باتت سندات الأسواق الناشئة فرصة جذابة أمام المستثمرين فى ظل تقديرات بأن القوة الحالية للدولار «مبالغ فيها»، مع ترجيحات بأن العملة الأمريكية قد تفقد جزءا من وهجها.
وحسب صحيفة «فاينانشيال تايمز»، تشير تقديرات إلى أن قيمة الدولار مبالغ فيها بنسبة %8 مقابل سلال العملات المرتبطة بالسندات المحلية للأسواق الناشئة، وبنسبة %15 مقابل أسهم الأسواق الناشئة.
ولفتت إلى أن المستثمرين الذين تعاملوا فى الأسواق المالية لم يعرفوا منذ سنوات، سوى ارتفاع الدولار والأثر الكبير الذى خلفه على عوائد الأصول غير المقومة بالدولار، ومع ذلك فإن المستثمرين المتمرسين سوف يلاحظون أن العملة الأمريكية تتعرض لتقلبات تدوم عقداً من الزمن تقريباً، إذ عندما يبدو قويا، كما هو الحال الآن، فإن تراجعه ينذر بتعزيز الأسهم والسندات الأجنبية، وخاصة تلك الموجودة فى الأسواق الناشئة.
وبصرف النظر عن السبب الذى يجعل السندات المقومة بالعملات المحلية أكثر قيمة بالنسبة للمستثمرين الدوليين الذين لديهم محافظ استثمارية مقومة بالدولار، فإن هناك أسبابا أخرى للتفاؤل بشأن سندات الأسواق الناشئة نظرا لارتفاع أسعار الفائدة، وتغير معدلات النمو.
وبحسب التقرير، فإنه فى ظل عالم يتسم بالعزوف عن المخاطرة، فمن الممكن أن يظل الدولار قويا بلا منازع، إلا أن عوامل مثل تباطؤ النمو والافتقار إلى الإصلاحات الهيكلية فى السنوات الأخيرة، قد تكون ذات تأثير.
وأوضح التقرير أن المستثمرين يحصلون الآن على عوائد أكبر عن المخاطر المرتبطة بعملات الأسواق الناشئة مقارنة بما كان عليه الوضع منذ أكثر من عقد، وقد حققت العديد من أصول الأسواق الناشئة بالفعل عوائد قوية فى عام 2023 رغم قوة الدولار المستمرة.
وذكر التقرير أن أى هبوط للعملة الأمريكية قد يكون حافزًا كبيرًا للأصول غير الدولارية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك عامل آخر يدعم السندات المحلية وهو ارتفاع أسعار الفائدة إذ عادت أسعار الفائدة الحالية فى الأسواق الناشئة إلى متوسط الفترة 2003 - 2011.
وفيما يتعلق بفارق النمو فإن الأمور أكثر قتامة بعض الشيء، وفقا للتقرير.
ففى بداية دورة انخفاض الدولار الأخيرة، كان الفارق فى النمو بين الأسواق الناشئة والولايات المتحدة مرتفعاً للغاية، وكان هذا الاتجاه مدعوماً بالإنفاق الاستثمارى فى الصين فى مرحلة ما بعد الأزمة المالية، مما أدى إلى رفع أسعار السلع الأساسية، وبالتالى تدفقات رأس المال إلى بلدان الأسواق الناشئة.
وفى الآونة الأخيرة، بحسب التقرير، وفى ظل انخفاض النمو العالمى الإجمالي، تضاءل هذا الفارق فى النمو.
وخلص التقرير إلى أن الفترة الحالية تعتبر فرصة جذابة للسندات المحلية فى الأسواق الناشئة.
