يتوقع عدد من خبراء سوق المال المحلية، أن تتمتع أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة المتداولة فى البورصة المصرية بفرص كبيرة للصعود خلال عام 2024، فى إطار تبادل الأدوار مع نظيرتها الكبيرة.
وأشار الخبراء إلى أن غالبية الأسهم الكبيرة مثل العاملة بمجال الأسمدة والبتروكيماويات وغيرها المصدرة بشكل عام، استفادت بشكل واضح خلال العام المنقضى 2023، من ارتفاع سعر الدولار، ما دفعها لتحقيق صعود واضح فى البورصة المصرية.
وأضافوا أن هذا الأمر منح فرصة لنظيرتها الخاصة بالمضاربات، للصعود والتألق خلال العام الجارى 2024.
يُذكر أن «المال» كانت رصدت أداء أعلى الأسهم تحركًا خلال أول 9 شهور من العام الماضي، وظهر من بينها عدد جيد من الصغيرة والمتوسطة، وآخر لنظيرتها الكبيرة.
بداية قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى لشركة «نعيم القابضة»، إن2023 كان بمثابة عام الأسهم الكبيرة بامتياز، وخاصة التى لها حصص تصدير خارجية، إذ تمكن معظمها من تحقيق طفرات سعرية واضحة.
وأوضح أن سهم التجارى الدولى – مصر، صاحب الوزن النسبى الأكبر بمؤشر البورصة المصرية الرئيسي، تمكن خلال العام الجارى من الصعود من مستويات الـ20 جنيهًا وصولاً حتى 80 جنيهًا فترة ما، بالإضافة إلى سهم أبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية ومصر لصناعة الأسمدة – موبكو تحركًا من سعر أعلى من 100 جنيه وصولاً قُرب 800 جنيه خلال أكتوبر الماضي.
وأضاف أن هناك أسهمًا أخرى مثل حديد عز، والدلتا للسكر، لافتًا إلى أن بعضها بدأ مؤخرًا فى الهدوء وفقد جزء من تلك المكاسب.
ولفت “النمر”، إلى أن العام الماضى شهد تحركًا لبعض أسهم المضاربات مثل أسيك للتعدين، والأهلى للتنمية، موضحًا أن أى هبوط فى سعر الصرف المحلي، سيصب فى مصلحة نظيرتها الكبيرة للعام الثانى على التوالي.
وقال إن عام 2023، شهد جذب شريحة جديدة من المستثمرين للبورصة المصرية، وهو ما ظهر بشكل جيد على قيم تداولات الأسهم، وهو ما اعتبرها تربة خصبة للمضاربين لمحاولة النشاط مرة أخرى من خلال التعامل على شريحة من الشركات التى تُتيح التعامل المضاربي.
وقال محمد خضر، المحلل الفنى الأول لشركة “برايم لتداول الأوراق المالية”، إنه من الأفضل أن يتجه المستثمرون فى البورصة المصرية للتعامل على الأسهم ذات مخاطر الشراء الأقل، خاصةً تلك التى لم تتمكن من تحقيق طفرات سعرية خلال عام 2023، شرط أن تدعم مؤشراتها الفنية ذاك الارتفاع المحتمل.
وأضاف أن السبب الأساسى لطفرة مؤشر السوق الرئيسى “EGX30” خلال عام2023بنسبة تجاوزت %77 محققا قممًا تاريخية، هو ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، منوهًا أنه وفقًا للدراسة الفنية التى أصدرتها “برايم القابضة للاستثمارات المالية” عن عام 2024 تحت عنوان “حل اللغز”، فإنه تم الاستعانة بتجارب مماثلة مثل الأرجنتين وتركيا، والتى تعرضت لانخفاض فى عملتها المحلية، مما قد أثر بالإيجاب على مؤشرات تلك الأسواق.
وتابع:خلال عام 2023، فقد شهدت بعض الأسهم المقيدة بسوق المال التركى نسب ارتفاع تجاوزت %100 وصولاً لـ%1000 وفى نفس الفترة، قد ارتفعت العديد من الأسهم بسوق المال الأرجنتينى بنسب تجاوزت %200 وصولاً لـ %600 كنتيجة للانخفاض فى عملتها المحلية.
ونوه محمد خضر، أن الدولار فى 2023 ارتفع أمام الجنيه المصرى بنسبة %25 ليترجم مؤشر السوق الرئيسى “EGX30” ومكوناته سريعًا هذا الارتفاع بصعود عنيف، مثل شركة أبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية، ومصر لإنتاج الأسمدة-موبكو، وحديد عز.
ولفت إلى أن هناك العديد من الأسهم المقيد فى البورصة المصرية، وتحديدًا من شريحة الأسهم الصغيرة والمتوسطة، لم تحقق نفس الطفرة. وبالتالي، أمامهم فرصة جيدة للتعويض خلال عام 2024.
ورشح خضر، ما يقرب من 34 ورقة مالية غالبيتها من فئة الشركات الصغيرة والمتوسطة، للشراء خلال 2024، والتى قد تشهد بعضها عروض استحواذ، خاصةً، تلك التى انخفضت بنسب أكثر من %70 من قمتها الأخيرة، وفقاً لدراسة إحصائية قد أعدها تحت عنوان “طرف الخيط”.
وبشكل عام قال إن سلوك مكونات مؤشر “EGX30”لا يختلف كثيراً عن نظيره فى مكونات نظيره السبعيني، من حيث العنف، سواء كان ارتفاعاً أو انخفاضاً.
وقال إن الدليل على ذلك أن سهم الإسكندرية للزيوت المعدنية – أموك إحدى مكونات “EGX30“، قد شهد موجة ارتفاع بنسبة %802 من مستوى الدعم الرئيسى عند 1.16 جنيه، وهو القاع المكون فى فبراير 2016، وصولاً لمستوى 10.46 جنيه القمة المكونة فى مايو 2018، ثم تلتها موجة انخفاض قوية بنسب %89 من مستوى المقاومة عند10.46جنيه وصولاً لمستوى 1.16 مرة أخرى القاع المكون فى مارس 2023.
على الجانب الآخر، أوضح أن سهم المجموعة المصرية العقارية وهو إحدى مكونات مؤشرEGX70EWIارتفعبنسبة 1045% من مستوى الدعم الرئيسى عند 0.84 جنيه وهو القاع المكون فى ديسمبر 2020،وصولاً مستوى 9.5 جنيه، القمة المكونة فى أغسطس 2021، تليها موجة انخفاض بنسبة %94 من مستوى 9.5 جنيه وصولاً لمستوى 0.56 جنيه القاع المكون فى يونيو 2022.
ويرى أن أبرز مشكلات السوق من الناحية الفنية هى عدم وجود صانع للسوق، وبالتالى سيطرة الأفراد على قيم التداول، الأمر الذى يقود الأسهم إلى تحقيق طفرة خلال فترة زمنية قصيرة، ووصول الأسهم إلى مستهدفاتها بالمدى الطويل خلال أكثر من 9 شهور، على المدى القصير أو المتوسط فى فترة تتراوح من شهر: 3 شهور، وتحقيق الأسهم مكاسب سريعة.
وتابع: أنه عقب ذلك تتجه تلك السيولة للخروج عبر عمليات جنى تلك الأرباح،مما قد يدفع تلك الأسهم إلى الهبوط بعنف مرة أخرى، وهى النتيجة الطبيعية لهذا الارتفاع العنيف خلال فترة قصيرة.
واستكم : أن الدليل على ذلك، خلال عام 2016، ووفقاً لبلومبرج، كان أداء السوق المصرى الأفضل عالميا، بينما تنافست البورصة المصرية على لقب “الأسوأ” فى العالم خلال عام 2020، وفقاً للإندبنتدنت، واعتبر أن كل هذا أضفى على السوق المصرية صفة المضاربة شديد التذبذب.
ولذلك، رأى أن وجود صانع للسوق يدار من قبل متخصصين بهدف خلق توازن بين قوى العرض والطلب، ضرورة ملحة.
وفى سياق متصل، قال حسام عيد، مدير الاستثمار لشركة “القاهرة الوطنية لتداول الأوراق المالية”، إن غالبية الأسهم القيادية سجلت ارتفاعات بنسب تجاوز %400 منذ بداية العام الماضى 2023.
وأضاف أن هذا الأمر سيتيح مساحة لأسهم الكيانات الصغيرة والمتوسطةوالمتاجرة السريعة، لسحب جزء من السيولة خلال الشهور المقبلة، موضحًا أن بعضها يعانى من الركود منذ أكثر من عامين.
وأوضح “عيد” أن غالبية الأسهم الصغيرة فى قطاع العقارات لم تشهد أى تحركات جيدة، الجيزة للمقاولات والصعيد العامة للمقاولات والتى رشح لها ارتدادة نحو 1.80 جنيه خلال الربع الأول من العام الجارى 2024 مقارنة بمستوى 0.80 جنيه حاليًا.
كما رشح تحرك جيد لسهم شركة المجموعة المصرية العقارية، موضحًا أن السهم كان يتداول بـ9 جنيهات خلال عام 2020 فى حين وصل لمستوى 1.25 جنيه حاليًا.
أما على صعيد قطاع الحاصلات الزراعية فتوقع أداء جيد منهُ لصالح سهم شمال الصعيد، نحو مستويات 5 و 6 جنيهات، إلى جانب شركة الكابلات الكهربائية المصرية، وأوراسكوم المالية، والمطورون العرب التى تعتبر من أقوى الكيانات من حيث الأداء المالى بقطاع العقاراتعلى أن تتحرك نحو 3 جنيهات.
ولفت إلى أن الفيصل فى حركة الأسهم الصغيرة والمتوسطة يتمثل فى أدائها المالي، موضحًا أنهُ على صعيد القياديات فإن سهم التجارى الدولي، يستهدف الصعود حتى 93 جنيهًا مقارنة بسعر يدور حول 73 جنيهًا حاليًا.
وأشار إلى أن أسهم قطاع الأسمنت لم يشهد أى تحركات، وبالتالى فغالبية شركاته مرشحة للتحرك الجيد خلال 2024.
محمد خضر: سعر الدولار كان المحفز الأساسى لوصول «EGX30» إلى قمم تاريخية
حسام عيد: بعض مكونات قطاع العقارات والأسمنت مرشحة للتحرك الجيد
خبراء: تبادل للأدوار مع نظيرتها القيادية التى قطعت شوطًا كبيرًا فى الصعود
إبراهيم النمر: 2023 بمثابة عام الاستفادة للكُبار وتحديدًا الشركات المصدرة
