حضرت “المال» يومى 17 و18 ديسمبر الحالى المؤتمر الدولى الثانى لصحافة الموبايل، تحت عنوان “صحافة الموبايل فى عصر الذكاء الاصطناعي”، الذى ناقشت جلساته تطورات تقنيات الذكاء الاصطناعى فى جزء كبير منها، وتناول المتحدثون مستقبل أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعى المختلفة، مع مهارات اكتشاف التزييف العميق للبيانات.
“المال» التقطت طرف الخيط من فعاليات المؤتمر الذى انعقد فى الأكاديمية البحرية لتكنولوجيا والنقل البحرى، وتواصلت مع عدد من خبراء التأمين والتكنولوجيا الخاصة به، لاستجلاء دور الذكاء الاصطناعى فى القطاع، وبدورهم أكدوا أن الذكاء الاصطناعى يقدم المساعدة للشركات والوسطاء وحاملى الوثائق، من حيث زيادة الكفاءة والفعالية وسرعة وكفاءة وحجم تبادل المعلومات، لا سيما أن الذكاء الاصطناعى يمكن أن يوفر حلولا لمعظم المشكلات التى تواجه القطاع من ناحية التعويضات أو المقاصة بين الشركات، كما يساعد فى تقييم الأخطار بطرق دقيقة، وكذلك منع وقوع الأضرار والانتهاء من تسوية المطالبات بشكل أسرع.
وأوضحوا أن الذكاء الاصطناعى يساعد القائمين على صناعة التأمين على توفير رأس المال، وتحقيق إيرادات أكبر، فى ظل تزايد حجم الجرائم الإلكترونية التى قدرت الخسائر الاقتصادية الناتجة عنها على مستوى العالم بحوالى 3 تريليونات دولار فى عام 2015، الذى تضاعف فى 2021، حسب دراسات لشركة “سويس رى» العالمية لإعادة التأمين.
الشركات تطور الأدوات الخاصة بها للاستفادة من تحليل المخاطر
وعن الاستفادة من الذكاء الاصطناعى فى تحليل المخاطر التى تغطيها شركات التأمين، قال أحمد إبراهيم خبير التأمين الاستشارى، إن تسوية مطالبات التأمين تستغرق من 10-15 يوما، بينما لا تتجاوز المدة 3-4 أيام عبر الذكاء الاصطناعى، ولا يعد توفير الوقت الفائدة الوحيدة فيما يتعلق بمطالبات التأمين، ولكنه يحد من الخسائر التى تتكبدها شركات التأمين نتيجة المطالبات الاحتيالية.
وأضاف أن شركات التأمين إنما تطور أدوات الذكاء الاصطناعى الخاصة بها، للاستفادة من تحليل المخاطر، مما يؤثر على مبالغ التأمين وتحديد نوعية التغطيات، مع تقديم الفرص لشركات التأمين لإنشاء نماذج مختلفة للتنبؤ بالمخاطر، ومن ثم تصميم وثائق ملائمة لاحتياجات العملاء المختلفة.
وأكد أن الذكاء الاصطناعى يساعد فى منع وتقليل الخسائر فى التأمين البحرى، حيث يقوم بتحليل البيانات المتعلقة بمعدل تكدس السفن فى الموانئ المختلفة والطرق المائية الأكثر استخداما فى النقل البحرى وتحليل الخسائر التى تنتج عن عمليات النقل الداخلى وتقلب الأحوال المناخية وعدم ملائمة الوحدات الناقلة لطبيعة البضائع المنقولة.
وأشار إلى أن شركات التأمين تستطيع عبر الذكاء الاصطناعى تحليل تلك البيانات وتوقع الأخطار التى يمكن أن تتعرض لها السفينة أو البضائع المطلوب التأمين عليها، وبالتالى تضع الشروط التى تؤدى إلى تقليل أو منع الخسارة.
وأوصى بالتعرف على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعى المرتبطة بالتأمين، كما يجب على متخذى القرار بالشركات وفرق العمل المسئولة عن التسويق وخدمة العملاء البدء فى استثمار الوقت والموارد لبناء فهم عميق لتقنيات الذكاء الاصطناعى، ويجب عليهم الشروع فى تفعيل مشاركة مؤسساتهم فى الأنظمة التكنولوجية الحديثة على نطاق واسع والنجاح فى أداء الدور المنوط بهم داخل نظام بيئى قائم على البيانات وتكنولوجيا المعلومات.
وشدد على ضرورة وضع وتنفيذ خطة إستراتيجية متكاملة للتطوير تقرر بها شركات التأمين الكيفية التى ستقوم من خلالها باستخدام التكنولوجيا لدعم إستراتيجية أعمالها، وتطوير المنظور الخاص بها حول المجالات التى ترغب فى الاستثمار فيها، من خلال وضع خطة إستراتيجية وكذلك تحديد المنهج الذى ستنتهجه الشركات لتحقيق أهدافها، عبر تطوير الإمكانيات الخاصة بالحصول على البيانات، وصقل قدرات العاملين، وتعزيز نماذج الأعمال الإنتاجية للشركة، وإصلاح الهيكل الإدارى للشركات، وإنشاء وتنفيذ إستراتيجية بيانات شاملة.
وقال إن بعض الشركات بدأت فى إعداد عقود تأمينية عن مخاطر الذكاء الاصطناعى، مثل شركة التأمين البريطانية إتش إس بى “HSB» التى أعدت وثائقا ضد القرصنة الإلكترونية والأخطار المرتبطة بها، بما فى ذلك التوقف عن العمل، وما يلحق بسمعة المؤسسة التى لا يتجاوز حجم أعمالها 15 مليون دولار، وكذلك المؤسسات المتوسطة التى لا يتجاوز حجم أعمالها 75 مليون دولار.
تأمين أخطار الذكاء الاصطناعى ضد أخطاء البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات
وعن ذكر التغطيات الواجب أن يشملها تأمين الذكاء الاصطناعى، قال خالد سعيد رئيس قطاع تطوير الأعمال والإنتاج والفروع بشركة طوكيو مارين جنرال تكافل، إن فكرة المسئولية عن القيام بالوظيفة التعويضية جعل ضحايا الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات فى كثير من الحالات لا يجدون الطرف الذى يضمن لهم الحصول على التعويضات، بعد أن أصبحت برامج الذكاء الاصطناعى أكثر شيوعا، ويقع استخدامها فى العديد من المجالات، حتى أنها بدأت تشكل تهديدا صارخا للكثيرين بشأن فقدان وظائفهم.
وأضاف أن تأمين أخطار الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات من التغطيات المستحدثة، كحماية تستخدمها الشركات أو أى شخص يزاول عملا تكنولوجيا، فضلا على الأفراد المستخدمين لشبكات الإنترنت من المخاطر القائمة على استخدامها، ضد الأخطار المتعلقة بالبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وأنشطتها.
وأكد أن التأمين على مخاطر الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات إنما يصعب بسبب غياب البيانات التاريخية حول أخطار الهجمات الإلكترونية غير التقليدية مثل الحوادث الناتجة عن تحكم القراصنة فى أنظمة القيادة ذاتية التحكم فى السيارات المتصلة بشبكات الإنترنت والأجهزة الطبية، إذ يصعب توفير تأمين لها بسبب حداثتها والإلمام بالقليل حول الخسائر الاقتصادية والإصابات الشخصية التى قد تنجم عنها.
وأشار إلى أن عقد التأمين يغطى أخطار نفقات التصليح التى تتحملها المؤسسات فى حال تعرض قاعدة معلوماتها للاختراق، والاحتيال الإلكترونى، والمسئولية المدنية الناجمة عن اختراق النظام الإلكترونى للمؤسسة، والتوقف عن العمل من جراء تعرض قاعدة المعلومات للاختراق وما يلحق بسمعتها.
وذكر أن التأمين من مخاطر الذكاء الاصطناعى يندرج تحت مظلة التغطيات الهندسية التى توفر الغطاء اللازم لتركيب الآلات والحواسيب وتشغيلها التجريبى ويمتد إلى الأعطال التى قد تحصل من التشغيل الفعلى لها، ويعود إلى امتداد الغطاء التأمينى الذى يرغب به المؤمن له، وبالتالى فإن التعويضات ستذهب إلى المخترعين المنفذين (المؤمن لهم) حال وقوع الخطر المؤمن عليه، الذى سيؤمن استمرار إنتاج الذكاء الاصطناعى واستخدام تكنولوجيا المعلومات دون توقف.
وأفاد بأن التأمين يغطى مخاطر التركيب الهندسية المرتبطة بالتخزين أو التجميع أو التركيب، بما فى ذلك فترة اختبار الآلات ووضعها قيد التشغيل بالمصانع، وجميع أنواع أجهزة الحاسب الآلى والأجهزة الإلكترونية، بما فى ذلك المعالجات الدقيقة، ومعالجات المعلومات الإلكترونية وأجهزة الاتصالات والأجهزة ذات الاستخدام الطبى واللوحات الإلكترونية.
تصميم منتجات بسعر أرخص وبشكل أسرع
وعن استخدام الذكاء الاصطناعى فى عمليات فروع التأمين المختلفة، قال شريف محيى مدير فرع دمنهور بشركة مصر للتأمين التكافلى إن هناك اتجاهات جديدة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى ستعيد تشكيل صناعة التأمين على مدى العقد المقبل، مثل تداول البيانات عبر الأجهزة المتصلة ببعضها، مثل السيارات وأجهزة متابعة اللياقة البدنية والأجهزة المنزلية المساعدة والهواتف الذكية والساعات الذكية، وستنضم إليها فئات جديدة من التى يطبق عليها مفهوم الأجهزة الذكية، مثل الملابس والنظارات والأجهزة المنزلية والأجهزة الطبية والأحذية.
وأوضح أن مختلف الأجهزة الذكية تساهم فى توفير المزيد من البيانات التى أنشأتها لشركات التأمين، ومن ثم تتمكن تلك الشركات من فهم عملائها بشكل أكثر دقة وعمق، مما سيؤدى إلى تصميم شركات التأمين منتجات جديدة بسعر أكثر دقة وتقديم خدماتها بشكل أسرع.
وذكر أن المجال الخاص بالروبوتات شهد العديد من الإنجازات المثيرة فى الآونة الأخيرة، مما سيؤدى إلى حدوث تغيير فى طريقة تفاعل الجنس البشرى مع العالم من حوله، كما ظهر ما يعرف بالتصنيع الإضافى أو بالطباعة ثلاثية الأبعاد والتى ستساهم بشكل جذرى فى إعادة تصميم منتجات التأمين التجارى حتى تكون ملائمة للمستقبل.
وتوقع أن عام 2025 سيشهد شيوع المبانى المطبوعة ثلاثية الأبعاد، مما يفرض على شركات التأمين إعادة تقييم الأخطار المرتبطة بالبناء، فضلا على توسعات استخدام الطائرات بدون طيار القابلة للبرمجة الذاتية والسيارات ذاتية القيادة والمعدات الزراعية المستقلة والروبوتات الجراحية المعدلة، مما يؤدى إلى حدوث تغير فى مفهوم الأخطار وكذلك ستظهر احتياجات تأمينية جديدة للعملاء.
وتابع إن معظم تقنيات الذكاء الاصطناعى تؤدى مهامها بشكل أفضل عندما يتوافر لديها كم كبير من البيانات من مجموعة مصادر متعددة، ومن ثم يجب على شركات التأمين تطوير إستراتيجية جيدة التنظيم وقابلة للتنفيذ فيما يتعلق بالبيانات الداخلية والخارجية على حد سواء، وستحتاج البيانات الداخلية إلى تنظيم بطرق تمكن وتدعم التطوير الذكى للرؤى والقدرات التحليلية الجديدة، بينما يتعين على الشركات التركيز على الآلية التى تضمن الوصول إلى البيانات التى تثرى وتكمل مجموعات البيانات الداخلية الخاصة بها.
وأكد على احتياج شركات التأمين إلى مجموعة من العاملين من ذوى المهارات والقدرات العالية، يتمتعون بالمهارة التقنية والإبداع والاستعداد للتعلم ومواكبة التطور، كما يجب أن تبدأ شركات التأمين فى توجيه جزء من استثماراتها لتطوير البنية التحتية التكنولوجية للشركات، لزيادة قدراتها على التنافس فى ظل البيئة التكنولوجية القادمة.
دعم التأمين ضد مخاطر الذكاء الاصطناعى بجعله إجباريا
وعن أهمية الذكاء الاصطناعى فى القطاع بمختلف أفرعه، قال محمد الغطريفى ،وسيط تأمين، إن الذكاء الاصطناعى يعمل على توفير المزيد من البيانات عن الشخص المتقدم للحصول على التأمين، عبر أجهزة الاستشعار الموجودة فى سيارته أو منزله، كما يمكن أن يحدث ذلك من خلال استخراج البيانات الاجتماعية والتاريخ الطبى الخاص به، ومن ثم تستطيع شركات التأمين معرفة مدى أمن الشخص وتعرضه للأخطار، فضلا عن معرفة ما إذا كان مدخنا أو يشرب الكحول أو يمارس الرياضة بانتظام أو يعرض نفسه للخطر، مثل القيادة بدون حزام الأمان.
وتابع إن الاستناد إلى تلك المعلومات يجعل شركة التأمين قادرة على تقديم التغطية التأمينية الملائمة للعملاء بسعر مناسب، وينطبق الشىء ذاته على تسوية مطالبات التأمين على الحياة، إذ تستطيع شركات التأمين استخدام طائرات بدون طيار لعمل تقييم سريع لموقع الحادث للحكم على ظروف المطالبة، ويمكن للأجهزة الذكية تحذير المستخدم بقرب تعرضه لموقف خطير، مما يساعد فى منع وقوع الخسارة، كما يمكن عبر تحليل البيانات تحديد هوية الأشخاص، ومن ثم تقليل احتمال حدوث احتيال فى مطالبات التأمين مما يعنى معالجة أسرع للمطالبات.
وأشار إلى أن تهديدات الإنترنت تتطور بسرعة بسبب التحول الرقمى المتنامى، فضلا على الهجمات الإلكترونية البارزة التى تدل على أن الخسائر الممكن حدوثها فى ذلك المجال تتسع وتتزايد فيها الأضرار فيما يتعلق بانتهاكات خصوصية البيانات والأصول الملموسة وغير الملموسة للشركات، بما فى ذلك تكلفة تعطل الأعمال.
وأوضح أن أكثر القطاعات تعرضا لمخاطر الذكاء الاصطناعى الرعاية الصحية والتصنيع والخدمات المالية والنقل والتجارة، مشيرا إلى أن التأمين إذا كان أداة أساسية لتمكين نقل التكنولوجيا إلى الأسواق وخلق صناعات جديدة، فإن ذلك يتطلب وجود طرق ملائمة لتقييم المخاطر، التى تشتمل على المادية منها والنفسية لتقييم الروبوتات ووضع الشروط الأساسية لتطوير صناعة التأمين الخاصة بها، ومن ثم إنشاء سوق تأمينية جديدة لإدارة الصناعات الخطرة والمتطورة من الناحية الفنية.
وأوصى بدعم الدولة ممثلة فى وزاراتها المختلفة التأمين ضد مخاطر الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات، من خلال التوسع فى التغطيات التأمينية عليه، مع وضع نظام قانونى يحدد المسئول عن الأضرار الناجمة عن الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى إلزام الأفراد والشركات التى تستخدم الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات بترخيص أنشطتها بتأمين إجبارى.
وشدد على أهمية زيادة النسب المسموح بها لشركات التأمين فى استثمار أموالها بمجال الذكاء الصناعى وتكنولوجيا المعلومات، كونه يشكل القاعدة الأساسية للتنمية المستدامة.
خارطة عالمية لتطوير إدارة المخاطر ضد الذكاء الاصطناعى
وعن تحديات التأمين ضد أخطار الذكاء الاصطناعى ومجالاته وآفاقه، قال وائل ثروت، خبير التأمين التكنولوجى، إن التأمين يغطى الضرر المادى الفجائى غير المتوقع الناتج عن الأجهزة الإلكترونية، كما توفر بوليصة التأمين على الروبوتات الحماية من الأضرار المادية والإصابات الجسدية الناجمة عن أى حادث متعلق بالروبوتات، مثل المصاريف الطبية وتعويض أى شخص كان عن الضرر معنويا.
وأضاف أن التأمين، بفضل العولمة، تحول من انشغال داخلى إلى انشغال عالمى فى تدعيم الثقة الائتمانية، فضلا على لعبه دورا تجاريا، بعد تعاظم دور التجارة الإلكترونية فى مجال تسويق السلع والخدمات عبر شبكات الإنترنت، كـأحد أبرز التطبيقات التى تمخضت عن تطور الرقمنة، الذى حدث معه تغيير جذرى فى الهياكل الأساسية للقطاعـات الاقتصادية المختلفة، بما فى ذلك قطاع التأمين الذى لم يكن بمنأى عن تلك التطورات.
وأشار إلى أن مبادئ التأمين تقدم خارطة طريق عالمية لتطوير وتوسيع نطاق إدارة المخاطر وإيجاد حلول مبتكرة لازمة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعى، ليؤدى التأمين دوره فى الحد من المخاطر الناتجة عن ذلك التطور الهائل وتطوير حلول مبتكرة وتحسين أداء الأعمال والمساهمة فى ذلك.
وأوضح أن شركات التأمين تقوم بإنشاء غطاء تأمينى خاص بالروبوتات، ويجب أن يعتمد مستوى التأمين على طبيعة الروبوتات واستخدام المستهلك المحدد لها، فظهور الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة مستقبلا سيقلل عدد الحوادث، ولكنها ستؤدى إلى حالات وفاة أيضا، وعلى شركات التأمين تحمل ذلك، ولكن بنسب خسائر أقل.
وشدد على الدور الهام الذى يلعبه التأمين فى مواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات بتوفير تغطيات تأمينية ضد الهجمات الإلكترونية، إلا أنها تواجه تحديات شائكة للغاية فى تقييم المخاطر المرتبطة بإنتاج واستخدام وانتشار الروبوتات بمختلف أنواعها، لأن حداثة الروبوتات يجعل تحديد الخسائر التى قد تحدثها أمرا عسيرا مع صعوبة توقعها، وتحديد أى من الأطراف يتحمل المسئولية، ومن ثم من له المصلحة فى المطالبة بالغطاء التأمينى، وبشكل عام قد ينتج عن ذلك إما رفض التأمين على بعض أنواع الروبوتات الآلية أو استخدام الوثائق الحالية، التى قد لا تكون كافية لمواجهة الأخطار الناجمة عن الروبوتات، أو فرض أقساط عالية بشكل مفرط، مما يؤدى إلى التأخر فى انتشار الروبوتات.
استخدام الحلول من كثرة التجارب
وعن توضيح ما يحيط بالذكاء الاصطناعى من غموض تأمينى، قال إبراهيم خليل، الرئيس التنفيذى لشركة “فينتك روبوز» للتكنولوجيا المالية، إن قضايا أمن المعلومات نالت مؤخرا اهتمام مختلف شرائح المجتمع، حيث بات الجميع يتعامل بوسائل الرقمنة التى تعتمد بدورها على المعلومات، بينما يتوقف على تأمين الأخيرة مصالح الجميع، وحماية الحسابات وخطوط الاتصالات ووسائل التواصل والموارد المعلوماتية من كل التهديدات التى تتعرض لها.
وأوضح أن البحث فى كيفية توفير الحماية التأمينية اللازمة للمعلومات أصبح أمرا هاما، عبر تجميع العديد من الأخطار الخاصة بالذكاء الاصطناعى على أساس علمى، فى إطار مجموعة من المخاطر المتجانسة داخل مشروع منظم، فالتأمين يقوم على حساب الاحتمالات، بقصد التعرف على فرص تحقق المخاطر خلال فترة زمنية معينة.
وتابع إن وجود الأخطار يعنى استخدام كل الوسائل والتدابير للتعرف عليها، واستخلاص أفضل السبل للتحكم فيها، والسعى نحو تخفيض معدلات تكرارها إلى أدنى مستوى ممكن، وبأكثر السبل المتاحة فعالية وأقلها تكلفة.
وأشار إلى أن التغطيات التأمينية فى مجال تكنولوجيا المعلومات تمتد إلى سرقة أو تدمير البيانات الشخصية أو التجارية أو ذات القيمة للعملاء، وتعطل وسائل الاتصالات الخاصة بهم، مثل مواقع التواصل الاجتماعى الراجعة إليهم، أو سرقة أموالهم عبر اختراق حساباتهم الشخصية.
وأكد أن أهمية التأمين فى مجال الذكاء الاصطناعى ترجع إلى عدة اعتبارات، مثل الإنتاج المكثف والمرتبط بسيطرة الآلة، والنظام الإلكترونى على النشاط الإنتاجى، وكذلك فإن تطور تعقيد المنتجات يؤدى فى الغالب إلى جعل استعمال الآلة محفوفا بالمخاطر، بينما يتيح التأمين استبدالها فى حالة التلف أو إصلاحها، مما يسمح باستمرارية العملية الإنتاجية دون توقف، ويحافظ على الموقع التنافسى للمنتجات الصناعية.
وقال إن الذكاء الاصطناعى يسهم فى المحافظة على الخبرات البشرية المتراكمة، بنقلها لآلات ذكية بشكل يمكن الإنسان من استخدام اللغة الإنسانية فى التعامل مع الآلات عوضا عن لغات البرمجة الحاسوبية، مما يجعل استخدام الآلات فى متناول كل شرائح المجتمع، حتى ذوى الاحتياجات الخاصة، بعدما كان التعامل مع الآلات المتقدمة حكرا على المتخصصين وذوى الخبرات.
وأفاد بأن الذكاء الاصطناعى يستخدم فى معالجة المعلومات وزيادة درجة فهمها، مع رفع مستوى العاملين بأماكنهم، كما يعتمد على خبرة الإنسان ومدى معرفته، كما يستطيع الذكاء الاصطناعى التعلم من خبرة الإنسان واستخدام الحلول من كثرة التجارب، وتطوير ذاته مثل البشر.
