تشهد محافظة الإسكندرية حاليًا بدء تنفيذ إنشاءات مشروع توسعة الكورنيش من منطقة المنتزة وحتى سيدى بشر بطول 4.400 كيلومتر تقريباً، ليصبح الطريق 5 حارات مرورية لكل إتجاه.
وصرح محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف لـ«المال» بأن المشروع سيعمل بدروه على تعطيل بعض الشواطئ محل التنفيذ والواقعة ما بين منطقتى المنتزة وسيدى بشر، على أن يعودوا للعمل مرة أخرى بالموسم الصيفى بمجرد الإنتهاء من التوسعة، وذلك على غرار ما حدث بمشروع كوبرى ونفق 45 الذى عطل 3 شواطئ أثناء التنفيذ.
وأضاف «الشريف» أن الشواطئ التى ستخرج مؤقتاً من الخدمة بسبب التوسعة وخاصة المجانية، سيتم الإستعاضة عنها بأخرى مماثلة ومتاحة بمناطق شرق وغرب الإسكندرية ، ومن المُقرر أن يتم التعويض عنهم بشاطئين مجانيين هما المندرة البالغ مساحته 235 مترًا، والأنفوشى المقرر إدخاله للخدمة الموسم المقبل ، والمُقرر أن يشهد إستكمال كافة التجهيزات ليستخدمه المكفوفين وذوى الهمم.
وقال مصدر مطلع لـ«المال» إن نسبة تنفيذ المشروع وصلت حتى الآن إلى %15، فى ظل توقعات بإزدياد معدل التنفيذ بشكل مضاعف خلال الشهور المُقبلة بسبب إنقضاء الأجواء الشتوية والنوات التى عادة ما تُعطل مثل تلك المشروعات الساحلية بسبب ظاهرة هياج البحر.
ويأتى ضمن حزمة المشروعات العاجلة التى تنفذها المحافظة لحل أزمة الاختناقات المرورية بها بسبب ضيق سعة طريق الكورنيش ببعض المناطق هناك، والتى لا تتماشى مع عدد المركبات التى تتخذ الكورنيش طريقاً رئيسياً لها بشكل يومى .
ويتزامن أيضًا مع مشروعات الحماية البحرية المُقامة فى ذات المنطقة - سيدى بشر - فى ظل ما تواجهه محافظة الإسكندرية من نحر لشواطئها والتى على إثرها اختفت تماماً المساحة الشاطئية والرملية بسبب عوامل المد والجذر.
وشهدت أيضاً منطقة سيدى بشر فى وقت سابق حدوث هبوط أرضى برصيف الكورنيش مما أدى لعمل حماية عاجلة لإنقاذ شواطئها.
ويستهدف مشروع حواجز الأمواج بطول 300 متر – أحد مشروعات الحماية البحرية- والمُقام بمياه منطقة سيدى بشر، والمقرر استكماله حتى نادى السيارات، وذلك حماية للمنطقة بالكامل خلال السنوات المُقبلة عبر خطوات تأمينية يُستَمر العمل بها حتى نهاية العام الجارى ، ثم يتم العمل على توسعة الكورنيش بتلك المنطقة بمسافة 15 مترًا داخل المياه، بإعتبارها الأكثر خطورة والتى اختفت مساحتها الشاطئية بالكامل خلال نوات 2022 ، لذلك تم إتخاذ إجراءات عاجلة لها بشكل خاص.
وكان «الشريف» صرح سابقًا لـ «المال» أن البلوكات الصخرية التى تم العمل بها فى حواجز الأمواج بشواطئ منطقة سيدى بشر سيتم إغراقها أسفل مياه البحر لعدم تشويه المنظر العام للبحر، والهدف من هذا الاتجاه هو تكسير الأمواج لمنع عملية النحر لشواطئ الثغر بسبب ظاهرة التغيرات المناخية ، لافتاً إلى أن حواجز الأمواج منعت خسائر كبيرة كان من الممكن أن تتعرض لها المدينة حال عدم وجودها.
وقالت المهندسة عزة عبد الحميد مدير إدارة الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ بالإسكندرية فى وقت سابق إن الهيئة اتخذت إجراءات عاجلة لحماية شواطئ المدينة، مؤكدة أنه جارى الانتهاء من مشروع الحماية البحرية لمنطقة سيدى بشر، ولكن يتم تعطيل العمل بسبب التغيرات المناخية وهياج البحر خاصة بموسم النوات.
ولفتت «عبد الحميد» إلى أنه ستتم تغذية الشواطئ بالرمال بعرض 30 مترًا لاسترجاع شواطئ الإسكندرية كما كانت عليه، وذلك عقب الانتهاء من مشروع حواجز الأمواج، لافتة إلى أن المساحة الرملية كانت تآكلت بسبب ارتفاع منسوب سطح البحر وارتفاع الأمواج.
وترتكز مشروعات الحماية البحرية بمحافظة الإسكندرية على حماية المناطق السكنية المُطلة على الكورنيش من الغرق أثناء النوات، وكذلك المنشآت الاستراتيجية، مُستهدفة تنمية المنطقة وزيادة الاستثمارات والمشروعات وتوفير مزيد من فرص العمل .
كما تستهدف تلك المشروعات منع ظواهر الدوامات والسحب وشدة الأمواج، كوسيلة لخلق مساحات شاطئية جديدة فى بعض المناطق وكذلك توسعة طريق الكورنيش.
تجدر الإشارة إلى أن الهيئة المصرية لحماية الشواطئ نفذت العديد من المشروعات الكبرى لحماية شواطئ الإسكندرية بتكلفة قدرها 969 مليون جنيه، وتم الانتهاء من مشروعى سلسلة من الحواجز الغاطسة لحماية منطقة الكورنيش أمام فندق المحروسة بتكلفة 335 مليون، وكذلك حماية منطقة السقالات بخليج أبى قير من النحر خلال مواسم النوات بتكلفة تقدر بـ 67 مليون .
ويجرى حالياً الانتهاء من مشروعى تدعيم وحماية الكورنيش تجاه المنشية ومحطة الرمل، بطول 500 متر أمام مجمع المحاكم باتجاه محطة الرمل والذى تبلغ تكلفته 100 مليون جنيه، وحماية قلعة قايتباى الذى شارف على الانتهاء بمبلغ 267 مليون.
