كشف عدد من أعضاء شعبة المستوردين باتحاد الغرف التجارية، عن توقف بعض مستوردى السلع عن إبرام تعاقدات جديدة خلال الفترة الحالية، على خلفية المضاربات القوية فى سعر الدولار أمام الجنيه فى السوق الموازية، فضلًا عن تضاعف تكلفة البضائع الموجودة فى الموانئ مع صعوبة تدبير العملات للإفراج عنها.
وأكدوا أن أسعار بعض مستلزمات شهر رمضان وأبرزها الياميش بكل أنواعه ستكون خيالية على حد وصفهم، مقارنة بالعام الماضي، كما أن هناك سلعًا أخرى ستشهد نقصًا فى السوق دون أى تأثير لذلك، بسبب الكساد المتوقع فى الإقبال على المنتجات التى يعتبرها الكثيرون من الرفاهيات.
كشف أحمد شيحة، عضو شعبة المستوردين باتحاد الغرف التجارية، أن السوق تشهد مضاربات قوية وغير مسبوقة على العملات الأجنبية فى نظيرتها «الموازية» خلال الفترة الحالية، وهو ما أجبره على التوقف عن الاستيراد لحين انضباط السوق ووضوح الرؤية.
وأضاف «شيحة» - فى تصريحات لـ«المال» - أن استمرار المستوردين فى تنفيذ عمليات المضاربة سيعرضهم لخسائر ضخمة، وقد يواجه بعضهم الإغلاق التام نظرًا لصعوبة الوضع الحالى وقفزات سعر الدولار بشكل غير مسبوق أمام الجنيه، موضحًا أن بعض السلع المستوردة موجودة بالموانئ، ولكن تحتاج للعملة الخضراء للإفراج الجمركى عنها.
وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من احتياجات شهر رمضان تم جلبه خلال الأيام الحالية، مضيفا أن بعض المستوردين سيلجأ إلى مخزونه الخاص من العام الماضي، مشيرًا إلى أن الياميش سيكون بأسعار خيالية خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، قال خالد الدجوي، عضو الشعبة العامة للمستوردين، بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن هناك بعض أصناف السلع موجودة فى الموانئ ولكن تحتاج لتدبير الدولار للإفراج عنها، وهو ما يمثل عائقًا أمام أصحابها، فى ظل المضاربات الضخمة التى تتم على العملات الأجنبية.
وطالب «الدجوى» -فى تصريحات لـ«المال» - الحكومة بضرورة التدخل لتوفير الدولار وإيجاد حلول لتسهيل حركة الاستيراد، خاصة أن البعض ربما يضطر للإغلاق لحين ضبط السوق، وهو ما قد يؤثر على توافر السلع حال استمرار الوضع.
وأشار إلى أنه عند الإفراج عن السلع بسعر دولار مرتفع سيتم إعادة تقييمها بثمن جديد، منوهاً أن سعر لتر زيت الصويا يلامس حالياً 90 جنيهًا مقارنة بـنحو 40-50 سابقًا.
وقال «الدجوى» إن أسعار اللحوم والدواجن بدأت الارتفاع مجددًا نتيجة صعود أسعار الأعلاف بشكل ملحوظ مؤخرًا على خلفية تدبير الدولار بمستويات كبيرة فى السوق الموازية.
وقال مصدر مسئول فى شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية، إن هناك صعودا كبيرا فى أسعار جميع السلع الغذائية منذ بداية 2024، على خلفية تحرك سعر الدولار بشكل لحظى فى السوق الموازية، كما أن بعضها ارتفعت مرتين خلال الأسبوع، وأخرى شهدت قفزات تصل إلى %25 فى أقل من شهر.
وأضاف المصدر لـ«المال» أن عددا من المستوردين توقف مؤخرًا عن إبرام تعاقدات جديدة بعد تكبدهم خسائر نتيجة صعوبة توفير الدولار ونقص السيولة وارتفاع أسعار السلع بشكل كبير.
وأوضح أنه من المرتقب انخفاض الكميات المستوردة من مستلزمات رمضان مثل الياميش وغيرها من السلع، نظرًا لارتفاع أسعارها بشكل كبير، وسط توقعات بتراجع الطلب عليها، مضيفا أن البعض سيعتبرها من الرفاهيات.
