نجت أسهم قطاع الشحن واللوجيستيات وشركاته المدرجة بسوق المال، من تداعيات التوترات الجيوسياسية فى البحر الأحمر، بداية من أواخر ديسمبر الماضى وحتى الآن.
ووفقا لمختصين فى التحليل الفنى والمالى لـ”المال”، فإن حركة الشحن بالبحر الأحمر تشهد توترات جراء استهداف الحوثيين لسفن الشحن التى تنقل البضائع من إسرائيل وإليها، وذلك تضامنا غزة.
ويضم قطاع الشحن واللوجيستيات بالبورصة المصرية 3 شركات هى (الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع، والقناة للتوكيلات الملاحية)، وكلاهما تابعتان للشركة القابضة للنقل البحرى، و(المصرية لخدمات النقل –إيجيترانس) المنتمية للقطاع الخاص.
وأظهرت المؤشرات المالية لشركة الإسكندرية لتداول الحاويات نمو صافى أرباحها خلال النصف الأول من العام المالى الحالى 2023 / 2024 بنسبة %23 على أساس سنوى، لتصل إلى 2.21 مليار جنيه، مقارنة مع 1.79 مليار خلال نفس الفترة من العام المالى السابق.
وارتفعت مبيعاتها إلى 2.48 مليار جنيه خلال الفترة المذكورة، مقابل 1.99 مليار فى الفترة المقارنة من العام المالى الماضى.
وتستهدف الشركة تحقيق صافى ربح بقيمة 4.7 مليار جنيه خلال العام المالى الحالى، وإيرادات نشاط 5.24 مليار.
وكشفت المؤشرات المالية لشركة القناة للتوكيلات الملاحية، ارتفاع أرباحها بنسبة %89 عن النصف الأول من العام المالى الحالى، على أساس سنوى، ليصل الصافى إلى 547.25 مليون جنيه، مقابل 289.44 مليون خلال نفس الفترة من العام المالى الماضى.
وأرجعت الشركة قفزة الأرباح إلى ارتفاع العائد من الاستثمارات بشركتى “بورسعيد، ودمياط للحاويات”، وصعدت الإيرادات خلال فترة الأشهر الستة المذكورة لتسجل 50.775 مليون جنيه، مقابل 35.7 مليون خلال نفس الفترة من العام المالى الماضى.
وكشفت القوائم المالية المجمعة لشركة المصرية لخدمات النقل (إيجيترانس)، ارتفاع صافى الربح بنسبة %22.24، خلال أول 9 أشهر من العام الماضى، على أساس سنوى، ليسجل 37.65 مليون جنيه، مقابل 30.8 مليون فى نفس الفترة من 2022، مع الأخذ فى الاعتبار حقوق الأقلية.
وتراجعت إيرادات الشركة خلال الفترة المذكورة إلى 276.15 مليون جنيه، مقابل 292.41 مليون خلال نفس الفترة من 2022.
وقال محمود جاد محلل مالى أول بشركة “العربى الأفريقي” لتداول الأوراق المالية، إن أسهم القناة للتوكيلات الملاحية تعتمد فى إيراداتها كليا على نشاط شركتى “بورسعيد لتداول الحاويات”، و”دمياط لتداول الحاويات” إلا أنه توقع حدوث تأثيرات على “إيجيترانس”، بسبب قرارات الحكومة الأخيرة التى تتضمن تجميد المشروعات الجديدة التى تتطلب مكون دولارى.
وأشار إلى أن منظمة التجارة العالمية توقعت نمو الحركة العالمية بشكل عام السنة الحالية، وأنه فى حالة تحسن نسبة الصادرات ستستفيد شركات الحاويات.
ولفت إلى أن الصادرات حققت نموا خلال العامين الماضيين بدعم تراجع سعر الجنيه، فى ظل تسعير هذه الشركات لخدماتها بالدولار مما سينعكس على الإيرادات.
وأوضح جاد أن صندوق النقد الدولى توقع نمو حركة التجارة فى مصر حتى العام المالى 2028، حتى ولو نمو الواردات تجاوز الصادرات.
وذكر أن أسهم قطاع الشحن بشكل عام ستستفيد من خفض الجنيه مع اعتمادها على الدولار فى تسعير خدماتها.
من جهته قال أدهم جمال الدين، رئيس قطاع التحليل الفنى فى شركة “كايرو كابيتال سيكيورتيز” لتداول الأوراق المالية، إن سهم الإسكندرية لتداول الحاويات يعد ورقة مالية قيادية، إلا أنه شهد تراجعات منذ نهاية يناير فى ظل الهبوط الذى واجهته السوق بشكل عام، وتعرضه لموجات جنى أرباح.
ورغم ذلك يرى جمال الدين أن سهم “الإسكندرية للحاويات”، حافظ على اتجاه صاعد على المدى المتوسط، وسط توصية بالاحتفاظ وتخفيض المركز فى محفظة الاستثمارات.
وأشار إلى أن سهم القناة للتوكيلات الملاحية يواجه تحركات عرضية الفترة الراهنة، مع محافظته على استقراره عند مستوى 3.25 جنيه، والذى يمثل التراجع دونه إشارة سلبية.
وبشأن سهم “إيجيترانس” قال جمال الدين إنه واجه ضغوطا بيعية أيضا مع تراجعات السوق منذ نهاية يناير، ولكنه مستمر فى الاتجاه الصاعد طالما ظل أعلى مستوى 4.04 جنيه، فيما أوصى بتخفيض مركز السهم فى محفظة الاستثمارات والبيع عند مستويات تتراوح بين 4.70 و5 جنيهات.
واستعبد عامر عبدالقادر، رئيس قطاع السمسرة للتطوير بشركة “بايونيرز” لتداول الأوراق المالية، إن الأوضاع والتوترات الجيوسياسية الأخيرة لن تؤثر على أى من الشركات المًدرجة بالبورصة، سوى الإسكندرية لتداول الحاويات.
ورغم ذلك يرى أن أسعار أسهم القطاع مبالغ فيها، فى ظل عدم وجود فرص نمو خلال النصف الأول من العام الحالى، بناء على نتائج الأعمال المعلنة.
وأرجع ارتفاع أسعار الأسهم إلى بداية أزمة العُملة، والارتفاعات القياسية التى سجلها الدولار بالسوق الموازية، والتوزيعات التى أعلنت الشركات أنها ستقوم بها.
