رفعت «فيتش سوليوشنز» التابعة لمؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني، توقعاتها لأعداد السائحين الوافدين إلى مصر خلال الفترة من عام 2024 إلى 2027، إلى حوالى 63.7 مليون سائح، بدلًا من 58.6 مليون التى توقعتها العام الماضي.
جاء ذلك فى تقرير صدر عن المؤسسة خلال الربع الأول من العام الحالي، يتضمن توقعاتها لمستقبل السياحة المصرية لمدة 5 أعوام مقبلة، وحصلت «المال» على نسخة منه.
ولفت التقرير إلى أن مصر تظل وجهة سفر جاذبة للزوار من دول أوروبا والشرق الأوسط، متوقعًا أن ينمو قطاع السفر والضيافة حتى عام 2027.
الأعداد
وتتوقع «فيتش سوليوشنز»، أن ينمو عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة %6.7 على أساس سنوى فى 2024 ليصل إلى 15 مليونًا، مرجعة ذلك إلى التعافى الكامل الذى شهدته الحركة فى العام الماضي، بعد زيادة الأعداد التى تخطت مستوى ما قبل جائحة كورونا فى 2019.
واستقبلت مصر حوالى 14.9 مليون سائح فى عام 2023، وفقًا لما أعلن عنه أحمد عيسى وزير السياحة، مسجلة بذلك أعلى مستوى فى تاريخ القطاع.
وجاءت أرقام العام الماضى لتكسر الرقم القياسى السابق لحجم السياحة الوافدة لمصر، والذى سجلته فى 2010 والبالغ 14.7 مليون سائح.
وذكر وزير السياحة أن مصر حققت زيادة بنسبة %5 فى الحركة الوافدة فى أول 40 يومًا من العام الحالى (خلال الفترة من 1 يناير وحتى 9 فبراير) مقارنة بنفس الفترة من 2023، مشيرًا إلى أن 2023 حقق معدلات قياسية.
16.7 مليار دولار إيرادات محتملة بنمو 7.7%
كما تتوقع المؤسسة الدولية، أن تنمو أعداد السائحين القادمين لمصر بنسبة %7.5 على أساس سنوى ليصل عدد الوافدين إلى 16.7 مليون سائح فى 2027، وذلك على المدى المتوسط.
وأضاف أنه من المتوقع توافد نحو 15.7 مليون سائح فى عام 2025، بينما سيشهد 2026 قدوم نحو 16.3 مليون، فيما ستصل الأعداد إلى 16.7 مليون فى 2027.
الإيرادات
وتوقع التقرير ارتفاع إيرادات السياحة المصرية فى 2024، إلى 16.7 مليار دولار بنمو %7.7 على أساس سنوي، مقابل 15.5 مليار فى 2023، فيما ستسجل نحو 19.1 مليار فى 2027 وذلك تماشيًا مع زيادة أعداد الوافدين، مشيرًا إلى أن الإيرادات ستبلغ 17.7 مليار دولار العام المقبل، ورجح وصولها إلى 18.5 مليار دولار بنهاية 2026.
ولفت إلى أن هناك متوسط معدل نمو سنوى قدره %8.2 خلال فترة التوقعات 2027-2023، فيما يخص الإيرادات السياحية.
الجنسيات الأعلى توافدًا
وتنبأت «فيتش» بأن يتصدر الأوروبيون قائمة الوفود السياحية القادمة إلى مصر بأعداد تصل إلى 9.1 مليون سائح أوروبى فى 2024، وهو أعلى من أعدادهم قبل جائحة كورونا والبالغة نحو 8.4 مليون فى عام 2019.
وترى أن أوروبا ستظل مصدرًا مهمًّا للسياحة المصرية على المديين القصير إلى المتوسط، خاصة فى ظل استهداف الحكومة المصرية لتنوع الأسواق الأوروبية المصدرة للحركة، فبجانب تصدر أسواق المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، يتم استهداف الأسواق النامية فى وسط وشرق أوروبا سواء من روسيا وأوكرانيا وبولندا والتشيك.
يذكر أن وزير السياحة صرح فى وقت سابق، بأن الألمان كانوا فى صدارة الجنسيات الوافدة لمصر خلال عام 2023، ووصلت أعدادهم إلى 1.6 مليون سائح، يليهم الروس ثم السعوديون الذين بلغت أعدادهم مليون سائح.
ولفت إلى أن أبرز الجنسيات التى حققت نموًا خلال الأربعين يومًا الأولى من العام الجارى كانت الصينية، البولندية والبريطانية.
ونوه التقرير بأن روسيا تعد واحدة من كبرى الأسواق المصدرة للحركة السياحية إلى مصر، ومع ذلك فإن العقوبات الدولية جراء الحرب على أوكرانيا أثرت بشكل سلبى على الاقتصاد الروسى مما يؤثر سلبًا على المستهلكين هناك وقدرتهم على السفر على المدى القصير ورغم ذلك فمصر بالنسبة لهم مقصد جاذب سعريًا وهو ما يضمن بقاءها كإحدى الوجهات الرئيسية للسائحين الروس.
وتابع التقرير أن السياحة الوافدة من منطقة الشرق الأوسط تأتى فى المركز الثانى بين الأسواق الأكثر قدومًا إلى مصر بعد أوروبا، متوقعة أن تصل أعداد السائحين الوافدين منها إلى 3.7 مليون سائح خلال 2024، مقابل 3.2 مليون فى فترة ما قبل كوفيد-19 خلال 2019.
ونوه بأن هناك عدة مخاطر أساسية تهدد توقعات المؤسسة، منها الارتفاع الكبير فى أسعار المواد الغذائية والطاقة عالميًا، إضافة إلى استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأضاف أن تلك العوامل ستؤدى إلى انخفاض دخل الأسر وقدراتها على الإنفاق خاصة بين ذوى الدخل المنخفض والمتوسط المستهلكين فى الأسواق الأوروبية والذين يختارون مصر لقضاء عطلات بأسعار معقولة.
نقاط القوة والضعف
واعتمدت «فيتش» فى تقريرها الحديث على منهج تحليل «swot» والذى يركز على 4 عناصر أساسية، وهى: نقاط القوة، والضعف، والفرص، والتهديدات.
وأشارت إلى أن هناك 5 عناصر تندرج تحت نقاط القوة فى قطاع السياحة المصري، وتتضمن التنوع فى الأسواق السياحية المصدرة للحركة لمصر من دول أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، والتى تعد ميزة تنافسية، إضافة إلى توافر العديد من الأنماط المختلفة بالمقصد المصرى منها السياحة الشاطئية، الثقافية، والحياة البرية وغيرها.
الدعم الحكومى وتنوع الأنماط والأسواق أبرز نقاط القوة
وأضافت أن نقاط القوة تتضمن أيضًا الدعم الحكومى القوى للقطاع، إلى جانب وجود بنية تحتية سياحية متطورة خاصة الفنادق، فضلًا عن التزام سلاسل الفنادق العالمية بالتوسع طويل الأجل فى السوق المصرية منها مجموعة هيلتون العالمية، وستاروود.
وعن نقاط الضعف، يرى التقرير أن الأزمة الروسية الأوكرانية لها تأثير سلبى على حركة السياحة الوافدة من الأسواق الرئيسية المصدرة فى أوروبا، إضافة إلى سلوكيات القيادة المحلية وبعض الطرق التى ربما تكون غير مناسبة للسائحين الوافدين، وتؤدى إلى تقييد رغبتهم فى استكشاف ما هو خارج المنتجعات المصرية.
وعلى صعيد الفرص، قال التقرير إن انخفاض سعر صرف الجنيه مقابل الدولار يدعم زيادة أعداد السائحين الوافدين لمصر فى ظل الطلب المكبوت على السفر، إضافة إلى أن الاستثمار القوى فى مناطق الجذب السياحى بالأقصر سيدعم نمط السياحة الثقافية والأثرية.
وأشار إلى أن استمرار الحكومة فى تنفيذ الإجراءات التى تسهم فى دعم القطاع السياحى على الأجل القصير والمتوسط تأتى ضمن الفرص، إلى جانب أن هناك إمكانية لدى مصر لتطوير السياحة العلاجية والمؤتمرات.
وتابعت أن هناك فرصًا كبيرة للشركات الكبرى المتخصصة فى إدارة الفنادق للدخول فى شراكة مع الكيانات المحلية، خاصة فى ظل النمو فى عملية بناء الفنادق إذ إن هناك أكثر من 60 مشروعًا قيد الإنشاء حاليًا.
ويرى التقرير أن الصراع الروسى الأوكرانى قد يستمر لفترة طويلة من الوقت ويؤثر على أعداد الوافدين من أوروبا، وذلك ضمن نقاط التهديدات المؤثرة على القطاع.
وأضاف أن التحديات تشمل أيضًا معدل التضخم والارتفاع فى أسعار الغذاء العالمية وتكاليف الطاقة والتى ستؤثر على المستهلكين من ذوى الدخل المنخفض والمتوسط فى الأسواق الرئيسية بأوروبا.
الليالى السياحية
وتتوقع “فيتش” أن يصل إجمالى عدد الليالى السياحية فى مصر إلى 158.1 مليون العام الحالى، مقارنة بـ150.2 مليون فى 2023، ومن المقرر أن يستمر الارتفاع إلى 174.2 مليون ليلة فى 2027.
الطاقة الفندقية
وتوقع تقرير «فيتش» أن يرتفع عدد الفنادق فى مصر إلى 1450 فندقًا خلال العام الحالى، مقابل 1380 فى 2023، وهو ما يعكس استمرار ثقة المستثمرين فى القطاع السياحي، وقدرته على الاستمرار فى التعافي، خاصة أن مصر تمتلك بنية تحتية فندقية متطورة تلبى الاحتياجات.
فيما تتوقع أن يصل عدد الفنادق إلى 1610 بحلول نهاية الفترة المتوقعة فى عام 2027.
وتحرص وزارة السياحة على تحسين مناخ الاستثمار فى مصر وزيادة أعداد الغرف الفندقية بها، من خلال استراتيجية وطنية للنهوض بالسياحة المصرية، تتضمن مجموعة من السياسات والخطط العامة لتطوير الصناعة بما يسهم فى تحقيق مستهدفاتها، بغرض الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028.
وكان وزير السياحة، صرح بأن الإستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة أثمرت عن وصول إجمالى أعداد الغرف الفندقية الجديدة التى تم افتتاحها أو إعادة تشغيلها خلال هذه الفترة إلى 14209 غرفة، محققة بذلك نسبة نمو غير مسبوق فى حجم الطاقة الفندقية فى مصر وصلت إلى %7.
زيادة الغرف الفندقية دليل على ثقة المستثمرين
وأضاف أن إجمالى الطاقة الفندقية الموجودة فى مصر وصلت إلى 220 ألفا و44 غرفة حتى ديسمبر 2023، منوها بأن افتتاح وتشغيل هذه الغرف الجديدة بمختلف فئاتها ساهم فى توفير ما يقرب من 15 ألفا و600 فرصة عمل مباشرة، و70 ألفا أخرى غير مباشرة.
وتوقع افتتاح 25 ألف غرفة فندقية بنهاية العام الحالى، لافتا إلى أن صناعة السياحة كانت الأسرع نموا بين الصناعات المختلفة فى مصر خلال 2023 وفقا لبيانات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية.
ولفت وزير السياحة إلى أن هناك مستهدفات للوصول إلى 432 ألف غرفة فندقية فى عام 2028، منوها بأن كل 15 ألف غرفة فندقية تحتاج إلى تكلفة استثمارية تتراوح من 30 إلى 40 مليار جنيه، مشيرًا إلى حوافز الاستثمار الفندقى التى تم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية وجار العمل عليها بالتعاون مع وزارة المالية.
وتضمنت المبادرة الأولى حزمة حوافز مقترحة لتشجيع المستثمرين فى قطاع السياحة على الإسراع فى التوسع ببناء الغرف الفندقية ضمن مبادرة دعم القطاعات الإنتاجية، من خلال إتاحة قروض بإجمالى 50 مليار جنيه لمدة 5 أعوام بفائدة %12.
