تخطط شركة وادى دجلة للتنمية العقارية لمواصلة التوسع فى السوق المصرية وتقترب من اقتناص أراضٍ جديدة فى مناطق العين السخنة والساحل الشمالى لزيادة المحفظة، كما تركز بقوة على تسليم الوحدات للعملاء.
وخلال مؤتمر صحفى منذ أيام كشف ريمون عهدي، الرئيس التنفيذى لشركة وادى دجلة للتنمية العقارية، عن نتائج استراتيجية الشركة فى العام الماضى، والتى تضمنت الالتزام بمواصلة العمل على الأهداف التى تم تحديدها فى عام 2022، وعلى رأسها تعزيز كفاءة التشغيل الداخلية باعتبارها الأهم لدورها الفعال فى إدارة الشركة خلال مرحلة اقتصادية صعبة، وتعزيز مرونتها ضد التقلبات الاقتصادية.
وتأسست وادى دجلة للتنمية العقارية عام 2005، وهى إحدى الشركات التابعة لشركة وادى دجلة القابضة، ولديها محفظة قائمة من المجتمعات السكنية والتجارية والمنتجعات، وتبلغ مساحة الأراضى لديها 5.5 مليون متر موزعة على 16 مشروعًا، منها سكنية مثل بيراميدز ووك، وريفر ووك، تيجان المعادى وتيجان زهراء المعادي، كانال ريزيدنس، فيكتوريا ريزيدنس، كلوب تاون، برومينيد نيو كايرو ونيوبوليس، هذا إلى جانب عدد من المنتجعات مثل مارينا وادى دجلة، بلومار الدوم، بلومار السخنة، بلومار هيلز، بلومار سيدى عبدالرحمن، ومورانو.
وقال عهدى إن الشركة تستهدف تحقيق 4.6 مليار جنيه مبيعات تعاقدية خلال العام الجارى لعدد يقارب 500 وحدة مقارنة بنحو 2.6 مليار خلال العام الماضى لنفس العدد من الوحدات، ونحو 1.5 مليار خلال عام 2022.
وذكر عهدى أن الشركة ضخت نحو 1.5 مليار جنيه فى الإنشاءات خلال العام الماضي، وتسعى لزيادة تلك القيمة فى العام الحالي؛ بهدف تسريع وتيرة الإنجاز فى المشروعات المختلفة.
ونوه ريمون، بأن الشركة تتفاوض حاليا للحصول على قطعة أرض بمساحة 65 فدانًا فى منطقة العين السخنة لتنفيذ مشروع جديد، لإضافتها لمحفظة الشركة البالغة 5.5 مليون متر مربع تم الانتهاء من تنمية نحو %80 منها فى السنوات الماضية.
وانتهت الشركة من تسليم 1600 وحدة خلال العام الماضي، فى إطار خطة لإعادة الهيكلة تركز على إنهاء مشكلة الوحدات المتأخرة وتسليمها لعملائها، وتخطط الشركة للتركيز على التسليم فى ظل توجه عام لها بتهدئة عمليات البيع لتجنب أى قرارات أو مشاهد فجائية تظهر فى السوق العقارية قد تؤدى لارتفاع التكاليف.
وقال إن الشركة لديها 4 مصادر للتمويل وهى محفظة الشيكات، والتأجير التمويلى من خلال الأصول التى تمتلكها الشركة، والمجموعة الكبيرة من الشركات التى تمتلكها الشركة القابضة، وتسعى إلى رفع رأسمال ذراع التطوير العقارى لتعزيز التزامها بمعدلات التسليم، وتسريع عملية الإنشاءات فى ظل ارتفاع التكلفة.
ورأى أن القروض البنكية أحد الحلول التمويلية التى تعتمد عليها الشركات العقارية، لكنها باتت خيار مستبعد فى الوقت الحالى نظرا لارتفاع أسعار الفائدة، ويمكن بدلًا من ذلك توريق محفظة الشيكات الخاصة بالوحدات التى تم تسليمها العام الماضي.
وتابع الرئيس التنفيذى لشركة وادى دجلة للتنمية العقارية أن الشركة لا تعتمد على النمو فقط ، بل تحاول الوصول لمرحلة منطقية من الاستدامة فى النمو والموارد بجانب مواءمة خطط المبيعات المستهدفة مع سياسة رشيدة تتمثل فى إطلاق عدد محدود من الوحدات لكل مشروع للبيع، فعلى سبيل المثال كل وحدة سيتم تسليمها فى السنوات القادمة سيقابلها بيع وحدة فقط.
وأضاف عهدى “تهدف تلك السياسة إلى الحماية من الخسائر المحتملة الناجمة عن تأثير التضخم، وتتضمن استمرار خطتنا لتنفيذ التزاماتنا أهم الأولويات.”
وعلى الرغم من التحديات التشغيلية، بما فى ذلك الحاجة إلى تعديل التوقعات الأولية من 2000 وحدة فى أوائل عام 2023 إلى 1600 وحدة بسبب زيادة تكاليف البناء بنسبة %60، وفقًا لريمون عهدى، والذى ضرب مثالًا بتسليم عدد أكبر من الوحدات يصل إلى 1600 وحدة فى 2023، مقارنة بحوالى 750 وحدة تم تسليمها فى 2022.
واعتبر عهدى أن هذه النتائج دليل على نجاح إعادة الهيكلة الاستراتيجية التى بدأت فى عام 2022، والتى تؤكد على الكفاءة التشغيلية وإعادة تقييم حجم الأعمال استجابة للتقلبات الاقتصادية.
وأكد الرئيس التنفيذى لشركة وادى دجلة للتنمية العقارية أن الشركة عالجت تبعات معالجة تراكم أعمال البناء لديها لعدة سنوات بسبب أزمة فيروس كورونا، واستطاعت تسليم 2350 وحدة حتى الآن، مع التخطيط لتسليم أخرى إضافية بحلول نهاية العام الجاري، بما يتماشى مع هدف الانتهاء تمامًا من الأعمال المتراكمة بحلول عام 2026.
وساهم إطلاق مشروع “كلوب تاون” وتوسيع مشروع “مورانو” بشكل كبير فى مبيعات العام الماضى، وجاء مشروع كلوب تاون بمفهوم جديد فى المشروعات متعددة الاستخدامات، كأسلوب جديد بالشركة بالتعاون مع أندية وادى دجلة.
وعن رؤيته المستقبلية لعام 2024، قال عهدي: سنحاول مواصلة التوسع فى المبيعات ولكن بسياسة حكيمة لتجنب تبعات المرحلة الصعبة، كما سنحاول استكشاف نماذج مبتكرة للتطوير وتبنى ممارسات البناء المستدامة، وتشمل تدابير جديدة مثل دمج محطات شحن السيارات الكهربائية، والتوافق مع الاتجاهات البيئية العالمية، والاستجابات المرنة لاحتياجات ومتطلبات العملاء المتغيرة.
وقال إن الشركة بشكل عام تركز على الوفاء بالالتزامات، وإعطاء الأولوية لتسليم المشروعات، وتعزيز ثقة العملاء، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية.
وأكد أن الشركة تواصلت خلال الفترة الماضية مع العملاء الذين واجهوا تأخيرًا فى استلام الوحدات، وتم الاتفاق على نقل وحداتهم لأخرى فى مراحل قريبة التسليم، متابعًا أن الشركة تتفهم غضب العملاء، ونحاول العمل على حل المشكلات باعتبار أن العملاء هم رأس المال الحقيقى للشركة.
ونفى وجود أى نزاعات بين المساهمين الرئيسيين فى مجموعة وادى دجلة القابضة، كما أن الزيادة القادمة لرأس المال لن تشهد دخول مساهمين جدد.
وتعاقدت الشركة على قطعة أرض فى الساحل الشمالي، بجانب مشروعها الحالى فى سيظى عبدالرحمن، ويأتى فى إطار توسع الشركة فى الإنشاءات التجارية.
وأوضح الرئيس التنفيذى لشركة وادى دجلة للتنمية العقارية أن الشركة تنوى طرح 3 مشروعات جديدة فى العام الجارى فى مشروعات بالقاهرة والعين السخنة، وسيتم الكشف عن تفاصيلها لاحقًا، ولكنها تعتمد على تسليم تلك الوحدات المباعة خلال 20 شهرًا على أقصى تقدير.
وتتمثل المشروعات المرتقب طرحها فى 3 قطع بمستقبل سيتى تجارى إداري، ومثلها فى العين السخنة، بنفس الأمر فى الساحل الشمالي، كلها أراضى لم يتم تطويرها على الإطلاق.
ولفت إلى أن وادى دجلة العقارية رفعت أسعار البيع بنحو %80 خلال العام الماضى فى ظل قفزات التكاليف ومواد البناء، موضحًا أن الشركة تتحوط من تلك الأزمات بزيادة مشتريات المواد الهامة مثل الحديد والمعدات الكهربائية.
وأشار إلى أن وادى دجلة ستركز فى الفترة القادمة على تنشيط ذراع المشروعات التجارية والخدمية لضمان الحصول على إيراد متكرر، وفى سبيل ذلك تنوى إطلاق مشروعات متنوعة فى الساحل الشمالى والعين السخنة والقاهرة.
واستعبد لجوء الشركة لإصدار صكوك تمويل فى الفترة القادمة فى ظل ارتفاع أسعار الفائدة والتى تشكل خطورة حال استمرارها.
وعن التعاون مع شركات المقاولات، فقد قال إن وادى دجلة طبقت كل آليات العمل مع المقاولين سواء بسداد دفعة مقدمة نظير تنفيذ أعمال معينة، أو السداد الكامل للمبلغ على أقساط.
وقال عهدى، إن الشركة تمتلك إدارة خاصة بالتشطيبات لتتولى تشطيب الوحدات للعملاء الراغبين فى الحصول على وحدات كاملة التشطيب، خاصة فى ظل التغيرات المستمرة بأسعار مواد البناء.
ورأى الرئيس التنفيذى لشركة وادى دجلة للتنمية أن العقار مازال الملاذ الآمن للاستثمار ولا يمكن مقارنته بأى وعاء آخر على غرار الذهب والشهادات البنكية، ولكن الأهم هو توضيح الأمر لعميل الشركة.
