لجأ عدد من مخازن توزيع الأدوية على الصيدليات إلى بيع عدد من الأصناف والمستحضرات بأسعار تتجاوز %150 من قيمتها فيما يعرف باسم «الأوفر برايس» لاسيما فى ظل تراجع الكميات الموردة من الشركات إليها.
و«الأوفر برايس» هو مبلغ يتم إضافته على سعر السلعة يقرره الموزعون لتوفير الكميات المطلوبة دون انتظار الشركات المنتجة للحصول عليها بالسعر الرسمي.
مالك صيدليتين بالشرقية: عقاقير الأمراض المزمنة وألبان الأطفال تشهد نقصاً حاداً
وتواصلت «المال» مع عدد من الصيادلة فى أكثر من محافظة، وأكدوا أن ظاهرة «الأوفر برايس» فى قطاع الدواء بدأت فى الظهور منذ ديسمبر الماضى إلا أن الأزمة اشتدت فى الأسابيع الأخيرة مع وجود نقص حاد فى أغلب العقاقير.
وقال الدكتور على القادري، مالك صيدليتين فى محافظة الشرقية، إن سوق الدواء تشهد خلال الفترة الأخيرة نقصاً حاداً فى العديد من الأصناف الدوائية وبالأخص علاج الأمراض المزمنة الأمر الذى أدى لانتشار ظاهرة «الأوفر برايس» بشكل كبير.
وأكد القادرى لـ«المال» أن عددًا من الأصناف الدوائية تباع بأسعار تتجاوز %150 من قيمتها مشيرًا إلى أن الأدوية المستوردة لا يوجد لها تسعير محدد، وهو ما يسمح للمخازن بالبيع بالأسعار التى تحددها.
وأشار إلى أن أحد العقاقير التى يتم طرحها لنزلات البرد، وهو «نوفا سي» مسعر بـ13.5 جنيه، وبعد الزيادات التى تفرضها المخازن مؤخرًا يحصل عليه الصيدلى بـ 40.
ولفت إلى أن أمبولات «أفيل» التى تستخدم للعديد من حالات العناية المركزة تباع بأعلى من قيمتها بأكثر من %200 بالإضافة إلى العديد من العلاجات الخاصة بأصحاب الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط، والغدة، وحتى ألبان الأطفال وجميعها تشهد نقصا حادا.
وأضاف أن الكثير من الأطباء ونتيجة معرفتهم بالأزمة الحالية يكتبون أكثر من بديل لكل صنف دوائي، فى ظل امتناع العديد من الصيدليات عن الحصول على الأصناف بالأسعار المطروحة للبيع من قبل المخازن.
وتابع إن الصيدليات التى تقبل بهذه الأسعار لا تبيع سوى للعملاء المترددين عليها.
جدير بالذكر أن ظاهرة «الأوفر برايس» ظهرت لأول مرة خلال عام 2021 ولكن فى قطاع السيارات، وتسببت فى مضاعفة أسعارها، بعد عجز الموزعين عن تلبية الطلب المحلي.
ولجأت الشركات العاملة فى صناعة الدواء، خاصة التى تمتلك مخزونا من الخامات، إلى مضاعفة الأسعار وتطبيق ظاهرة الـ«أوفر برايس» على الأدوية المستوردة أو التى تدخل فى صناعتها خامات مستوردة.
