هل تنجح «شاومى» فى سوق السيارات الكهربائية؟

اختلفت آراء عدد من خبراء قطاع التكنولوجيا والسيارات حول فرص نجاح العلامة التجارية الصينية «شاومى» فى الدخول إلى سوق المركبات الكهربائية، ففى حين رأى البعض أنها ستحدث نقلة نوعية كبيرة لما ستطر

Ad

اختلفت آراء عدد من خبراء قطاع التكنولوجيا والسيارات حول فرص نجاح العلامة التجارية الصينية «شاومى» فى الدخول إلى سوق المركبات الكهربائية، ففى حين رأى البعض أنها ستحدث نقلة نوعية كبيرة لما ستطرحه من تكنولوجيا جديدة على الساحة وسط توقعات بانضمام شركات أخرى إلى حلبة المنافسة مثل أوبو وفيفو المملوكتين لمجموعة BBK العالمية.

أكد فريق آخر أن شاومى لن تنال حصة سوقية تذكر من المبيعات العالمية خاصة وأن سوق المركبات الكهربائية شديدة التنافسية، حيث تنافس أكثر من ألفى علامة تجارية على كعكة المبيعات مما يضعف موقف أى شركة جديدة فى هذا المجال.

وكانت «شاومى» رابع أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية وتقنيات إنترنت الأشياء أعلنت مؤخرًا عن أول سيارة كهربائية فئة سيدان، ومن المقرر طرحها رسميًّا للجمهور بحلول 2025.

تأتى سيارة شاومى الجديدة بنسختين، الأساسية هى SU7 والفئة الأعلى SU7 Max

أما الإصدار الأساسى فهو مزود بمحرك بقدرة 299 حصانًا مع أقصى عزم للدوران 400 نيوتن لكل متر ونطاق يصل إلى 668 كم فى الشحنة الواحدة، مع قدرة على التسارع من نقطة الثبات حتى 100 كم فى غضون 5.28 ثانية لتصل إلى سرعة قصوى 210 كم / ساعة.

بينما تأتى نسخة Xiaomi SU7 Max مع بطارية من شركة CATL بقدرة 101 كيلووات / ساعة، بمدى يصل إلى 800 كم فى الشحنة الواحدة، وقدرة 673 حصان وعزم دوران 838 نيوتن.متر، مع تسارع من نقطة الثبات حتى سرعة 100 كم خلال 2.78 ثانية، وسرعة قصوى 265 كيلومتر / ساعة، كما تعمل بنظامى الدفع الكلى والخلفي.

اقتحام قطاع السيارات لم يكن وليد الصدفة أو يحمل عنصر المفاجأة بالنسبة للمستهلكين، فقد سبق وأعلنت المجموعة التى تتخذ مقرا فى بكين، فى عام 2021 أنها ستغزو مجال تصنيع السيارات الكهربائية الآخذة فى النمو، وهى تضع نصب أعينها منافسة الشركات الكبرى فى هذا المجال مثل بورشه وتسلا.

وبحسب تصريحات سابقة لمؤسس شركة “Xiaomi Corp”، الملياردير لى جون ، فإنها تستهدف أن تكون واحدة من أكبر شركات تصنيع السيارات عالميا خلال 15 إلى 20 عاما القادمة.

وقال خالد سعد الأمين العام لرابطة مصنعى السيارات إن دخول شركات التكنولوجيا الصينية مجال تصنيع السيارات الكهربائية سيحدث نقلة نوعية وثورة فى التقنيات وسيكون لمصلحة العميل.

وأضاف “سعد” أن اقتحام شركات مثل شاومى وهواوى سوق السيارات دليل دامغ على أهمية ذلك القطاع الحيوى الذى شهد موجات متتالية من التطور، بدءًا من استخدام السيارات كوسيلة للانتقال، ليس بها أى رفاهيات أو برمجيات، وصولا إلى كونها مصدر دخل مهم لبعض الفئات فى المجتمع ووسيلة أساسية تجمع كل التقنيات الحديثة.

وأوضح أن المشترى حاليًّا أصبح يطلب بشكل أساسى تضمين التقنيات الحديثة داخل السيارة، بل أصبحت هذه التكنولوجيا مصدر أساسى لتقييم جودة الطرازات والمقارنة والمفاضلة بينها، على سبيل المثال لا الحصر نوعية شاشات المعلومات الترفيهية ووسائل مساعدة السائق.

وشدد على ضرورة مواكبة الاتجاه العالمى الساعى نحو اعتماد الطاقة النظيفة واستخدام الكهرباء بديلًا عن الديزل والبنزين لتقليل البصمة الكربونية والانبعاثات الضارة، لافتًا إلى أن المستهلك المصرى ما زال غير مدرك مزايا السيارات الكهربائية ولديه مخاوف من شرائها.

كما شدد على أهمية نشر ثقافة معرفة المركبات الكهربائية وكيفية شحنها وسهولة استخدامها لتعزيز مكانتها السوقية وتشجيع المستهلك على الاعتماد عليها وتهيئته للتغيير القادم، خاصة وأن السيارات التقليدية ستنعدم وسيتم إلغاء تصنيعها عالميا بحلول 2030.

سعد: المستهلك المحلى ما زال يثق فى العاملة بالبنزين

وتابع أن المستهلك المحلى ما زال يثق فى السيارات التقليدية العاملة بالبنزين أكثر من نظيرتها الكهربائية، على الرغم من أنها توفر ما يقدر بحوالى من 50 إلى 60% من مصاريف الاستخدام، كما أنها لا تحتاج لمراكز صيانة.

وأشار إلى أن عدد السيارات الكهربائية فى مصر حوالى 4 آلاف مركبة فقط حتى يومنا هذا، مع محطات شحن لا تتجاوز الـ 300 محطة، وبالتالى ما زال أمام الحكومة المصرية شوطا طويلا تقطعه فى مجال تهيئة البنية الأساسية التى تمكن من انتشار المركبات الكهربائية.

وشدد على أهمية السماح القطاع الخاص  ببناء محطات الشحن الكهربائية، لافتًا إلى أن البنية الأساسية للتحول للطاقة النظيفة مسئولية مشتركة تقع على عاتق كل من الدولة والشركات الخاصة معًا.

ولفت إلى أن وجود شبكة واسعة من نقاط الشحن منتشرة على مستوى الجمهورية سيرفع من مبيعات السيارات الكهربائية ويجعل العميل يقبل على شرائها.

وقال مصدر مسئول فى سوق أجهزة الهواتف المحمولة إن نجاح سيارات شاومى وهواوى فى السوق المصرية مرهون بقدرتهما على منح تسهيلات للتجار والمستهلكين لتحفيزهم على شراء طرازات سيارة ما زالت حديثة العهد لم يتم تجربتها وليس لها موثوقية كبيرة بعكس شركات أخرى مثل تسلا وفولكس فاجن وغيرها.

مسئول: نسبتها لا تتخطى 3% عالميًّا.. والتركيز على دول أوروبا

وأضاف المصدر أن العميل المصرى ما زال يفتقر إلى الثقة الكاملة فى السيارات الكهربائية رغم أنها موفرة للمصروفات وأعمال الصيانة الدورية ، مؤكدا أنه رغم عدم تخطى الحصة السوقية للمركبات الكهربائية حاجز  الـ%3 عالميًّا- وفقا لتقديره- إلا أنها آخذة فى النمو، وسترتفع بنسب معقولة خلال السنوات القليلة المقبلة. 

ورأى أن دخول شركات تكنولوجيا أخرى مجال تصنيع السيارات مرهون بمدى النجاح الذى ستحققه كلا من شاومى وهواوى فى الأسواق العالمية، لافتًا إلى أن كل الشركات تسعى لتنويع محفظتها الاستثمارية سواء من خلال اقتحام مجالات جديدة أو التوسع فى القائمة على غرار موتورولا التى تقدم حاليا مجموعة واسعة من أجهزة اللاب توب والتابلت والهواتف الذكية.

وأكد أن شركات هواوى وشاومى لا تستهدف السوق المصرية بسياراتها الجديدة، بل ستتوجه إلى البلدان التى تنتشر بها المركبات الكهربائية مثل دول أوروبا والأردن التى تستحوذ فيها هذه الطرازات على 40% من إجمالى المبيعات ودلل على صحة كلامه بأن سيارة هواوى الجديدة تم طرحها منذ 8 أشهر ولم تدخل السوق المصرية حتى الآن.

وأشار إلى التحديات التى ستواجه شركات التكنولوجيا مع دخولها مجال تصنيع السيارات، وعلى رأسها بناء جسور ثقة مع العميل، الأمر الذى يتطلب سنوات عديدة من العمل الشاق على صعيد تحسين مستوى جودة المنتج أو أساليب الدعاية وتوصيل الرسائل التسويقية للمشترين المحتملين.

ورأيأن العميل المصرى لن يغامر بأمواله ويشترى سيارة حديثة العهد لم يتم تجربتها من قبل وقد يتجاوز ثمنها المليون جنيه.

ورهن نجاح شاومى وهواوى بقدرتهما على استقطاب تجار لشراء موديلاتها وطرحها فى صالات العرض مع تقديمها تسهيلات فى السداد والسماح بهوامش أرباح كبيرة، إلى جانب إطلاق حملة دعائية ضخمة بقيادة مجموعة من الانفلونسرز (المؤثرين) والبلوجرز (المدونين) المتخصصين فى السيارات للترويج لمزايا السيارة الجديدة.

من جانبه قال أحمد قنديل خبير تكنولوجيا المعلومات إن دخول شركات التكنولوجيا الصينية مجال تصنيع السيارات سيكون بنفس طريقة عملها فى قطاع الهواتف الذكية، والتى تتمثل فى طرح  منتجات بنفس إمكانيات آبل بأسعار تنافسية معقولة.

وأضاف “قنديل” أن  الصين كإحدى القوى الاقتصادية العظمى تسعى إلى منافسة الشركات الأمريكية فى مجال تصنيع السيارات الكهربائية وبالأخص تسلا التى تتصدر السوق العالمية سواء من حيث المبيعات أو ابتكار التقنيات الحديثة، مبينا أن التنين الأحمر يعمل دائما على توظيف كل الإمكانيات الفنية والمادية لكسر الهيمنة الأمريكية على غرار ما فعله فى سوق هواتف آيفون .

وأشار إلى أن شركات تصنيع السيارات الكهربائية الأمريكية ما زالت لها اليد الطولى فى الأسواق العالمية بقيادة العلامة التجارية تسلا  وتعد المرجع الأساسى لمعايير الجودة والمواصفات الفنية بالمجال ذاته، وهى المعادلة التى تريد الصين تغيرها وترجيح الكفة لصالحها باستخدام أذرعها التكنولوجية.

قنديل: تخطط لمزاحمة «تسلا» .. وفرص تفوقها مؤكدة

وأشار إلى أن شركة “هواوي” تتطلع من خلال سيارتها الكهربائية الجديدة منافسة تسلا ، الأمر الذى يتضح فى إعلانها زيادة مسافة السير الى 600 كيلو متر فى الشحنة الواحدة، وهى طفرة نوعية مقارنة بنظيراتها تسلا والتى تتيح فقط 400 كليو متر فقط ، معتبرا أن المزايا الإضافية للسيارات الصينية وقدرتها على معالجة بعض مشكلات مركبات تسلا تمثل نقطة تسويقية مهمة لصالحها.

وتوقع أن يحالف الحظ شركات التكنولوجيا الصينية فى قطاع السيارات الكهربائية، خاصة وأنها تمتلك أدوات التصنيع اللازمة، بدليل أن مركبات تسلا نفسها يتم تصنيعها فى الصين.

ورهن نجاح سيارات شاومى وهواوى فى مصر بما أسماه تحقيق المعادلة الصعبة وتعتمد على 3 عناصر هى وجود وكيل محلى، بالإضافة إلى توافر قطع الغيار وأخيرًا طرحها للعملاء بأسعار تنافسية.

ورأى أن طرح سيارات كهربائية مثل “جيلي” بنفس أسعار تويوتا كورولا يقلص نسب مبيعاتها نظرًا لأن العميل سيفضل شراء سيارة لها موثوقية واسم وتاريخ عن طراز ما زال جديد بنفس الفئة السعرية.

وتوقع أن تحذو شركات أوبو وفيفو وريلمي، المملوكة للمجموعة الأم BBk نهج كلا من هواوى و شاومى فى نشاط تصنيع السيارات الكهربائية، خاصة وأن التوجه لاستخدام الطاقة النظيفة وتقليل البصمة الكربونية أصبح مطلبا عالميا.

ورجح استحواذ سيارة شاومى على حصة سوقية لن تقل عن %20 من المبيعات حال طرحها فى مصر بواسطة وكيل محلى و بأسعار أرخص من مثيلاتها الكهربائية، لافتا أن مشكلة هذه الموديلات فى مصر عدم وجود وكلاء معتمدين لها باستثناء أنواع قليلة باهظة الثمن.

وشدد على ضرورة تجهيز شبكة  البنية التحتية فى الشوارع  للانتقال بالكامل إلى السيارات الكهربائية مع توفير أكبر قدر ممكن من نقاط الشحن الكهربائية، منوها أن الحكومة قطعت شوطًا كبيرًا فى هذا الملف من خلال توفير أماكن شحن فى محطات البنزين الحكومية.

وألمح أحمد زين، رئيس لجنة الطاقة النظيفة فى شعبة السيارات بغرفة القاهرة التجارية، إلى أن شركات التكنولوجيا هى من ابتكرت السيارات الكهربائية، موضحًا أن تسلا هى شركة سوفت وير فى الأساس واتجهت لإنتاج السيارات الكهربائية التى تعتمد كليا على تضمين التقنيات الحديثة بها.

زين: الملعب يضم 2000 شركة.. و«BYD» و«Tesla» تتصدران

وأضاف زين أن الشركات الرائدة فى مجال تصنيع المركبات الكهربائية مختلفة تمامًا عن نظيرتها العاملة بالوقود، إذ تتفوق على سبيل المثال تسلا وبى واى دى فى الكهربائية بينما تتصدر مرسيدس و“بى إن دبليو” البنزين.

وأكد أن فرص نجاح شركات شاومى وهواوى فى مجال السيارات كبيرة للغاية، خاصة أن المنافسة ستعتمد على تقديم تقنيات متطورة وجديدة تحدث نقلة نوعية، منوها أن هواوى تقدم حاليا أنظمة سوفت وير خاصة بها فى معظم العلامات التجارية للسيارات الموجودة حاليا على الساحة.

وأشار إلى أن سوق السيارات الكهربائية عالميا يضم 2000 شركة لذلك فإنه من المتوقع ألا تتجاوز حصة شاومى الصينية بطرازاتها المتنوعة %5 من إجمالى المبيعات.

وعلى الصعيد المحلى أكد أن سوق السيارات الكهربائية فى طور النمو، مع وجود 5 شركات عاملة فى مجال البنية التحتية واكثر من محطة شحن بنهاية العام الماضى مقارنة بكيان واحد فى 2022

وتابع قائلا إن كل طرق السفر الرئيسية والمولات التجارية  مزودة أصبحت بنقاط شحن كهربائية ، كما ارتفع أيضا معدل إقبال المستهلكين على اقتناء المركبات الكهربائية  ولكنها ما زالت فى هذه المرحلة مقتصرة على فئة شريحة معينة من العملاء نظرا لارتفاع أسعارها وهو ما سيتغير فى المستقبل القريب.