أكد عدد من خبراء التأمين أن القطاع يراهن على مشروع مدينة رأس الحكمة فى زيادة الطلب على وثائق فروع الهندسى والنقل والحياة والحوادث والطبى.
وبيّنوا أن التأمینات الهندسیة ستحظى بالأهمية الكبرى بمشروع رأس الحكمة كأحد فروع التأمینات العامة، نظرًا للارتباط الوثیق بین التغطیة التى تشملها تلك التأمینات وبین الأخطار الملازمة للتطور الصناعى والبنائى والتكنولوجى، لتوفیر الحمایة اللازمة للأموال المستثمرة فى تلك المجالات، وتوفیر الحمایة ضد خسائر أعمال الإنشاءات والتركیبات، إضافة إلى تغطیات المسئولیة المدنیة تجاه الغیر سواء كانت أضرارًا بالممتلكات أو إصابات جسمانیة.
وأشاروا إلى أن مشروع «رأس الحكمة” يسهم فى الاقتصاد المصرى الذى يشتمل على قطاع التأمين، عبر استثمارات القطاعات المختلفة من خلال ضخ موارد إضافية ترفع من الاحتياطى النقدى، وتقلل من حجم الدين وتساعد الموازنة العامة للدولة.
تأمينات الحوادث الشخصية بالمشروع.. مستهدفة
وقال علاء الزهيرى، رئيس الاتحاد المصرى للتأمين والعضو المنتدب لشركة «GIG»، إن مشروع رأس الحكمة سيوفر سيولة دولارية، بما يسهم فى تلبية البنوك لاحتياجات شركات القطاع من الدولار للوفاء بالتزاماتها تجاه المعيدين.
وأوضح أن شركات التأمين تحتاج إلى السيولة الدولارية من البنوك لسداد حصة المعيدين من الأقساط وفقًا للاتفاقيات بين الطرفين، لذا فإن أى تدفقات بالعملة الصعبة للقطاع المصرفى سوف تسهم فى تغطية متطلبات السوق.
وأشار إلى أنه وفقًا للتقاريرالدولية فإن المشروع الاستثمارى الضخم سوف يسد الفجوة التمويلية لمصر بالدولار خلال الـ4 سنوات المقبلة من خلال ضخ 24 مليار دولار استثمارات خلال شهرين، بجانب انخفاض الديون الخارجية بقيمة 11 مليارا.
وأضاف أن مشروع رأس الحكمة يستهدف جذب حوالى 8.5 مليون سائح إذ سيتم بناء العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية بما يوفر آلاف فرص العمل.
وألمح إلى أن مصر ستستفيد كذلك بحوالى %35 من أرباح المشروع، ما يمثل استدامة فى الدخل الذى تحصل عليه الدولة.
وكشف أن فرع التأمين الهندسى هو الأكثر استفادة فى القطاع من خلال تغطية مشروعات المدينة الجديدة أثناء مراحل الإنشاء والتنفيذ، يليه تغطيات النقل البحرى والبرى لاحتياجاته من المعدات والمواد الخام والبضائع.
وأوضح أن الطلب على تأمينات الحوادث الشخصية على العاملين بالمشروعات سيرتفع، بجانب تغطية المسئولية المدنية قبل الغير لصالح المقاولين العاملين بالمدينة والتأمين على المعدات والآلات المستخدمة فى الإنشاءات وكذلك الإنتاج.
وأكد أنه بعد تنفيذ المشروع سوف يتم التأمين على الوحدات السكنية والفنادق والمنتجعات السياحية عبر الوثائق المختلفة مثل الحريق والسطو والحوادث والمسئوليات مما يزيد من أقساط القطاع فى مختلف الفروع وخاصة نشاط الممتلكات والمسئوليات.
وكشف أن مشروعات مدينة رأس الحكمة سوف توفر الآلاف من فرص العمل للشباب، وبالتالى تتيح قوة شرائية لدى العاملين لشراء وثائق تأمينات الحياة وكذلك التأمين الطبى، بجانب وثيقة الحوادث الشخصية.
واعتبر أن مشروع رأس الحكمة هو الأضخم فى مصر خلال الـ50 عاما الماضية من حيث حجم الاستثمارات والسيولة.
تغطيات من بداية المشروعات إلى نهايتها
وقال وليد سيد مصطفى، خبير التأمين الاستشارى، إن مشروع رأس الحكمة يعود بالإيجاب على العديد من المجالات الاقتصادية والسياحية وغيرها التى تنفع الاقتصاد القومى ككل، بينما يمثل التأمين لاعبًا فاعلًا فى الدخل القومى وكذا حماية الممتلكات والأشخاص.
وأضاف أن إيجابيات المشروع تنعكس بالتبعية على قطاع التأمين، ولا سيما التغطيات الهندسية بأنواعها، متوقعا أن تُجرى شركات المقاولات أو الملاك التأمينات المطلوبة للمشروعات المتعلقة بفترة الإنشاءات وكل ما يخص البناء والتشييد بعد الاستقرار على المقاولين الذين سيتولون تلك المهام.
وتابع إن إصدار الوثائق ستشمل جميع أخطار المقاولين CAR التى تغطى الممتلكات داخل مواقع العمل المختلفة، من آلات ومعدات ومواد بناء وغير ذلك، إضافة إلى تغطية المسئولية المدنية فى القسم الثانى الموجود بالوثيقة، حتى نهاية تسليم المشروع المشمول بالتغطية بالكامل، بينما تصدر البوالص من ذلك النوع ويتم تسعيرها حسب مدة العمل وليست سنوية.
وبيّن أن هناك عددًا من وثائق التأمين تغطى الآلات والمعدات بالمشاريع، كوثائق الآلات والمعدات البرية CPM لتأمين الآلات والمعدات أثناء تنقلها والعمل بالمشروع، بينما قد تصدر وثائق جميع أخطار تركيب EAR فى حالة إذا لم يكن لها قيمة أو بند واضحين بوثيقة جميع أخطار المقاولين.
وأشار إلى أن بعد تسليم المواقع تصدر وثائق التأمين على الممتلكات من المبانى والأثاثات وأى نشاط خاص بالتشغيل، مثل بوالص جميع أخطار الممتلكات، ومن ثم فإن قطاع التأمينات الهندسية سوف يتاثر إيجابيا، فالاستفادة شاملة لكل مراحل المشروع.
«الهندسى» يشمل المعدات الآلات
وقال أحمد إبراهيم، خبير التأمين الاستشارى، إن التأمينات الهندسية ستنال أهمية واضحة بمشروع رأس الحكمة، كأحد فروع التأمينات العامة لارتباطها الوثيق بين التغطيات التى تشملها وبين الأخطار الملازمة للتطور البنائى والتكنولوجى والصناعى بالمشروع.
وبيّن أن التغطيات الهندسية مجموعة من تأمينات الممتلكات والمسئولية المدنية التى تهدف إلى حماية المشروعات الصناعية المختلفة، سواء كانت إنشائية أو تحويلية أو استخراجية، ضد الخسائر المادية الناشئة عن الأضرار التى قد تتعرض لها الآلات والمعدات والأجهزة والتركيبات والمبانى، سواء كان ذلك فى مرحلة الإنشاء والتجارب أو بمرحلة التشغيل الفعلى.
وأضاف أن تلك التغطيات ستعمل فى مراحل المشروع المختلفة على حمايته من الخسائر المادية الناشئة عن مسئولية المقاولين وأصحاب المشروعات قِبل الغير، ما يجعلها غطاء يحمى الاقتصاد القومى، عبر توفير معظم الضمانات اللازمة لتغطيات المشروع فى جميع مراحله، منذ بدء الإنشاء والتشييد حتى انتهاء مرحلة التجارب ودخوله دور الاستغلال.
وتابع إن التأمينات الهندسية تختلف تماما عن التغطيات الأخرى، كنوع معقد غير متوازن وغير متجانس، إذ إن الغطاء الصادر يتصف بشموليته من حيث النوعية والحجم والمدة، فضلا عن الأخطار المتعددة ذات الحجم الواسع لمدد طويلة، مشيرا إلى أن جميع أنواع التأمينات الهندسية إنما هى للحوادث، ولا بد أن يكون التلف فى جميع الأحوال فجائيا وغير متوقعا.
واقترح أن يستعين القائمون على مشروع رأس الحكمة فى اكتتاب وتسعير التأمينات الهندسية والمطالبات بالخبراء المهندسين فى كافة أنواع الشعب الهندسية، طبقا لطبيعة الأشياء المغطاة، لا سيما أن أخطارها ذات طبيعة خاصة، إذ تحتوى على بعض الأضرار المعنوية، مشيرا إلى أن جميع أنواع التأمينات الهندسية يفرض مبلغ تحمّل «خسارة مهدرة» عند تحقق الأخطار، وقد يكون ذلك التحميل مبلغا ثابتا عن كل مطالبة أو نسبة معينة، تحدد طبقا لطبيعة الخطر ودرجته المعنوية.
وأوصى وضع نظام معلوماتى لكل تغطية إضافية بالمشروع، وكذلك الأساسية، يوضح معدلات الخسائر فى السوق المصرية، حتى تتسنى للشركات الرؤية الواضحة لتلك التغطيات عند الاكتتاب، غضافة إلى المراجعة الدورية لآلية الاكتتاب لدى شركات القطاع والعمل على تطويرها بهدف رفع مستوى أدائها.
وشدد على ضرورة استخدام الطريقة الفردية، من خلال نماذج التسعير بمرحلتيها، لتعطى فرصة لقبول المؤمن للتغطيات العادية وغير العادية، حتى يكون من الأجدى للمؤمن والمؤمن لهم اتباع تلك الطريقة فى تسعير التغطيات الإضافية للتأمينات الهندسية.
وطرح فكرة بناء نظام التسعير على تقدير أقصى خسارة محتملة للأخطار الهندسية بصفة عامة، وملاحق التغطيات الإضافية بصفة خاصة، مع الاهتمام باستخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة، مثل نظم المعلومات ونظم الخبرة فى مجال إدارة الخطر والتسعير وكيفية مجابهته، لكى يمكن الاستفادة منها وتيسير إجراءات الحصول على البيانات خاصة للباحثين.
ويذكر أن مصر والإمارات عقدتا فى 23 من فبراير الماضى وثيقة لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة” باستثمارات تقدر بنحو 150 مليار دولار، تتضمن دفع 35 مليار دولار استثمارا أجنبيا مباشرا للحكومة المصرية خلال شهرين، منها إسقاط 11 مليار دولار ديونا على الدولة فى صورة ودائع، على أن تحصل مصر على %35 من إجمالى أرباح المشروع الواقع على بعد نحو 350 كيلومترا شمال غرب القاهرة، الذى تغطى مساحته 180 كيلومترًا مربعًا، وهى عبارة عن رأس بحرى يقع داخل البحر المتوسط بطول 50 كيلومترًا مربعًا.
ولا بد من ذكر، أن التأمینات الهندسیة ظهرت فى مصر عام 1960 نتیجة التوسع فى إنشاء المصانع واستخدام الآلات بعد حركة یولیو 1952، وظلت إدارة التأمینات الهندسیة تابعة لـ«الحوادث» بشركات التأمین، حتى استقلت فى عام ١٩٧٤، بعد التوسع الكبیر فى مجال النشاط الهندسى الناتج عن الانفتاح الإقتصادى، بينما كانت شركة ميونخ رى لإعادة التأمين تبت فى النواحى الفنیة المتعلقة بالاكتتاب والتسعیر، على أساس استخدام الطرق الریاضیة والإحصائیة المناسبة، كيلا تتعرض الشركات لمشكلات مالیة.
مصطفى: أخطار المقاولين CAR تغطى الممتلكات داخل المواقع المختلفة
إبراهيم: عمليات الاكتتاب والتسعير لا بد أن تُجرى حسب خبراء كافة الشعب الهندسية
