تقترب منصة «شفاء» لطلب الدواء أونلاين من التعاقد مع شركات تأمين طبى وأخرى مصدرة لبطاقات الخصم لتقديم حلول قيمة مضافة جديدة لمستخدميها وطرق دفع ميسرة أبرزها إتاحة سداد سعر الأدوية على اقساط وذلك ضمن خطتها لزيادة حصتها السوقية فى مصر واستقطاب مشتركين جدد.
و كشفت دعاء عارف المؤسس والرئيس التنفيذى لتطبيق شفاء عن كواليس تأسيس شركتها وكيف ظهرت فكرة التطبيق فى سوق الدواء المصرية؟، موضحة أنها كانت تعانى من الإصابة بمرض سرطان الغدة الدرقية فى عام 2017 مع نقص كبير فى توافر الأدوية فى صيدلية واحدة.
وقالت عارف فى حوارها مع “ المال “ إن تطبيق شفاء يستهدف إتاحة كافة العقاقير الطبية لكافة أصحاب الأمراض المزمنة الذين يعانون من صعوبات فى الحصول على كل الأدوية اللازمة لحالاتهم من مكان واحد، منوهة عن قيامها بإنشاء شركة متخصصة فى مجال الخدمات الدوائية خلال أبريل 2018.
وأشارت “عارف” إلى أن التطبيق يمثل خارطة طريق لمساعدة ذوى الأمراض المزمنة فى الحصول على احتياجاتهم من الأدوية، منوهة أن استراتيجية شفاء خلال العام الحالى تتمثل فى التوسع فى تقديم خدمات صحية جديدة منها مستحضرات العناية بالبشرة والشعر والفيتامينات والمكملات الغذائية.
وكشفت عن استهداف الشركة التحول إلى الربحية بداية من أغسطس المقبل، مبينة أن شفاء فى بداية عملها كانت تخدم ذوى الأمراض المزمنة فقط من خلال تسهيل توفير الأدوية اللازمة لهم ومع مرور الوقت توسعت فى تقديم مستحضرات التجميل التى لم تعد رفاهية خاصة بالنسبة لفئة كبيرة من العملاء بحسب وصفها، مضيفة أن 8 % فقط من المصريين لديهم تأمين صحي.
ودللت على ذلك بأن مرضى السكر أكثر عرضة لمشاكل العيون والأسنان وبالتالى يهتمون بوجود روتين يومى للعناية بالعيون والأسنان والفك واللثة، بينما يعانى مرضى الغدة الدرقية من جفاف البشرة ويحتاجون إلى العناية بها وترطيبها عبر شراء مراهم وكريمات مناسبة.
ولفتت إلى أن مرضى الضغط لديهم مشكلات مع المسكنات، كما أن أغلب أصحاب الأمراض المزمنة يحتاجون لفيتامينات تكميلية، موضحة أن شركتها تعكف حاليا على بناء مزيد من خطوط الخدمات المختلفة وإتاحتها.
وأكدت أن تطبيق “شفاء” يعمل وفقا لقانون مزاولة المهنة رقم 127 من سنة 1955 الذى ينص على أن الصيدلية يقع على عاتقها مسؤولية تنظيم وبيع الأدوية فى كل المراحل المختلفة وبالتالى شركتها ليس لها مندوبين تابعين لها.
وتابعت أن دور الشركة يتمثل فى تزويد الصيدليات بالتكنولوجيا والأدوات الحديثة التى تمكنها من زيادة مبيعاتها.
كما تسهل على العميل أيضا كيفية حصوله على الدواء المناسب من خلاله الطلب أونلاين عبر عدد كبير من الصيدليات المتاحة على الأبلكيشن.
واعتبرت أن التزام شفاء بالشق القانونى فى نموذج عملها يساعد على تعزيز قاعدة عملائها والتواجد بالسوق المصرية.
ولفتت أن “شفاء” تعمل فى 25 محافظة على مستوى الجمهورية ويخدم عملاء الدلتا والصعيد مع التأكد من توصيل الدواء للعميل فى غضون مدة زمنية تتراوح بين 45 دقيقة وساعتين بحد أقصى.
وألمحت إلى أن التطبيق ينص صراحة أن خدمة التوصيل تتم عبر الصيدليات، كما أن شركتها تراعى أثناء تحويل الطلبات عامل المسافة الجغرافية ومدى توافر الدواء بالجرعات المطلوبة، وفقا للقانون المذكور سابقا.
وأشارت أن الأبلكيشن يعتمد بالكامل على البنية التحتية وإمكانيات التوصيل الخاصة بالصيدليات التى تتولى العملية من أول تحضير الطلب بالكميات المطلوبة وحتى إيصالها لباب العميل، لافتة إلى أن التطبيق يوضح للعميل تنفيذ عملية التوصيل من خلال أقرب صيدلية مع تحصيل فاتورة مختومة منها.
وتابعت أن معدلات التضخم المرتفعة لم تؤثر بقوة على حجم المبيعات نظرا لأن التطبيق يعمل على بيع سلعة لا غنى عنها وليست ضمن نطاق الرفاهيات مثل المأكولات والمشروبات.
وأوضحت أن المنصة يستخدمها 5 ملايين مستخدم شهريا من الدول العربية، منهم 3 ملايين من مصر يدخلون مباشرة على التطبيق بصفة دورية، منهم مليون يستخدمون خاصية منبه تذكير الأدوية و100 ألف شخص يقومون بإجراء طلبات أونلاين شهريا.
وأرجعت سبب شعبية التطبيق إلى وجود مدونة طبية شاملة لتثقيف المستخدمين، بها عرض وافٍ لكل الأمراض والأدوية الخاصة بها بالجرعات المختلفة مع سرد شامل لكل دواء وخصائصه وأعراضه الجانبية.
واستطردت أن هناك جزءاً كبيراً من تردى حالة المريض يتمثل فى عدم الدراية ومعرفته الكافية بوضعه وأسلوب الحياة المناسب لحالته الصحية أو طبيعة الفحوصات الدورية اللازمة وذلك لعدة أسباب منها محدودية مستوى دخل الفرد وعدم إيلاء الاهتمام الكافى بالأمور الصحية، لكن إتاحة كل المعلومات على منصة رقمية كان عامل جذب لعدد كبير من المستخدمين الذين بدأوا فى استخدام المنصة للطلب الدوائى أونلاين.
وأشارت إلى أن شفاء تستهدف تحقيق 3 أضعاف نموا فى قاعدة المستخدمين خلال العام الحالى مقارنة بـ 2022،فضلا عن نمو حجم المبيعات بنسبة 300 % عن 2023، مؤكدة أن بناء قاعدة عملاء ثابتة ودائمة تستخدم التطبيق باستمرار وتعتمد عليه فى حياتها اليومية من أولويات شركتها.
وأوضحت أن شركتها بدأت عملها فى السوق السعودية بشكل تجريبى خلال يونيو 2023 وحققت أرقام مبيعات مجزية رغم أنها أسست مكتبا لها فى المملكة منذ عام 2020 ومسجلة فى الغرفة التجارية إلا أن جائحة فيروس كورونا المستجد كانت السبب فى تأخر انطلاق نشاطها.
وكشفت عن اعتزام الشركة توظيف الجولة التمويلية التى حصلت عليها مؤخرا بقيمة 5.3 ملايين دولار فى توسيع شبكة الصيدليات المدرجة داخل التطبيق مع استقطاب مزيد من العملاء، فضلا عن تحقيق من 70 % إلى 90 % من الأرقام المستهدفة.
يشار إلى أن شفاء أعلنت فى ديسمبر الماضى عن حصولها على تمويل استراتيجى بقيمة 5.25 مليون دولار من مستثمرين جُدد وحاليين، بقيادة شركة Newtown Partners(جنوب إفريقيا) ومشاركة كلا من Global Brains اليابانية، و GMS Capital Partners الأمريكية، وشركةVerod-Kepple Africa Ventures النيجيرية، و M3 اليابانية.
وأوضحت أن شركتها من خلال قسم البحث والتطوير تقوم بإعداد عدد كبير من التقارير الطبية الخاصة بالحالات المرضية وفقا للمواقع الجغرافية، مع أبحاث ترصد بشكل تفصيلى بيانات يتم بيعها لشركات الأدوية فى كل أنحاء العالم.
وتابعت أن هذه التقارير تعطى لشركات الدواء مؤشرات قوية عن احتياجات سوق الشرق الأوسط من وحالة الصناعة فى كل مدينة ودولة، مع التوزيع الجغرافى للأمراض فى المنطقة واحتياجات «المزمنة» فى الدول العربية.
وأكدت أن كل المكاتب الدولية الخاصة بشركات الأدوية تهتم بالتقارير الدورية التى تصدرها شركتها، ويتم بيعها باشتراكات شهرية إذ أن هذه المعلومات والبيانات التفصيلية تساعدهم على اتخاذ القرارات الصحيحة.
وعلى صعيد التوسعات أكدت أن شركتها تخطط للتوسع فى دول أفريقيا والتى وصفتها بـ “ السوق الواعدة “ فى مجال تقديم الخدمات الطبية، إلا أنها ألقت الضوء على صعوبة اقتحام القارة السمراء نظرا لأن سلوكيات العميل تختلف عن أقرانه فى مصر والسعودية وبالتالى تحتاج إلى مزيد من التدقيق والمراجعة.
وتطرقت إلى التحديات التى تواجه بيئة عمل الشركات الناشئة فى مصر ومنها “ شفاء “ وعلى رأسها مدى توافر الكفاءات المدربة والمواهب القادرة على إنجاح منظومة العمل وترجمة الخطط إلى واقع ملموس مع تحقيق الأرقام المستهدفة، لافتة إلى إشكالية هجرة ذوى الكفاءات إلى الدول الأخرى أو استقطابهم من قبل الشركات الأجنبية العاملة فى مصر.
كما تحدثت أيضا عن التعقيدات الإدارية فى قوانين الاستثمار بمصر، موضحة أن الكثير من رواد الأعمال ليس لديهم إلمام كاف بها إلا أنها أشادت فى الوقت ذاته بالخطوات التى قطعتها الحكومة مؤخرا لتشجيع الشباب.
وطالبت الدولة بسن قوانين للشركات الناشئة تراعى احتساب الضرائب وتكاليف الإنشاء، مع تسهيل إجراءات فتح حسابات بنكية وتوفير عملة صعبة تمكنها من سداد مصروفاتها الشهرية للكيانات الأجنبية مثل جوجل وفيسبوك.
وناشدت وزارة الاستثمار بالتحرك نيابة عن الشركات والتفاوض مع الكيانات العالمية مثل جوجل وفيسبوك لدفع المستحقات المالية بالعملة المحلية بدلا من الدولار، مشيرة إلى أن الشركات الناشئة المصرية تعانى حاليا من تقييمات منخفضة مع تذبذب سعر الصرف رغم نمو ربحيتها بالجنيه.
وأكدت أن الشركة مستعدة دائما لتلقى أى جولات تمويلية جديدة لكنها فى الوقت ذاته تدرس العروض المقدمة بدقة لاختيار المستثمر الذى يمتلك شبكة علاقات تمكنها من التوسع ويقدم لها تسهيلات تساعدها على التواجد والنمو خارج مصر.
وأوضحت أن التطبيق لا يتدخل فى مدى توافر الأصناف الدوائية بالأسواق من عدمه، خاصة أن زيادة معدل الطلب والسحب على نوع دوائى بعينه أو صعوبة الاستيراد يتسبب فى تعطيش السوق المصرية، مؤكدة أن دور “شفاء” هو إرشاد العميل فقط لمكان الصيدلية المتاح فيها المنتج.
واختتمت كلامها مؤكدة أن شركة “شفاء” ليست عمل تجارى فقط، بل هدفها أن تكون حلقة وصل بين العميل والصيدليات من خلال خدمة المرضى وتسهيل تأمين احتياجاتهم من الأدوية و إتاحة التوعية الشاملة بكافة الأمراض عبر مدونتها الرقمية.
