تتبنى شركة فودافون مصر خطة لمواجهة الزيادات المتتالية فى تكاليف التشغيل مقابل ثبات سعر الخدمة، رغم ارتفاع معدلات التضخم والأزمة الاقتصادية العالمية، تتمثل فى تحسين كفاءة العمليات وتنفيذ برامج للاستثمار فى شبكة البنية التحتية والتكنولوجيا الحديثة مما يسهم بدوره فى تقليل تكاليف الصيانة.
قال أيمن عصام، رئيس قطاع العلاقات الخارجية والشؤون القانونية بالشركة، إن إستراتيجية فودافون مصر ترتكز على عدة محاور، منها تطوير وتقوية الشبكة لضمان تقديم خدمة جيدة وموثوقة وسريعة للعملاء، والاستثمار فى تحديث التكنولوجيا وتوسيع نطاق الشبكة لتلبية احتياجات وتطلعات عملائها المستقبلية.
وأوضح عصام لـ”المال” أن فودافون مصر تسعى كذلك إلى المساهمة فى تحقيق رؤية الدولة بشأن الشمول المالى والتحول الرقمى من خلال توفير خدمات مالية مبتكرة ومتكاملة تعزز التواصل وتسهل الحياة اليومية للمستخدمين من جميع الفئات، مبينا أن شركته تلعب دورا محوريا فى دعم المشروعات الوطنية والحكومية لتنفيذ المبادرات التنموية وتطوير البنية التحتية، التى تسهم فى حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع من أجل تحسين جودة حياة المواطنين وضمان استفادة الجميع من التقدم التكنولوجى وتحقيق النمو الاقتصادى المستدام.
وأكد أن الأزمة الاقتصادية العالمية ألقت بظلالها القاتمة على آفاقجميعالاقتصادات، مبينا أن الاقتصاد العالمى يشهد حاليا انتكاسة حادة تزيد من وطأة ارتفاع معدلات التضخم والضغوط السعرية، الأمر الذى يمثل أكبر التحديات التى يواجهها قطاع الاتصالات.
وألمح إلى أن فودافون مصر تعمل جاهدة للتغلب على هذه التحديات من خلال تحقيق التوازن بين عدم فرض أعباء على عملائها وضمان مبدأ المرونة التشغيلية واستدامة الأعمال.
وأشار إلى أن شركته ملتزمة بتوفير الشبكة ليس فى المناطق الحضرية فقط بل الريفية والأماكن الأكثر احتياجا والتى تمثل 40% من قاعدة فودافون – على حد تقديره، إذ تحرص فودافون على إتاحة خدمات الاتصال والتكنولوجيا للجميع ورفع المعايير الاجتماعية وتوفير فرص والتنمية فى جميع أنحاء مصر.
وأكد أن شركته تولى اهتماما كبيرا بضخ استثمارات فى بناء محطات أبراج المحمول وتحديث بنيتها التحتية، فضلا عن توسيع نطاق التغطية للمجتمعات الحضرية الجديدة ويتم تخصيص %35 من الموارد للقاهرة الكبرى و%30 لمنطقة الدلتا و%20 للجنوب و%15 للإسكندرية.
وكشف عن تطوير %40 من أبراج التغطية لتعظيم الاستفادة من حزمة الترددات الأخيرة التى حصلت عليها الشركة من جهاز تنظيم الاتصالات فى النطاق 2600 ميجاهرتز، مشيرا إلى أن شركته تخطط لبناء من 450 إلى 550 برجا جديدا خلال المرحلة المقبلة.
فى سياق متصل، قدر عصام إجمالى عدد عملاء الشبكة فى مصر بنحو 47 مليونا بنسبة زيادة بلغت %17 مقارنة بالعام الماضى، بينما يصل عدد مستخدمى محفظة “ فودافون كاش “ إلى 18 مليونا، منوها بزيادة أرباح خدمات الأخيرة مما يعكس ثقة المشتركين الكبيرة فيها، خاصة أنها تتيح لهم إجراء عمليات مالية سريعة وموثوقة.
وتابع أن شركته أثبتت نجاحها خلال العامين الماضيين فى تقديم تجربة رقمية ترفيهية لعملائها تتضمن مجموعة متنوعة من أعمال الدراما والأغانى والألعاب من خلال تطبيق “أنا فودافون”، إلى جانب عقد اتفاقات تعاون مع منصات شهيرة مثل أنغامى وشاهد وwatch it ومنصة TOD الرياضية.
على صعيد آخر، لفت إلى أن شركته توسعت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة فى تقديم خدمات الاتصالات المتكاملة “Triple Play” إلى المجتمعات السكنية المغلقة (الكومباندات) من خلال توقيع عدة شراكات مع كيانات التطوير العقارى مثل “تطوير مصر” و”درة للاستثمار” و”المنصور” و”معمار الأشراف”، وذلك لتطوير حلول ومنصات رقمية للمدن الذكية تلبى احتياجات السوق ومتطلبات المستهلكين تتضمن باقات مكالمات الهاتف الثابت، وخدمات الإنترنت فائق السرعة، والتلفزيون المدفوع مسبقًا عبر شبكة كابلات الألياف الضوئية.
ورأى أن هذا التوسع يأتى كجزء من التزام الشركة بتقديم حلول اتصالات مبتكرة ومتكاملة للمشروعات الحضرية المستدامة والمدن الذكية فى مصر، فضلا عن دعم رؤية مصر 2030 ومشروع مصر الرقمية مما يسهم فى تحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية المستدامة.
واستطرد قائلا: تتطلع فودافون إلى مواكبة التقدم التكنولوجى والتغيرات التكنولوجية السريعة، معتبرا أن خدمات الحوسبة السحابية تعد واحدة من أكثر المجالات الواعدة للاستثمار فى السوق المصرية خاصة بعد طرح الحكومة ممثلة فى جهاز تنظيم الاتصالات إطار تنظيمى لترخيص هذه التكنولوجيا.
وتابع أن شركته تدرس حاليا ترخيص تقديم خدمات الحوسبة، مناشدا الجهات المسؤولة بضرورة تحديد الموقف الاستثمارى فى هذا القطاع واشتراطات الحصول عليها والإجراءات المنظمة له من أجل زيادة جاذبيته وتعزيز الثقة فى الاقتصاد المصرى.
وذكر أن فودافون مصر تعمل أيضا على مشاركة فوائد الحوسبة من خلال تقديم خدمات وحلول متقدمة منها الاستضافة السحابية، إذ يمكن للشركات استضافة تطبيقاتها وبيئاتها التقنية على السحابة، مما يساعدها على توفير تكاليف البنية التحتية وتحقيق إدارة أكثر فعالية.