خريطة الشركات المصرية الناشئة المرشحة لاستقطاب جولات تمويلية فى 2024

أجمع عدد من خبراء صناديق الاستثمار وتكنولوجيا المعلومات، أن مجال ريادة الأعمال والشركات الناشئة القائمة على الإبداع الرقمى والانتشار السريع خارج الحدود

Ad

أجمع عدد من خبراء صناديق الاستثمار وتكنولوجيا المعلومات، أن مجال ريادة الأعمال والشركات الناشئة القائمة على الإبداع الرقمى وإستراتيجية الانتشار السريع خارج الحدود المصرية ستحظى بنصيب الأسد فى جذب جولات تمويلية جديدة خلال 2024 خاصة فى ظل التحولات الاستثنائية على الصعيدين السياسى والاقتصادى عالميا وانعكست بشكل أو آخر على مصر.

وأكدوا أن المجالات الأكثر حيوية وقدرة على جذب الاستثمارات داخل قطاع التكنولوجيا ستكون شركات السوفت وير، بالإضافة إلى تلك التى مازالت تحبو أولى خطواتها فى عالم ريادة الأعمال، لاستقطاب استثمارات من صناديق رأسمال مخاطر أجنبية تساعدها على استكمال رحلة نموها وتعزيز قدراتها التنافسية فى فتح أسواق جديدة والانتشار فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .

وقالوا إن قطاع شركات التكنولوجيا الناشئة شهدت معدلات نمو واعدة خلال الفترة الماضية، فضلا عن اهتمام غير مسبوق من قبل صناديق الاستثمار والمؤسسات الحكومية، متوقعين ظهور مزيد من الصناديق الاستثمارية التى تمول الشركات المصرية بالجنيه على غرار نظام عمل” camel ventures”.

وأكد الدكتور خالد إسماعيل، الشريك المؤسس لصندوق “ HIM ANGLES” لرأسمال المخاطر أن شركات التكنولوجيا الناشئة بمختلف أنواعها لديها فرص للحصول على جولات تمويلية خلال 2024 حال استيفائها الشروط اللازمة .

وأضاف “إسماعيل” أن الشركة التى تمتلك فريق عمل جيد ومتكمن وله سابق خبرات، بالإضافة إلى تقديمها لحلول مبتكرة قادرة على حل مشكلات حقيقية وكبيرة تواجهها الشركات، هى التى ستفوز بجولات تمويلية، مؤكدا أن قيمة الجولة التمويلية يختلف حسب الشركة وتخصصها ومجال عملها، ولا يمكن تحديد متوسط رقم معين.

ولفت إلى أن فريق العمل المحترف القادر على تقديم حلول برمجية توفر فى التكاليف أو الوقت هو القادر على اقتناص فرص لجولات تمويلية، موضحا أنه يجب على الشركة تقديم حلول تقنية تميزها وتجعلها استثنائية ومتفردة إذا ما قورنت بباقى الحلول الأخرى للشركات التى تكون أكثر تكلفة أو أبطأ أو صعبة فى الاستخدام والتطبيق العملى.

وأشار إلى أن الشركات تستبدل حلا تقنيا موجودا بالفعل بآخر أكثر حداثة حال كونه فعال وسهل فى الاستخدام أو أسرع أو بتكلفة أقل، مؤكدا أن التطبيقات التى تقدم حلولا عملية لمشكلات كبيرة هى التى ستجذب رءوس الأموال مثل” Rology “ و” Shezlong” و” Freshsource “ستحصل بالتأكيد على تمويل خلال 2024.

ورجح عدم قيام السعودية بضخ استثمارات فى شركات ناشئة مصرية خلال المرحلة المقبلة إلا إذا كان من ضمن خططها تدشين مكاتب لها بالمملكة لاسيما وأنهم يركزون على تعزيز قطاع الاتصالات وتكنولوجيا التكنولوجيا لديهم، بينما تفضل الإمارات الاستثمار فى الشركات الناشئة التى نجحت فعليا فى بناء علامة تجارية وفى مرحلة نمو متقدمة وتمتلك قاعدة عملاء كبيرة .

و رأى أن الصناديق الأفريقية هى الأكثر اهتماما بالاستثمار فى الشركات الناشئة المصرية لأنها واحدة من أهم 3 دول فى القارة السمراء، معتبرا أن المستثمرين الأوروبى والأمريكى لن يغامرا حاليا بدخول السوق المصرية بسبب عدم استقرار سعر الصرف.

فيما قالت كريمة الحكيم، المدير الإقليمى لشركة” Plug & play” الأمريكية للاستثمار بمصر، إن شركات التكنولوجيا الناشئة بمصر مرشحة لتلقى جولات تمويلية بالجنيه من قبل صناديق استثمار محلية، ولكن فئة محدودة فقط هى منها مرشحة لاستقطاب رءوس أموال دولارية .

وأوضحت “الحكيم” أن أكثر فئتين قادرتين على جذب صناديق رأسمال المخاطر الأجنبية هما الشركات الناشئة التى لم تتلق قبل ذلك أى جولات تمويلية أو فى مرحلة الـ” Pre seed “، ونظيراتها العاملة فى مجال “السوفت وير” الذى تعتمد عليه شركات التكنولوجيا المالية أو الذكاء الاصطناعى، ويقدمون حلولا تقنية سهلة الانتشار فى الأسواق الخارجية، خاصة تلك التى لا تحتاج لتراخيص وتعقيدات إدارية وتشريعية لبدء عملها.

وأضافت أن الشركات التى لم تتلق أى جولات تمويلية سابقا هى التى لديها احتمالية كبيرة خلال العام المقبل لاستقطاب استثمارات أجنبية شرط وجود فريق عمل له سابق خبرة فى إدارة الشركات الجديدة ولهم قصص نجاح سابقة.

واستعرضت مجموعة من الشركات احتمالية حصولها على جولات تمويلية خلال العام المقبل عالية، منها” Fincart “ و “rawmart “و”Hotdesk “و” abu erdan” و” AI synapse analytics “و أيضا شركة” instabug”.

ولفتت إلى أن الصناديق الأجنبية تبحث فى الوقت الحالى عن الشركات الناشئة العاملة فى مجال “السوفت وير” القادرة على فتح أسواق خارجية بسرعة كبيرة وجنى إيرادات بالعملة الصعبة، سواء بالدولار أو الدينار أو الدرهم، مؤكدة أن الجولات التمويلية فى الفترة القادمة ستكون أقل من مليون دولار للشركات التى لم تتلق جولات تمويلية سابقا، بينما تلك التى لها تاريخ سابق مع الجولات التمويلية من المتوقع أن تصل متوسط الجولات من 10 إلى 15 مليون دولار.

وألمحت إلى أن عددا كبيرا من المستثمرين فى مصر خلال الفترة المقبلة سيخوضون جولات تمويلية بالجنيه المصرى، لافتة إلى أن الشركات الناشئة كلها يمكن أن تجتذب تمويلات من مستثمرين ملائكة مثل شارك تانك أو صناديق استثمار بالجنيه المصرى للشركات الناشئة مثل “camel ventures” وهو الاتجاه المستقبلى فى المشهد الاستثمارى المصرى.

وقال هشام عبد الغفار الشريك المؤسس فى صندوق مينا جوروس، إن دخول الكيانات الكبيرة فى مجال التكنولوجيا المالية مثل “إى فاينانس و “إنستاباي” أضعف من فرص الشركات الناشئة فى الحصول على جولات تمويلية وحجم من قدراتها على الانتشار والنمو، وبالتالى المجال لم يعد جاذبا وبعض الشركات الناشئة فى مجال التكنولوجيا المالية ستعانى للاحتفاظ بقاعدة عملائها.

وتابع :” ليس لدينا شركات مصرية ناشئة يمكن أن تكون جاذبة لصناديق الاستثمار الأجنبية لأنها لم تقدم حلولا مبتكرة خاصة تلك العاملة فى مجال الذكاء الاصطناعى منذ عدة سنوات، لافتا إلى أنها تواجه تحديات كبيرة بعد الطفرة التى حدثت فى هذا المجال بعد ظهور “شات جى بى تي”.

وأوضح أن تطوير نموذج عمل “إنستاباي”، المملوك لاتحاد بنوك مصر، جعله من وسيلة لإجراء المعاملات الفورية إلى منصة شاملة من خلالها يمكن سداد الفواتير والتحصيل، خصم من رصيد المنصات الأخرى العاملة فى نفس المجال، كما أجهضت فرص الشركات الصغيرة فى حلبة المنافسة.

وتوقع اتجاه شركات التكنولوجيا المالية الناشئة إلى تغيير نموذج عملها الحالى، وأن تصبح متخصصة فى الجمعيات أو الإقراض متناهى الصغر، متوقعا تلقى شركات مثل “مانى فيللوز” و”الجمعية” و”فاليو” جولات تمويلية كبيرة.

وأشار إلى أن التكنولوجيا الصحية مجال لم ينجح فيه أحد بعد شركة “فيزيتا” رغم كونه واعدا، ولم يحظ بنفس التطور الحادث على صعيد التكنولوجيا المالية، مرجعا السبب إلى الانخفاض المستمر فى العملة المحلية وعدم استقرار سعر الصرف مما يجعل من الصعب جذب استثمارات خارجية.

فيما قال تامر أحمد، خبير ريادة الأعمال، إن الشركات الناشئة المرشحة لحصد جولات تمويلية جديدة ستكون من نصيب الكيانات التى تمتلك قاعدة عملاء لا بأس بها وتحتاج لتوسيع حجم أعمالها.

وأضاف “أحمد” أن أكثر ما يجذب المستثمرين هو وجود فكرة واعدة تكون سببا فى حل مشكلات موجودة تعانى منها الشركات، متوقعا أن تحظى التكنولوجيا المالية بجولات تمويلية بمبالغ كبيرة، جنيا على جنب مع المجال الزراعى والتصنيع الغذائى المبنى على حاصلات زراعية واللوجستيات والشحن والنقل بكل أنواعه.

وأشار إلى أن الشركات المصرية بدأت تدخل فى مجال الذكاء الاصطناعى المتخصصة فى “أتمتة” المصانع سيكون لها احتماليات عالية فى الجولات التمويلية، علاوة على كل الشركات التى تستبدل الحلول الخارجية المستوردة بحلول مصنعة محليا سيكون لديها فرصة كبيرة حتى لو المنتج تقليدى.

وتوقع أن تكون الجولات التمويلية استثمارا خارجيا فى أغلبها، من السعودية تحديدا لأنها من أكثر الدول اهتماما بقطاع التكنولوجيا والشركات الناشئة، وفى المركز الثانى تأتى قطر والشرق الأقصى مثل الصين واليابان وماليزيا، مرجحا أن الجولة الواحدة خلال العام المقبل لن تتجاوز الـ 200 ألف دولار أى ما يعادل 10 ملايين جنيه.

وسلط الضوء على أسماء بعض الشركات التى لديها فرص مرتفعة للحصول على جولات تمويلية خلال العام المقبل، أبرزها “نيو تك” المتخصصة فى الـ” iot systems “ و”برنج” لتصنيع الألعاب التعليمية.