كشف تحليل أجراه البنك الدولى عنأن الخسائر التى يمكن أن تتعرض لها محافظة الإسكندرية بسبب الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الساحلية قد تصل إلى %10.9 من المبانى ، مشيرًا إلى أن ذلك بافتراض وقوع أحداث مناخية شديدة.
وقدر التحليل الذى وضعه البنك بشأن تأثير التغيرات المناخية على الثغر أن قيمة تكلفة استبدال مبانى المدينة نتيجة تلك الأحداث تصل إلى 46.6 مليار دولار.
وأشار إلى أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تعطل الخدمات و سُبل النقل والمواصلات و الخدمات الإنتاجية الصناعية والتكاليف الاجتماعية والاقتصادية وتأثر المبانى التراثية والبنية التحتية بمياه الفيضانات تزيد من التكلفة.
وارتكز التحليل إلى وجوب اتباع آليات بعينها لتفعيل تدابير التأهب والاستعداد والاستجابة للطوارئ بالمحافظة لاتخاذ القرارات اللازمة وفقا للمعلومات المتاحة ، وأبرزها وضع خطة حديثة للاستجابة الفعلية تستند إلى تقييم مواطن الضعف وقابلية التأثر وخطة طوارئ قوية، ووضع أساليب للتمويل بما فى ذلك التأمين واستراتيجيات تحديد مستوى المخاطر.
وأشار التحليل الصادر ضمنتقرير المناخ والتنمية الخاص بمصرإلى أن محافظة الإسكندرية تواجه العديد من مخاطر الفيضانات المفاجئة الناجمة عن هطول الأمطار فى المناطق الساحلية، والعواصف الساحلية، وكذلك ارتفاع منسوب مياه البحر، مما يُهدد السكان وكذلك النشاط الاقتصادي.
وتابع أن الإسكندرية تعتبر ثانى أكبر مدينة فى مصر، ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من 5.18 مليون نسمة ، بجانب كونها مركزاً رئيسياً للنشاط السياحى والاقتصادى على ساحل البحر المتوسط.
وفى غضون ذلك أكد مصدر مسئول لدى لجنة التغيرات المناخية التابعة لمحافظة الإسكندرية أن هناك آلية تتبعها المحافظة الساحلية بالتنسيق مع كافة الجهات المنوط بها مواجهة التغيرات المناخية.
وأضاف أن تلك الآلية تضع التنبؤات الخاصة من 3 إلى 5 أيام قبيل حدوث النوات، والاحتمالات المختلفة لتأثير تلك التغيرات على الثغر، ومن ثم يتم توزيع السيارات التابعة للصرف الصحى بالمناطق الساخنة المتوقع لها تجمع المزيد من كميات مياه الأمطار تفادياً لحدوث فيضانات من الأمطار .
وأشار المصدر فى تصريحات لـ”المال” إلى أنه تتم متابعة التنبؤات من خلال غرفة العمليات بوزارة الري، وهيئة الأرصاد الجوية ، بالإضافة إلى الوكالة الألمانية للتعاون الدوليGIZ، والتى تقوم بنشر التنبؤات قبيل حدوث النوات التى تُهب على محافظة الإسكندرية.
ولفت إلىأن الجهاز التنفيذى بالمحافظة يستعد بخطة محددة منها تطهير الشنايش - وهى قنوات صرف الأمطار على جانبى الطريق-، و المطابق ( البلاعات)، بالإضافة إلى بيارات محطات رفع المياهورفع كفاءتها ، فضلاً عن عمل اختبار للمصدات الموجودة على الكورنيش لحماية ساحل الإسكندرية من ارتفاع منسوب سطح مياه البحر.
ووفقاً للمصدر يتم عمل اختبار للأنفاق والكبارى لضمان عدم إغراقها بمياه الأمطار، وإعاقة السيولة المرورية، و محاكاة للواقع من خلال التفريغ بالمناطق الحرجة ، وكذلك محاكاة كمية الأمطار المتوقعة بتلك المناطق.
كما يتم رفع حالة الاستعداد على مستوى الإسكندرية بمجرد التنبؤ بالنوات، من خلال ما يقرب من 180 سيارة ومعدة لطوارئ الأمطار، بالإضافة إلى المتابعة اللحظية مع وزارة الرى بشأن مناسيب المصارف والترع حتى يكون لديها القدرة لاستيعاب جزء من المياه دون حدوث أضرار.
وأشار المصدر إلى أنه تم تنفيذ مشروعات تقترب تكلفتها من 2.3 مليار جنيه لرفعطاقة محطات رفع مياهالصرف الصحي.
كما تم تطبيق منظومة فصل مياه الأمطار عن الصرفبحوالى 2 مليار جنيه وذلك ضمن المرحلة الأولى فقط التى تتضمن 9 مشروعات تم انتهاء 3 منها، وجار تنفيذ 3 أخرى حاليًا ومن المقرر البدء فى 3 العام الجاري.
وقال اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية فى تصريحات صحفية إن المدينة بما لديها من مميزات أصبحت من بين الأكثر تعرضاً وتأثراً بالتغيرات المناخية، لذلك تجتمع اللجنة المختصة لتكون بمثابة منظومة الإنذار المبكر لحمايتها من أى تأثير.
كما تحدد لجنة التغيرات المناخية وتدرس الاحتياجات والمطالب لتطوير منظومة الإنذار المبكر من خلال التنبؤ بنوبات الطقس، وتغير المناخ، والرصد وارتفاع منسوب البحر من خلال القياسات المتاحة للعناصر الجوية، والتغير فى المنسوب ومتابعة من خلال أجهزة يمكن تثبيتها فى الأماكن الأكثر عرضة للتغيرات الجوية.
وتعمل اللجنة على إعداد الدراسات التفصيلية للأضرار التى قد تنشأ عن نوبات الطقس ، وكذلك وضع برامج لتوعية المواطنين، و التوصيات الواجب اتخاذها لتقليل ومنع التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، و خطة قصيرة المدى وأخرى طويلة للتعامل مع الظاهرة، وبناء القدرات فى مجال مكافحة تأثير التغير المناخى وارتفاع منسوب البحر.
وكان البنك الدولى قدر فى تقريره إجمالى الاحتياجات الاستثمارية لمشروعات مواجهة التغيرات المناخية بمصر بنحو 105 مليارات دولار وذلك حتى عام 2030.
ووفقًا لتقرير المناخ والتنمية الخاص بمصر والصادر عن البنك مؤخرًا تتمثل أبرز تلك الاحتياجات فى 5.6 مليار دولار حلول الشبكة الاستراتيجية لتصريف مياه الأمطار، و32.4 مليار لدمج المساكن الخضراء وكفاءة استخدام الطاقة فى التوسع العمرانى والحضري، و57 مليار لمشروعات النقل والمواصلات ، و8.4 مليار لإدارة النفايات والمخلفات الصلبة وتدوير الموارد.
وعقدتشركة الصرف الصحى بالإسكندرية والوكالة الالمانية للتعاون الدولىGIZورشة عمل منذ أيام تحت عنوان التكيف مع التغيرات المناخية لبحث سبل وأدوات التنبؤ المختلفة، وكيفية الاستفادة منها للتعرف على التحديات المستقبلية بالمنطقة، وكيفية بناء السيناريوهات المستقبلية التى تسهم فى وضع الرؤى والخطط المحكمة للمواجهة.
يذكر أن رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون قال خلال كلمتهبقمة جلاسكو للمناخ فى عام 2021، إن نهاية العالم أصبحت قريبة، مضيفًا أن عملية ضخ الكربون فى الهواء متسارعة وعلينا الإسراع فى اتخاذ التدابير لمواجهة التغيرات المناخية.
وتابع أن كل من ميامى والإسكندرية وشنغهاى تعتبر من أكثر المدن المهددة بالغرق تحت الأمواج إذا ارتفعت درجة الأرض عن 4 درجات مئوية إضافية عن المُعدّل العالمي.
180 سيارة ومعدة مستعدة لطوارئ الأمطار
محاكاة دورية لكميات المياه المتساقطة
