حلت مصر فى الترتيب الثالث بقائمة أعدها كل من صندوق النقد ومؤسسة سميث لبحوث السفر ضمت 9 بلدان بمنطقة الشرق الأوسط حول تأثر نسب الإشغال الفندقى فى منطقة الشرق الأوسط جراء تداعيات العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وتناول الرصد فترة الأسبوع الأول من ديسمبر 2023، والأسبوع الثانى من يناير 2024.
رئيس غرفة المنشآت لـ«المال»: تحسن مرتقب خلال شهرى مارس وأبريل المقبلين
وأوضح الرصد الذى جاء ضمن تقرير مستجدات آفاق الاقتصاد الإقليمى لمنطقة الشرق الأوسط الصادر عن صندوق النقد مؤخرًا، أن نسب الإشغال تساوى النسبة المئوية لعدد الغرف المشغولة من إجمالى المتاحة.
ويتم حساب الفرق على أساس نسبة التغير فى الإشغال الفندقى فى فترة “الأسبوع الأول من أكتوبر 2023 والأسبوع الأول من ديسمبر 2023 والأسبوع الثانى من يناير 2024 مقابل الفترة نفسها من عام 2022”.
وضمت البلدان لبنان ومصر والأردن والمغرب وعمان والإمارات والجزائر والسعودية وتونس.
وبحسب الرصد، جاءت لبنان فى المركز الأول بالقائمة من حيث التأثر بالصراع، وتراجعت نسب الإشغال بها بحوالى %35 فى الأسبوع الأول من يناير الماضى مقابل ما يقترب من %48 خلال الأسبوع الأول من ديسمبر 2023.
وفى المرتبة الثانية، جاءت الأردن والتى انخفضت نسب الإشغال فيها بواقع %33 تقريبا فى الأسبوع الأول من ديسمبر الماضى مقابل %12 تقريباً فى الأسبوع الثانى من يناير 2024.
فيما احتلت مصر الترتيب الثالث بالقائمة، وكان تأثرها كان أقل حدة من الأردن ولبنان كما يقول خبراء الصندوق، وبلغت نسب التراجع فى الإشغال الفندقية بحوالى %17 تقريبا فى الأسبوع الأول من ديسمبر 2023 مقابل ما يقترب من %3 انخفاضاً فقط خلال الأسبوع الأول من يناير الماضى.
وقال علاء عاقل، رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية، إن تأثر قطاع السياحة فى مصر جراء تداعيات العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة كان بالفعل أقل حدة من دول أخرى.
وأضاف عاقل فى تصريحات لـ”المال”، أن السبب وراء ذلك هو أن الطبيعة الجغرافية لمصر مختلفة عن دولة الأردن على سبيل المثال، مشيرا إلى أن هناك تحسن فى نسب الإشغال الفندقى بالمقاصد السياحية المصرية المختلفة.
وتوقع أن تشهد نسب الإشغال الفندقى خلال شهرى مارس وأبريل المقبلين تحسنًا مقارنة بشهرى يناير وفبراير الجاري، والتى تعتبر شهورا ضعيفة فى حجم التدفق السياحى وفقًا لقوله، لكنه لم يحدد النسبة المتوقعة للشهرين القادمين.
ولفت تقرير صندوق النقد الصادر أواخر شهر يناير الماضي، إلى أن نسب الإشغال الفندقية تقلصت بالمغرب بواقع %6 فى الأسبوع الأول من ديسمبر 2023 لكنها ارتفعت بمعدل محدود فى الأسبوع الثانى من يناير 2024.
وجاءت عمان فى الترتيب الخامس بالقائمة، وتراجعت نسب الإشغال الفندقية بها فى الأسبوع الأول من ديسمبر 2023 بواقع %2 لكنها ارتفعت بـ%2 تقريباً فى الأسبوع الثانى من يناير الماضى.
بينما بلغت تراجع نسب الإشغالات بالإمارات نحو %2 تقريبا فى الأسبوع الثانى من ديسمبر مقابل %5 انخفاضا خلال الأسبوع الثانى من يناير الماضيين.
أما تونس فشهدت ارتفاعًا محدودًا فى نسب إشغالاتها الفندقية فى الأسبوع الأول من ديسمبر 2023 وصل إلى %2 بالأسبوع الثانى من يناير الماضي، ومثلها السعودية التى بلغت نسب الزيادة فى الإشغال بفنادقها حوالى %3 قفز إلى %12 تقريبًا فى فترة المقارنة السابقة.
وارتفعت نسب الإشغال الفندقى فى الجزائر بواقع %10 فى الأسبوع الأول من ديسمبر الماضي، مقابل تراجعها بـ%2 تقريبا فى الأسبوع الثانى من يناير الماضى.
وقال الصندوق إن الصراع فى غزة أثر سلبًا على قطاع السياحة فى الاقتصادات المجاورة لغزة، مضيفًا أنه رغم عودة مؤشرات الفنادق والرحلات الجوية فى المنطقة قبل أكتوبر الماضى إلى المستويات التاريخية لعام 2019، سجلت اتجاهات نسب الإشغال فى الغرف الفندقية عقب الحرب تراجعًا حادا فى لبنان والأردن.
ويعتبر قطاع السياحة من القطاعات الحيوية لدى العديد من اقتصادات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة أنها كانت تمثل ما بين %2 إلى %20 من إجمالى الناتج المحلى للبلدان، وبين %5 إلى %50 من صادرات السلع والخدمات فى العديد من تلك الاقتصادات قبل جائحة كورونا.
وقال تقرير الصندوق إن السياحة تشكل قناة مهمة لانتقال الصدمات مما يعنى أن التطورات السلبية ستؤثر حتمًا على النمو فى البلدان، ويرى أن الصراع تسبب فى تداعيات سلبية على عدد السائحين الوافدين والإنفاق الاستهلاكى فى الأردن، مرجحا أن يظل نشاط السياحة ضعيفًا فى لبنان لاسيما وأنه يعتمد على أعداد المغتربين الكبيرة.
وكان تقرير حديث صادر عن مؤسسة فيتش أواخر يناير الماضى، أفاد بأن الصراع فى غزة وتعطيل الحوثيين لحركة المرور فى القناة قللت من حجم أرباحها، متوقعًا وصول عائدات السياحة والقناة إلى 12.7 مليار دولار، و9 مليارات، على التوالى فى العام المالى الحالى 2023/ 2024.
وأضافت فيتش أنه إذا استمر التعطيل طوال النصف الأول من عام 2024، فمن المقدر أن تنخفض هذه الإيرادات إلى حوالى 11 مليار دولار، و7.5 مليار على التوالى، مما سيؤدى إلى اتساع عجز الحساب الجارى إلى %3.5 من الناتج المحلى الإجمالى، من خط الأساس البالغ %2.7.
البطوطى: معظم الحركة الوافدة تأتى إلى منطقة البحر الأحمر لبعدها عن الصراع فى غزة
وقال الدكتور سعيد البطوطي، عضو مفوضية السفر الأوروبية، إن الحرب فى غزة أثرت بلا شك بشكل كبير على حركة السياحة الدولية لمنطقة الشرق الأوسط، ولكنه يرى أن مستوى التأثير متجانس بين الوجهات.
وأضاف البطوطى فى تصريحات خاصة لـ”المال”، أننا سنجد التأثير الأشد حدة يوجد فى كل من إسرائيل ولبنان وسوريا والأردن، بينما حتى الآن معتدل ومقبول فى كل من مصر وتركيا ودول الخليج العربى.
وأرجع السبب وراء ذلك أن تأثر مصر أقل حدة إلى أن معظم الحركة السياحية الوافدة إليها تأتى إلى منطقة البحر الأحمر والتى فى أذهان المستهلكين السياحيين بعيدة عن بؤرة الصراع.
وأشار إلى أن الأردن مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإسرائيل والضفة الغربية وبها مخيمات لاجئين فلسطينيين ومندمجين ديموجرافيا بالفلسطينيين وقريبين من بؤر الصراع المحتمل أن تشتعل، لافتًا إلى أن هناك حاليا حذرا شديدا وتخوفا من تطور الأمور.
وأظهرت دراسة حديثة للأمم المتحدة أن التكلفة الاقتصادية لحرب إسرائيل على قطاع غزة على الدول العربية المجاورة وهى لبنان ومصر والأردن، قد ترتفع إلى ما لا يقل عن 10 مليارات دولار هذا العام، وتدفع أكثر من 230 ألف شخص إلى براثن الفقر، ويمكن أن تزيد إلى الضعفين إذا استمرت الحرب 6 أشهر أخرى.
