تطورات إستراتيجية تحديث معامل التكرير ومشروعات تنمية الغاز الطبيعى والخام

كشف وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس طارق الملا، فى حوار خاص لـ«المال» عن أحدث تطورات إستراتيجية تحديث معامل التكرير باستثمارات 7 مليارات دولار

Ad

كشف وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس طارق الملا، فى حوار خاص لـ«المال» عن أحدث تطورات إستراتيجية تحديث معامل التكرير باستثمارات 7 مليارات دولار، وتفاصيل مشروعات تنمية الغاز الطبيعى والبترول الخام الجديدة، والتى تعول عليها الدولة لزيادة إنتاجها.

كما تطرق الوزير فى حواره إلى حصيلة اتفاقيات البترول والغاز العام الماضى، واستثمارات التنقيب عن المعدن الأصفر فى مصر، وجهود القطاع لمواكبة التوجه العالمى نحو التحول الطاقى وخفض الانبعاثات وغيرها من الملفات المهمة التى تتصدر أولويات القطاع الفترة الراهنة.

حوار: نسمة بيومى

المال: ما هى أحدث تطورات خطة مشروعات التكرير الجديدة؟

الوزير: تم تحديث إستراتيجية تكرير البترول وتصنيعه فى مصر حتى عام 2040، بالتعاون مع استشارى عالمى متخصص، فى إطار الرؤية الاستباقية التى انتهجها القطاع عبر تنفيذ إستراتيجية فى 2016 والتى بدأت تؤتى ثمارها من خلال إحداث تطوير وتغيير شامل فى الأنشطة البترولية المختلفة.

وتتضمن الإستراتيجية تطوير أداء مصافى تكرير البترول القائمة، وإضافة كيانات وطاقات وقدرات جديدة، بهدف زيادة الطاقات من المنتجات البترولية لتأمين هذه المنتجات الحيوية محليًا وتقليل الاستيراد.

وأضاف “الملا”: افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى 3 من أضخم المشروعات والتوسعات المنفذة فى مجال تكرير البترول، وأعطى إشارة ببدء تشغيلها، وهى مشروع مصفاة المصرية للتكرير بمنطقة مسطرد فى سبتمبر 2020، ومجمع إنتاج البنزين عالى الأوكتين بشركة أنربك بالإسكندرية فى أغسطس 2020، ومجمع إنتاج البنزين عالى الأوكتين بمصفاة تكرير أسيوط فى ديسمبر 2021، كما تم تنفيذ وتشغيل مصنع إنتاج الأسفلت بمصفاة تكرير السويس.

المال: وماذا عن مشروعات التكرير الجديدة التى سيتم تشغيلها قريبًا؟

الوزير: يتم حاليًا تنفيذ عدد من مشروعات التكرير الكبرى، بإجمالى استثمارات حوالى 7 مليارات دولار، والتى سينتهى من تشغيلها تباعًا خلال الفترة القادمة، وأول المشروعات التى ستدخل مرحلة التشغيل خلال العام الحالي، هو مشروع توسعات مصفاة تكرير ميدور بالإسكندرية، والذى يضيف 3 ملايين طن سنويًا من المنتجات البترولية عالية الجودة، بما يسهم فى تقليل أعباء الاستيراد.

وتابع “الملا”: كما سيشهد العام الحالى استمرار استكمال مجمع إنتاج السولار بشركة أنوبك بأسيوط، وتوسعات شركة السويس لتصنيع البترول متمثلة بمجمع التفحيم وإنتاج السولار، ومشروع التقطير الجوى بمصفاة أسيوط لتكرير البترول.

كما تم الانتهاء بالفعل من مشروع تقطير المتكثفات بمصفاة تكرير النصر بالسويس وتشغيله تجريبياً فى اطار التطوير الشامل للمصفاة.

وتعول الحكومة على تلك المشروعات لاستدامة توفير احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية وترشيد فاتورة استيرادها من الخارج.

المال: وماذا عن تطورات مشروعات تنمية الغاز الطبيعى؟

الوزير: تم الانتهاء من وضع 5 مشروعات لحقول الزيت الخام والغاز الطبيعى على خريطة الإنتاج، بهدف إنتاج نحو 15 ألف برميل خام ومتكثفات يوميًا، وحوالى 144 مليون قدم مكعبة غاز يومياً، ويبلغ إجمالى التكلفة الاستثمارية الإجمالية للمشروعات حوالى307 ملايين دولار، شملت المشروعات تنمية حقل شمال إدكو/شمال العامرية، وتنمية حقل تين “Teen” شمال مطروح، إضافة إلى تنمية حقل مليحة العميق (المرحلة الأولى)، وتنمية حقل شرق دمنهور، وإتمام المرحلة الأولى من تنمية حقول شمال جيسوم الشمالى GNN، والتشغيل الكامل للمرحلة الأولى من ربط غازات حقل ريفين.

وأوضح “الملا”: بخلاف ذلك تم التوقيع المبدئى لـ9 اتفاقيات جديدة، وتعديل اتفاقيتين ساريتين بإجمالى منح توقيع 30.5 مليون دولار، وإجمالى استثمارات بحث قدرها 925.5 مليون دولار لحفر 28 بئرًا استكشافية، وإجراء دراسات جيولوجية وجيوفيزيقية، ومسح سيزمى ثلاثى الأبعاد ومعالجة البيانات، وبالفعل تم حفر 8 آبار جديدة للغاز الطبيعى نتج عنها تحقيق 4 اكتشافات للغاز الطبيعى بالدلتا والبحر المتوسط، وبئر ناجحة، وجار حفر بئرين.

ويقدر حجم الغاز المضاف بحوالى 2.63 تريليون قدم غاز مكعبة و23 مليون برميل متكثفات، وتم الانتهاء من تنفيذ برنامج مسح سيزمى ثلاثى الأبعاد بإجمالى مساحة 3963.5 كم2 بمنطقتى التزام نور البحرية وشمال رفح البحرية التابعتين لشركة أيوك ومنطقة التزام نرجس البحرية التابعة لشركتى شيفرون وأيوك.

المال: كم تبلغ حصيلة اتفاقيات البترول التى تم توقيعها مؤخرًا؟

الملا: استطاع قطاع البترول خلال 2023 توقيع 29 اتفاقية للبحث عن البترول والغاز، بإجمالى استثمارات حدها الأدنى 1.2 مليار دولار، ومنح توقيع حوالى 61 مليون دولار، وحفر 87 بئرًا جديدة.

كما تم الإعلان عن نتائج المزايدة العالمية للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) للبحث عن الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط ودلتا النيل، والتى تم من خلالها إسناد 4 مناطق جديدة للبحث عن الغاز الطبيعى لشركات عالمية باستثمارات حدها الأدنى حوالى 281 مليون دولار، وحفر 12 بئرًا كحد أدنى، ومنح توقيع بقيمة 7.5 مليون.

المال: وما آخر مستجدات طرح المزايدات العالمية للبحث والتنقيب فى مصر؟

الوزير: تم طرح أول مزايدة عالمية للحقول المتقادمة فى 8 حقول بخليج السويس والصحراء الشرقية، لأول مرة، طرحتها هيئة البترول فى مارس الماضي، وتم إغلاق باب تلقى العروض، والتى أسفرت عن فوز شركة أديس القابضة بمناطق تابعة لشركة سوكو، وهى حقلى (رأس بدران) و(خليج الزيت)، وكذلك شركة أوسوكو، وهى حقول شقير البحرية، وجازورينا، ورأس العش، وإيست زيت وأشرفى بخليج السويس، وسيتم خلال الفترة المقبلة الإعلان عن توقيع العقدين بنظام عقود الخدمة ووضع جدول زمنى لبدء العمل فى هذه الحقول.

وأضاف “الملا”: تم طرح مزايدتين جديدتين لهيئة البترول وشركة جنوب الوادى المصرية القابضة للبترول فى سبتمبر 2023، للبحث عن البترول والغاز فى 23 منطقة بالصحراء الغربية والصحراء الشرقية وخليج السويس والبحر الأحمر، وتم طرح جميع هذه المزايدات بصورة رقمية من خلال بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج (EUG).

“الملا”: إن نتاج هذه الجهود هو تحقيق 65 كشفًا جديدًا للبترول والغاز، بواقع 51 كشفًا للبترول و14 للغاز، وذلك بمناطق بالصحراء الغربية، وخليج السويس، ودلتا النيل وسيناء، كما تم توقيع 14 عقدًا لتنمية الحقول بالصحراء الغربية ودلتا النيل.

المال: وماذا عن حقول واكتشافات الزيت الخام؟

وزير البترول: شهدت الفترة الأخيرة وضع مشروعات مهمة جديدة لتنمية حقول الزيت الخام على خريطة الإنتاج، كحقل شمال جيسوم بخليج السويس لشركة بتروجلف، بمعدلات إنتاج تزيد على 20 ألف برميل يوميًا، وحقل شمال صفا بخليج السويس لشركة جابكو بنحو 7 آلاف برميل يوميًا كمرحلة أولى، تزيد إلى 25 ألف برميل يوميًا، مع اكتمال مراحل التنمية والإنتاج من الحقل، وهذه المشروعات جاءت نتيجة مجهودات مع شركاء قطاع البترول لسرعة ضخ الاستثمارات اللازمة لتنمية الحقول.

المال: كيف يواكب قطاع البترول التوجه العالمى نحو التحول الطاقى وخفض الانبعاثات؟

الوزير: الوقود الأحفورى باق لسنوات، إذ أثبتت التحديات العالمية المتتالية خلال الأعوام الأخيرة من نزاعات وأوبئة وغيرها أن أهم شيء هو توفير إمدادات الطاقة التى تغطى الاحتياجات اليومية للشعوب، وظهر ذلك جليًا فى ارتفاع معدلات استيراد الدول الأوروبية للغاز المسال، بهدف تأمين الامدادات وتنويع الموارد لعدم قدرة الطاقات الخضراء فى توفير كامل هذه الاحتياجات اليومية بعد.

وتابع “الملا”: بالتأكيد تعد التكنولوجيات المتطورة لخفض انبعاثات الوقود التقليدى خلال العملية الانتاجية بل الاستفادة منها عنصر أساسى فى بقاء الوقود التقليدى فى مزيج الطاقة العالمي.

وأكمل الوزير: تُمكن التكنولوجيات الحديثة لصناعة البترول والغاز من التقاط هذه الانبعاثات الكربونية وتخزينها، وإعادة استغلالها فى عدة أنشطة، ما يجعل هناك إمكانية للاستمرار فى إنتاج الوقود التقليدى دون التأثير الكبير على المناخ.

واستطاع قطاع البترول المصرى أن يتبنى إستراتيجية وخطة عمل واضحة للتحول الطاقى وخفض الانبعاثات فى كل أنشطته.

وتابع الوزير: نجح القطاع فى خفض سنوى أكثر من مليونى طن من ثانى أكسيد الكربون، عبر تحويل نحو 534 ألف سيارة للعمل بالغاز الطبيعى المضغوط منذ بدء النشاط، وخفض سنوى فى الانبعاثات حوالى 1.4 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون، من خلال مشروعات استرجاع غازات الشعلة واستغلالها فى شركات القطاع، إضافة إلى تحقيق وفر سنوى فى استهلاك الطاقة يصل إلى 115 مليون دولار، عن طريق تطبيق إجراءات ومشروعات لترشيد الطاقة باستثمارات منخفضة.

المال: كم يقدر حجم الانبعاثات التى تم خفضها سنويًا من تلك المشروعات؟

الوزير: قدر إجمالى الانبعاثات التى تم خفضها سنويًا من تلك المشروعات بحوالى 900 ألف طن من ثانى أكسيد الكربون، عبر توصيل الغاز الطبيعى إلى حوالى 14.5 مليون وحدة سكنية، فضلًا عن خفض استهلاك الكهرباء من الشبكة القومية وخفض الانبعاثات بحوالى 50 ألف طن من ثانى أكسيد الكربون، من خلال مشروعات استخدام الطاقة المتجددة فى المبانى الإدارية بشركات القطاع، كما تم إطلاق مشروعات لإنتاج الطاقة الخضراء، مثل الأمونيا الخضراء والميثانول الأخضر بالشراكة مع شركات عالمية.

المال: ما هى حصيلة استثمارات التنقيب عن الذهب والمعادن فى مصر العام الماضى؟

الوزير: تم إنتاج حوالى 13 مليون طن من المنتجات والخامات التعدينية خلال عام 2023، وبلغت كمية الصادرات للخامات المنجمية حوالى 2.3 مليون طن، كما تم إنشاء قاعدة بيانات للثروات التعدينية فى مصر، تم فيها تجميع البيانات الأساسية لـ27 خامة معدنية وجار الانتهاء من تدقيق البيانات الخاصة بهم، تمهيدًا لتضمينهم داخل المنصة الرقمية للخامات التعدينية، والتى نعمل عليها على غرار بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج، إذ ستحتوى بوابة التعدين على كل البيانات الجيولوجية والخرائط المطلوبة من قبل المستثمرين.

وأضاف الملا: من أجل تسهيل عرض الفرص الاستثمارية فى مجال الثروة المعدنية فى مصر، والترويج للمزايدات وجذب الاستثمارات، وقد تم بالفعل الانتهاء من عمليات التقييم الفنى للبوابة، وبدأنا تجارب تشغيل الإنتاج التجارى للذهب من موقع إيقات بجنوب مصر فى مارس 2023، والذى يأتى تتويجًا للخطة الطموح التى تم وضعها لبدء الإنتاج منه مبكرًا، فى ظل ما يتميز به الموقع الذى تقدر احتياطياته بحوالى 1.2 مليون أوقية من الذهب.

المال: ما آخر تطورات برنامج تحديث قطاع التعدين؟

الوزير: انتهينا من تطوير معمل هيئة الثروة المعدنية فى مدينة مرسى علم لخدمة الأنشطة التعدينية بالصحراء الشرقية، وكذلك خدمة البعثات الجيولوجية بالمنطقة، ضمن برنامج يشمل تطوير ورفع كفاءة العاملين والمباني، وتأسيسها بالتقنيات والمعدات الحديثة، لمواكبة وتحقيق أهداف استراتيجية تعظيم واستغلال الثروات التعدينية وزيادة مساهمتها فى الاقتصاد القومي، والتى يتم تنفيذها بإرادة قوية فى التطوير والتحديث وتعظيم النتائج، ونتيجة لتكثيف النشاط تم افتتاح معملى MSA) و(ALS فى مدينة مرسى علم.

وأضاف الملا: وتم ذلك من أجل الاختبار الشامل لفحص الذهب والمعادن الأساسية لعينات التربة والصخور، والحفر فى مرسى علم فى إطار توطين أنشطة صناعة التعدين فى مصر وصقل خبرات العاملين بها، وبعدما تم إعلانه فى ضوء مزايدة البحث عن الذهب والمعادن المصاحبة، أصبحت لدينا شركات لديها من الخبرة والملاءة المالية والتقنيات المتطورة فى مجال البحث والتنقيب، مثل “سنتامين” التى توسعت فى الحصول على قطاعات جديدة، وكذلك “باريك جولد”، وعدد من الشركات العالمية والمحلية.

توسعات «ميدور» بالإسكندرية الأولى على خريطة التشغيل العام الجدي

التوقيع المبدئى على 9 اتفاقيات.. وتعديل اثنتين باستثمارات تتجاوز 900 مليون دولار

«شمال صفا» و«جيسوم» حقلان مبشران بالزيت الخام بامتيازات «بتروجلف» و«جابكو»

نعمل وفق خطة للتحول الطاقى مع التوجه العالمى

مستمرون فى برنامج نشر استخدام الغاز.. و14.5 مليون مسكن و534 ألف سيارة الحصيلة حتى الآن

900 ألف طن خفضًا فى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون من التوسع بالوقود النظيف