تباينت آراء عدد من خبراء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حول جدوى دخول مشغلى المحمول نشاط تمويل الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر وآخرهم «المصرية للاتصالات we».
ففى حين رأى الفريق الأول أنها خطوة تأتى فى إطار اهتمام الدولة بالتحول الرقمى والشمول المالى الذى يمكن الأفراد والشركات بجميع أحجامها من الوصول إلى منتجات وخدمات ذات قيمة مضافة وبأسعار معقولة تلبى شتى احتياجاتهم من مدفوعات وتسهيلات ائتمانية وقروض وخدمات تأمينية، على أن يتم تقديمها بطريقة مسؤولة ومستدامة.
أكد الفريق الآخر أن هذا النشاط بعيد عن التخصصات الأساسية للمصرية للاتصالات وهى تقديم خدمات اتصالات متكاملة للعملاء لذلك يجب أن تستعين بكوادر محترفة فى مجال التكنولوجيا المالية لضمان النجاح .
وبحسب باسل رحمى رئيس جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسط ومتناهية الصغر فى تصريحات مع برنامج «ceo level» الذى يقدمه حازم شريف رئيس تحرير جريدة المال على قناة «almal tv» على موقع يوتيوب ، يستعد الجهاز لتأسيس شركة جديدة تحمل بصفة مبدئية اسم “خطوة” بالشراكة مع كل من “المصرية للاتصالات WE” و”البريد المصرى”، برأسمال 150 مليون جنيه.
وأضاف رحمى أن الشركة الجديدة ستعمل فى تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر ، مبينا أن حصة جهاز تنمية المشروعات تبلغ %40 من أسهم “خطوة”، مقابل %20 لـ«البريد المصرى» و%20 لـ«المصرية للاتصالات WE»، بينما تتوزع الـ %20 المتبقية مناصفة بواقع %10 من بنك قناة السويس وشركة مصر للتأمين.
ثمنهشام العلايلى الرئيس التنفيذى السابق للجهاز القومى لتنظيم الاتصالاتخطوة دخول المصرية للاتصالات مجال تمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، متوقعا نجاح الشركة فى اجتذاب شريحة عملاء جدد، واصفا إياها بالاتجاه الاستراتيجى والخطوة الطبيعية فى إطار التحول الرقمى للدولة المصرية.
وأضاف “العلايلي” أن قرار المصرية للاتصالات يأتى متزامنا مع توجه الدولة الهادف لتوفير وإتاحة المزيد من فرص العمل أمام الشباب من خريجى الجامعات وأصحاب المشروعات الصغيرة ومن لديهم أفكار مبدعة للحصول على التمويل اللازم لهم، كما يتماشى أيضا مع رؤية مصر 2030.
وتوقع نجاح المصرية للاتصالات فى الوصول لقاعدة عملاء أكبر من الحالية مع دخولها مجال التمويلات للمشاريع الصغيرة، خاصة مع إتاحتها لتطبيقات يتم تحميلها على أجهزة الهواتف الذكية تقدم حلول دفع رقمية مبتكرة لتلك الفئة من العملاء الجدد.
وشدد على أهمية أن تعمل المصرية للاتصالات من خلال كوادر مؤهلة لديها خبرة فى مجال التكنولوجيا المالية وتطوير تطبيقات المحمول ، وهو الأمر الذى يدعم من فرصها فى مجال تمويل المشاريع متناهية الصغير.
وأشار إلى أهمية التحول الرقمى والتكنولوجيا المالية كمحورين أساسيين لتقدم الدول وتحقيق الاقتصاد الرقمى والذى بدوره ينعكس على تحقيق عائد مادى وتنموى فى شتى القطاعات.
وفيما يخص إقدام مشغلى المحمول الآخرين للعمل فى هذا المجال أكد أنه يتوقف على رؤيتها وخططها الاستراتيجية التى تختلف من شركة لأخرى.
بينما رأى الدكتور عمرو بدوى الرئيس التنفيذى السابق لجهاز تنظيم الاتصالات أن نشاط التمويل متناهى الصغر مجال جديد تماما على الشركة المصرية للاتصالات ولا تمتلك به خبرة كافية ، لذلك فإنه لزاما عليها الاستعانة بالكوادر المؤهلة والمتخصصة فى حلول التكنولوجيا المالية والتحول الرقمى للتعامل مع هذا الملف، الأمر الذى يتطلب توفير مخصصات مالية ستشكل عبئا إضافيا على الشركة.
ولفت عقيل بشير رئيس مجلس الإدارة الأسبق للشركة المصرية للاتصالات إلى إن دخول مشغلى المحمول مجال تمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر من حيث المبدأ فكرة جيدة وتتماشى مع التوجه العام للدولة فى تعزيز الشمول الرقمى والمالي، لاسيما وأن هذه الفئة من الشركات الناشئة تواجه صعوبات جمة أثناء تعاملاتها مع البنوك التقليدية.
أضاف “بشير” أن متناهية الصغر تواجه تحديات بشأن إتاحة الضمانات للبنوك وبالتالى دخول المصرية للاتصالات سيسهل عليها إتمام الإجراءات بأسهل الطرق الممكنة، ويعزز من المناخ الاستثمارى وتيسير إنهاء الإجراءات والتصاريح والضمانات اللازمة.
وأشار إلى أن المصرية للاتصالات تدعم الشركات الناشئة منذ أكثر من 10 سنوات من خلال حاضنات أعمال تكنولوجية فى القرية الذكية تطلق مسابقات بين الشباب لتحفيز بيئة ريادة الأعمال والمساهمة فى تكوين تلك النوعية من الشركات.
وأكد أن دخول المصرية للاتصالات مجال التمويل للمشروعات الصغيرة والمتناهية يأتى فى إطار حرصها على تنويع محفظة خدماتها المقدمة والوصول لشريحة أكبر من العملاء.
فيما قال الدكتورخالد نجم وزير الاتصالات الأسبق إن دخول المصرية للاتصالات عالم التمويل للشركات الصغيرة والمتناهية يعطيها ميزة إضافية عن المنافسين حال تنويع محفظة المنتجات والخدمات المالية المقدمة للعملاء.
وأضاف “نجم” أن شركات المحمول يجب أن تسير على نفس نهج المصرية للاتصالات فيما يخص اقتحام مجالات جديدة تخدم قاعدة عملائها تكون مفيدة من الناحية المجتمعية، لافتا إلى أن تقديم خدمات للمشاريع الصغيرة مكسب من ناحية العميل لأنها توفر له سبل دفع ميسرة وسريعة وسهلة الاستخدام تعزز الشمول المالي، ومن ناحية الشركة فهى تنوع من محفظة خدماتها وتكسب قاعدة عملاء أكبر وبالتالى تحقق نمواً فى العوائد.
ورجح دخول باقى شركات المحمول تباعا للنشاط الجديد وذلك لمواكبة المتغيرات بالسوق وخلق قنوات متعددة للدفع الرقمي، ولتعزيز فرصها فى المنافسة والمحافظة على قاعدة عملائها.
العلايلى: يدعم توجهات الدولة نحو التحول الرقمى
بدوى: نجاحها مرهون بالاستعانة بكوادر متخصصة بالتكنولوجيا المالية
بشير: فكرة جيدة من حيث المبدأ
نجم: تزيد تنافسيتها فى مواجهة المشغلين الآخرين
