سجلت سوق السيارات بإيران فى سبتمبر 2023 انكماشًا فى المبيعات للشهر الثانى على التوالي، مع بيع نحو 77 ألف وحدة بنسبة هبوط بلغت %17.7 مقارنة بنفس الشهر من 2022.
ورغم ذلك بلغت الأرقام منذ بداية العام حتى نهاية سبتمبر الماضى 809 آلاف و195 سيارة بزيادة بنسبة %0.2 عن العام السابق وفق تقديرات مؤسسة فوكس 2 موف المتخصصة فى أبحاث سوق السيارات.
وتهيمن 3 علامات تجارية رئيسية على السوق الإيرانية ففى المرتبة الأولى حلت سايبا التى باعت نحو 326 ألف مركبة خلال الشهور التسعة الأولى من السنة الحالية بانخفاض نسبته %5.3 مستحوذة على حصة سوقية %40.3.
فى المرتبة الثانية حلت بيجو مع بيع 248 ألف وحدة تقريبًا بنسبة هبوط تبلغ %6.5 مقارنة بالشهور التسعة الأولى من 2022 مستحوذة على حصة سوقية %30.7 من جملة المبيعات خلال أول 9 أشهر من السنة.
وحلت شركة خودرو الإيرانية فى المرتبة الثالثة بحصة سوقية تبلغ %21.9 بعد بيع 177 ألف مركبة بنمو قدره %18.9.
ويكشف هذا الترتيب عن تغيرات بقائمة أكثر الماركات مبيعًا مع إطاحة سايبا ببيجو من الصدارة فبنهاية العام الماضى كانت بيجو فى المرتبة الأولى بقائمة العلامات التجارية الأكثر مبيعًا فى إيران بتسجيلها نحو 305 آلاف مركبة خلال العام الماضى بنمو نسبته %5.8 عن 2021 وبحصة سوقية %36.8 تلتها سايبا مع بيع 363 ألف وحدة وحصة %34.8 فيما كانت خودرو بالمرتبة الثالثة بحصة سوقية تبلغ %18.1 بعد بيع ما يقرب من 190 ألف مركبة بنسبة نمو %70.3.
بالنظر لقائمة أكثر الطرازات مبيعًا للسيارات فى إيران بنهاية سبتمبر الماضى فإن سايبا برايد 100-Series حلت فى المرتبة الأولى رغم انخفاض مبيعاتها بنسبة %1.3 وتبعتها فى المركز الثانى شقيقتها سايبا كويك التى انكمشت أرقامها بنسبة %9.6.
يذكر أنه بنهاية 2022 كانت السيارة سايبا برايد 100-Series هى الأكثر مبيعًا إذ ارتفعت بنسبة %18.8 مقارنة بعام 2021، وتبعتها فى المرتبة الثانية سايبا تيبا 200 Series التى قفزت أرقامها بنحو %9.4.
وفى 2022 قفزت مبيعات سوق السيارات الإيرانية فوق مستوى مليون وحدة خلال 2022 لأول مرة منذ 4 سنوات، إذ وصلت الأرقام إلى نحو مليون و52 الف وحدة، بزيادة قدرها %15.2 عن عام 2021 بالتزامن مع تخفيف العقوبات الأمريكية على طهران.
ولم تكسر مبيعات السيارات الإيرانية المستوردة والمحلية حاجز المليون مركبة منذ عام 2018 حين سجلت ما يقارب مليونًا و194 ألف وحدة بانخفاض قدره %23.1 عن 2017 حينما انكمشت الأرقام بسبب عودة العقوبات على إيران من قبل إدارة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب الذى قرر الانسحاب من اتفاق البرنامج النووى الإيرانى.
يذكر أنه بعد التوصل لاتفاق جنيف نوفمبر 2013 الذى سمح بتخفيف العقوبات والاتفاق النووى 2015 ازدهرت سوق السيارات حتى وصلت لأكثر من 1.5 مليون عام 2017، وعندما قرر الرئيس ترامب تجاهل الاتفاقية من جانب واحد والعودة للعقوبات تضرر الاقتصاد المحلى وبالتالى سوق السيارات.
استمر التدهور فى مبيعات السيارات بإيران فى عام 2019 مع هبوط السوق إلى نحو 794 ألف وحدة بانخفاض يقارب %33.
لم يؤثر الوباء على مبيعات السيارات فى إيران فقد ارتفعت بنسبة %14.1 فى 2020 إلى 906 آلاف مركبة، وفى 2021، ظلت عمليات تسجيل السيارات الجديدة ثابتة نسبيًا حتى ارتفعت المبيعات فى 2022 فوق مستوى المليون سيارة.
ويتوقع أن تكون السيارات الإيرانية واحدة من أفضل 15 صناعة فى العالم بالنظر إلى الإنتاج المحلى الضخم لكنها تواجه تأثير العلاقات المتوترة مع القوى الدولية بما تستدعيه من عقوبات تعطلها.
ويقدر الإنتاج اليومى لشركة سايبا الايرانية التى تتصدر السوق بنحو 2000 سيارة فى المتوسط ويتجاوز الإنتاج الأسبوعى 11 الف و الشهرى 47 ألف.
وفى أغسطس 2023 أعلن ممثلو شركة سايبا الإيرانية أن شركتهم تخطط لإنتاج بعض نماذج سياراتها فى روسيا وتحديدًا طرازات شاهين وP90.
تزود الفئة الأولى بمحركات M15TC توربينية سعتها اللترية 1500 سى سى بقوة 112 حصانا.
وتعد سيارات P90 نسخة محدثة من الجيل الأول من رينو لوجان مع محركات ME16 ذات سعة لترية 1600 سى سى وبقوة 115 حصانا.
ويتوقع أن يتم الإنتاج فى مصانع رينو – نيسان التى توقفت عن العمل فى روسيا مع استفادة الشركة الإيرانية من خبراتها فى مجال تصنيع السيارات الفرنسية.
تأتى خطوة الشركة الإيرانية فى وقت تتطلع فيه كبرى شركات صناعة السيارات فى الشرق الأوسط إلى السوق الروسية بعد خروج العلامات التجارية الغربية، فيما يقدر حجم مبيعات قطاع السيارات فى روسيا بأكثر من 20 مليار دولار والذى يشجع الشركات للمنافسة على حصة جيدة فى السوق بعد مغادرة الشركاء الرئيسيين بسبب العقوبات.
وبنهاية 2022 استقبلت الموانئ الإيرانية أول شحنة من السيارات الأجنبية وضمت 22 مركبة بعد حظر دام 5 أعوام على استيراد تلك المركبات ،على أن تشمل الحمولات المقبلة طرازات محددة من السيارات اليابانية والصينية.
وتعود قصة وقف استيراد المركبات فى إيران إلى وقت انسحاب الإدارة الأميركية السابقة من الاتفاق النووى عام 2018 وعودة العقوبات الغربية على إيران التى أدت لمغادرة العديد من شركات السيارات الأوروبية منها بيجو وسيتروين ورينو وفولفو ومرسيدس وبريليانس وشنجان وهيونداى وكيا مما أدى إلى حظر طهران استيراد السيارات الأجنبية فى مايو 2018 للحد من استنزاف العملة الصعبة.
وأدى الحظر الذى كان مفروضًا على واردات السيارات ومغادرة الشركات الأجنبية إلى إقبال المواطنين الإيرانيين على اقتناء السيارات المحلية، مما تسبب فى نقص العرض والذى دفع الحكومة الإيرانية فى مايو 2022 إلى إلغاء حظر الاستيراد.
وفى نفس الوقت سعت شركة سايبا الإيرانية للنشاط فى مجال التصدير من خلال التعاقد مع شركة «بست موتورز» لتسليم 45 ألف سيارة على مدى ثلاث سنوات بموجب عقد تصدير قيمته 450 مليون دولار، فيما تخطط لبيع ما لا يقل عن 10 آلاف فى غضون عام من التعاون مع الجانب الإيرانى وفتح ما يصل إلى 120 مركزا فى مناطق مختلفة من روسيا، مع تقدير أسعار المركبات الإيرانية بين مليون روبل (13 ألف دولار)، و1.7 مليون روبل (22 ألف دولار) ويعتمد ذلك على المواصفات.
