رئيس جهاز تنمية الثروة السمكية: مشروعات المزارع والمفرخات تتصدر أولوياتنا.. وضوابط جديدة للأقفاص

أكد الدكتور صلاح مصليحى، رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، أن هناك توجيهات رئاسية بتطوير قدرات وآليات الصيد بالبحيرات، لتعزيز فرص العمل، ومساعدة الصيادين من أبناء قرى المحافظات

Ad

أكد الدكتور صلاح مصليحى، رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، أن هناك توجيهات رئاسية بتطوير قدرات وآليات الصيد بالبحيرات، لتعزيز فرص العمل، ومساعدة الصيادين من أبناء قرى المحافظات المطلة على تلك البحيرات، للاستفادة من الحد الأقصى من إنتاج الأسماك، لما لذلك من مردود اقتصادى وتجارى وغذائي، لاسيما وأن البحيرات تمثل بيئة طبيعية لإنتاج الأسماك فى مصر.

وكشف مصليحى فى حوار مع «المال» أن هناك توجيهات رئاسية باستكمال الدورة التنموية الخاصة بتطوير بالبحيرات فى مصر عبر استراتيجية متكاملة.

ويبلغ إجمالى الانتاج السمكى فى مصر حاليا2 مليون طن، وبلغ كمية الإنتاج من الاستزراع السمكى حوالى 1.6 مليون طن، ومن «المصايد» حوالى 426 ألف طن، وبلغت كمية صادرات مصر من الأسماك حوالى 29 ألف طن، بينما سجلت كمية الأسماك المستوردة حوالى 373 ألف طن عام 2021.

وقال المصيلحى إن أولويات الجهاز حاليا تتركز على طرحالمشروعات للمستثمرين، يتصدرها الأقفاص السمكية البحرية، والمزارع، والمفرخات السمكية.

وتوقع أن تلعب المشاريع القومية الجديدة دورًا كبيرًا فى تطور الإنتاج مستقبلًا فى ظل تنفيذها بتكنولوجيات تطوير وتأهيل محدثة، كما سينتج عنها عوائد اقتصادية واجتماعية.

خطة لإعادة التوازن الإيكولوجى لنهر النيل والتطور مستمر فى المنزلة والبردويل وناصر

وأوضح مصليحى أنه طبقًا لتوجيهات القيادة السياسية فقدشهدت البحيراتتغييرًا كليًّا ونقلة نوعية بعد إزالة التعديات والمزارع غير المرخصة عليها، وتطهيرها وإزالة الرواسب والحشائش منها باستخدام أحدث الكراكات العملاقة، ووقف تدفق مياه الصرف من خلال تنفيذ محطات المعالجة الثلاثية.

وأوضح مصليحى أن البحيرات المصرية تضم البرلس والمنزلة ومريوط وإدكو والبردويل، وتطل جميعها على البحر المتوسط، فضلًا عن بحيرات المرة والتمساح، وقارون، منخفضات الريان 1و3، وبحيرة ناصر.

وعلى صعيد بحيرة المنزلة فقد تم إنشاء طريق دائرى حول البحيرة لحمايتها، وضمان سلاسة النفاذ إليها، وتسهيل حركة النقل والتجارة والأفراد.

وتلك الجهود أعادت البحيرة لحالتها الطبيعية المتوازنة، ووصلت مساحتها الكلية بعد إزالة التعديات 250 ألف فدان تحوى مياه نقية، ساعدت على تطور حجم الإنتاج السنوى من الأسماك كمًّا ونوعًا.

وفيما يتعلق ببحيرة البردويل فقد تم رفع كفاءتها وتطوير 4 مراسى صيد، بالإضافة لإزالة العوائق الموجودة بها البالغة 2500 طن، كما تم تطهير البواغيز فى المرحلة الأولى والانتهاء من الدراسات الخاصة بإنشاء قرى للصيادين، كذلك الالتزام بتنفيذ الراحة البيولوجية للبحيرة وفقا لجدول زمنى محدد، بتكلفة 120 مليون جنيه.

وأكد مصليحى أنه فيما يتعلق ببحيرة السد العالى (ناصر)، فجارٍ حاليًّا العمل على تطوير ورفع كفاءة مفرخات محافظة أسوان جرف حسین، صحاري، توشكي، لزيادة أعداد الزريعة التى يتم إلقاؤها بالبحيرة من 20 مليون وحدة سنويًا إلى 80 مليون خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وأفاد مصليحى أنه تم وضع استراتيجية متكاملة لحماية عناصر ومكونات التنوع البيولوجى فى النيل لحماية النظم البيئية، وصون عناصر ومكونات التنوع النباتى والحيوانى، وحماية الأصول الوراثية فى كل نوع من أنواع النباتات والحيوانات والأحياء الدقيقة.

تنسيق مع الوزارات والجهات العلمية لمنع تلوث المصايد

وأكد مصليحى أن هناك مساعى من عدة وزارات وجهات علمية بالتنسيق مع جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكيةلمنع مصادر التلوث المحتملة، والتى تؤثر على المصيد السمكى فى النيل، ومن ضمنها الصرف الصناعى والزراعى والصحى، وصرف السفن، والفنادق العائمة.

وعلى صعيد المشروعات الجديدة، أكد أنه صدر قرار من مجلس الوزراء بطرح 21 موقع للأقفاص السمكية البحرية، 9 مواقع على البحر الأحمر، و12 موقع على البحر المتوسط، وإنشاء مفرخات بحرية فى مناطق الإنتاج الرئيسية.

وأضاف أنه هذه المشروعات واعدة ومربحة، وتدر عائدًا كبيرًا على المستثمر مقارنة بالمزارع السمكية الأخرى، خاصة أن مصر تشهد طفرة غير مسبوقة لاستغلال شواطئها وثرواتها الطبيعية عن طريق مشروعات للاستزراع السمكى بالبحار، تنفيذًا لتوجيهات الرئاسة الخاصة بالتوسع فى إقامة المزارع السمكية بنظام الأقفاص على مياه البحار، لتحقيق عائد اقتصادى كبير، والحصول على منتج عالى الجودة، ومطلوب فى الأسواق الخارجية، ولتحقيق الاكتفاء الذاتى منها، وتوفير فرص عمل، وزيادة التصدير.

وأوضح أن جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية وضع ضوابط وشروط لهذه المشروعات، منها ألا يكون لتغذية الأسماك أى تأثير سلبى على مواصفات المياه، وأن يجرى تنفيذ المشروع وفقا للضوابط الخاصة بوزارة البيئة ومعهد علوم البحار، مع الاهتمام بصحة وجودة المنتج من الأسماك، ومراعاة الالتزام بالممارسات المختلفة التى يحددها الجهاز خلال عملية التربية على صعيد طبيعة المياه وترتيبها، إضافة إلى الالتزام بالضوابط المالية، والتجارية، والقانونية، والفنية، والإرشادية.

التغذية تمثل أكثر من 70% من التكاليف التشغيلية

وأكد أن تكاليف التغذية تمثل أكثر من 70 %من التكاليف التشغيلية لمزارع الأسماك، وتتسم أسعار الأعلاف المستخدمة فى تغذية الأسماك بارتفاعها الشديد، وذلك لارتفاع محتواها من البروتينات والدهون، كما أن التقنيات المستخدمة فى تصنيع هذه الأعلاف (Extrusion technology) تعتبر من أصعب التقنيات المستخدمة فى إنتاج أنواع الأعلاف الأخرى (Steam pelleting)، مما يؤدى لارتفاع التكلفة الاستثمارية اللازمة لإنشاء مصانع تلك النوعية من الأعلاف.

وأضاف أن أبرز الحلول المقترحة لخفض أسعار الأعلاف السمكية اللجوء إلى الأعلاف البديلة مثل الأزولا وهو من أشباه الجذور، ويعمل على تثبيت الآزوت الجوي، ويحوى نسبة عالية من البروتين تتراوح بين 30 و40% من وزنه الجاف.

وكشف أنه من البدائل أيضًا التوسع فى زراعة الذرة وفول الصويا لتغطية الاستهلاك المحلى من الأعلاف، وإنتاج بدائل لتركيبات الأعلاف من مكونات محلية تحقق نفس معاملات التحويل الغذائى للأعلاف المنتجة باستخدام مكونات مستوردة.

وأوضح أنه من البدائل كذلك معالجة الخامات المحلية منخفضة القيمة الغذائية من خلال المعاملة البيولوجية والميكانيكية، واستخدام الخلطات الغذائية التى تحتوى على بعض الإضافات الغذائية، والتى يمكن أن ترفع القيمة الغذائية لهذه الأعلاف .

وأفاد أنه من الحلول أيضًا إنشاء مصانع لإنتاج مسحوق السمك بمصر، والرقابة على سوق الأعلاف وكافة مستلزمات الإنتاج والتسويق، فضلًا عن التوسع فى إنتاج الطحالب.

وكشف أن الجهاز يسعى لزيادة عدد الزريعة المنتجة فى مصر سنويا، إذ تلعب المفرخات دور اللبنة الأولى فى تنمية الاستزراع السمكي.

وبلغ إنتاج المفرخات السمكية فى مصر 673.888 مليون وحدة زريعة من أسماك البلطى، وأسماك المبروك بأنواعه مثل الفضى، العادى، ومبروك الحشائش وأسماك الدنيس، وأسماك القاروص، وأسماك البلطى الأحمر، والجمبرى، وذلك فى عام 2020.

وأضافأن جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية يمتلك العديد من المفرخات السمكية، ومنها مفرخات الأسماك العذبة، وتنتج زريعة أسماك البلطى والمبروك بأنواعه بكمية قدرها 55.9 مليون وحدة زريعة، ومفرخ صفط خالد ومحطة تحضين أبو الشقاف بمحافظة البحيرة، ويتم تفريخ أسماك المبروك بأنواعه العادى والفضى والمبروك وأسماك البلطى.

وكشف أن الجهاز يمتلك أيضا مفرخ فوه ومحطة تحضين الخاشعة بمحافظة كفر الشيخ، ويتم خلالها تفريخ أسماك المبروك بأنواعه وأسماك البلطى، ومفرخ العباسة ومفرخ صان الحجر وبركة أكياد فى الشرقية، ويتم فيها تفريخ أسماك المبروك بأنواعه والبلطى.

وأضاف أن الجهاز يمتلك مفرخ المنزلة فى محافظة الدقهلية، ويتم خلالها تفريخ أسماك البلطى والمبروك العادى.

وفيما يتعلق بمفرخات الصعيد، فتشمل وفقا للمصيلحى مفرخ بنى سويف، ومفرخ المنيا ومفرخ أسيوط ومفرخ سوهاج ومفرخ نجع حمادى ومفرخ جرف حسين وصحارى بأسوان، ويتم خلالها تفريخ أسماك البلطى وأسماك المبروك الفضى ومبروك الحشائش.

وكشف أنالمفرخات السمكية الحكومية تسجل طاقة إنتاجية 533 مليون وحدة زريعة من أسماك الدنيس والقاروص والبلطى الأحمر والجمبرى، وتتكون من مفرخ الكيلو 21 بالإسكندرية، وينتج زريعة الدنيس والقاروص والبلطى الأحمر،ومفرخ غليون بمحافظة كفر الشيخ، وأنتج زريعة الدنيس والقاروص والجمبرى.

وأضاف أن مفرخ الكيلو 21 بالإسكندرية يهدف لتقديم الخدمات الإرشادية للمزارعين، ويوجد به مركز تدريب إقليمى لإعداد الكوادر الفنية بقطاع الاستزراع السمكي، وتحسين القدرة الإدارية للعاملين بالجهاز والمزارعين وثقل خبراتهم، بما يضمن تحسين جودة الأسماك المنتجة وتطبيق نظم الأمان الحيوي، فضلًا عن رسم خارطة طريق محددة بها مواقع للأقفاص السمكية البحرية للاستثمار فيها.

وكشف أنالجهاز يسعى جاهدًا لزيادة عدد المفرخات السمكية، وخاصة البحرية لزيادة الإنتاج من زريعة الأسماك التى تمثل بذور الإنتاج السمكى، وتساعد على تنمية الثروة السمكية فى مصر.

وأوضح أن قضية التصدير من أهم القضايا القومية المطروحة على الساحة لارتباطها الوثيق بتنمية الاقتصاد المصرى، كما إنها تعد القوة المحركة للتنمية الاقتصادية بوجه عام، لأنها تعكس تطور حركة الميزان التجارى.

وأكد أن وجود قطاع تصديرى قوى يعمل على جذب مزيد من التدفقات الاستثمارية التى تترجم مباشرة فى زيادة الصادرات الخدمية والسلعية، وتقوم بدورها فى جذب استثمارات جديدة تساهم فى حل المشاكل القومية، مثل البطالة والركود الاقتصادى.

توطين تصنيع الأسماك وتطوير «الغذائي»

وأضاف أن هناك خطة ضخمة لتوطين تصنيع الأسماك فى مصر، وتطوير التصنيع الغذائي، لتلبية الاحتياجات المحلية، والتوسع فى التصدير.

وأكد أن أغلب الدول حاليا تحرص على تصنيع المنتجات الأولية قبل بيعها محليا أو تصديرها وتهيئة الفرص لتشغيل اليد العاملة الفنية ونصف الفنية وغير الفنية، مما يخلق انتعاشًا فى القطاعات الاقتصادية المختلفة.

وأضاف أن تحقيق الاكتفاء الذاتى من المصنعات السمكية وارد.

وأوضح أنه من المستهدف أيضًا تصدير الأغذية المصنعة للخارج بدلا من الأغذية الخام، مما يزيد قيمة الصادرات عبر رفع قيمة الوحدة المصدرة، وإيجاد سمعه تصنيعية للدولة فى الخارج ترتبط بعدة اعتبارات تسويقية أبرزها صفات السلعة (بما فيها التعليب والتغليف)، مما ينعكس على حجم الطلب، والرغبة فى شرائها فى الدول المستوردة.