من غير المرجح أن تعوض عملات الاقتصادات الناشئة الخسائر الكبيرة التى تكبدتها على مدار العامين الماضيين، حتى فى ظل التراجع الذى يواجهه الدولار حاليا.
وأظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز لآراء خبراء استراتيجيين فى سوق الصرف الأجنبى أن عملات الاقتصادات الناشئة ستأخذ وقتا طويلا العام المقبل كى تتمكن من تحقيق مكاسب ملحوظة مقابل الدولار الأمريكى الذى يشهد تراجعا، رغم تزايد الرؤى بأن دورة أسعار الفائدة قد بلغت ذروتها.
وحسب ما نقلته صحيفة “ ذى إيكونوميك تايمز” الهندية، فإنه بعد تعرض عملات الأسواق الناشئة لضغوط فى أغلب عام 2023، حققت مكاسب متواضعة أمام الدولار، بعد أن أبقى مجلس الاحتياطى الفيدرالى على أسعار الفائدة دون تغيير فى اجتماعه الأخير بينما تشير البيانات إلى أن الاقتصاد الأمريكى قد يتباطأ فى نهاية المطاف.
وبحسب الصحيفة، من المرجح أن يستمر هذا الاتجاه الضعيف للدولار على المدى القريب، إذ يتوقع غالبية المحللين فى استطلاع رويترز أن ينهى الدولار العام منخفضا.
وياتى ذلك بينما تزيد التوقعات بأن تحذو معظم البنوك المركزية فى الأسواق الناشئة حذو المركزى الأمريكى فيما يتعلق بتخفيض أسعار الفائدة العام المقبل.
خسائر لن تعوض
قال ميتول كوتيشا، رئيس استراتيجيات الاقتصاد الكلى للعملات الأجنبية والأسواق الناشئة فى آسيا لدى بنك باركليز: “لقد شهدنا بالفعل بعض المكاسب للعملات الناشئة لكنها لم تتوسع لأنه لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن بنك الاحتياطى الفيدرالى، وفى الوقت نفسه لا يزال أداء الاقتصاد الأمريكى أفضل من معظم الاقتصادات الأخرى”.
وأضاف “لذلك من الصعب أن نرى عملات الأسواق الناشئة تعوض بعض الخسائر الشديدة التى شهدناها فى الأشهر القليلة الماضية، ومع ذلك، فإننا نتوقع بعض المكاسب”.
ويستثنى من ذلك الروبل الروسى الذى خسر %27 هذا العام، والليرة التركية التى هبطت %52.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن تعوض بعض العملات الآسيوية، مثل الروبية الهندية، والباهت التايلاندى، والوون الكورى الجنوبى خسائرها بحلول أواخر عام 2024.
ورغم مكاسب عملات الأسواق الناشئة فى بداية عام 2023، وحالة التفاؤل التى سيطرت على المستثمرين بعد إعادة فتح الصين، بعد إغلاق كوفيد-19، فإن الأداء الاقتصادى فى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم كان مخيبا للآمال.
وبحسب الصحيفة، كان من المتوقع أن يعوض اليوان الصينى الخاضع لرقابة مشددة ما يزيد قليلاً عن نصف خسائره فى عام 2023 إذ انخفض بأكثر من %5 هذا العام.
ومن المتوقع أن يرتفع الراند الجنوب أفريقى بأقل من %1 بينما من المتوقع أن تنخفض الليرة التركية بنحو %16 خلال عام.
وذكرت الصحيفة أن العملات البارزة فى أمريكا اللاتينية، وهى الريال البرازيلى والبيزو المكسيكى، ارتفعت بنحو %8 و%11 على التوالى منذ بداية العام، رغم أن بعض بنوكها المركزية بدأت بالفعل فى خفض أسعار الفائدة.
ومن المتوقع أن يخسر البيزو حوالى %4.5 بينما من المتوقع أن يخسر الريال ما يزيد قليلاً عن %2 خلال 12 شهرًا.
وأشار نيك بينينبروك، الخبير الاقتصادى الدولى فى ويلز فارجو، إلى أن السياسة النقدية التيسيرية لبنك الاحتياطى الفيدرالى يجب أن تخفف بعض الضغط على عملات الأسواق الناشئة فى النصف الثانى من العام المقبل.
