قال كامل العوضي، نائب الرئيس الإقليمى للاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا)، بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إن بلدان العالم شهدت تفاوتًا فى نسب التعافى من جائحة كورونا، لافتًا إلى أنه على المستوى الإقليمى تشير التقديرات إلى إمكانية أن تحقق شركات الطيران بمنطقة الشرق الأوسط أرباحًا صافية وتتكبد نظيرتها الأفريقية خسائر خلال العامين الحالى والمقبل.
جاء ذلك خلال اليوم الثانى من فعاليات الملتقى الإعلامى العالمى للاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا)، والذى انعقد فى مدينة جينيف بسويسرا خلال الفترة من 6 إلى 8 ديسمبر الحالى.
الشرق الأوسط
وتوقع أن يشهد القطاع بالشرق الأوسط أداءً ماليًا قويًا فى عامى 2023 و2024، وذلك بالمقارنة مع 2019 (قبل تفشى جائحة كورونا)، مشيرًا إلى أن الشركات العاملة فى هذه المنطقة تعيد بناء شبكتها الدولية حاليًا .
ورجح وصول صافى أرباح القطاع فى المنطقة إلى 3.1 مليار دولار العام المقبل بهامش صافى ربح %4.8 عن العام الحالى، والمقدر بنحو 2.6 مليار، بجانب نمو معدلات سعة الطائرات وهى (المقاعد المتاحة لكل كيلومتر) بشكل أسرع من معدلات الطلب فى 2024 بنسبة %10.7 مقارنة مع 2023، وبنسبة %9.9 عن 2019.
كما توقع أن تزداد إيرادات الركاب لكل كيلومتر فى بلدان المنطقة العام المقبل بنسبة %6.3 بالمقارنة مع العام الجاري، وبنسبة %9.9 مقارنة مع 2019. ونوه بأن معدلات الحمولة للركاب حاليًا تجاوزت حجمها فى 2019 بالشرق الأوسط، كما تعافى معدل نمو الصناعة تقريبا إلى مستوى ما قبل كوفيد 19.
أفريقيا
ورجح أن تتعرض شركات الطيران الأفريقية لخسائر فى عامى 2023 و2024، مضيفًا أنه لا تزال سوق القارة السمراء تعانى من ظروف عصيبة تعيق تشغيل الشركات، متابعا أن التحديات الاقتصادية والبنية التحتية والاتصالات فيها تؤثر على أداء القطاع ككل.
وأشار إلى تسجيل معدل طلب قوى على السفر الجوى فى بلدان القارة رغم ظهور تلك التحديات، وهو الأمر الذى ساعد القطاع على تخفيف خسائره، متوقعًا تكبد شركات الطيران الإفريقية خسائر بنحو 400 مليون دولار العام المقبل، مقارنة بـ500 مليون دولار مقدرة العام الجاري.
ولفت إلى أنه من المرجح أن تزداد معدلات الطلب فى السوق الأفريقية لعام 2024 (إيرادات الركاب لكل كيلومتر بنسبة %7.3 مقارنة مع العام الحالى، وبنسبة %3 مع عام 2019.
فى حين سترتفع معدلات السعة لعام 2024 (المقاعد المتاحة لكل كيلومتر) بنسبة %9.4 بالمقارنة مع العام الجاري، وبنسبة %3 بالمقارنة مع عام 2019.
ورجح تعافى حركة الركاب العالمية العام المقبل، لتصل إلى نسبة %114 فى الشرق الأوسط وإلى %105 فى منطقة أفريقيا، مؤكدًا أن التعافى المالى للصناعة تجاوز التوقعات، لكن صافى الربح لكل راكب يظل متواضعًا عند 5.45 دولار فقط فى 2024.
أحداث غزة
وقال “العوضي” إن مصر لعبت دوراً هامًا وبذلت جهودًا كبيرًا فى تنظيم مجال الحركة الجوية خلال الحرب فى غزة، وذلك بالتعاون مع الدول الأخري، مؤكدًا أنها تقوم بدور إستراتيجى لخدمة الصناعة.
وتخطت الحرب بين حماس وإسرائيل فى غزة يومها الـ66 على التوالي، مع استمرار التحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية فى القطاع.
جواز السفر الإلكتروني
وأضاف العوضى أنه من المقرر عقد لقاء خلال الأسبوع الحالى مع قيادات وزارة الطيران المدنى المصرى للتباحث حول عدة موضوعات، على رأسها ملف جواز السفر الإلكترونى.
وشدد على أهمية جوازات السفر الإلكترونية، لافتا إلى أن “إياتا” يضع التوسع فى تطبيق جواز السفر الإلكترونى على رأس أولوياتها فى 2024.
وأشار إلى أن الاتحاد يعمل على تحفيز الدول والحكومات على بدء تجربة تطبيق جواز السفر الإلكترونى على بعض الرحلات، نظرًا لمساهمته فى توفير الوقت والمجهود للمسافرين فى المطارات، لافتًا إلى أن حقوق المسافرين تعتبر من الملفات التى تستحوذ على اهتمام كبير من “إياتا”.
تحديات
ونوه “العوضي” بأن حجم التضخم المرتفع، لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا للعديد من البلدان فى منطقة الشرق الأوسط، لاسيما مع وصول المعدلات إلى ذروتها، مضيًفا أن أسعار الوقود ارتفعت عالميًا بسبب الأحداث الأخيرة فى منطقة الشرق الأوسط، وما سبقها من أحداث أخرى حول العالم.
ويستحوذ الوقود حاليا على ما يقرب من ثلث النفقات التشغيلية لشركات الطيران، وفقًا للإحصائيات الصادرة عن الاتحاد الدولى للنقل الجوي.
ولفت “العوضي” إلى أن شركات الطيران فى المنطقة تبذل جهودًا كبيرة للوصول إلى «صفر» انبعاثات كربونية بحلول العام 2050، مؤكدًا أن الاتحاد يستهدف تقليل الانبعاثات الكربونية الصادرة عن القطاع عبر الاعتماد على وقود الطيران المستدام، وتكنولوجيا الطائرات الجديدة، والبنية التحتية الأكثر كفاءة، ومصادر الطاقة الجديدة الخالية من الانبعاثات مثل الطاقة الهيدروجينية.
ويتوقع “إياتا”، أن يزداد إنتاج وقود الطيران المستدام، خلال عام 2024، بمقدار 3 أضعاف ليصل إلى 1.875 مليار لتر (1.5 طن متري)، بما يمثل 0.53% من احتياجات قطاع الطيران للوقود، و6% من سعة الوقود المتجدد.
ونوه بأن قطاع الطيران يحتاج ما يترواح من 25 إلى 30% من الطاقة الإنتاجية للوقود المتجدد للطيران المستدام، لافتًا إلى أنه من خلال هذه المعطيات، مرجح أن يحقق القطاع الحياد المناخى الكامل بحلول عام 2050.
وأشار إلى دور السياسات الحكومية لإحداث الفرق المنشود، وذلك من خلال تركيز الحكومات على وضع سياسات تشجع على زيادة إنتاج وقود الطيران المستدام، وتنويع استخدام المواد الأولية بما فيها المتاحة محليًّا.
ولفت “العوضي” إلى أن %31 من الأموال المجمدة لشركات الطيران موجودة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بقيمة 805 ملايين دولار.
وحول ارتفاع أسعار تذاكر الطيران عالميًا، قال “العوضي” إن هذه الخطوة تعتبر أمرا طبيعيا، خاصة أن التكاليف التشغيلية تشهد زيادة مستمرة على المستوى العالمى فى ظل ارتفاع أسعار جميع الخدمات المرتبطة بالطيران.
وأشار “العوضي” إلى أن الربح الذى تحققه شركات الطيران من ارتفاع أسعار التذاكر بشكل خاص يعد قليلًا بالنظر إلى حجم التكلفة.
العوضي: مصر لعبت دورًا هامًا فى تنظيم الحركة الجوية خلال الحرب فى غزة
الوصول إلى «صفر» انبعاثات كربونية وجواز السفر الإلكترونى على رأس الأولويات
ارتفاع أسعار الوقود والتضخم من أبرز التحديات
زيادة التذاكر تعود لصعود التكاليف التشغيلية
التحديات الاقتصادية والاتصالات تعوق أداء الصناعة فى القارة السمراء