طالت تداعيات أزمة البحر الأحمر مصدرى الحاصلات الزراعيه ووكلاء شحن بضائع الثلاجات من نقص المعروض من فوارغ الحاويات، وفقًا لتصريحات مسؤولين تحدثوا لـ«المال».
أصبحت شركات الشحن العالمية تعتمد حاليًا على مسار رأس الرجاء الصالح طريقًا فى نقلالبضائع منذ بدء هجمات الحوثيين فى منتصف نوفمبر على الناقلات المارة بباب المندب والمتجهة لقناة السويس.
قال أحمد طارق، المدير التجارى للخط الملاحى اليابانى وان، إن أزمة باب المندب نتج عنها انخفاض شديد فى فوارغ حاويات الصادر، والثلاجه، نتيجة أحجام الخطوط عن الذهاب لجنوب شرق أسيا والخليج.
ولفتإلى أن أغلب المصدرين خاصة بضائع الثلاجات أوقفوا الشحن لجنوب شرق آسيا، بسبب الفترة الزمنية التى تستغرقهاشركات الشحن بمسار رأس الرجاء الصالح، الأمر الذى يعرض الخضراوات والفواكهللتلف؛ حيث تستغرق الرحلة للوصول ما يقارب 60 يومًا.
سجلت الصادرات المصرية من الفواكه الطازجة نحو 206 ملايين و 875 ألف دولار فى شهر يناير 2023، مقارنة بـ 188 مليونًا و702 ألف دولار فى شهر يناير عام 2022، بزيادة بلغت نحو 18 مليونًا و173 ألف دولار.
وتشمل قائمة أهم الصادرات الطازجة، كلا من البصل الطازج، والذى بلغت قيمة عوائده نحو 18 مليونًا و425 ألف دولار، مقابل 5 ملايين و972 ألف دولار فى نفس الشهر عام 2022، بزيادة بلغت نحو 12 مليونًا و453 ألف دولار، يليها الصادرات من البطاطس والتى بلغت قيمتها الإجمالية 27 مليونًا و83 ألف دولار فى يناير الماضى، مقابل 20 مليونًا و592 ألف دولار فى نفس الشهر عام 2022، بزيادة بلغت نحو 6 ملايين و491 ألف دولار.
أوضح “طارق” أن نولون شحن الحاوية الثلاجة إلى أوروبا ارتفع بشكل ملحوظ خلال يناير وفبراير الجاري، بسبب نقص فى عدد فوارغ الحاويات المعدة للتصدير.
وأكد مصدر بالخط الملاحى الفرنسى سى إم إيه، أن حجم الطلب على حاويات الثلاجات المملوكة للخط خاصة المتجهة إلى أوروبا ارتفع مؤخرًا، بالتزامن استمرار الشركة فى تسيير رحلاتها بشكل منتظم من ميناء السخنة إلى دول الخليج.
وقال تيتو همام، رئيس قطاع التشغيل التجارى بشركة نقله، إن شركته تقومبنقل الحاويات الفارغة من الموانئ الى محطات ومصانع العملاء لتعبئتها ببضائع التصدير، ثم تعاود إلى المحطات البحرية لتصديرها للخارج، لافتًا إلى أن المعروض منحجم الفراغات تراجع بشكل كبير مقابل المستهدف تصديره.
أشار إلى أن ميناء الإسكندرية يتصدر الموانى المصرية المصدرة لبضائع الثلاجات إلى أوروبا،نظرًا لأنالرحلة تكون قصيره وأقل تكلفة، يليه ميناء شرقبورسعيد، لأنه يعتمد على الخط الملاحى المشغل للمحطة، وهو خط وحيد لا ينافس الإسكندريه التى يعمل بها فى النشاط الكثير من الخطوط الملاحية.
من جانبه أوضح إبراهيم شلبى، وكيل شحن ورئيس مجلس إدارة شركة كارجو لوجستيك، أنوكلاء شحن البضاعة يعانون حاليًّا من عدم توفير فوارغ الحاويات التى يتم تفريغها من البضائع الواردة، وتحميلها بالصادر مرة أخرى.
ويرى شلبى أنه لابدمن تدعيم علاقة المصدرين مع نظرائهم بدول الجوار القريبة من الموانئالمصرية جغرافيا مثل تركياوشمال إفريقيا وليبيا، والأردن والخليج العربي، وكذلك أسواق دول البحر الأبيض المتوسط، وذلك لتفادىقراراتالخطوط الكبيرة المنظمة فى تحالفات كبرى وتتردد على مسارات بعيدة مثل جنوب شرق آسيا وأمريكا.
وقال إن نولون شحن الحاوية الثلاجة “الريفير” أصبح مبالغًا فيه إذ سجل نولون شحن حاوية البرتقال 40 قدم بطاقة 22 طنللخليج بلغ 4800 دولار،من مصرإلى جبل علي، بعد أن كانلا يزيد عن 1200 دولار،كما ارتفعت أسعار شحن الحاويات من ميناء الإسكندرية ميناء مرسين التركى لـ 3800 دولار.
وقال الدكتور تامرموسى، خبير نقل بحرى ولوجستيات بأكاديمية النقل البحري، إنه رغم أن السوق المصرية أكبرالدول المصدرة لبضائع الثلاجات التى تحتاج للحاويات المبردة،فإن توقيتات الإنتاج نفس فترة دول شرق البحر المتوسط مثل تركيا وإسرائيل واليوناننظرًا لتماثل المناخ، وغالبًا ما تكون هذه الدول فى نفس التوقيت على تصدير منتجاتها، ويكون هناك منافسة على استئجار الحاويات المبردة لخدمة تلك الصادرات.
ومن جانبه، أوضحالقبطان محمود القاضي، نائب الرئيس التنفيذى لمجموعة كادمار للملاحة، أن عزوف كثير من الخطوط الملاحية عن عبور قناة السويس دفع موانئ دمياط وغرب بورسعيد لتصدر المشهد الحالى، إذ يستقبل دمياط حاليًا السفن القادمة من أوروبا لجدة، وموانئ البحر الأحمر ترانزيت ثم تقوم سفن أخرى بنقلهاإلى وجهتها النهائية.
كشف القاضى عن تدشين خدمة جديد مباشره من دمياط إلى أمريكا، تبدأ فى أبريل المقبل لنقل بضائع الثلاجات، وكذلك المنسوجات المصرية خلال فترة رحلة تستغرق 11 يومًا فقط.
