تقنيات الذكاء الاصطناعى حائرة بين خصوصية البيانات ومواكبة التطور التكنولوجى

قال عدد من خبراء تكنولوجيا المعلومات إن دمج أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدى وعلى رأسها تقنية المساعد الافتراضى «google gemini» على هواتف سامسونج جالاكسى إس 24 وآيفون 16 يمثل نقلة نوعية وخطوة

Ad

قال عدد من خبراء تكنولوجيا المعلومات إن دمج أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدى وعلى رأسها تقنية المساعد الافتراضى «google gemini» على هواتف سامسونج جالاكسى إس 24 وآيفون 16 يمثل نقلة نوعية وخطوة ثورية فى عالم الهواتف المحمولة خاصة وأن هذه التطبيقات الجديدة من شأنها رفع معدلات إنتاجية المستخدمين.

كما أكد الخبراء أن خصوصية مستخدمى المحمول بالفعل منتهكة من قبل الشركات المختلفة، لأن الذكاء الاصطناعى مدمج فى مواقع التواصل وأدوات البحث وعلى رأسها جوجل، التى بدورها ترصد كل سلوكيات مستخدميها وتخزن بياناتهم على خوادمها السحابية.

وكانت جوجل قد أعلنت منذ أيام عن شراكة جديدة مع سامسونج العالمية تهدف من خلالها إلى تزويد أجهزة سلسلة هواتف جالاكسى S24 بقدرات الذكاء الاصطناعى المتقدمة من خلال تقنيات Gemini والتى تشبه تطبيق Chat GPT فى معالجة مجموعة واسعة من البيانات بما ذلك النصوص والصور والصوت والفيديو والنماذج ثلاثية الأبعاد والرسوم البيانية .

أبوجمرة: يجب تعديل أدوات AI لتتناسب مع الثقافة العربية

قال مصطفى أبو جمرة العضو المنتدب لشركة ميديا ساى ومؤسس منصة (Big Brother Analytics) إن دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى الهواتف الذكية سيحدث نقلة نوعية وثورة فى كيفية استخدام المحمول خاصة مع تحول المستهلك من تصفح مواقع التواصل ومشاهدة المواد الترفيهية إلى إنجاز المهام المختلفة الأمر الذى يسهم فى رفع معدلات الإنتاجية بدون الإنترنت.

وأوضح أبو جمرة أن تقنيات الذكاء الاصطناعى المدمجة التى تأتى تحت فئة productivity tools تتيح للمستخدم أداء مختلف المهام اليومية وهو غير متصل بالإنترنت، إذ تساعد هذه الأدوات فى إخراج محتوى عالى الجودة واحترافى سواء فى مجالات التصميم والبحث أو فى عمل الملخصات والكتابة الإبداعية، إذ أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدى مستخدمة فى شتى المجالات العلمية.

وأشار إلى أن دمج الأدوات الجديدة فى هواتف سامسونج وغيرها من العلامات التجارية الكبرى لن يزيد من مخاوف انتهاك خصوصية المستخدمين لاسيما مع التطبيقات المختلفة التى تجمع بيانات المستخدم المسجلة على الهاتف بشكل دورى سواء كانت عملية مسح البيانات تتم بمعرفته أو بدونها.

وشدد على ضرورة إدخال تعديلات على أدوات الذكاء الاصطناعى AI الغربية لتناسب المجتمع المصرى والعربى، خاصة وأن هذه الأدوات تم تغذيتها بمعلومات غربية بهوية مختلفة عن الثقافات العربية وبالتالى المخرجات تكون غربية المضمون والشكل دون مراعاة للتقاليد المصرية والعربية .

وأكد أن دور الشركات المصرية المتخصصة فى البرمجة والذكاء الاصطناعى هو استكمال تدريب وبناء هذه البرمجيات لتناسب المجتمع العربى، خاصة وأن مصر لديها وفرة فى البيانات وأن الكثير من برمجيات الذكاء الاصطناعى ذات مصدر مفتوح أو open source يمكن تعديلها وتطويرها من خلال العقد العصبية البرمجية ذات الطبقات المتعددة.

ورجح انتشار أدوات الذكاء الاصطناعى فى كل الهواتف الذكية فى الأجيال القادمة، مشيرا إلى أنها ستكون أسلوب حياة جديد يفوز من يتمكن من استخدامها وتطويعها لتحقيق أهدافه، ويخسر ويتخلف من تركها ولم يتوائم مع مقتضيات العصر، إذ ستغزو هذه التقنيات كل مجالات العمل بطريقة تساهم فى زيادة جودة وإنتاجية الوظائف المختلفة، بشرط معرفة الموظف كيفية استخدامها.

حسام: نظام تشغيل IOS الأكثر تأمينا

و قال محمد حسام مدير قنوات التوزيع الإقليمى بشركة MCS لحلول أمن المعلومات إن دمج أدوات الذكاء الاصطناعى بالهواتف الذكية خطوة ثورية شبيهة بانتقال المستهلك من هواتف نوكيا العادية featured phones إلى نظيراتها آبل العاملة بخاصية اللمس، مؤكدا أنها ستساهم فى إنجاز المهام اليومية بسرعة وفعالية أكبر، ولها انعكاسات إيجابية سيشعر بها المستهلك مع انتشار التطبيقات الجديدة التى ستكون أسرع وأكثر كفاءة عن ذى قبل.

وأضاف أن خصوصية المستهلك منتهكة بالفعل طالما الفرد متصل بشبكة الإنترنت ويستخدم مواقع التواصل الاجتماعى التى تجمع كل بيانات عملاء حساباتها ويتم الاحتفاظ بها على خوادم ذكية فى التخزين السحابى، ويتم استخدام الذكاء الاصطناعى بالفعل لتوجيه الإعلانات حسب اهتمامات وميول كل شخص.

وأكد أن طرح جيل جديد من الهواتف المدمجة بالذكاء الاصطناعى ستنعش مبيعات سوق المحمول، خاصة وأن الغالبية العظمى من المستخدمين فى مصر معرفتهم ضئيلة بفوائد ومزايا التقنية الجديدة، وبالتالى وجود موبايلات متضمنة هذه التكنولوجيا بطريقة سهلة الاستخدام حتى على غير المحترفين وفى مستوى المستخدم العادى ستجعل المشترين يقبلون بقوة على شراء هذه الهواتف، لاسيما وأنها ستكون بواجهة مستخدم سهلة ومبسطة يمكن حتى للأطفال استخدامها.

وقال إن عملية تنظيم خصوصية البيانات بالفعل لها مواثيق دولية تجرم عمليات الاختراق والقرصنة، وفى حال حدوث أى تسريب للمعلومات الشخصية يمكن للشخص المتأثر بقرصنة هاتفه أن يقاضى الشركة المصنعة للهاتف، لافتا أن نظام الـ IOS من أقوى الأنظمة التى توفر نسب أمان كبيرة لمستخدميها فيما يتعلق بحماية البيانات من التسريب.

حنفي: أهمية إجراء تحديثات دورية للمواثيق الدولية المنظمة

ونفى الدكتور أحمد حنفى رئيس شركة “ديجيتال بلانتس” لحلول أمن المعلومات ارتباط أدوات الذكاء الاصطناعى المدمجة فى الهاتف بانتهاك سرية بيانات المستخدمين، مؤكدا أن طريقة ضبط إعدادات الخصوصية هى كلمة السر فى أمان المعلومات وعدم تسريبها.

وأوضح “حنفي” أن جميع التطبيقات التى يتم تحميلها على الهاتف تحتاج لما يعرف باسم “منح إذن الوصول” سواء للكاميرا أو الميكروفون أو الصور والملفات الشخصية، ويتم التحكم فى المعلومات التى يستخدمها كل تطبيق على حدة من خلال ترس الإعدادات التى تمكن صاحب المحمول من التحكم فى طريقة استخدام معلوماته.

وأشار إلى أن أفضل طريقة للحفاظ على الخصوصية هو منح إذن الوصول للملفات أو الميكروفون وقت استخدام التطبيق فقط، وهو الاختيار الموجود فى قائمة الإعدادات، وكل ما يحتاجه المستخدم أن يكون على دراية بكيفية التعامل مع الهاتف والتحكم فى أدوات الخصوية المتاحة له، مشددا على أهمية تثقيف وتوعية المستخدم بموضوع الأمن السيبرانى وطريقة استخدم التكنولوجيا لتكون عونا له بدلا من أن تتحول لمصدر خطر عليه.

ورجح أن تكون الأسعار المرتفعة للهواتف المعززة بالذكاء الاصطناعى عائقا أمام بعض المستهلكين من محدودى الدخل، مؤكدا فى الوقت ذاته أن تصنيع العلامات الكبرى لهواتف ذكية تجمع وتوزان بين السعر المعقول والتكنولوجيا الجديدة سيلقى نجاحا كبيرا وانتشارا فى السوق المصرية.

وتطرق إلى أهمية إجراء تحديثات دورية للمواثيق الدولية الحاكمة لتقنيات الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا بشكل عام، لاسيما وأنه مجال يتطور بشكل سريع للغاية، مشيرا إلى أن القوانين الدولية يجب أن تراعى الفروقات بين قوانين وتقاليد الدول المختلفة.

الحارثى: نمط شائع يرصد سلوكيات المستخدمين

فى سياق متصل أكد محمد الحارثى الرئيس التنفيذى لشركة «سيميكولون» للبرمجيات إن الذكاء الاصطناعى أصبح بالفعل مدمجا على منصات التواصل الاجتماعى المختلفة سواء فيسبوك أو انستجرام أو غيره من المواقع، وبالتالى دمجه فى الهواتف الذكية خطوة متوقعة وتطور طبيعى.

وأضاف “الحارثي” أن الذكاء الاصطناعى فى شتى المنصات الاجتماعية يرصد سلوك المستخدمين واهتمامات كل مستخدم على حدة مع تحليل دقيق للبيانات، بحيث يتم استخدام كل هذا الكم الهائل من المعلومات لتوظيفها فى توجيه الإعلانات المناسبة لاهتمامات وطلبات كل فرد، تكون مبنية على بيانات ملفات تعريف الارتباط ، والجنس والمنطقة الجغرافية وتاريخ التصفح.

وأشار إلى أن دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى التوليدى فى الهاتف تجعل استخدامه أسهل وأسرع من أى وقت مضى، علاوة على أن التقنية الجديدة تجمع مجموعة من التطبيقات المختلفة فى نظام برمجى واحد، وهو ما سيحفز المستخدم على الاعتماد بشكل كبير على هذه الأدوات المستحدثة لتكون جزءا مهما من روتين يومه.

وأكد أن دمج الذكاء الاصطناعى مع الهواتف الذكية سيكون هو النمط الشائع فى المستقبل، ولكن على الجانب الآخر سينتهك خصوصية المستهلك بسبب سهولة رصد كل سلوكيات العميل على مدار اليوم.

وأكد أن وضع إطار قانونى ومواثيق حاكمة عالمية لضبط استخدام أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدى ستظل تحدٍ عالمى يواجه الشركات، خاصة وأن الأمم المتحدة لم تصل بعد لإطار تأسيسى لحماية بيانات المستخدمين.