تخارج 6% من عملاء صناديق الاستثمار لصالح الشهادات مرتفعة العائد

رجح خبراء ومحللون مصرفيون أن يكون تأثير الشهادات مرتفعة العائد التى طرحت مؤخرًا أو تلك التى يتوقع طرحها محدودًا على صناديق الاستثمار بمختلف أنواعها

Ad

رجح خبراء ومحللون مصرفيون أن يكون تأثير الشهادات مرتفعة العائد التى طرحت مؤخرًا أو تلك التى يتوقع طرحها محدودًا على صناديق الاستثمار بمختلف أنواعها، لافتين إلى أن نحو %6 أو %7 من العملاء فقط تخارجوا بالفعل بعد طرح شهادتى بنكى "مصر" و"الأهلى المصري"، ولكن تم تعويض هذه النسبة من خلال قوائم الانتظار التى كانت ترغب فى توظيف أموالها فى هذه الصناديق.

وأضافوا أن معدل التخارج من الصناديق لصالح الشهادات كان يقدر بنحو %30 فى المرات السابقة، موضحين أن نوعية العملاء التى تستثمر فى الصناديق باتت أكثر وعيًا، وبالتالى لن تغريهم عوائد هذه الشهادات.

وذكروا أن الأداء الاستثنائى لصناديق الاستثمار خلال العام الماضى، خاصة صناديق الأسهم، جعلها منافسًا قويًا للشهادات مرتفعة العائد، لافتين إلى أن حجم الاستثمار فى الصناديق النقدية تجاوز الـ 100 مليار جنيه فيما بلغ حجم صناديق الدخل الثابت حوالى 2 مليار جنيه.

نوعية العملاء والخيارات الاستثمارية

قال محمود نجلة، المدير التنفيذى لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلى لصناديق الاستثمار ومحافظ الأوراق المالية، إن تأثر صناديق الاستثمار على اختلاف أنواعها بالشهادات مرتفعة العائد التى طرحت مؤخرًا كان محدودًا.

وأضاف أن ما يقرب من 6 إلى %7 تحولوا من صناديق الاستثمار بعد طرح الشهادات مرتفعة العائد من قبل بنكى "الأهلي" و"مصر"، موضحًا أنه وعلى الرغم من ضآلة هذه النسبة، فقد تم تعويضها عبر قوائم الانتظار من الأفراد والمؤسسات الذين كانوا يرغبون فى الاستثمار فى الصناديق.

وأشار إلى أن عملاء الصناديق اختلفوا عن ذى قبل، بمعنى أنهم صاروا أكثر وعيًا بمزايا وعيوب كل من الشهادات البنكية وصناديق الاستثمار، مؤكدًا أن لكلٍ من هذين الخيارين (الشهادات أو الصناديق) نمط ونوعية العملاء التى تناسبه.

ولفت إلى أن الصناديق النقدية توفر عائدا يوميا ومرتفعا إلى حد كبير، فى حين أن العائد على الشهادات أعلى ولكنها لا توفر السيولة المطلوبة بشكل عاجل.

وتابع أن صناديق الأسهم باتت تحظى بإقبال كبير من قبل الأفراد خاصة فى الفترة الأخيرة، لا سيما بعد الارتفاعات الكبيرة التى شهدتها البورصة خلال الفترات الماضية، موضحًا أن عميل صناديق الأسهم ذو طموح أعلى، بمعنى أنه يبحث عن عائد أعلى بكثير من ذاك الذى توفره الشهادات بكثير.

وقرر البنكان الحكوميان (الأهلى ومصر)، 5 يناير الجارى، طرح شهادات بعائد مرتفع تبلغ نسبته %27 سنويًّا تُصرَف بنهاية مدتها، أو شهريًّا بعائد سنوى %23.5، وتبدأ فئاتها من 1000 جنيه ومضاعفاتها، وتصدر للأفراد الطبيعيين أو القصر من المصريين أو الأجانب، ويتم احتساب المدة اعتبارًا من يوم العمل التالى للشراء.

وبالمثل فقد أعلن البنك الأهلى المصرى عن طرح شهادة بلاتينية بسعر عائد سنوى يصل لـ %27 ويصرف فى نهاية المدة، أو %23.5 يصرف شهريًا.

وأكد أن عملاء الصناديق سيظلون عملاء للصناديق، وحتى إن حدث خروج أو تأثر فإنه فى الغالب سيكون محدودًا، وهذا بخلاف ما كان عليه الأمر فى السابق، فنسبة الذين كانوا يتخارجون من الصناديق لصالح الشهادات كانت تتخطى الـ %30، أما الآن فقد تغير الأمر كليًا.

وأفاد بأن صناديق الاستثمار تحظى بإقبال جيد من قبل المستثمرين، حيث سجل حجم الصناديق النقدية نحو 100 مليار جنيه، فيما بلغ حجم صناديق الدخل الثابت حوالى 2 مليار.

يُشار إلى أن صناديق السيولة النقدية تعد واحدة من أدوات الادخار التى يطرحها عدد من البنوك العاملة فى السوق المصرفية للأفراد والشركات، وتتيح هذه المنتجات للعملاء الحصول على عائد آمن وجاذب بمقاييس العائد المطبق على باقى الأوعية فى الوقت الراهن.

المنتجات البنكية المتنوعة

من جانبها، قالت سارة سعادة، محلل الاقتصاد الكلى فى بحوث سى آى كابيتال، إن القطع بمدى تأثير طرح الشهادات مرتفعة العائد على صناديق الاستثمار مرتبط بنوعية العملاء، بمعنى أن لكلٍ من هذين الخيارين نوعية العملاء المناسبة، والتى تفضل الاستثمار من خلاله.

وأضافت أن تأثير الشهادات مرتفعة العائد التى طرحت مؤخرًا أو تلك التى يتوقع طرحها بعوائد أعلى، وعلى الرغم من اختلاف نوعية العملاء، محدود جدًا.

وأفادت بأنه قد يكون هناك بعض المنتجات البنكية التى قد تنافس صناديق الاستثمار، بمعنى أنه إذا كانت هناك منتجات توفر عائدًا يوميًا أو غير ذلك من نفس المزايا التى تقدمها صناديق الاستثمار فقد تكون هناك منافسة فعلية، وربما تجتذب الشهادات بعضًا من عملاء صناديق الاستثمار.

أداء الصناديق وانعكاساته

وعلى خلاف الرأيين السابقين رجح هانى أبو الفتوح، الخبير المصرفى والرئيس التنفيذى لشركة الراية للاستشارات، احتمالية حدوث هجرة الأموال من صناديق الاستثمار إلى الشهادات، خاصة أن الصناديق حققت أداء جيدًا طوال العام الماضى.

وأوضح أن صناديق الأسهم والصناديق المتوازنة كانت الأعلى ربحية خلال العام الماضى، ومن ثم يمكن اعتبارها منافسًا جيدًا للشهادات، ولكن صناديق السيولة النقدية تراوح العائد عليها من 16 إلى %18، وهو ما يعنى أن بعض عملاء هذه الصناديق قد يتحولون إلى الشهادات.