس سلبًا على تحسين الإيرادات الإجمالية،
مشيرًا إلى أن عملاء شركته خارج مصر الذين يوفرون حصيلة دولارية حافظوا على بعض التوازن النسبى لكنه لم يكن كافيًا، فلجأت لحلول مبتكرة وبديلة ولكنها كلها تأخذ وقت ومجهود إضافي.
واختتم نبيل حديثه قائلًا: يتمثل التحدى الأكبر أمام شركات التكنولوجيا المصرية فى الحفاظ على وجود فريق عمل ذى كفاءة ومهارة عالية، فى ظل مناخ تنافسى للغاية وهجرة العديد من الكفاءات للخارج.
