“مدينة طربول” الكنز السحرى لمجموعة “جى فى للاستثمارات”.. عنوان يلخص محاور الخطة التوسعية للأخيرة، التى تقوم وتعتمد بشكل كُلى على النموذج الفريد منه نوعه والذى يضم جزءا صناعيا وآخر سكنيا وشقا للوجيستيات والموانئ الجافة.
حل المهندس شريف حمودة، الرئيس التنفيذى لـ”جى فى للاستثمارات” ضيفًا على حازم شريف، رئيس تحرير جريدة المال، ومقدم برنامجCEO Level، للحديث حول تفاصيل وتوسعات “طربول”، وباقى توسعات وأنشطة المجموعة.
كشف “حمودة”، فى حواره مع“CEO Level”الذى تمت إذاعته مساء الأحد على قناة“ALMAL TV”بموقع يوتيوب، عن محاور خطة “جى فى للاستثمارات”، والتى استحوذت “طربول” على نصيب الأسد منها، إذ أفصح عن كواليس مثيرة وحجم استثمارات ضخم وتواجد كيانات عالمية فى صناعات متنوعة منها السيارات والهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية.
ورسم “حمودة” صورة أكثر وضوحًا عن اقتحام “جى فى للاستثمارات” لعالم الاستثمار الأخضر، وذلك من خلال المساهمة فى صندوق أوروبى متخصص بجانب تأسيس كيان تابع محلى للعمل فى مجال إصدار شهادات الكربون.
كما تطرق الرئيس التنفيذى لـ”جى فى للاستثمارات” إلى مساهمتها فى تأسيس شركة للنقل الذكى للعمل فى السوق المصرية، بجانب مفاوضات مع شركات سيارات لتدشين مصانع داخل مدينة طربول.
وإلى نص الحوار المتاح للجمهور على قناةALMAL TVبموقع يوتيوب:
● حازم شريف: أهلا بكم فى حلقة جديدة من حلقات “CEO Level” فى موسمه الثالث، ضيفى اليوم مميز وهو الوحيد الذى تمت استضافته للمرة الثانية بالبرنامج، بدافع عمل شركته على واحد من أهم المشاريع الصناعية فى الوقت الراهن، وهو شريف حمودة الرئيس التنفيذى ورئيس مجلس الإدارة لمجموعة “جى في” للاستثمارات.
شريف حمودة:أهلا بك وبمشاهديCEO Level.
● حازم شريف: دعنا نستهل الحوار بالحديث عن طبيعة مجموعة “GV” والمشاريع التى تعمل عليها، وهل لديها توجه كما ذكرنا سابقًا لتأسيس شركة قابضة تضم تحت مظلتها جميع الكيانات التابعة؟
شريف حمودة:“GV” هى مجموعة استثمارية مكونة من حوالى 14 شركة، تعمل فى عدة مجالات من بينها نشاط تقليدى مثل المقاولات ولنا به باع طويل ومنها جزء خاص بالشق الصناعى، فنحن نعمل بمشروع كبير وقومى حاليًا، يقوم على تطوير صناعة اللحوم فى مصر من خلال إنشاء 150 مجزرًا آليًا للحوم الحمراء، وقد تحدث عنه رئيس الجمهورية فى أكثر من لقاء سابق.
وتجدر الإشارة إلى أن وضع البنية التحتية لصناعة اللحوم فى مصر سيئ جدًا، ومضر بكل قواعد الصحة والبيئة، وحاليًا تقوم شركة “جرين واف” التابعة بتطوير عدة مجازر على مستوى الجمهورية أو إنشاء أخرى جديدة بالتعاون مع منظومة تداول اللحوم، فهو مشروع طموح ونحن متحمسون للعمل به.
ويعتبر قطاع التطوير العقارى هو الأشهر، ونعمل فيه على عدة مشاريع فى الساحل الشمالى وهى “وايت ساند” و”كرير سيتي” على مساحة 230 فدانا، ونسعى من خلالهما لطرح منتج جديد فى منطقة متميزة بقربها من الإسكندرية والدلتا.
ولدينا أيضًا “GVالرياضية”، وهى تعمل حاليًا على تأسيس ناديين، منهماSOLE الذى يُقام فى قلب القاهرة الجديدة، بجانب محور محمد نجيب، على مساحة 18 فدانا، والآخر داخل مشروع “وايت ساند” فى الساحل الشمالى، وسيكون الأول من نوعه هناك كنادٍ متكامل يحاكى طبيعة المشروع المقرر أن يعمل طول العام وليس بشكل موسمى.
وهناك ذراع أخرى تختص بالاستثمارات الخضراء، إذ نعمل منذ فترة فى مجال المخلفات الطبية، ونمتلك أكبر محارق بها فى مصر، ولنا تواجد فى الإسكندرية والجيزة والقاهرة وبعض المحافظات الأخرى، وهو واحد من المجالات التى تحقق ربحية جيدة.
أما على صعيد المجال الاستثمارى، فنحن متواجدون حاليًا فى أوروبا من خلال أحد صناديق الاستثمار فى مجال السندات الخضراء، ويعد مشروعا ضخما وطموحا.
وعلى صعيد آخر، فإن “جى في” تتواجد بقوة حاليًا فى السوق الروسية من خلال شركتين تابعتين لها هناك، تجمعهما علاقة إلى حدِ ما بمشروع “طربول”، عبر الشركات الروسية المتواجدة به.
وبشكل عام فجميع الشركات لدينا سواء فى مجال الاستثمار العقارى أو الصناعى أو المقاولات، تعمل بشكل متكامل، فى خدمة بعضها البعض.
● حازم شريف: ما طبيعة عمل الشركتين التابعتين فى روسيا؟
شريف حمودة: لدينا تعاون كبير مع الجانب الروسى فى مدينة طربول، وأعلنا العديد من الشراكات فى وقت سابق، وبصدد الكشف عن أخرى الفترة القادمة.
مدينة “طربول” قطعت شوطًا كبيرًا فى تعزيز الشراكات فى المشاريع الضخمة مع روسيا، وهو أمر تفرضه الظروف الحالية، وعلى رأسها وضع العملة محليًا.
ومصر تعمل بشكل تقليدى مع روسيا فى صناعات الخشب والقمح وغيرها، ولكن حان الوقت للتوسع معها فى ظل الانضمام لمجموعة “البريكس”، التى تعتبر واحدة من الحلول الجيدة والمتاحة أمامنا فى الفترات الراهنة، من خلال زيادة الصادرات عقب خروج العالم الغربى منها، وهناك أيضًا فرصة للنمو فى القطاع السياحى.
ووضع العملة محليًا وموقف أمريكا الحالى، يحتم علينا ضرورة التعرف على سبل وتعزيز التعامل مع روسيا، وأرى أن مصر تعمل فى هذا الجانب على استحياء مقارنة بباقى الدولة مثل السعودية والإمارات.
● حازم شريف: ماذا عن تطورات تأسيس شركة قابضة لمجموعة “جى في”؟
شريف حمودة:نحن ندرس العديد من البدائل، ولكن تأسيس كيان قابض فى مصر هو أمر غير مطروح بالوقت الراهن، ونحن نمتلك صندوقا ائتمانياتابعا أو ما يطلق عليه الـtrust fund فى أبو ظبى نعمل من خلاله بشكل جيد.
أما على صعيد فكرة تواجدنا فى البورصة المصرية من خلال الاستحواذ على حصة بإحدى الشركات المقيدة فعليًا أو عبر طرح مباشر، فإننا نعمل على تأهيل “جى في” بشكل قوى حاليًا من خلال تطبيق قواعد الحوكمة وإجراء مراجعات دورية كل 3 شهور، بما يجعلنا على استعداد كامل للقيد.
وأؤمن أن طرح “جى في” فى البورصة المصرية يعتبر حلا رئيسيا للمجموعة، وخاصة أننا نمتلك نموذجا قويا، ونحقق مبيعات كبيرة، بهوامش ربحية جاذبة، وخلال العام الجارى سنتخذ خطوات فى هذا الصدد.
ومنذ عام ونصف كانت لدينا مساعٍ جادة للحصول على قرض مجمع كبير، ولكن تم إرجاؤه بسبب ارتفاعات الفائدة محليًا، وبالتالى فأنا أرى أن البورصة المصرية هى البديل التمويلى المتاح خلال الوقت الحالى.
● حازم شريف: هل الحديث عن الطرح فى البورصة المصرية خاص بشركة العقارات أم غيرها؟
شريف حمودة:الحديث عن الشركة الأم “جى فى للاستثمارات” سواء من خلال طرحها بشكل مباشر فى البورصة المصرية أو خلاف ذلك، وخاصة أنها تساهم فى كل الكيانات التابعة.
نحن كما ذكرت سالفًا لدينا نموذج متميز بدعم من كافة المشاريع التابعة، يجعل الشركة جاذبة للطرح فى البورصة المصرية، فعلى سبيل المثال مشروع “سوق الجملة” داخل مدينة “طربول”، يُقام على مساحة 1.5 مليون متر، ويُدار من جانب شركة أوروبية تعتبر واحدة من الأكبر فى هذا النشاط عالميًا.
ويبلغ حجم استثماراته أكثر من 20 مليار جنيه ويمثل نحو 6 - 7 أضعاف “سوق العبور”، ويضم مجمع ثلاجات على نصف مليون متر.
● حازم شريف: هل تم التعاقد مع أحد المستشارين لبدء عمليات إعادة الهيكلة لـ”GV”ووضع تصور للكيانات التابعة؟
شريف حمودة:قريبًا سنعلن عن تعاقدنا مع أحد بنوك الاستثمار كمستشار لنا فى العملية المنتظرة،والفكرة المطروحة حاليًا إما أن يتم الحفاظ على اختلافية القطاعات لدينا بحيث يظل كلٌ منها يعمل بمفرده، أو الدخول بالشركة الأم وهى “جى فى للاستثمارات” خاصة أنها تمتلك حقوق الامتياز فى كل المشاريع التابعة لها ومنح قرارات التنفيذ للأذرع.
وبناء عليه تكمن مهمة بنك الاستثمار فى حسم القرار النهائى لنا، فى اختيار أحد البدائل، وأنا منفتح للاتجاهين.
● حازم شريف: بحكم خبرتك كعضو مجلس إدارة لشركات مقيدة ومتابع للبورصة، فهل تتفق معى أن تجربة طرح شركات متعددة الأنشطة لم تكن الأنجح؟
شريف حمودة:نعم بالفعل، ولكن البورصة المصرية تقرأ المستقبل، وبالنظر للمجموعات الاقتصادية الكبيرة نجد أنها مصنفة كقطاعات، وبالتالى فأنا أتوقع أن يكون لـ”جى في” وضع مختلف فى ظل المشروعات الجيدة التى تعمل بها.
● حازم شريف: متى سيتم الإعلان عن تفاصيل التعاقد مع المستشار المالي؟
شريف حمودة:نحن نفاضل حاليًا بين 3 مستشارين، وفى فبراير المقبل سيتم الإعلان عن التعاقد مع أحدهم.
● حازم شريف: ما حجم استثمارات المجموعة وايراداتها عن 2023؟
شريف حمودة:نحن لا نعلن عن المبيعات المحققة وهى سياسة متبعة لمجلس الإدارة ولحين القيد فى البورصة المصرية، ولكن فيما يخص العقارات، فإن الشركة قد تحتل المركز الـ12 أو الـ15 على مستوى السوق ككل.
وتمثل شركة العقارات حوالى %80 من إيرادات المجموعة ككل.
● حازم شريف: سأنتقل معك للحديث عن مدينة “طربول”، ماذا يعنى تحويلها لمنطقة استثمارية خاصة، وكم تبلغ مساحتها؟ والمراحل والهدف منها؟
شريف حمودة:التسمية ترجع لجبل طربول، الواقع داخل المنطقة بارتفاع 220 مترا، وقطر 750 فدانا، وتبلع مساحة المدينة نحو 26 ألف فدان، وتقع فى موقع متميز على طريق الصعيد الشرقى الذى يقترب من الدائرى الإقليمى، وهى تبعد 70 كيلو من القاهرة الجديدة والسادس من أكتوبر، و40 كيلو من حلوان، و90 كيلو من العاصمة الإدارية الجديدة، و110 كيلو من السخنة، وهى تجمع كل الطرق.
وكان افتتاح طريق الصعيد الشرقى بمثابة الطفرة لمدينة “طربول”، إذ إنه وفقًا للمخطط المتفق عليه تمتد عملية التطوير إلى 15 سنة، بنحو 7 - 9 مراحل، إلا أننا تمكنا بنهاية عام 2023 من تحقيق مستهدفات الربع الأول من عام 2025.
والإنجاز الذى تم فى مدينة “طربول” جاء نتيجة خبرات كبيرة فى إدارة المجموعة وهى على دراية كاملة بخريطة مصر، فعلى سبيل المثال نجد أن جنوب القاهرة والجيزة بعيدة تمامًا عن فكرة الاستثمارات الضخمة، إذ تتجه مشروعات أغلب رجال الأعمال فى اتجاه السويس والإسكندرية.
وباتت مدينة طربول تشكل التوسع الحضارى لمناطق جنوب القاهرة والجيزة خاصة فى ظل وجود المصانع القديمة والكثافة السكانية المرتفعة، والعمالة الضخمة وشركات المقاولات الكثيرة، وهو الأمر الذى دفعنا فى بداية الأمر لتخطيطها كمدينة متكاملة، تجمع بين الإدارى والتجارى والسكنى والصناعى.
واستغرقنا العديد من الوقت فى فترة التخطيط للمدينة، منذ أن تم تكليفنا فى عام 2019 حتى تسلم الأرض عام 2021، ونجحنا فى تدشين علامة تجارية جيدة، ساعدتنا على التواجد عالميًا واستمرار عمليات التسويق حتى فى ظل الأزمات الراهنة التى تعانى من السوق المصرية.
وبشكل عام، نعمل فى “طربول” على عدة محاور، فالأرض لا تمثل عاملا للربح، إذ تم تطبيق نموذج “العقاري” على النشاط الصناعى، بما يتيح إمكانية حصول المصنعين على المساحات المطلوبة عبر التقسيط على فترات تصل إلى 10 سنوات ودفع %10 فقط، وذلك على خلاف ما كان يتم من جانب الدولة أو المطورين الصناعيين، بدفع مقدم مرتفع كان يصل إلى 25 – %30 ثم السداد على عامين أو ثلاثة بفائدة مرتفعة.
● حازم شريف: كيف راودتك فكرة “طربول”؟
شريف حمودة:أود فى البداية توضيح الفرق بينالمطور العقارى والمستثمر فى القطاع، فالعاملين مثله فى القاهرة الجديدة والسادس من أكتوبر ينطبق عليهم المسمى الثانى، ولكن مجموعة “طلعت مصطفى” عندما قررت العمل فى الرحاب ومدينتى، وأوراسكوم للتنمية - مصر فى الجونة، فهم مطورون.
وبالتالى يمكن وصف المطور بأنهُ يمتلك وجهة نظر بخلاف ما يراه الآخرون ولديه فكرة معينة، إذ يمتلكون فى الغالب استعدادا للمغامرة فى المشروعات محل التعاقد، مثل مشروع المجازر القائم على تطوير ثقافة الذبح بشكل عام.
وبالتالى فإن مدينة “طربول” كانت تحديا بالنسبة لنا فى ظل تخوف العديد منها، ولكننا آمنا بالفكرة بمشاركة زملائى الدكتور محمود الجرف، والمهندس مجدى غازى.
وجزء من عملنا فى “طربول” يتم بطريقة تقليدية عن طريق منح قطع أراضٍ لمجموعة مطورين عقاريين بتسهيلات جيدة، وعلى جانب آخر نعمل على مشروعات ضخمة مثل “سوق الجملة”، وتم السعى لاستقطاب العديد من الكيانات الخارجية، وإتمام التصميمات، والحصول على موافقة وزارة التموين، بما يجعله قادرا على خدمة منطقة جنوب القاهرة والجيزة، والصعيد ككل، ولاعبا رئيسيا فى عمليات الاستيراد والتصدير، وتداول تجارة خارجية.
ومن المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 8 ملايين طن فى السنة، وتم تدشين مجمع لتصنيع الثلاجات والمخازن المبردة، من قبل مستثمر أجنبى على مساحة نصف مليون متر بالمشروع.
وهناك محور ثالث فى “طربول”، وهو فريق الـ”Development” الذى يتواجد فى دول كثيرة لجذب مشروعات وشركات كبيرة، على سبيل المثال، تم التواجد فى هونج كونج وروسيا، وسيتم السفر إلى فرنسا وإنجلترا خلال الشهر المقبل.
ويتم العمل حاليًا على مشروعات ضخمة من بينها الهيدروجين الأخضر-الأمونيا الخضراء- مع الجانب الروسى، وأيضًا مع الصينيين وقريبًا سنعلن عن منطقة صناعية صينية كبيرة جدًا.
ولدينا فريق ترويج، وآخر لإدارة المناطق الصناعية، وقد تم طرح مبادرة “صنع” فى وقت سابق بالتعاون مع بنوك “تنمية الصادرات” و”الأهلى الكويتي” و”الإمارات – دبي” وآخرين، لدعم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، عن طريق منح مصانع جاهزة، بالتقسيط على فترات من 8 - 10 سنوات بفائدة %5.
وكانت تلك المبادرة موجودة فى وقت سابق، ونحن قمنا بتنميتها عن طريق الدخول ضمن منظومة بترويج وتسويق مجمع، والمساعدة فى المشتريات، وقمنا مؤخرًا بتوقيع عقد توأمة مع منظومة فى روسيا تجمع أكثر من 3500 مصنع، مما يتيح فرصة مشاركة الأجانب الراغبين بعقد شراكات محلية.
● حازم شريف: ما الشكل النهائى لمدينة “طربول” عقب استكمال المخطط العام؟
شريف حمودة:مدينة “طربول” تبلغ مساحتها 109 ملايين متر، والجزء الصناعى يُشكل 45 - 50 مليون متر منها، ونظيره السكنى من 10 - 15 مليون متر، واللوجيستيات والموانئ الجافة حوالى 10 ملايين متر أيضًا، ونخطط لاستخدام المتبقى فى الصناعات الضخمة، مثل الهيدروجين والأمونيا الخضراء.
وتم توقيع شراكة مع “أورانج” لتصبح المطور الرئيسى والمستثمر فى “طربول” للبنية التحتية الذكية، أما على الاستدامة فلدينا شراكات مع مؤسسات دولية فى المجالات الخضراء وغيرها.
ونهتم كثيرًا فيما يخص الاستدامة فى مدينة “طربول” وخاصة أن مصر قد تواجه تحديات حال عدم تحولها للنظام الأخضر.
● حازم شريف: كم بلغ حجم الاستثمارات التى تم ضخها فى مدينة “طربول” حتى الوقت الحالي؟
شريف حمودة:لدينا حجم أعمال نُفذت وستنفذ فى المدينة حتى يونيو المقبل، فى المرافق بقيمة تُقارب 2 مليار جنيه، كما تم الاتفاق مع 1400 مصنع للمصريين.
● حازم شريف: ماذا عن الشراكات الأجنبية فى “طربول”؟
شريف حمودة:لدينا تعاون مع شركة “أمارينكو” المقيدة فى بورصة “باريس” وهى تقود تحالف الهيدروجين الأخضر مع مستثمرين آخرين، إذ تم العمل بالفعل على الأرض من خلال المستشارين فى مصر.
وستنفذ “أمارينكو” مشروعا كبيرا بحجم إنتاج متوقع مليون طن أمونيا وهو رقم ضخم جدًا باستثمارات تتراوح من 4 - 7 مليار دولار، وهو الأضخم فى المدينة حتى الآن.
ولدينا شراكة أيضًا مع إحدى كبرى الشركات الصينية – وأفضل عدم الإفصاح عن أسمها-، لتصنيع ما يسمى بـ” electrolyzer” أو المحركات الكهربائية اللازمة فى صناعة الأمونيا الخضراء وذلك للمرة الأولى على صعيد الشرق الأوسط ككل.
وفى فبراير سيتم الإعلان عن شراكة مع 4 من كبرى شركات السيارات، لإقامة مجمع صناعات سيارات على مساحة مليون متر، خاصة أنها تراعى نسب المكون المحلى.
وقمنا بدراسة تجربة دولة المغرب للاستفادة، وهذا دفعنا للتساؤل عن أسباب عدم تكرارها فى السوق المحلية، والتى تحظى بالعديد من المميزات سواء من حيث العمالة بجانب انخفاض تكاليفها التى تتراوح بين 2000 - 3000 دولار سنويًا، والكهرباء حتى رغم زيادة أسعارها، بالإضافة إلى توافر المياه والأرض.
وبناء على تلك المعطيات فإن مقارنة الوضع محليًا مع بعض الدول المجاورة مثل تركيا والصين، نجد أن هناك قدرة على تحقيق مكاسب.
وبشكل عام فإن الدخول فى تجربة التصنيع دون مراعاة حجم المكون المحلى، تُعد غير مجدية، فى ظل ارتفاع تكلفة الاستيراد.
وفى “طربول”فإننا نسعى لحل تلك المشكلات، وساعدنا فى ذلك موافقة هيئة الاستثمار على منح المدينة رخصة المنطقة الاستثمارية الخاصة، ما يعنى توفير خدمات الشباك الواحد والمناطق الحرة الـoffshore، ما مكنا من التسويق لمصر بشكل جيد، وتعاملنا مع العديد من الدول مثلروسيا والصين وألمانيا وإنجلترا وفرنسا.
● حازم شريف: ما القيمة المضافة لمشروع تصنيع السيارات فى طربول مقارنة بالتجارب السابقة التى نستطيع توصيفها بأنها غير ناجحة؟
شريف حمودة:بالفعل كانت السوق المحلية قد شهدت محاولات لتصنيع السيارات محليًا ولكن كانت بدائية، على عكس تجربة دولة المغرب التى أثبتت نجاحا كبيرا، وتمت فى سنوات قليلة.
ونختلف فى تجربة “طربول” بالدراسة التفصيلية للملف، والتى تتضمن الصناعات المغذية فى مصر وشركات السيارات التى لديها رغبة بالمشاركة فى روسيا والصين ومنطقة الشرق الأقصى، ووجدنا بالأولى أداءً جيدًا، بأسعار معقولة.
ومن خلال المشروع المنتظر سنعمل على السيارات بداية من “التوكتوك” و”الجولف كار” بجانب الموتوسيكل والأتوبيسات الكهربائية، وأيضًا سيارات الركاب والملاكى والفان.
ونحن نتحدث هنا عن منظومة ذكية بشكل متكامل، فحوالى %80 من عملنا سيكون بالكهرباء بما فيها سيارات الركاب والفان.
وقريبًا ستعلن شركة “جى في” عن تأسيس شركة تعمل بنظام الأجرة “التاكسي” بشكل مشابهة لـ”أوبر”، وسنكون مساهما رئيسيا لها.
● حازم شريف: متى سيتم الإعلان عن تفاصيل الشركة الجديدة؟
شريف حمودة:فى فبراير المقبل وهى كيان روسى يدخل مصر للمرة الأولى، بحجم استثمارات كبير.
ومن المتوقع أن يحدث نوع من التكامل بين الشركة الجديدة المنتظرة وبين مشروع تصنيع السيارات، إذ ستعمل الأخيرة على مد الأولى بالعربات التى تحتاجها، وبشكل عام هذه هى طبيعة العمل فى “طربول”.
فالكيان الروسى لديه مستهدف بنحو 10 آلاف سيارة فى المرحلة الأولى مع معدلات نمو جيدة.
وأود أن أذكر هنا نجاحنا فى تجربة الجولف كار، خاصة أن مصر كانت تعتمد على استيراد جزء كبير منها يصل إلى آلاف القطع سنويًا، بأسعار مرتفعة، ومن المتوقع أن نصل بها وببدائلها لنسبة تصنيع مرتفعة.
● حازم شريف: ما حجم إنتاج مجمع السيارات فى عامه الأول؟ وكم ستبلغ نسبة المكون المحلي؟
شريف حمودة:سيتم التصنيع لدى الغير فى أول عامين لحين الانتهاء من بناء مصانع الشركات فى مدينة طربول، وستدور نسبة المكون المحلى حول مستويات الـ%60 وقد تصل إلى %80 لـ”الجولف كار”، كما تم الاستقرار على الصناعات المغذية والشركات المنتجة لها محليًا.
● حازم شريف: هل هناك اتفاقات وتعاقدات أخرى فى “طربول”؟
شريف حمودة:من ضمن التعاقدات الكبيرة، نجرى مفاوضات مع 3 شركات من كبرى الكيانات المصنعة لألواح الطاقة الشمسية، بهدف جذبها للتواجد وتدشين مصانع محلية، وذلك لاستغلال الطلب المرتفع فى السوق المصرية وكذلك مدينة طربول التى تحتاج إلى 1.8 جيجا وات.
وانتهينا مؤخرًا من عملية اختيار الاستشارى المسئول عن البنية التحتية، إذ قامت شركة “طاقة طربول” –إحدى كيانات المجموعة- بترسية المناقصة على “إيجيس” الفرنسية وهو ثانى أكبر كيان هندسى فى أوروبا والأول فى فرنسا، وذلك عبر تحالفها مع “شاكر للاستشارات الهندسية”.
● حازم شريف: كم تبلغ قيمة المناقصة؟
شريف حمودة:نحو 100 مليون جنيه، وحصلنا على مميزات من التحالف جيدة للغاية، إذ بات مستشارًا لـ”طربول”، وليس فقط مكتبا هندسيا، فى ظل قدراته الكبيرة كونه الأول فى فرنسا، حيث يعمل على جلب شركات ومستثمرين للتواجد فى المدينة.
● حازم شريف: من سيسكن فى “طربول”؟
شريف حمودة: المدينة فى طربول تصميمها جيد والأسعار ستكون عنصر جذب للعملاء، وتعد التطور العمرانى لسكان مناطق أطفيح والصف والعياط الذين يرغبون فى الانتقال لمكان متطور مع زيادة مدخولاتهم.
● حازم شريف: هل هناك استثمارات أخرى فى جعبة “جى في” فيما يتعلق بقطاع الهيدروجين الأخضر؟
شريف حمودة:مصر تعهدت فى كوب 27 بتخفيض انبعاثات الكربون بنسب محددة، وبات التغير المناخى تحديا وليس رفاهية، ومن ثم اتخذ الاتحاد الأوروبى فى 2023 العديد من القرارات التى أدت إلى فرض غرامات وضرائب على منتجات الدول غير الملتزمة بخفض الانبعاثات، وهو أمر سيمثل خطورة على صادرات الشركات المصرية.
ونظرًا لعدم التزام بعض الدول، قام الاتحاد الأوروبى بفتح المجال أمام المصدرين والمستوردين للتعامل المباشر لإثبات التزامهم بخفض الانبعاثات.
وعلى مستوى طربول، وقعنا اتفاقية شراكة مع “كورد القطرية” وهى أحد أكبر الكيانات المتخصصة فى تدشين مبانٍ صديقة للبيئة، إذ تم وضع اشتراطات فى مدينة طربول لخفض الانبعاثات.
● حازم شريف: ما أوجه استفادة “طربول” من خفض الانبعاثات؟
شريف حمودة:سنحقق استفادة من محورين، الأول يكمن فى عدم فرض غرامات أو ضرائب على مصانع المدينة، والثانى يتمحور حول إصدار شهادات الكربون ذات المميزات المادية.
أما على مستوى المجموعة (كمستثمر)، قمنا بالمساهمة فى أحد الصناديق الخضراء الجديدة فى إحدى الدول الأوروبية الشهيرة فى أسواق المال، وقد حصل هذا الكيان على كل رخص بنك الاستثمار مع التخصص فى إصدار السندات الخضراء وشهادات الكربون.
وتجدر الإشارة إلى أن ملف شهادات الكربون، أمر كبير وعميق للغاية سواء على مستوى جهة الإصدار ونظيرتها المسئولة عن الحفظ، بالإضافة إلى عملية التداول ونظامها.
وأسسنا مؤخرًا شركة تابعة فى مصر تحت اسم “دانا”، وهى مرتبطة ببنك الاستثمار (الصندوق الأخضر)، فى إطار عملية تكامل بينهما، إذ ستقوم الأولى بمساعدة الشركات الراغبة فى إصدار شهادات الكربون عبر توفير كل الإجراءات والمعايير المطلوبة.
وأود أن أشير إلى منظومة الاستثمار سواء “بنك الاستثمار- الصندوق” الأوروبى أو “دانا” التابعة، مرتبطة بشكل وثيق بمدينة طربول التى ستكون على موعد مع فرص كبيرة لإصدار شهادات الكربون ومن ثم سيكون مجالا خصبا لأذرع المجموعة فى العمل بقوة.
2 مليار جنيه حجم الأعمال منذ بداية العمل وحتى يونيو المقبل
التعاقد مع «كورد» القطرية لتدشين مبانٍ صديقة للبيئة
المشاركة مع الجانب الروسي فى كيان لاختراق سوق النقل الذكى في مصر
تصنيع السيارات لدى الغير فى أول عامين حتى بناء مجمع المدينة بنسبة %62 مكوناً محلياً
تأسيس «دانا» للعمل فى مجال إصدار شهادات الكربون محليًا
استهداف سكان «أطفيح» و«الصف» و«العياط» الراغبين فى الانتقال لمستوى سكنى متطور
المجموعة تمتلك صندوق«trust fund»تابعًا فى أبو ظبي
تدشين سوق الجملة على مساحة 1.5 مليون متر باستثمارات تتخطى 20 مليار جنيه
الاقتراب من التعاقد مع بنك استثمار لإدارة عملية الطرح فى البورصة
«أورانج» المطور الرئيسى للبنية التحتية الذكية لـ«طربول»
