ألغت العديد من السفن السياحية رحلاتها للمحطات البحرية المحلية، لاسيما الواقعة في موانئ البحر الأحمر تجنبا للمخاطر الواقعة حاليا، حسبما ذكر وكلاء عاملون بالقطاع.
وكشفت «بلومبرغ» فى تقرير لها صدر نهاية الأسبوع الماضي، نقلا عن شركة «فليكسبورت» أن أكثر من 500 سفينة حاويات كانت تبحر فى العادة عبر البحر الأحمر من وإلى قناة السويس، وتحمل كل شيء بداية من الملابس والألعاب إلى قطع غيار السيارات، أصبحت مضطرة لإضافة أسبوعين لمسار سفرها حول رأس الرجاء الصالح بالجزء الجنوبى من أفريقيا.
وكان رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع قال منذ أيام إن إيرادات القناة تراجعت %44 فى يناير الجارى مقارنة بنفس الشهر من 2023 البالغة 802 مليون دولار، ذلك على خلفية انخفاض عدد السفن المارة عبر الممر الحيوى تجنباً لهجمات الحوثيين جنوب البحر الأحمر.
وتشكل إيرادات قناة السويس التى تُعتبر أقصر طرق الشحن البحرى بين اوروبا وآسيا أحد مصادر مصر الرئيسية للعملات الأجنبية التى تشتد إليها الحاجة فى هذه الفترة.
أشار عدد من وكلاء الملاحة للسفن السياحية فى حديثهم مع «المال» إلى تراجع أعداد هذه النوعية من السفن بنهاية الربع الأول من 2024، مع طموحات أن تعود إلى طبيعتها مايو المقبل بالتزامن مع بدء الموسم الصيفي.
قال محمد رضوان مدير القطاع التجارى بشركة ورمس للملاحة إنه منذ اندلاع حرب غزة ونحن نتلقى يوميا تعليمات من ملاك سفن سياحية لإلغاء رحلاتها أو تحويل مسارها، لافتا إلى أن السفن القادمة من جنوب شرق آسيا إلى الموانئ المصرية بورسعيد وشرم وسفاجا لابد أن تمر بباب المندب.
وأضاف «رضوان» أن كافة السفن التى كانت تأتى من الجنوب» شرق آسيا « كانت تتردد على موانئ جدة وبورسعيد وسفاجا والسخنة و الإسكندرية، وبالتالى تمر من باب المندب.
وأشار إلى أنه تم إلغاء الموسم الحالى وتأثرت سياحة الركاب بتلك الأحداث، مؤكدا أن مالك السفينة غالبا ما يضطر لإلغاء الرحلة لضمان سلامة ركابها.
أكد محمد الجعبرى مدير عام توكيل انشكيب للملاحة أن ملاك السفن السياحية يتجهون حاليا لتقييم أوضاع الرحلات ومخاطر المرور من باب المندب، لاسيما وأن أغلب البرامج تضع موانئ البحر الأحمر على قائمة جداولها السياحية.
وأشار «الجعبري» إلى أن رحلة المراكب السياحية لا يمكن أن تقتصر على موانئ البحر الأحمر فقط، أو المتوسط، نظرا لارتفاع تكاليف التشغيل وعدم تحقيق مالك السفينة أى جدوى اقتصادية.
لفت إلى أن سفينة تابعة لتوكيل انشكيب اضطرت مؤخرا لإلغاء رحلتها نظرا لأن ميناء حيفا كان يقع على خط سيرها، ثم المرو فيما بعد بقناة السويس فى طريقها لموانئ السخنة والغردقة.
وأضاف الجعبرى أن نسبة تراجع حجم أعمال التوكيلات الملاحية تجاوزت الـ50%.
تابع أن خسائر تعرض سفينة ركاب لأى هجمات ستكون أشد وأكبر من نظيرتها الناقلة للحاويات، فضلا عن أن كافة شركات التأمين رفعت الأقساط، باعتبار أن منطقة البحر الأحمر أصبحت منطقة حرب.
قال عاطف الطناوى رئيس مجلس إدارة شركة كريستال للملاحة إن شركات السياحة ألغت العديد من حجوزات السفن خلال شهر يناير الجاري، لافتا إلى أنه قبل اندلاع الحرب كان جدول الحجوزات مكتظ للغاية ولا يوجد مكان بميناء شرم الشيخ لاستقبال السفن من كثرتها- على حد تعبيره-.
وقال إن أغلب السفن السياحية تدرج ميناء حيفا ضمن جدول إبحارها لأن مصر فى قلب المتوسط فلا يمكن أن يتحمل التوكيل الملاحى مخاطر عبور السفينة من باب المندب، لذا فقد اتجهت السفن مؤخرا إلى تغيير مساراتها خاصة القادمة من شرق أوروبا.
وأكد أن حرب غزة أنهت الموسم السياحى الشتوى الذى كان يبدأ من نوفمبر وحتى يناير، والذى عادة ما يشهد إقبالا غير مسبوق من الحجوزات لزيارة الموانئ المصرية، متوقعا استمرار التراجع فى حركة السفن السياحية واليخوت حتى انتهاء الربع الأول من العام الحالى2024.
جدير بالذكر أن إيرادات قناة السويس سجلت خلال العام المالى 2023/2022 ارتفاعاً بنحو 25% على أساس سنوي، حيث بلغت 8.8 مليار دولار مقارنةً بـ7 مليارات العام المالى السابق، بحسب بيانات البنك المركزى المصري.
