هل تنعكس توترات البحر الأحمر على حركة الاستثمار الأجنبي المباشر لمصر؟

توقع عدد من  الخبراء والمحللين الاقتصاديين تأثر صافى تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالسوق المحلية نتيجة للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة والتى

Ad

توقع عدد من  الخبراء والمحللين الاقتصاديين تأثر صافى تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالسوق المحلية نتيجة للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة والتى انعكست تداعياتها على البلدان المجاورة للصراع ومن ضمنها مصر.

تأتى تلك التوقعات فى ضوء الخطة الحكومية لاجتذاب 12 مليار دولار استثمارات أجنبية مباشرة خلال العام المالى الجارى الذى ينتهى فى 30 يونيو 2024، بزيادة نسبتها %20 عن العام المالى السابق.

وتشير أحدث البيانات الحكومية إلى بلوغ صافى تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر نحو 10 مليارات دولار فى نهاية العام المالى الماضى 2022/ 2023 مقارنة مع 8.9 مليار دولار فى العام السابق عليه.

وقال خالد حمزة مدير مكتب البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية فى مصر إن الاقتصاد المصرى كسائر الاقتصادات المختلفة يمر بسلسلة من التحديات المختلفة التى أثرت عليه، ومن بينها الحرب على قطاع غزة، والتوترات القائمة فى البحر الأحمر بالتزامن مع منع الحوثيين السفن الإسرائيلية أو التى تنقل بضائع إلى إسرائيل.

وأضاف فى تصريحات سابقة لـ”المال” أن تأثير تلك الأحداث السابق ذكرها على القطاع السياحى كان أقل من المتوقع، لكن القطاعات الأخرى كإيرادات قناة السويس وتدفقات الاستثمارات الأجنبية كان لها النصيب الأكبر من التأثر.

ويرى “حمزة” أن التحدى الرئيسى الذى ما زال يواجه الاقتصاد هو تمكين القطاع الخاص، وأن يكون المحرك الرئيسى له،مشيرًا إلى أن مصر أثبتت خلال الفترة الماضية مرونتها وصمودها ضد الأزمات الاقتصادية العالمية، وقدرتها على المضى قدمًا وذلك من خلال قطاعات مختلفة كالتصنيع والتصدير التى ساهمت فى توفير النقد الأجنبى.

وأكد أن القطاع الخاص يمتاز بالمرونة للتعامل مع الأزمات المختلفة، ولذا يحرص البنك على زيادة التعاون معه وتمكينه.

ويرى صندوق النقد الدولى أن استمرار الحرب يؤدى لتزايد عدم اليقين لدى المستثمرين، مما يؤثر علىصافى تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر الوافدة، وبالتالى يتوقع تراجع معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى من %3.8 فى عام 2022/ 2023 إلى %3 العام المالى الجاري.

وقال الصندوق فى أحدث تقرير آفاق الاقتصاد الإقليمى لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الصادر أواخر يناير الماضى إن توقف عدد من شركات الشحن عن عبور البحر الأحمر سيؤدى إلى تداعيات سلبية على تدفقات النقد الأجنبى فى مصر، لاسيما وأن إيرادات قناة السويس تمثل مصدرًا مهما للنقد الأجنبى فى البلاد.

وقالسوخو لى المدير العام لمكتب الوكالة الكورية للترويج للاستثمار والتجارة فى مصر «كوترا»إن الهجماتالتى يشنها الحوثيين بالبحر الأحمر لا تؤثر فقط على الشركات الكورية الجنوبية العاملة فى مصر لكنها تثير المخاوف بشأن مدى أمان الملاحة الدولية والتجارة البحرية فى المنطقة.

وأضاف فى تصريحات خاصة ل”المال” أن العديد من الشركات الملاحة الدولية تحاول تفادى باب المندب من أجل ضمان الأمان لشحناتهم، مشيرًا إلى أن شركات بلاده تواجه نفس التحديات، وتابع أن الأمر ستكون له تداعيات لوجيستية تؤدى إلى ارتفاعالأسعار نتيجة فرض شركات الملاحة أقساط تأمين أعلى على السفن.

ولفت إلى أن تلك التكلفة لن تكون مرتفعة فقط بالنسبة للشركات الكورية، ولكن أيضًا لنظرائها عالميا ، لاسيما فى ضوء الممرات البديلة الطويلةالتى سيلجأون إليها لنقل شحناتهم ، وستسبب لغالبيتهم مشكلة خاصة للسلع التى تستلزم التوصيل السريع.

ووفقًا لأحدث تقارير منظمة الأونكتاد فقد تراجعت نسبة تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى منطقة شمال أفريقيا فى العام الماضى بنسبة %21 مسجلًة نحو 12 مليار دولار مقابل 15 مليار فى السابق عليه ، مسجلة 10 مليارات فى عام 2021.

وقالت الأونكتاد إن قارة أفريقيا شهدت ثباتاً فى حجم تدفقات الاستثمارات الأجنبية خلال العام الماضى مسجلةً نحو 48 مليار دولار وهو نفس الرقم فى عام 2022 ،بينما كانت متراجعة عن معدلها الذى سجلته فى 2021 وهو80 مليار.

وكشف التقرير عن أن قارة افريقيا شهدت ارتفاعًا بنسبة %9 فى حجم عقود الاستثمارات فى مجالات المشروعات الخضراء مسجلة نحو 845 مشروعًا مقابل 775 العام قبل الماضى ، مضيفًا أن حجمها فى شمال القارة السمراء ازداد بنسبة %4 ليصل إلى 272 مشروع مقابل 261 فى 2022.

وحول العالم سجل إجمالى حجم التدفقات الأجنبية المباشرة نحو 1.365 تريليون دولار بارتفاع قدره %3 مقابل 1.326 تريليون فى 2022.

وقال بيان ميزان المدفوعات الصادر عن البنك المركزى المصرى أوائل يناير الماضى إن صافى تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر لمصر تراجع فى الربع الأول من العام المالى الجارى 2024-2023، إلى 2.3 مليار دولار مقابل 3.3 مليار فى الفترة المقابلة من السابق عليه.

وأظهرت دراسة حديثة للأمم المتحدة أن التكلفة الاقتصادية لحرب إسرائيل على قطاع غزة على الدول العربية المجاورة وهى لبنان ومصر والأردن، قد ترتفع إلى ما لا يقل عن 10 مليارات دولار هذا العام، وتدفع أكثر من 230 ألف شخص إلى براثن الفقر، ويمكن أن تزيد إلى الضعفين إذا استمرت الحرب 6 أشهر أخرى.

لكن نهاد إكنجيرئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك المصريين قلل من تأثير تلك الأزمات السابق ذكرها على استثمارات بلاده العاملة محليا أو توسعاتها وكذلك التدفقات الاستثمارية الجديدة، مشيرًاإن التأثير حتى الآن جزئيًا ، وتابع أن غالبيتهم يدبرون المواد الخام اللازمة للتصنيع من تركيا أو أوروبا من خلال الاستيراد عبر مينائى بورسعيد والإسكندرية، ويصدرون باستخدام نفس الموانئ ، وبالتالى لا حاجة لاستخدام طريق البحر الأحمر.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ”المال” أن تأثير أحداث غزة يتمثل فى أن الشركات الراغبة فى التوسع أو ضخ استثمارات جديدة فيالقطاعات التصنيعية والتصديريةتنتظر لحين اتضاح الرؤية.

وقال تقرير حديث صادر عن مؤسسة فيتش أواخر يناير الماضى إن الصراع فى غزة وتعطيل الحوثيين لحركة المرور فى القناة قللت من حجم الأرباح، متوقعًا وصول عائدات السياحة والقناة إلى 12.7 مليار دولار ، و9 مليار ، على التوالى فى العام المالى الحالى 2023/ 2024.

ولكن إذا استمر التعطيل طوال النصف الأول من عام 2024، قدرت فيتش أن هذه الإيرادات قد تنخفض إلى حوالى 11 مليار دولار ، و7.5 مليارعلى التوالى، مما سيؤدى إلى اتساع عجز الحساب الجارى إلى %3.5 من الناتج المحلى الإجمالى، من خط الأساس البالغ %2.7.

وكان مصدر مسؤول بشركة إيفا فارما- العاملة فى صناعة الدواء، صرح ل”المال” سابقًا أن كافة الشركات العاملة فى سوق الدواء المصرية باتت لديها أزمة حقيقة فى عمليات استيراد خامات الأدوية من الخارج، مضيفًاأن شركته أوقفت إنتاج العديد من الأصناف التى تنتجها بفعل عدم توفر الخامات المستخدمة فى عملية التصنيع.

وأشار إلى أن أغلب الأصناف التى توقف إنتاجها حتى الآن لا تشمل سوى عدد قليل من الأصناف الدوائية، وأن العدد الأكبر من الأصناف التى توقف إنتاجها خاصة بالعناية بالبشرة والشعر.

ولفت المصدر إلى أن عملية تدبير النقد الأجنبى، علاوة على أزمات  سلاسل الإمداد بفعل الصراعات المتسارعة فى المنطقة وما ترتب عليها من تأخر وصول الشحنات، سيظهر صداها خلال الأيام القليلة المقبلة.

صندوق النقد الدولي: استمرار الحرب يزيد عدم اليقين ويؤثر على صافى التدفقات

مدير الأوروبى للإعمار: إيرادات قناة السويس الأكثر تضرراً

إكنجي: الشركات التركية تستورد وتصدر عبر مينائى بورسعيد والإسكندرية

كوترا: الكيانات الكورية تأثرت كنظيرتها العالمية وهو ما يرفع الأسعار