أحمد الشريف فى حواره مع «المال»: شبكة المشرق العالمية - مصر تستهدف الوصول بعدد موظفيها إلى 250 بنهاية 2024

قال أحمد الشريف، رئيس شبكة المشرق العالمية بمصر إنها مملوكة بالكامل لمجموعة المشرق بالإمارات، وهى واحدة ضمن 3 مقرات تتواجد فى مصر والهند وباكستان

Ad

قال أحمد الشريف، رئيس شبكة المشرق العالمية بمصر إنها مملوكة بالكامل لمجموعة المشرق بالإمارات، وهى واحدة ضمن 3 مقرات تتواجد فى مصر والهند وباكستان، مضيفًا أن شبكة المشرق العالمية “Mashreq Global Network” تأسست فى البداية فى الهند وكان ينحصر دورها فى توفير خدمات إدارة التشغيل والتكنولوجيا التى تساعد المركز الرئيسى فى الإمارات.

وأضاف أن المجموعة كانت تخصص جزءا معينا من المهمات تتم من خلال الشبكة فى الهند، ومع ظهور وباء كوفيد -19، وبدء العمل من المنزل بشكل كامل، درست المجموعة نظام العمل أثناء فيروس كورونا، وقررت اعتماد الوظائف التى تتيح العمل بالكامل من المنزل، بدون حدوث أى تأثيرات على أداء الوظيفة، وعلى هذا الأساس تم تصنيف وتحديد الوظائف التى يمكن اعتمادها بشكل كامل للعمل عن بعد، على مستوى إدارات البنك كافة.

وتابع إن المجموعة قررت فيما بعد توسع «MGN» فى الهند، والتوسع فى إنشاء مقرات للشبكة فى بلاد أخرى مثل باكستان ومصر والتى بدأت الشبكة بالعمل فيها فى أبريل 2021، ومنذ ذلك الحين بدأ بنك المشرق فى الإمارات الاعتماد على الشبكة فى الدول الثلاث فى تعيين موظفين جدد يعملون من الخارج.

وأكد أن فكرة إنشاء شبكة المشرق بهذه الكيفية والآلية كان غير سائد فى مصر، لأنه عادة ما كانت تقتصر فكرة تصدير الخدمات سواء التكنولوجية أو البنكية، على وظائف معينة، كخدمة العملاء وإدارة التشغيل، معتمدة على تواجد المدراء والموظفين فى نفس إطار الشركة، لافتًا إلى أن بنك المشرق عندما قرر تدشين الشبكة لتعيين الموظفين للعمل عن بعد، لم يحدد قطاعات بعينها، بل طبق النظام على جميع القطاعات القابلة للعمل عن بعد.

ولفت إلى أن شبكة المشرق هى تمثل الذراع التشغيلية لمجموعة المشرق، موضحًا أن الموظف يتم تعيينه من مصر للالتحاق بالمجموعة، وتتابعه الإدارة المختصة به فى دبى، فالبنك المركزى فى الإمارات يختلف فى سياساته عن البنك المركزى فى مصر، فى كيفية تطبيق العمل عن بعد فى جميع إدارات البنك وقطاعاته.

وأفاد بأن عدد موظفى الشبكة فى مصر لدى المجموعة وصل إلى نحو 116 موظفا بنهاية 2023، مستهدفًا الوصول إلى 250 موظفا بنهاية 2024 على مختلف قطاعات البنك من قطاع التجزئة، الشركات، خدمة العملاء، الشئون القانونية، المراجعة الداخلية، التسويق، الاتصال المؤسسى، وقطاع الالتزام أو ما يمسى بالـ “compliance”، لافتًا إلى أن المجموعة هى من تحدد مستهدفاتها من الموظفين للشبكة فى الثلاث دول.

وكشف أن نسبة السيدات من إجمالى عدد الموظفين التابعين للشبكة فى مصر بلغت نحو 53% بنهاية 2023، لافتًا إلى أن طبيعة نظام العمل الذى تعتمده المجموعة عن طريق الشبكة يتيح للسيدات، وكذلك الرجال ممن لديهم مسئوليات اجتماعية أو معيشية خاصة، العمل من خلالها بما يتناسب مع ظروفهم.

وأكد على أن شبكة المشرق ليست شركة توظيف، وإنما هى ذراع تشغيلية كاملة، مشيرًا إلى أن أهمية تأسيس “MGN” تنصب على الاستفادة القصوى من مهارات العاملين لدى مجموعة المشرق فى 3 بلدان مختلفة وليس فقط دولة واحدة.

وتابع إن جميع البنوك العالمية لديها ذراع تشغيلية فى بلدان أخرى، وأوضح أن “MGN” متواجدة فى الهند تقريبًا منذ 2015، وكان دور الشبكة هناك مقتصرا على خدمات بسيطة، لافتًا إلى أن المجموعة بدأت فى تأسيس الشبكة هناك لما تمتاز به الهند من خدمات التشغيل من الخارج، حيث كانت من أولى الدول فى هذا المجال.

وذكر أن شركة “إيتيدا” هى من بدأت فى رعاية الخدمات التكنولوجية المستخدمة فى مجال العمل عن بعد، برعاية وزارة الاتصالات.

وأكد على أن مصر سوق واعد بالمهارات ويستطيع أن يطابق التطور فى بلدان أخرى فى آسيا مثل الهند والفلبين والصين، لافتًا إلى أن مصر لديها سوق تستطيع من خلالها تصدير خدماتها للخارج.

وقال إن الهند تتميز بكونها سوقا لديها عمالة ذات فكر متقدم وهو ما يظهر جليًا فى جميع القطاعات وبالأخص قطاع التكنولوجية، كما أن “المشرق” له تواجد هناك.

ولفت إلى أن اختيار تأسيس شبكة المشرق فى الثلاث دول كان غرضه الأساسى الاستفادة من سوق وكوادر القطاع المصرفى فى تلك الدول، مشيرًا إلى أن المجموعة تحتاج إلى كوادر من خبرة تبدأ من 3 – 4 سنوات إلى 15 – 25 سنة خبرة فى القطاعات المختلفة.

وأشار إلى أن توزيع عدد الموظفين بشكل كامل على الأسواق المختلفة يكون مبنى على التخصص وتوازن الفريق بين أكثر من دولة، حتى تستفيد من اختلاف فرق التوقيت بين الدول، أو حتى تحسبًا لحدوث أية ظروف فى بلد بعينها، فيقوم موظفو القطاع فى البلاد الأخرى بالمهمة بالكامل آنذاك.

وقال إن مجموعة المشرق فى الإمارات استطاعت توفير بنية تحتية أساسية قوية للعمل عن بعد، فيستطيع الموظف من خلال جهاز الكمبيوتر المحمول الدخول على أنظمة بنك المشرق فى الإمارات، بالتزامن مع توفر جميع أنظمة الأمن السيبرانى.

وأوضح أن الشبكة فى مصر تقوم بتوفير جميع الأجهزة التى يحتاج إليها الموظف للعمل عن بعد، بداية من تأسيس بيئة خاصة للعمل من المنزل، كتوفير أجهزة كمبيوتر وإنترنت بسرعات خاصة.

وأضاف أن الفرق بين شبكة المشرق والشركات الأخرى المتواجدة فى مصر، أن الشبكة ليست منفصلة عن المركز الرئيسى، فالشبكة هى جزء من فريق المجموعة فى الإمارات ولكن يتواجد فى منطقة جغرافية مختلفة، متابعًا إنه يتواجد فى مصر شركات تعمل فى تقديم الخدمات التكنولوجية ولها تواجد كبير خارج مصر، ولكن يتعامل معها السوق على اعتبار أنها كيان منفصل عن المركز الرئيسى فى الخارج.

وأكمل أن المجموعة فى الإمارات توفر جميع أنظمة الأمن السيبرانى والمعلوماتى للحفاظ على الأنظمة المصرفية المستخدمة، توافقًا مع معايير البنك المركزى الإماراتى والذى يضع قواعد صارمة لنظام العمل المصرفى عن بعد.

ولفت إلى أن الموظف فى مصر يتواصل مع إدارته أو عملائه فى الإمارات عن طريق الفيديو كونفرنس.

وأفاد بأن بنك المشرق يختلف عن البنوك الأخرى فيما يخص سوق العمل وطبيعة التوظيف، موضحًا أن المجموعة بالتعاون مع الشبكة تقوم بتوظيف العاملين من المحافظات المصرية خارج القاهرة، فالموظف يوقع العقد مع الشبكة فى القاهرة، ثم يعود مرة أخرى للعمل من محافظته أيًا تكن.

وأضاف أن نسبة تتراوح من 18 - %19 من موظفى الشبكة ليسوا من سكان القاهرة، ولا يزالوا متواجدين فى محافظاتهم.

وأشار إلى أن الشبكة تخضع لساعات وعدد أيام العمل والإجازات الرسمية فى الإمارات، أما عن الإجازات الرسمية المصرية، فالشبكة تعمل كأى شركة تصدير خدمات، فإذا كان ضغط فى مهام العمل يضطر الموظف إلى الدوام، ولكن تتم مجازاته على تلك الأيام كما ينص قانون العمل المصرى.

وتحدث “الشريف” عن أن المجموعة فى الإمارات تمتاز بالمرونة فى تطبيق العمل عن بعد، ويتم إعداد بحوث وتقارير دورية للنهوض بإنتاجية العاملين سواء الذين يعملون من المقر الرئيسى أو عن بعد.

ولفت إلى أن المرونة فى سياسات البنك المركزى الإماراتى سبب أساسى فى إنجاح منظومة العمل عن بعد، كونه المراقب والمقر لضوابط العمل المصرفى.

وأكمل أن كلمة المرونة تشير إلى التغيير المستمر والمواكب للظروف المحيطة ببيئات العمل المختلفة.

وألمح إلى أن البنك المركزى المصرى يعمل بالفعل على تطوير الضوابط فى مجال التكنولوجيا المالية والرقمية المتبعة، لافتًا إلى إقرار ضوابط تأسيس البنوك الرقمية فى الفترة الأخيرة.

وأكد أنه مهما تطور القطاع المصرفى الرقمى والعمل عن بعد على مستوى العالم، سيظل هناك جزء لا يمكن أن يتم إلا من خلال تواجد الفروع والموظفين، مشيرًا إلى أن البنوك الرقمية هى التى قد تحقق طفرة كبيرة فى هذا الاتجاه، إذا توفرت لها آلية العمل المناسبة.

وكشف أن المجموعة تستهدف أن تقدم الشبكة خدماتها لبنوك المشرق المتواجدة فى جميع الدول، بمن فيهم مصر.

وتابع إن بنك المشرق فى الإمارات حينما عزم على إدارة خدماته من الشبكات خارج البلاد، حصل على رخصة من البنك المركزى الإماراتى، مشيرًا إلى أن نفس الأمر ينطبق على مصر، ففى حالة عزم بنك المشرق- مصر على إدارة خدماته من شبكة المشرق فى أى مكان آخر، لابد أن يحصل على رخصة وتصريح من البنك المركزى المصرى.

ويمتلك أحمد الشريف خبرة فى المجال المصرفى والعمل عن بعد تبلغ حوالى 20 عامًا، حيث عمل لسنوات لدى البنك الأهلى المتحد وبنك “HSBC”، قبل انضمامه للعمل مع مجموعة المشرق، وتوليه منصب رئيس الشبكة فى مصر.

وأشار “الشرف” إلى أن تمويل الشبكة وملكيته الكاملة تتبع مجموعة المشرق فى الإمارات، موضحًا أن استثمارات الشبكة غير منفصلة عن القوائم المالية الخاصة للمركز الرئيسى، فكل قائمة مالية تُنشر عن المجموعة تحتوى على نتائج أعمال الشبكات خارج الإمارات.

وأضاف أن استثمارات الشبكة تُقاس بعدد الموظفين الحالى والمستهدف، مؤكدًا أن الرواتب لدى موظفى المجموعة عن طريق الشبكة فى مصر على نفس مستوى الرواتب الموجودة فى القطاع المصرفى المصرى، بالعملة المحلية، فهو يعمل بداخل السوق المصرية.

وأكمل أن آلية عمل الشبكة هى نفس طريقة عمل الشركات التكنولوجية التى تصدر خدماتها للخارج، فيحصل موظفوها على رواتبهم بالعملة المحلية نظرًا لأن الشركة مصرية لها سجل تجارى وكيان قانونى مصرى.

وأكد على أن الشبكة تعمل على تقييم الظروف الاقتصادية المحلية فى الداخل كمعدلات التضخم وغيره، لتعويض رواتب العاملين بما يتناسب مع ظروف المعيشة فى مصر.

وفى حديث عن كيفية التغلب على العوامل الخارجة عن إرادة موظف الشبكة فى مصر والظروف الطارئة التى قد يتعرض لها، قال “الشريف” إن الشبكة توفر للموظف إمكانيات الإنترنت المطلوبة للعمل لدى المجموعة.

وفيما يتعلق بالتعامل مع أزمة انقطاع الكهرباء، أشار إلى أن مجال العمل عن بعد يتطلب مرونة فى تقبل جميع المشكلات الطارئة، ومواكبتها.

وأضاف أن الشبكة دائمًا ما تعمل على إخبار المجموعة فى الإمارات بمستجدات الأوضاع والظروف الطارئة التى تواجه الموظفين، وكذلك مع الشبكة فى الهند وباكستان.