مدير عام الآثار بالثغر: «قلعة قايتباى» تتحول إلى «جزيرة هادئة» بفعل «حواجز الأمواج»

قلعة قايتباى

Ad

بمجرد سماع كلمة «الإسكندرية» يتبادر إلى الأذهان صورة قلعة قايتباى التى تعتبر الأثر الأقدم والمُحبب لدى زوار الثغر، وعادة ما تتصدر أى برنامج سياحى لعروس البحر المتوسط أمام الوفود السياحية الأجنبية والمحلية أيضًا، ولكن بسبب التغيرات المناخية تضررت الصخرة «الأم» التى تحمل القلعة أسفل مياه البحر. 

واستجابة لمطالبات أثريى الإسكندرية بإنقاذها قبل تضررها، ودخول مياه البحر لأروقتها، أقامت الدولة حاجز الأمواج الذى يقترب على الانتهاء من أعماله الإنشائية خلال الأشهر المُقبلة.

وتحتوى الصخرة الأم بقلعة قايتباى على كميات كبيرة من الفجوات والنتوءات والتجاويف التى تغرقها بمياه البحر من ناحية الشمال «الميناء الشرقي»، مما يُهدد بغرقها.

وقال محمد متولي، مدير عام آثار الإسكندرية لـ«المال»، إن مشروع حماية القلعة ظهرت نتائجه حاليًّا، ولا سيما أن نسبة تنفيذه بلغت 50%، فبعد أن كانت تصل الأمواج المتلاطمة بجدرانها لارتفاع أكثر من 4 أمتار، أصبحت الآن عبارة عن جزيرة هادئة دون أى تأثير بفعل عوامل الطقس القاسية المعتادة على المدينة.

وأضاف متولي أن الكتل الخرسانية المُستخدمة فى حاجز الأمواج لإحاطة القلعة تزن الواحدة منها ما بين الـ2 طن، وحتى الـ7 طن، ويتميز شكلها بأرجلها الثلاث، وذلك لصعوبة تحريكها بفعل الأمواج العاتية، مؤكدًا أن مشروع حماية القلعة شارف على الإنتهاء.

وقال إن الغرض من المشروع  حماية الصخرة الأم الحاملة للقلعة من أى تأثيرات مستقبلية، مشيرًا إلى التنسيق الكامل بين وزارتى الآثار والموارد المائية والرى فيه. وتابع أن الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ تنفذه بتكلفة تقارب الـ268 مليون جنيه.

ومن المعروف أن قلعة قايتباى لديها من الكنوز الأثرية الكثير أسفل مياه البحر، والعديد من الآثار الغارقة، وكانت هناك مطالبات أثرية بضرورة تنظيم سياحة الغوص للتعرف على تلك الآثار، وإدراجها ضمن البرنامج السياحى للمدينة.

دلائل حمايتها ظهرت مع تنفيذ 50% من المشروع.. ودراسات لإنشاء مركز للغوص

فى غضون ذلك، كشف مدير عام آثار الإسكندرية أن هناك دراسات تُجرى حاليًّا لإنشاء مركز للغوض بمنطقة قلعة قايتباي، ولكن لا توجد أى تفاصيل مُعلَنة حتى الآن، لكن الأمر مطروح على طاولة المسئولين للتطرق لمنتج سياحى جديد بالثغر.

وبحسب المادة العلمية التى حصلت «المال» على نسخة منها من آثار الإسكندرية، تُعد قلعة قايتباى أهم القلاع المطلة على ساحل البحر المتوسط، أنشأها السلطان المملوكى أبو النصر الأشرف قايتباى ما بين عامى (882-884 هـ/ 1477– 1479م) مكان فنار الإسكندرية القديم وعلى أساسات الفنار الذى تهدم نهائيًّا فى سنة (702 هـ/ 1303م) فى عهد السلطان الناصر مُحمد بن قلاوون.

وكان الغرض من بنائها حماية السواحل المصرية من الأخطار الخارجية، وأشرف على بنائها البدرى ابن الكويزر والعلائى بن قاضى بك.

واشتملت القلعة على مسجد وفرن وطاحونة ومخازن للأسلحة ومقعد مطل على البحر لرؤية المراكب الداخلة إلى الميناء الشرقية، إضافة إلى السور الخارجى، والسور الداخلى (الذى أنشأه مُحمد على)،

وقد تهدمت أجزاء كثيرة من القلعة حينما ضرب الإنجليز الإسكندرية فى 11 يوليو 1882 م، وأعيد بناء الأجزاء المتهدمة وتم ترميم القلعة على فترات مختلفة، وتبلغ مساحة القلعة حوالى 17750م.