شهد العام الماضى مستويات قياسية للتضخم فى ظل تحركات متسارعة لسعر الدولار الأمريكى فى مواجهة العملة المحلية، فكيف انعكست الموجة التضخمية على البورصة المصرية، ومؤشراتها؟ سؤال طرحته «المال» على الخبراء، لمعرفة تأثير قفزات التضخم على سوق الأسهم المصرية وهل استفادت السوق، أم تضررت ؟.
وصعد التضخم من %25.8 فى يناير 2023، إلى %33.7 فى ديسمبر من العام نفسه، فيما بلغ ذروته فى شهر يونيو مسجلا %41 وفى المقابل صعدت البورصة المصرية من 16418 نقطة بنهاية الربع الأول من عام 2023، إلى 27000 فى يناير 2024.
وأكد خبراء سوق المال، ومسئولون بالبورصة المصرية أن الأخيرة حققت أقصى استفادة من قفزات التضخم، فى ظل إقبال المستثمرين عليها كأحد الأدوات الاستثمارية الأهم للتحوط فى مواجهة تراجعات العملة وفقدانها قيمتها، وذهب البعض إلى تصنيفها فى المرتبة الأولى بين الأدوات الاستثمارية العام الحالي، والماضي، للتحوط فى مواجهة التضخم.
وحققت البورصة المصرية مكاسب بنحو %70.5 العام الماضي، بقيمة تجاوزت 700 مليار جنيه، ما يعادل أكثر من ثلثى القيمة السوقية للشركات المدرجة.
ويرى الخبراء أن شهاصدات الادخار البنكية مرتفعة العائد %27 التى أصدرتها البنوك الحكومية مؤخرا لن تجذب مستثمرى البورصة المصرية فى ظل انخفاض قيمة المدخرات النقدية نتيجة تراجعات العملة المحلية، إضافة إلى أن طبيعة مستثمرى الأدوات الاستثمارية منخفضة المخاطرة، تختلف عن نظيرتها للمستثمر المستعد للمخاطرة.
وكان بنكا مصر والأهلى المصرى أصدرا مطلع العام الحالى شهادات ادخار بعائد تراكمى %27 لمدة عام، وأخرى بعائد %23.5 يصرف شهريا.
وقال أيمن فاروقطه، مستشار رئيسالبورصةللترويج وتطوير الأعمال والإعلام، إن العام الماضى شهد زيادة كبيرة فى عدد المستثمرين الجدد الذين استقبلتهم البورصة المصرية نسبتها %177.5 ليسجل 385.600 ألف مستثمر، مقارنة مع 177.300 ألف مستثمر فى 2022، وذلك نتيجة إقبال المستثمرين على البورصة نتيجة الجهود الترويجية للسوق العام الماضي، وتحوط المستثمرين بالبورصة المصرية كأداة لمواجهة التضخم.
وأشار “طه” إلى أن حالة الرواج التى شهدتها البورصة العام الماضى انعكست على رأس المال السوقى ليصل إلى 1.720 تريليون جنيه، مقارنة مع 961 مليارا نهاية 2022، بنسبة زيادة %79 ما يؤكد زيادة القيمة السوقية للشركات، وارتفاع ربحيتها.
وكشف عن استمرار إدارة البورصة فى جهودها لتعزيز وضع السوق، وجذب مزيد من المستثمرين العام الحالى من خلال إستراتيجية ترتكز على عدة محاور تشمل تطوير الإطار العام للسوق، وتشجيع وجذب الطروحات الجديدة العامة، والخاصة، وتطوير قواعد القيد، وتطوير قواعد وآليات التداول، وتدشين الأدوات والأسواق الجديدة، والعمل على تنشيط الترويج ونشر الثقافة المالية، وتقديم التدريب فى مجالات الأسواق المالية، وتعزيز العلاقات الدولية للبورصة المصرية، ودور التكنولوجيا المالية، وإدماجها داخل منظومة العمل بالبورصة.
وقال محمد فتح الله، العضو المنتدب لشركة بلوم لتداول الأوراق المالية إن ارتفاعات التضخم دعمت البورصة المصرية من خلال زيادة أعداد المستثمرين التى اتجهت نحو سوق المال للتحوط فى مواجهة ارتفاعات التضخم، بجانب الاستثمار فى الدولارات، والذهب، والعقارات.
وأكد “فتح الله” أن الشهادات البنكية مرتفعة العائد ليست الأداة الأفضل لتحقيق ربح حاليا، فى ظل تراجع الدخل الحقيقي.
وقال عادل عبدالفتاح، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية العربية “ثمار” لتداول الأوراق المالية إن أسعار شركات البورصة المصرية استفادت من التضخم من خلال ارتفاع تقييماتها، وزيادة أسعارها، مما انعكس على حركة المؤشرات.
وأضاف، انعكست أيضا ارتفاعات التضخم من خلال إقبال المستثمرين عليها كأداة للتحوط فى مواجهة تراجعات العملة، وهو ما ظهر بوضوح فى تدفق سيولة جديدة للسوق، وارتفاع قيم التداول.
وأشار إلى أنه فى حالة ترتيب البورصة المصرية كأداة للتحوط فى مواجهة التضخم بين الأدوات الاستثمارية سوف تحصل على المرتبة الأولى، قبل العقارات، والذهب، لافتا إلى أن شهادات الاستثمار البنكية مرتفعة العائد أصبحت غير جاذبة للمستثمرين فى ظل تراجعات قيمة المدخرات النقدية، فضلا عن أن طبيعة مستثمر البورصة المصرية يختلف عن نظيره فى الشهادات البنكية.
وقال عامر عبدالقادر، رئيس قطاع السمسرة للتطوير بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية إن البورصة المصرية استفادت من ارتفاعات التضخم، واتساع الفارق فى سعر الدولار بالسوق الرسمية، والموازية عبر إقبال المستثمرين عليها كأداة لمواجهة التضخم، إضافة إلى إقبال المستثمرين الأجانب على الشراء فى البورصة المصرية فى قطاع البنوك، خاصة سهم البنك التجارى الدولي.
وأوصى “عبدالقادر” المستثمرين بالاستثمار فى الأسهم القوية ماليا، وصاحبة الأرباح المرتفعة.
وقالت رانيا يعقوب، رئيس مجلس شركة ثرى واى لتداول الأوراق المالية إن توقعات إعادة ضبط السياسة النقدية (تحرك سعر الصرف)، واتجاه المستثمرين لتكثيف مشترياتهم بالسوق للتحوط فى مواجهة التضخم المرتقب فى أصول مازالت أدنى من قيمتها الفعلية خلف حالة الرواج التى تشهدها البورصة حاليا.
وأشارت رانيا يعقوب إلى أن السوق يتوقع أن تشهد عمليات جنى أرباح، وهو ما يعطى زخما للتحركات الصاعدة.
يشار إلى أن البورصة المصرية أنهت تعاملات جلسة الثلاثاء على صعود جماعى للمؤشرات بقيادة “الثلاثيني” الذى ارتفع بواقع %2.62 مغلقا عند 26938 نقطة، ومؤشر” EGX70 EWI “ للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة %1.27 مغلقا عند 6299، ومؤشر” EGX100 EWI” صاعدا %1.66 مغلقا عند 8955.
وقالت دعاء زيدان، رئيس قطاع الاستثمار فى شركة تايكون لتداول الأوراق المالية إن البورصة استفادت من ارتفاعات التضخم فى إعادة تقييم الأسهم، خاصة الصغيرة.
وأشارت إلى أن المستثمرين اتجهوا إلى البورصة المصرية كأداة للتحوط فى مواجهة تراجعات سعر العملة، وأوصت المستثمرين بتنويع استثماراتهم، والتركيز على الأسهم المتوسطة ذات السعر الرخيص، والشركات التى تتمتع بنتائج أعمال قوية.
وترى دعاء زيدان أن الشهادات الاستثمارية مرتفعة العائد ليست الأداة الأفضل لتحقيق ربح حاليا، فى ظل تراجع قيمة المدخرات النقدية.
وقال حسام عيد رئيس قطاع الاستثمار فى شركة القاهرة الوطنية للاستثمار فى الأوراق المالية إنه فى ظل القفزات غير المسبوقة للتضخم وبحث رءوس الأموال عن أفضل وسيلة استثمارية لتحقيق الأرباح، كانت البورصة المصرية هى الأداة الأفضل لذلك، مما انعكس على مؤشر السوق الرئيسى الذى صعد بواقع %70.5 فى 2023، وهو أعلى ارتفاع خلال 7 سنوات، وكذلك رأس المال السوقى الذى تجاوز التريليون جنيه فى ظل ارتفاعات قيم الشركات.
وصنف “عيد” البورصة فى المرتبة الأولى بين الأدوات الاستثمارية التى تجمع بين انخفاض المخاطرة، وارتفاع العائد، فيما تحتل الشهادات الادخارية مرتفعة العائد المرتبة الأولى بين الأدوات الاستثمارية منعدمة المخاطرة، فيما يرى أن الاستثمار فى الدولار يظل مجرد عمليات مضاربة فقط ولا ينصف كأداة استثمارية.
وقال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الأصول إن ارتفاعات التضخم كان لها تأثير إيجابى على البورصة المصرية عبر إقبال المستثمرين عليها كأداة للتحوط فى مواجهة التضخم، مما انعكس على قيم التداولات، والتى تجاوزت معدلات نموها %70.
ويرى “حسن” أن البورصة المصرية ليست هى الأداة الاستثمارية الأولى نظرا لارتفاع معدلات المخاطرة بها والتى تجعل المستثمرين لاينظرون إليها كأولوية، مشيرا إلى أن قيمة أسهم البورصة المصرية مازالت رخيصة مما يجعلها أداة استثمارية جاذبة.
أيمن فاروق: زيادة %177 فى أعداد المستثمرين الجدد شعادل عبدالفتاح: تحتل المرتبة الأولى بين الأدوات الاستثمارية
عامر عبدالقادر: استفادت من حالة ترقب تحريك سعر الصرف
رانيا يعقوب: توقعات إعادة ضبط السياسة النقدية وراء الرواج
دعاء زيدان: يجب تنويع الأدوات الاستثمارية
الحركة الشهرية للتضخم العام الماضى
| الشهر عام 2023 | التضخم |
| يناير | %25.8 |
| فبراير | %40.3 |
| مارس | %39.5 |
| أبريل | %30.6 |
| مايو | %23.7 |
| يونيو | %41 |
| يوليو | %40.7 |
| أغسطس | %37.4 |
| سبتمبر | %38 |
| أكتوبر | %35.8 |
| نوفمبر | %36.4 |
| ديسمبر | %35.2 |
حركة مؤشر البورصة المصرية الربعية خلال عام 2023 وحتى جلسة 17 يناير 2024
| الفترة | حركة المؤشر |
| الربع الأول 2023 | 16418 |
| الربع الثانى | 17665 |
| الربع الثالث | 20174 |
| الربع الرابع | 24894 |
| 17 يناير 2024 | 27000 |
