تستهدف مجموعة العبيكان مصر للحلول الرقمية خلال السنوات الثلاث المقبلة تحقيق حجم أعمال بقيمة 5 ملايين دولار، فضلا عن دراسة طرح جزء من أسهمها بالبورصة المصرية شريطة استقرار الأوضاع الاقتصادية.
كشف الدكتور هشام دنانة، رئيس مجلس إدارة المجموعة، أنها تعمل على تنفيذ محورين أساسيين، أولهما تطوير حلول رقمية متطورة تناسب احتياجات مختلف القطاعات الصناعية، بالإضافة إلى دعم رواد الأعمال من خلال عقد شراكات واتفاقات تعاون مع جهات متنوعة أبرزها “الأكاديمية العربية للتكنولوجيا والنقل البحري”.
وقال دنانة فى حواره مع برنامج “CEO LEVEL” الذى يقدمه رئيس تحرير جريدة المال حازم شريف وتمت إذاعته مساء الأحد الماضى عبر قناةALMAL TVعلى موقع يوتيوب، إن نموذج عمل المجموعة قائم على أسلوب الاشتراك الشهرى أو السنوى فى الخدمات المقدمة للعملاء ضمن خططها لتنويع محفظة حلولها الرقمية باستخدام أحدث صيحات التكنولوجيا العالمية.
وأضاف أن المجموعة نجحت خلال المرحلة الماضية فى تطوير منظومات تقنية على أعلى مستوى تسهم فى توفير المواد المهدرة بنسبة %30، فضلا عن تحسين كفاءة تشغيل الماكينات كونها تمثل إحدى الركائز الأساسية للمصانع، والتى يستوجب استغلالها بشكل أمثل مما يقلل من اعتبارها عبئا ماليًا على عاتق الشركات، وإلى نص الحوار،،
● حازم شريف: أهلا بكم فى الموسم الثالث من برنامجCEO Level، ضيف حلقة اليوم ينتمى إلى قطاع واعد ويعد إحدى العلامات البارزة به هو الدكتور هشام دنانة، رئيس مجلس إدارة شركة العبيكان مصر للحلول الرقمية، أهلا وسهلًا بك.
هشام دنانة: أهلًا وسهلًا.
● حازم شريف: دعنا نستهل حديثنا فى البداية بسؤالنا الأول: من هو الدكتور هشام دنانة؟ متى تخرج؟ وكيف تنقل حتى وصل إلى منصبه الحالي؟
هشام دنانة:تخرجت فى كلية الهندسة جامعة القاهرة فى عام 1986 بعدما حصلت على درجة البكالوريوس فى الهندسة الطبية، وكان أحد القطاعات الجديدة التى كانت تحاول مصر تطويرها آنذاك.
ثم حصلت على منحة من الحكومة الهولندية بعد تخرجى لدراسة الماجستير فى الهندسة، قررت بعدها التطور فى الإدارة؛ لذا حصلت أيضًا على درجتى الماجستير والدكتوراه فى المجال.
عملت لمدة 15 عامًا فى الولايات المتحدة الأمريكية ثم قررت العودة للاستقرار فى المنطقة العربية، مع اتجاهى للانخراط فى مجال التدريس الأكاديمى إلى جانب مجال الاستشارات، ومن هنا بدأت رحلة جديدة بعيدًا عن الشركات العالمية.
كنت أعمل فى المنطقة العربية وأوروبا وأمريكا رغم وجود مكتبى الرئيسى فى مصر، ومن هنا حصلت على فرصة جيدة للتعرف على مجموعة العبيكان من خلال المهندس عبدالله العبيكان.
حاليًا أعمل كأستاذ فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة بجانب منصبى كرئيس غير تنفيذى لمجموعة العبيكان للحلول الرقمية فى مصر بسبب الشراكة مع المجموعة التى نمت على مدار الـ 10 سنوات الماضية.
● حازم شريف: ما هى طبيعة الأنشطة التى كنت تمارسها خلال الـ 15 عامًا من التواجد بأمريكا؟
هشام دنانة:حصلت على المنحة من هولندا فى مجال الهندسة الطبية، وحينما تخرجت عملت بشركة «فيليبس ميديكال سيستمز»، وكنت من الأوائل الذين عملوا فى مجال التكنولوجيا الخاصة بالرنين المغناطيسى وكان أحد التخصصات النادرة فى ذلك الوقت، وكنت أحد الذين عملوا على إخراج جهازMRIالذى توافر فى السوق المصرية وقتها.
وانتقلت إلى شركة «فيليبس نورث أمريكا» فى الولايات المتحدة الأمريكية ومن هنا بدأت عملية التطور فى الجانبين الهندسى والإدارى، وكنت أدرس وأعمل فى آن واحد.
● حازم شريف: هل تركت الجزء الفنى وانتقلت إلى الإدارة آنذاك؟ أم كنت كبعض المهندسين الذين يتجهون للأعمال الإدارية دون المرور بالجانب التقني؟
هشام دنانة:حظيت بالعمل فى الجانبين؛ إذ بدأت بالجانب الفنى ثم انتقلت إلى الإداري؛ فعملت كهمندس صيانة وتركيبات وكان أول منصب إدارى توليته “مدير عمليات الصيانة”.
فى أمريكا، قمنا بإجراء تجربة جديدة رائدة فى الصيانة بعدما أنشيء مركز متخصص فى “الصيانة عن بعد”، ومن هنا انطلقت للدخول فى مناح أخرى خاصة بالتكنولوجيا، خاصة فى تحسين صيانة الأجهزة الطبية نظرًا لكونها ثمينة للغاية بالنسبة للمستشتفيات.
كانت شركة فيليبس فى منافسة مع كيانات عملاقة مثل “جينرال إلكتريك” و”سيمنز”، وبالتالى كنا فى حالة تطور مستمر.
حظيت فى شركة فيليبس بالانضمام إلى برنامج تطوير الكوادر المستقبلية لها؛ لذا كان منصبى فى حالة تغير كل عامين لمعرفة القطاعات المختلفة بها؛ فعملت فى الهندسة ونظم المعلومات والتسويق والمبيعات.
وكنت أدعم الخبرات العملية التى حظيت بها فى الشركة بالدراسة؛ وتكون لدى خليط معرفى جيد بين الجهتين العملية والنظرية.
● حازم شريف: هل يعتبر الانتقال بين أكثر من إدارة داخل الشركة ذاتها أمرا مفيدا؟
هشام دنانة:فى الحقيقة الانتقال بين الإدارات يأتى ضمن برنامج التخطيط للكوادر الجديدة لتمكينها من تولى مناصب قيادية فى المستقبل.
بعض الموظفين بالشركات لديهم قدرات فنية كبيرة فى القطاعات الخاصة بهم فى حين تقل إذا انتقلنا إلى الجانب الإداري؛ لذا فالبرنامج يؤهل من تكون لديه الرغبة فى القيادة مستقبليًا لمعرفة طبيعة عمل جميع القطاعات وبالتالى إدراتها بشكل جيد.
وتعرضت خلال عملى الإدارى لكل القطاعات ولدى معرفة جيدة بها لكن ليست بدرجة تؤهلنى لدرجة خبير بها من الناحية الفنية التى تحتاج إلى تخصص فى قطاع واحد، فأنا تخصصت لاحقًا فى التسويق كما أدرّسه فى الجامعة فى الوقت الحالى.
وأنا لا أُدرّس الهندسة بالشكل التقليدى الخاص بتكنولوجيا المعلومات، وإنما استخدم الأخيرة فى تطوير المنظومات الإدارية والتطوير المؤسسى.
فكرة برامج القيادة التى تقوم بها الشركات العالمية هدفها خلق صف ثان يقود المؤسسة فى مراحل لاحقة وتحتاج إلى مدة طويلة من السنوات.
● حازم شريف: ما وجه استفادة الشركة من البرنامج فى حالة مغادرة الموظفين لمناصبهم بعد فترة من إعدادهم للقيادة، مثلما تركتها أنت؟
هشام دنانة:هذا سؤال مهم فى الحقيقة، لكن أنا تركت منصبى بعدما أنهيت واجبى تجاهها بالإضافة إلى حصولها على عائد كبير من عملية الاستثمار فى الكوادر التى تمت فى البرنامج.
● حازم شريف: متى كان موعد العودة إلى مصر؟ وماذا كانت خطة العمل الخاص بك حينها فى السوق المحلية؟
هشام دنانة:عدت إلى مصر فى عام 2001 بعد قضاء 15 عامًا بالخارج منها 13 فى أمريكا، واثنين فى هولندا.
كانت وزارة الاتصالات حينما عدت إلى مصر حديثة الإنشاء، وكنت أرى أن مجال التكنولوجيا أمامه مستقبل جيد، فقررت البدء فى قطاعات كانت القاهرة فى حاجة إليها منها تكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى عملى فى الصحة نظرًا لتخصصى فى الهندسة الطبية.
قررت حينها افتتاح شركتى الخاصة فى مجال الاستشارات بجانب العمل فى المجال الأكاديمى كأستاذ متفرغ، وهو الخليط الذى كنت أستهدفه آنذاك.
بالنسبة للشركة، فقد كانت تقدم خدمات استشارية فى قطاعات ناشئة بعدما تبين وجود فجوة بين احتياج الشركات للخبرات، فى الوقت الذى كانت السوق تشهد فيه نقصًا فى الخبراء المتخصصين.
أما عن التدريس فى الجامعة؛ فبدأت فى برامج كانت لا تزال جديدة فى مصر مثل ماجستير إدارة الأعمال.
● حازم شريف: من كان العملاء المستهدفين من خدمات الاستشارات التى تقدمها الشركة الخاصة بكم؟
هشام دنانة:لم تكنالاستشارات فى ذلك الوقت صناعة بالمعنى المتداول اليوم وكان يقوم بالدور أشخاص وليس مكاتب وكان أغلبهم أساتذة جامعات؛ إذ يتم اللجوء إليهم من واقع خبرتهم العلمية والعملية.
وفى الوقت ذاته، كانت الحكومة المصرية قد قررت إطلاق بعض البرامج بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى، أحدها كان تحت اسم «تحديث الصناعة» وهو أحد البرامج الذى ضم كوادر وشركات لتقديم استشارات إدارية احترافية لتطوير الكيانات فى مصر.
انضممت للفريق الأول الذى وقع الاختيار عليه المكون من 15 إلى 20 استشارى ضمن البرنامج والذى استهدف تطوير الصناعة؛ ومن ثم وجود هذه البرامج فتح المجال أمام التواصل بين الاستشاريين والشركات خاصة المصرية والتى كانت فى حاجة للتطوير.
وبشكل عام، تلجأ الشركات للاستشاريين لأمرين أساسيين؛ الأول أن تكون فى مرحلة نمو وتحتاج لخبرة لزيادته بطريقة فعالة مستدامة، والثانية أن تكون لديها مشكلة وتحتاج إلى حلها.
ويعد الموقف العام للتوجه نحو تطوير الاقتصاد هو المحرك الأساسى لشركات الاستشارات ولن يكون لها دور فى حالة تخلى الكيانات التى تعتمد عليها للتطوير والتى غالبا ما تحدث فى الأسواق المغلقة.
وكانت الشركات تبحث عن الفرص ليس فقط فى مصر وإنما فى أسواق أخرى كالإمارات، وبالتالى كان لديها فرصة للنجاح والنمو.
● حازم شريف: متى بدأت العمل فى قطاع الاستشارات؟ وهل مازالت الشركة مستمرة فى تقديم خدماتها حتى اليوم؟
هشام دنانة: بدأت العمل فى الشركة فى 2001 وكانت للشركة قاعدة واسعة من العملاء فى منطقة الشرق الأوسط، وفى عام2010تم بيع %70 منها لصالح شركة استشارات دولية وبالتالى أصبحت شريكًا بها.
● حازم شريف: ما أسماء الشركتين العالميتين اللتين كنت تعمل بهما؟
هشام دنانة: كانت الشركة العالمية تعرف باسم “إفيزو كونسلتنج” أما الخاصة بى كانت تحت اسم “هانس أون مانجينج أوف كونسلتنج”، واخترت الاسم لكى يكون طريقة للتواصل مع العملاء تشير إلى تصدير خبرة عملية قابلة للتطبيق، وكانت الشركة ناجحة للغاية فى الـ 10 سنوات التى عملت فيها بمفردها قبل البيع فى 2010.
● حازم شريف: ما هى معايير تقييم شركات الاستشارات عند طرحها للبيع؟
هشام دنانة:يتم تقييم شركات الاستشارات وفقًا لثلاث قواعد؛ الأولى قاعدة العملاء، والثانية تتمثل فى قدارت فريق العمل، والثالثة تتعلق بالأداء المالى للكيان.
● حازم شريف: كم بلغ عدد أفراد فريق العمل وحجم أعمال الشركة أثناء عملية بيع جزء منها فى 2010؟
هشام دنانة:فريق العمل كان مكونًا من 25 فردًا وارتفع خلال الفترة الحالية، فيما بلغ حجم أعمال الشركة فى وقت الاستحواذ 2 مليون دولار وصعد منذ البيع بنحو 3 أضعاف.
كانت شركة الاستشارات الخاصة بنا الكيان الأول فى الشرق الأوسط، والثالث الذى يتم الاستحواذ عليه من قبل المجموعة العالمية بعد اثنين آخرين فى الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، وتوسعت فيما بعد فى الهند وسنغافورة ودول أخرى.
● حازم شريف: كم كانت قيمة صفقة الاستحواذ على %70 من أسهمها؟
هشام دنانة:قيمة الاستحواذ لم تكن بالكامل فى صورة نقدية وإنما تم الجزء الأكبر منها عن طريق تبادل الأسهم فى الشركة العالمية.
ومؤخرًا تم ضخ استثمارات جديدة فى الشركة العالمية من قبل شركتين من أكبر كيانات الاستثمار، مما يشير إلى ارتفاع سعر السهم الخاص بها.
● حازم شريف: هل تعد الشركة العالمية مدرجة فى أى بورصة؟ وهل تمت عملية بيع الـ %70 أثناء إدراجها؟
هشام دنانة:كانت مدرجة فى بورصة سابقًا لكنها اليوم أصبحت شركة خاصة غير مدرجة، وتم الاستحواذ على %70 من شركتنا قبل خروجها من سوق المال.
● حازم شريف: بعد بيع حصة الشركة فى 2010، متى تخارجت من إدارة الشركة؟ وأين كانت وجهة العمل الأخرى؟
هشام دنانة:تخارجت من الإدارة فى عام 2017، ثم عدت للتدريس فى الجامعة بنظام الدوام الكامل بجانب مشاركتى فى عضوية عدة مجالس إدارة لمجموعات وكيانات كبيرة مثل جمعية «اتصال» الخاصة بتكنولوجيا المعلومات بالإضافة لعملى فى القطاع الصحى إذ توليت مسئولية مشروع تطوير مستشفى أورام الأطفال 57357 وما زلت أعمل على تطوير بعض المشروعات الخاصة بهم.
● حازم شريف: هل تتولى المسئولية بشكل فردى أم نيابة عن شركة الاستشارات؟
هشام دنانة:حاليا بشكل فردى، لكن فى وقت سابق كنت ممثلًا عن شركة الاستشارات.
● حازم شريف: متى بدأت العمل فى مجموعة العبيكان؟
هشام دنانة:تعرفت على مجموعة العبيكان من خلال عملى فى مجموعة إفيزو الاستشارية؛ إذ كنا نساعدها فى تطوير منظومة التشغيل الخاصة بها منذ نحو 10 سنوات واستمر العمل معها لمدة تراوحت من 3 إلى 4 سنوات، ثم أصبحت هناك علاقة شخصية مع المهندس عبدالله العبيكان.
وفى 2020، قرر المهندس عبدالله العبيكان الانتقال بالتجربة مع إفيزو لبعد آخر المتمثل فى التكنولوجيا، والتى كانت مبنية على رؤية قدّرتُها على المستويين الشخصى والمهنى بأنها رائعة؛ نظرًا لفكرته بتطوير الصناعة من خلال التكنولوجيا.
واستغلت العبيكان فترة جائحة كورونا لتطوير منظومة لمجموعة من الحلول الرقمية المتخصصة فى حل المشاكل الصناعية، وحينها بدأت التعاون مع المهندس عبدالله بشكل شخصى.
ثم تطورت علاقة التعاون حينما قرر العبيكان بدء دخول السوق المصرية؛ إذ توليت منصب رئيس غير تنفيذى للمجموعة فى القاهرة.
● حازم شريف: هل تمتلك العبيكان فروعا أخرى للحلول الرقمية بخلاف المتواجدة فى مصر؟ أم لا؟
هشام دنانة:الحلول الرقمية التابعة للشركة موزعة بين مصر والسعودية فقط، وكانت قد بدأت فى الرياض ثم انتقل جزء كبير من النشاط إلى القاهرة خلال العامين الماضيين بعدما تم تقييم جميع الكوادر الفنية والبشرية المتوفرة فى السوق المصرية بعد عدة تجارب فى بعض الدول مثل الهند وباكستان والأردن، ولكن لم نجد مماثلا للكوادر الموجودة فى السوق المحلية فى مصر.
وهنا نقطة أخرى كانت عامل جذب وهى أن مصر الدولة الأكبر فى تنوع القطاع الصناعى، وتمثل القاعدة الصناعية بها 6 أضعاف الموجودة فى الدول العربية.
والطريقة التى تنظر بها “العبيكان” للسوق ليس فقط اقتناص الفرص وإنما تقديم قيمة مضافة، ونقتنع بأن جزءا كبيرا من حلول مشاكل الصناعة لا يتمثل فى إضافة مصانع جديدة عن طريق اجتذاب استثمارات ولكن من خلال الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة.
● حازم شريف: متى تأسست العبيكان للحلول الرقمية؟ وكم يبلغ رأسمالها؟ وما هى أبرز مهامها؟ وهل أنت شريك فى هيكل مساهميها أم لا؟
هشام دنانة: تأسست العبيكان للحلول الرقمية فى عام2021وبدأت نشاطها رسميا بمصر خلال عام2022، وقامت الشركة خلال العام الجارى بافتتاح لها بالسوق المحلية وتم تعيين كوادر للعمل ضمن طاقمها.
فى السياق ذاته، يشهد رأسمال الشركة نموا مطردا عاما تلو الآخر وفقا لزيادة حجم أعمالها بمصر، ولكن لا أستطيع بالضبط تحديد رأس المال الذى بدأنا به، وأتذكر فقط أن الشركة بدأت بنحو50موظفا ولديها خطة للوصول بهم إلي500خلال الخمس سنوات المقبلة.
وأود أن أوكد أننى لست شريكا حاليا فى مجموعة العبيكان للحلول الرقمية، ولكنى أشغل منصب رئيس مجلس إدارة غير تنفيذى لها، كما أن فرع الشركة فى مصر مملوك بالكامل للمجموعة الأم فى السعودية.
● حازم شريف: كم يبلغ عدد موظفى الشركة الحالى؟
هشام دنانة: يبلغ عدد موظفى العبيكان للحلول الرقمية حاليا 80 موظفا، إلا أن الوصول لهذا العدد من الكوادر البشرية استغرق فترة زمنية طويلة، نظرا لصعوبة الظروف الاقتصادية التى تشهدها المنطقة.
وعلى صعيد السوق المحلية، كانت المجموعة تمتلك تصورًا عامًا يرتكز على امتلاك قاعدة عملاء متنوعة وبالأخص فى قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، إلا أن هذه الكيانات حاليا لا تمتلك القدرات المالية التى تتيح لها اقتناء حلول رقمية.
لذلك قامت المجموعة بتطبيق إستراتيجية أخرى ملائمة لنموذج عمل الشركات المصرية ذات الحجم الكبير، كما نستهدف أيضا التركيز على الكيانات المتوسطة والصغيرة بعد استقرار الظروف الاقتصادية وانتهاء أزمات نقص العملة وسلاسل التوريد.
واتجهت “العبيكان” إلى توقيع بروتوكول شراكة مع مركز تحديث الصناعة مع وجود توافق فى الرؤى مع المجموعة، وقمنا بتدريب عدد من الكوادر والمهندسين بالمركز ومازالنا نتعاون معهم.
وكان لدى المجموعة خطة للتعاون مع أكثر من 20 شركة فى قطاع الكيانات الصغيرة والمتوسطة تحت مظلة مركز تحديث الصناعة، ولكننا لم نتمكن من تحقيق هذا الهدف استنادا للظروف الاقتصادية، ونجحنا فى التواصل مع 10 كيانات فحسب.
كما تعاونت المجموعة فى وقت سابق مع برنامج GIZالتابع للحكومة الألمانية.
من ناحية أخرى، قامت “العبيكان” بتقديم دعم كافٍ لرواد الأعمال من خلال برامج متخصصة بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، لاسيما أنها تمتلك مركزا متميزا لخدمة المطورين.
ونظمت المجموعة أيضا رحلة لـ6رواد أعمال مقدمة من المركز لزيارة السعودية والمصانع التى تستخدم الحلول الرقمية فى رفع كفاءة الإنتاج ومتابعة النتائج التى توصلت لها.
● حازم شريف: ما هى محاور إستراتيجية مجموعة العبيكان للحلول الرقمية؟
هشام دنانة: تعمل شركة العبيكان على تنفيذ محورين أولهما تقديم برامج رقمية تسهم فى تطوير الصناعة، ومن أبرز عملائنا شركة “الأمل الشريف” للمواسير البلاستيكية والتى تمتلك حجم أعمال يصل إلي5مليارات جنيه.
بينما يتمثل المحور الثانى فى طرح برامج الشركات الناشئة فى الجامعات.
ويرتكز نموذج عمل المجموعة على تطبيق مبدأ “الاشتراك مقابل منح الخدمة”، خاصة أن “العبيكان” لا تسعى إلى استمرارية وجود العملاء لفترات طويلة معها، كما لا تستهدف الاعتماد على أسلوب البيع المباشر، وتعمل باستمرار على تنويع محفظة حلولها الرقمية التى تقدمها للسوق المحلية.
وقامت المجموعة مؤخرا بتوقيع اتفاق شراكة مع “نهضة مصر” للتعاون معها فى مصر ودول الخليج.
● حازم شريف: كم يبلغ حجم الأرباح المتوقعة لـ”العبيكان” للحلول الرقمية خلال الثلاث سنوات المقبلة؟
هشام دنانة: أتوقع أن تحقق الشركة خلال الفترة المقبلة حجم أعمال يقدر بنحو5ملايين دولار، علما بأن جزءا منها سيكون من خلال تصدير حلولها للخارج.
ومن المتوقع أن يتراوح حجم ايرادات “العبيكان” للحلول الرقمية من10إلي15مليون دولار خلال الثلاث سنوات المقبلة.
● حازم شريف: ما هى أوجه استفادة العملاء من تطبيق حلول العبيكان؟ وماذا عن أبرز التجارب التى نفذتها الشركة؟
هشام دنانة: يواجه العملاء فى الوقت الراهن مشكلة فى سعر صرف الدولار ومدى إتاحته، من ناحية أخرى تصل نسبة المواد الخام المهدرة لدى بعض الشركات إلي%25 مما يدفعها نحو تعويض ذلك عن طريق رفع الأسعار.
وهنا يأتى دور مجموعة العبيكان من خلال توفير منظومة تقنية تسهم فى توفير %30 من احتياجات الشركات وتقلل نسبة المواد المهدرة، كما تقدم الشركة حلول لعملائها بنظام الاشتراك الشهرى أو السنوى مما يجعلها أكثر جاذبية، ويسهم فى تحسين كفاءة تشغيل الماكينات كونها تمثل احد الركائز الاساسية للمصانع والتى يستوجب استغلالها بشكل أمثل مما يقلل من اعتبارها عبئا ماليا على عاتق الشركات.
وأود الإشارة هنا إلى تجربة اليابان والتى ساهمت فى الترويج لهذه النوعية من الحلول التقنية المتقدمة من خلال تطبيقToyota management systemعبر استغلال الأدوات التكنولوجية لرفع كفاءة عملية اتخاذ القرار داخلها.
فى السياق ذاته، يعيش العالم حاليا ما يعرف بـ”عصر البيانات” والتى تعتبر “نفط العصر الحديث” كما يصفها البعض، ففى حال توافر بيانات جيدة مع أدوات تحليلية ذات كفاءة سيسهم ذلك فى تحقيق نتائج إيجابية وصحيحة وزيادة فعالية اتخاذ القرار.
● حازم شريف: هل واجهت “العبيكان” فى وقت سابق صعوبة فى تجميع وتحليل بيانات الشركات؟
هشام دنانة: واجهت المجموعة أحيانا مشكلة فى صعوبة تجميع بيانات العملاء، خاصة أن طبيعة نماذج إجراء تحليل الداتا قد تستغرق شهورا للحصول على نتائج مدققة، لاسيما أن فريق عملها ينقسم إلى شقين أحدهما يمل فى المصانع والآخر يتعلق بالبرمجة، ولدينا فريق عمل لديه سابقة أعمال جيدة فى مصانع عالمية.
● حازم شريف: ما هى كواليس الشراكة بين المجموعة ودار نهضة مصر؟
هشام دنانة: تمتلك المجموعة رؤية مستقبلية بشأن كيفية إدارة المحتوى التعليمى وتوظيفه بالشكل الملائم.
وتلعب “العبيكان” دورا كبيرا فى رقمنة المحتوى التعليمى باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى وتطوير المناهج الدراسية للطلاب مما يسهم فى زيادة القدرة على التعلم.
كما تعمل أيضا على تطوير المحتوى من خلال طرح مجموعة متنوعة من الأساليب التعليمية التى تلائم احتياج الطلاب مما يسهم فى رفع فعالية المنظومة التعليمية، بالإضافة إلى إتاحة جميع الحلول الرقمية داخل الفصول الدراسية، إلى جانب قياس طرق عرض المعلومة ومدى فاعليتها مع الطلاب والتأكد من مدى وصولها للطلاب بالشكل الأمثل.
● حازم شريف: ما هو عدد الأسواق التى تستهدف “العبيكان” التوسع بها خلال الثلاث سنوات المقبلة؟
هشام دنانة: لدينا تركيز كبير على المنطقة العربية خلال الفترة المقبلة، وبدأنا فى افتتاح مقرات لها ببعض دول أوروبا وعلى رأسها فرع فى دولة سويسرا وهو مملوك لشركة العبيكان للاستثمار.
وتدرس “العبيكان” حاليا فرص اقتحام السوق الألمانية وتقديم حلول رقمية لها.
● حازم شريف: كم تبلغ نسب هوامش الربحية التى يمكن تحقيقها فى قطاعى الحلول الرقمية والاستشارات؟
هشام دنانة: يتراوح معدل هامش الربحية فى قطاعى الحلول الرقمية والاستشارات من 15 إلى 20%، إلا أن هذه النسب تخضع لمجموعة من العوامل على رأسها العائد التراكمى.
● حازم شريف: ما هو معدل العائد الداخلى من تلك القطاعات؟
هشام دنانة: يصل معدل العائد الداخلى فى هذه القطاعات إلى نحو %40 أحيانا.
● حازم شريف: أيهما أكثر ربحية قطاع الاستشارات أم الحلول الرقمية؟
هشام دنانة: لقد كان قطاع الاستشارات صاحب النصيب الأكبر من الربحية ولكن فى اعتقادى الشخصى سيستحوذ قطاع الحلول الرقمية مستقبلا على النصيب الأكبر من كعكعة الأرباح، خاصة أنها تتميز بالمزج بين القطاعين.
● حازم شريف: هل تخطط “العبيكان مصر” لتوقيع اتفاقيات جديدة خلال الفترة المقبلة؟
هشام دنانة: نعمل بشكل دائم على الدخول فى مفاوضات مع كيانات وشركات من المرجح ترجمة بعضها لاتفاقات على أرض الواقع مع بداية2024.
● حازم شريف: ما هى أكثر عملية نفذتها العبيكان للحلول الرقمية وساهمت فى تحقيق قيمة مضافة لها؟
هشام دنانة: قدمنا العديد من قصص النجاح للشركات فى مجال الحلول الرقمية بالسعودية، ونمتلك كيانا منفصلا متخصصا فى حلول إدارة منظومة اللوجيستيات وسلاسل الإمداد تحت اسم “مدار” وأكبر عميل لديه هى “أرامكو للبترول”.
وتوجد نماذج أخرى يمكن الإشارة إليها، منها تطبيق “العبيكان” حلولها لزيادة الكفاءة والعمر الافتراضى لمحطات المياه التابعة لشركة “سور” الفرنسية بالمملكة، وتبحث المجموعة فرص توريد حلولها للسوق الفرنسية ذاتها.
● حازم شريف: ما هو نموذج العمل الذى تطبيقه العبيكان للحلول الرقمية؟ وكيف يتم استقطاب العملاء الجدد؟
هشام دنانة: نعمل على تنمية قاعدة عملائنا وتقديم خدمات الشركة عبر مجموعة من العلاقات التشبيكية وسابقة الأعمال الناجحة التى قدمتها الشركة قبل ذلك، كما أننا نعمل على تقديم دورات توعية للقطاعات التى نعمل بها.
● حازم شريف: هل يوجد أى مقترحات لطرح “العبيكان للحلول الرقمية” فى البورصة المصرية؟ وهل المجموعة الأم مدرجة فى سوق المال السعودية؟
هشام دنانة: من المرجح أن يتم قيد من أسهم “العبيكان للحلول الرقمية” فى البورصة المصرية خلال ثلاث سنوات من الآن، بشرط استقرار الأوضاع الاقتصادية، خاصة أن هذه الخطوة ستحقق لها عوائد جيدة، فضلا عن إتاحة الفرصة لتوسيع قاعدة تواجدها على المستويين المحلى والإقليمى.
● حازم شريف: هل تعتزم المجموعة تنفيذ صفقات استحواذات على كيانات مصرية؟
هشام دنانة: لا يوجد أى مانع حال وجود فرصة للاستحواذ على كيان يساعد فى النمو، وقامت المجموعة مؤخرا بتوقيع اتفاقية شراكة مع غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالاتحاد العام للصناعات لتوفير حلول للشركات الأعضاء.
بيع%70 من «هانس أون مانجينج أوف كونسلتنج» إلى كيان عالمى للاستشارات
تولت مسئولية تطوير مستشفى سرطان الأطفال «57357»
توقيع بروتوكول تعاون مع مركز «تحديث الصناعة» وتواصلنا مع 10 كيانات صغيرة ومتوسطة
شراكة مع أكاديمية النقل البحرى لدعم رواد الأعمال.. وتوريد حلول تعليمية لـ«نهضة مصر»
من 10 إلي 15مليون دولار أرباحاً متوقعة فى2026
تطوير منظومة تقنية توفر%30 من احتياجات الشركات وتقليل نسبة الهادر
افتتاح مكتب فى سويسرا.. ودراسة التوسع بألمانيا
إطلاق كيان لإدارة اللوجيستيات وسلاسل الإمداد.. و«أرامكو» للبترول أبرز عملائه
نبحث طرح جزء من الأسهم فى البورصة المصرية بشرط استقرار الأوضاع
