اتجهت عدة شركات خاصة وجهات حكومية لاعتماد سياسات استثمارية تتسم بالسعى لتوطين عدة صناعات ذات ارتباط وثيق بمكونات التنمية العمرانية المختلفة فى كافة ربوع الجمهورية، وهو ما ظهر فى خطط وزارة الإسكان للتعاون مع عدة مصنعين لعدادات المياه الذكية بخلاف إعادة تدوير مياه الصرف الصحي.
مسئولو وزارة الإسكان أكدوا أنها لا تدخر جهدا فى تقديم جميع أشكال الدعم لشركات القطاع الخاص لتذليل العقبات وتحقيق مستهدفات الخطط الاستراتيجية للدولة، فيما ترغب عدة شركات فى التواجد بالسوق المصرية، واعتبارها مركزا إقليميا للتعاون مع دول الوطن العربي، وشمال إفريقيا.
بداية أعلنت شركة أوميجا MBBR عن إطلاق أول خط إنتاج مصرى متخصص فى إنتاج التقنيات المكونة لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي، وذلك من خلال وسائط متطورة تدخل بدورها فى تكوين محطات المعالجة وترفع من كفاءة محطات معالجة مياه الصرف الصحي.
قال أحمد الخضرى مدير عام أوميجا إن مصنع الشركة يتواجد فى مدينة الصالحية الجديدة، ويتم تشغيل خطوط الإنتاج المسئولة عن هذا المنتج لأول مرة فى مصر، وذلك تحت شعار صنع فى مصر بخبرات وأيادٍ مصرية، حيث يتم تقديم منتجات عالية الجودة تفوق المنتجات المستوردة.
وأضاف أن المصنع قادر على إنتاج كميات ضخمة لتلبية الطلب المحلى للمشروعات الموجودة فى مصر، وكذلك تلبية احتياجات المشروعات المتواجدة فى منطقة الشرق الأوسط، حيث قامت فعلياً بتوريد المنتجات لبعض الدول العربية مثل عمان والسعودية، ولقى المنتج إعجابًا وإقبالًا قويًا نظرًا لقدرته على المنافسة.
وأوضح أن المنتج يتمتع بجودة مرتفعة وسعر مناسب، بالإضافة إلى سرعة توفير الكميات المطلوبة للعملاء.
وأشار إلى أن إنتاج هذه التقنيات المتطورة كان يقتصر على بعض الأسواق الكبرى فى الصين والولايات المتحدة الأمريكية، لذا كان الاستيراد الخيار الأول لدى العملاء، ولكن فى ضوء دعم الدولة لتوطين الصناعة المحلية وزيادة الاعتماد على المكون المحلى فإن ذلك شجع شركة أوميجا MBBR على تقديم هذا المنتج وتوريده للمشروعات الحكومية والتابعة للقطاع الخاص.
وأكد أنه فى ضوء تميز منتج الشركة، واهتمام الجميع بتوطين الصناعة المحلية فإن الاهتمام والتوجه كان من نصيب المنتج المحلي، كما أن الشركة فى تطوير مستمر وأبحاث علمية ودراسات سوقية لتطوير المزيد من المنتجات فى هذا التخصص.
تصنيع الطلمبات
الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان اجتمع مؤخراً مع مسئولى إحدى الشركات الوطنية العاملة فى مجال تصنيع الطلمبات وقطع غيارها، لبحث سبل التعاون فى توفير احتياجات مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى وذلك فى إطار توجيهات القيادة السياسية بتوطين الصناعة فى مختلف المجالات، والتوسع فى استخدام المنتجات محلية الصنع.
واستمع الجزار إلى شرح من مسئولى الشركة عن منتجاتهم وسابق خبراتهم، وقدرتهم على المساهمة فى توفير الطلمبات اللازمة لمشروعات المياه والصرف الصحي، وقطع غيارها، مؤكدا أن الصناعة المصرية لديها فرصة ذهبية للمنافسة بقوة فى إنتاج المكونات المستخدمة فى ذلك القطاع.
وأوضح أن الوزارة تقدم كل الدعم اللازم للشركات الوطنية للمساهمة فى توفير المكونات اللازمة لمشروعات المياه والصرف الصحى محليا.
ووجه مسئولى قطاع المرافق بالتعاون والتنسيق مع الشركة من أجل تحقيق النجاح المشترك فى توطين الصناعات اللازمة لقطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحي، وخاصة لتنفيذ مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتطوير الريف المصري.
شركة ألمانية لحلول إدارة مياه الشرب والحمأة
فيما استقبل الدكتور سيد إسماعيل نائب وزير الإسكان لشئون البنية الأساسية، مسئولى شركة ألمانية متخصصة فى تطوير الحلول المتكاملة فى مجال مياه الشرب والصرف الصحي، وأهمها إعادة استخدام مياه الصرف الصحى المعالج، وتوليد الطاقة، والبناء الكامل لمحطات التنقية المياه والمعالجة.
يأتى ذلك فى إطار تشجيع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية شركات القطاع الخاص العالمية والوطنية على التواجد فى السوق المصرية، ومشاركتها فى تنفيذ المشروعات وإدارة الأصول، اتساقا مع وثيقة سياسة ملكية الدولة، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة.
وفى مستهل اللقاء استعرض الرئيس التنفيذى للشركة حجم المشروعات الضخمة التى تم تنفيذها على مستوى العالم فى إطار تطوير تقنيات تنقية مياه الشرب، ومعالجة الصرف الصحي، والحمأة الناتجة منها، ومعالجة الصرف الصناعي، ونبذة عن تواجدها فى السوق المصرية، والمشاركة فى تنفيذ المشروعات خلال السنوات السابقة بالتعاون مع الجهات التابعة لقطاع المرافق بالوزارة.
وأكد استعداد شركته الكامل لتقديم كافة سبل التعاون مع قطاع المرافق بوزارة الإسكان لتحقيق مستهدفاته، بجانب اهتمامها البالغ بالتواجد فى السوق المصرية، واعتبارها مركزا إقليميا للتعاون مع دول الوطن العربي، وشمال إفريقيا.
كما أكد «إسماعيل» أن قطاع المرافق حالياً يشهد طفرة غير مسبوقة فى التنفيذ وتحسين أداء تقديم الخدمات للمواطنين.
وأوضح أن وزارة الإسكان لا تدخر أى جهد فى تقديم جميع أشكال الدعم لشركات القطاع الخاص، لتذليل العقبات، وتحقيق مستهدفات الخطط الاستراتيجية للدولة.
واستعرض عدداً من المشروعات التى تم ويجرى تنفيذها بالقطاع، ومنها إعادة استخدام مياه المصارف بإنشاء محطات معالجة المحسمة، وبحر البقر بطاقة إجمالية تصل إلى 6.6 مليون م3/يوم، بخلاف محطة معالجة الحمام الجارى تنفيذها بطاقة 7.5 مليون م3/يوم، ومشروعات معالجة الصرف الصحى الضخمة التى تم تنفيذها مثل محطات معالجة الجبل الأصفر، وأبو رواش، والتنقية الشرقية، والتنقية الغربية، وحلوان، وغيرها على مستوى الجمهورية.
وتناول إسماعيل تطور آلية العمل بقطاع المرافق، والجهات التنفيذية التابعة له، فيما يخص الموافقة على تنفيذ تكنولوجيات حديثة لتنقية مياه الشرب، ومعالجة الصرف الصحي، والحمأة، وتهدف إلى تقليل المساحات المطلوبة لإنشاء المحطات، وتقليل تكاليف التشغيل والصيانة، وتوفير الطاقة، مشيراً إلى دور اللجنة العلمية التى تم تشكيلها بالوزارة فى ذات الشأن، بالتعاون مع المركز القومى لبحوث الإسكان، ومختلف المتخصصين فى مجال مرافق مياه الشرب والصرف الصحي.
وأشاد الرئيس التنفيذى للشركة الألمانية بآلية إدارة الحلول، وتذليل كافة العقبات فى ظل الظروف الحالية التى يمر بها العالم أجمع.
واختتم الدكتور سيد إسماعيل اللقاء بالتأكيد على أهمية تواجد القطاع الخاص فى فترة ما بعد التنفيذ، بغرض تدريب العمالة على التشغيل، وفقاً للتشغيل القياسي، لضمان الحفاظ على تحقيق النتائج والمحافظة على الأصول، مؤكدا أهمية التنسيق المستمر لتحقيق أهداف القطاع.
وفى نفس السياق وقعت الهيئة العربية للتصنيع ممثلة فى مصنع قادر للصناعات المتطورة بروتوكول تعاون مع مجموعة شركات الفؤاد بهدف توطين صناعة التكييفات.
وتم توقيع العقد بين كل من اللواء دكتور مهندس عمرو عبد العزيز رئيس مجلس إدارة مصنع قادر للصناعات المتطورة والمهندسأحمد فؤاد رئيس مجلس إدارة شركة الفؤاد ماتى ميديا للإلكترونيات والتى تعتبر الوكيل الحصرى لمنتجات العلامة التجارية DAEWOO فى مصر والسودان وتونس.
وتهدف الاتفاقية إلى إنتاج أجهزة كهربائية ومنزلية تحمل العلامة التجارية DAEWOO وتم الاتفاق على أن يكون بداية التعاون المثمر بين الطرفين تصنيع 80 ألف جهاز تكييف بقيمة تقديرية حوالى 4 مليارات جنيه،على أن تستكمل باقى المنتجات فى أقرب وقت بما يسمح لهذا التحالف بتوطين صناعة الأجهزة الكهربائية والمنزلية داخل مصر واستبدال إستيرادها سواء مكوناتها أو تامة الصنع بمنتج مصرى %100.
تصنيع العدادات الذكية
كما شارك أيضاً الدكتور سيد إسماعيل نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية لشئون البنية الأساسية، فى اجتماع موسع لمناقشة فرص تطوير عدادات المياه الذكية بتكنولوجيا وصناعة مصرية متكاملة، وبحث سبل الاستفادة من الأفكار التطبيقية العلمية فى التصنيع المحلى لمكونات محطات مياه الشرب والصرف الصحي.
كما شارك فى الاجتماع ممثلون عن شركات القطاع الخاص بمجال تصنيع العدادات الذكية «الشركة المصرية الألمانية، وشركة تكنوميتر جروب، وشركة السويدى إلكتروميتر، وشركة جلوبال ترونيكس، وشركة المعصرة، وشركة أسكرا أميكو».
يأتى الاجتماع فى إطار تشجيع وزارة الإسكان لشركات القطاع الخاص بغرض توطين صناعة المهمات، والمعدات المطلوبة لإدارة منظومة مياه الشرب والصرف الصحي، وتنفيذ المشروعات، واتساقاً مع منهجية عمل قطاع المرافق فى الدمج بين البحث والتطوير العلمى بالمؤسسات العلمية المصرية والتصنيع المحلي.
وأكد إسماعيل حرص القيادة السياسية على تطوير الصناعة المصرية، لتلبية احتياجات مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى من الإنتاج المحلي، وذلك بإشراك القطاع الخاص لتوطين تلك الصناعات مع الحفاظ على جودة الإنتاج بالأسعار التى تتناسب مع السوق.
وأكد دعم الوزارة الكامل لشركات القطاع الخاص فى مختلف المحاور من تقليل حجم المخاطر، وتذليل العقبات التى قد تواجه نجاح التصنيع المحلي، ومشاركة الشركات المهتمة منها بتوفير الأراضى اللازمة لإنشاء مصانع فى مختلف مدن الجمهورية، وتوفير بيئة التمكين لها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من اقتصاد الدولة.
فيما قال جون سعد خبير الاستثمار العقارى إن الحكومة تهدف إلى توحيد مجهودات جهات الابتكار ممثلة فى كلية الهندسة بشبرا، ومصانع إنتاج العدادات، ومقدمى الخدمة (الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة)، وذلك للاستفادة من أصول الدولة المتمثلة فيما يقرب من 18 مليون عداد ميكانيكى «قياس استهلاك المياه»، لتحويلها إلى عدادات متطورة (سابق الدفع – عدادات ذكية)، لزيادة المكون المحلى وتقليل الاستيراد، وتوفير العبء على الدولة، بالإضافة إلى مصلحة المستهلك للقياس العادل للاستخدام.
تجربة كلية الهندسة
كما استعرض ممثلو كلية هندسة شبرا أحدث دراسات البحث العلمى والأفكار التطبيقية التى يمكن الاستفادة منها فى نجاح فكرة التصنيع المحلى للعدادات.
وأشار الدكتور أيمن الشهابى عميد كلية هندسة شبرا بجامعة بنها إلى دور البحث العلمى فى تطوير الأفكار التطبيقية بهدف تسهيل عملية التصنيع المحلية، وتحقيق الاستفادة من أصول الدولة لأطول فترة ممكنة.
واستعرض ممثلو المكتب الهندسى للأعمال المتكاملة، أهمية عدادات المياه الذكية التى بها وحدات اتصال لتمكين التحكم، والمتابعة عن بعد بواسطة كروت إلكترونية، والفرق بينها وبين التقليدية «الكارت»، وكيفية ترقية وتحديث الميكانيكية، ومسبقة الدفع بمختلف أنواعها إلى ذكية.
وأكدوا أن أحد أهم مزايا العدادات الذكية هى قدرتها على مراقبة أنماط الاستهلاك بشكل مستمر من خلال معدلات متقدمة، يمكن أن تكتشف الوحدات ذات الاستهلاك الكبير بناء على معايير محددة مسبًقا، ويمكن تخصيص هذه المعايير لتلبية سياسات وأهداف المياه المحددة للمنطقة أو لنوع نشاط الوحدة.
وأوضح الرئيس التنفيذى لجهاز تنظيم مياه الشرب والصرف الصحى وحماية المستهلك أن وزارة الإسكان تنتهج سياسة جديدة فى نظم المحاسبة بما يشجع المستهلك على تركيب العدادات مسبقة الدفع، أو الذكية.
كما سيقوم الجهاز بمتابعة تنفيذ توصيات الاجتماع من خلال النماذج التجريبية لأجهزة المدن والشركات التابعة، بمشاركة كلية الهندسة ومصانع الإنتاج، ومقدمى الخدمة بهدف الوصول إلى أنسب المواصفات، والتى تقلل العبء على المكون المستورد، وتحقق العدالة والكفاءة للمستهلك.
تفقد معارض عالمية
كما شارك الجزار فى معرض “أكواتك” بمدينة أمستردام بهولندا المتخصص فى تكنولوجيات المياه والبيئة والنفايات فى العالم.
كما يعد المعرض منصة للتعرف على أحدث أساليب تنقية ومعالجة مياه الشرب والصرف الصحي، وإعادة استخدام مياه الصرف المعالج، والحمأة ، وتحلية مياه البحر.
وأوضح الجزار أن الزيارة تستهدف عقد اجتماعات مع عدد من الشركات المشاركة فى هذا المعرض الدولى الضخم، لمناقشة أحدث التكنولوجيات، والتحديات والعقبات التى تواجه قطاع المياه والصرف الصحى فى مصر.
وأكد على أهمية توطين الصناعات المتعلقة بقطاع مياه الشرب والصرف الصحى فى مصر، والاستفادة منها فى توفير متطلبات تنفيذ المشروعات، وذلك من خلال الاجتماع مع الشركات المُصنعة للمواسير والطلمبات والمهمات المستخدمة فى التنقية والمعالجة ومناقشة سُبل التعاون وبناء القدرات، والتعرف على أحدث التكنولوجيا فى هذا المجال.
وتفقد وزير الإسكان أجنحة الشركات المتخصصة بالمعرض ومنها «زايلم» العاملة فى توفير حلول المياه الذكية، والتى أعلنت فى مايو الماضى عن افتتاح مصنع لها فى مصر لإنتاج مضخات المياه، لتعزيز التزامها المستمر تجاه شركائها فى مصر وشمال أفريقيا.
وأشار ممثلو الشركة إلى أن مصر تعد سوقا هامة جداً للشركة، واستعرضوا حجم مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى التى تم تنفيذها على مستوى العالم بشكل عام وفى مصر بشكل خاص خلال السنوات السابقة.
كما استعرض الوزير خطط قطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحى الطموحة فى تنفيذ المشروعات المستقبلية بمشاركة القطاع الخاص، وخاصة التحلية ومعالجة الحمأة.
وتفقد الوزير الجناح الخاص بشركة دوبونت لحلول المياه (DUPONT) المتخصصة فى تصنيع جميع أنواع الأغشية التى يمكن استخدامها فى أنظمة التنقية أو معالجة الصرف الصحي.
واستعرض ممثلو الشركة أحدث الابتكارات فى ذلك المجال، والتصميمات المستخدمة لصناعة الأغشية، والاختبارات التى يتم تطبيقها لقياس الجودة والمتانة والعمر الافتراضى لها.
وبحث الوزير مع ممثلى الشركة سبل نقل وتوطين تلك التكنولوجيات محلياً، والتدريب اللازم لرفع وبناء قدرات العاملين والفنيين بقطاع مياه الشرب والصرف الصحي، بجانب مناقشة التعاون المستقبلى فى مجالات التحلية المياه، والتكنولوجيات الحديثة المتعددة من خلال ترشيد الطاقة.
كما ناقش الحضور خطط الدولة المصرية الطموحة فى مجال إنشاء محطات التحلية، والتى تستهدف الوصول إلى حوالى 10 ملايين م3 يومياً من المياه المحلاة بحلول عام 2050.
