أجرت «المال» حوارًا صحفيًا مع الدكتور خوسيه استبيان نائب وزير الزراعة الأمريكي، على هامش زيارته لمصر مؤخرًا، للمشاركة فى منتدى السلطات الرقابية المختصة بسلامة الغذاء فى أفريقيا، والذى حضره ممثلون عن هيئات ومنظمات عالمية كذلك.
القارة السمراء سلة غذاء العالم ولا بد من دعمها ماديًّا وفنيًّا
وأكد خوسيه أهمية القارة الأفريقية كسلة للغذاء العالمي، مشيرًا إلى ضرورة توجه استثمارات أكبر إليها فى مجالات الأغذية خلال الفترة المقبلة.
وكشف أنه ربما يتم ضخ استثمارات أكبر من قبل الولايات المتحدة فى القارة السمراء خلال الفترة القريبة المقبلة فيما يخص مجالى أمن وسلامة الغذاء.
وقال نائب وزير الزراعة إن الولايات المتحدة الأمريكية خصصت خلال السنوات الـ5 الأخيرة 5 مليارات دولار لتعزيز سلامة وأمن الغذاء، بالإضافة إلى 15 مليون دولاراً آخرين تم توجيههم لدعم البرامج التمويلية للاستثمارات الغذائية.
وأشار الى أن بعض هذه المخصصات استهدفت تمويل أنشطة عالمية، فى حين توجه البعض الآخر إلى القارة الإفريقية.
وأوضح خوسيه أن الأمر لا يقف عند حد المساعدات المادية وإنما بالأوجه الفنية، والتى قد تشمل الدعم الفنى وخلافه، مضيفًا أن الإدارة الأمريكية مهتمة بإشراك القارة الإفريقية فى التجارة العالمية.
ذكر أنه لا يستطيع تحديد حجم المخصصات المالية الموجهة من الولايات المتحدة لدعم سلامة الغذاء فى أفريقيا، إلا أنه شدد على التزامها العام بواجبها فى دعم القارة السمراء ومساعدتها للمشاركة فى التجارة العالمية بشكل أكبر.
تابع أن هذه الاستثمارات لا تزال مستمرة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تولى اهتمامًا بالاستثمار فى مجال الغذاء فى إفريقيا.
لفت خوسيه إلى أن العالم بأسره لابد أن يكون مهتمًا بسلامة الغذاء، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود الدولية فيما يتعلق بتحقيق أمان الأغذية وسلامتها؛ نظرًا لأهميتها فيما يتعلق بصحة الإنسان وبنيانه.
وأشار خوسيه إلى أنه وفقًا لما أفادت به منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر الأمراض الناتجة عن الأغذية تصيب سكان قارة إفريقيا، مبينًا أن هذه المنطقة من العالم تحتاج إلى مساعدة أكبر من المنظمات العالمية لجعل الغذاء أكثر أمانًا وسلامة.
وتحاول منظمة الصحة العالمية توسيع نطاق عملياتها فى إقليم شرق إفريقيا الذى يواجه انعدام الأمن الغذائى الحاد بسبب النزاعات والظواهر الجوية القصوى- ومنها أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما - نتيجة تغير المناخ وارتفاع أسعار الأغذية والوقود فى الأسواق الدولية وأثر الجائحة.
ووفقًا لتقديرات المنظمة فإن أكثر من 80 مليون شخص فى إقليم شرق إفريقيا يعانون من انعدام الأمن الغذائى ويلجؤون إلى تدابير يائسة لإطعام أنفسهم وأسرهم، فى وقت تشهد فيه معدلات سوء التغذية الحاد ارتفاعا، لاسيما فى أوساط الأطفال.
وتشير تقديرات المنظمة إلى إصابة 600 مليون شخص أى حوالى شخص واحد من كل 10 أشخاص فى العالم بالمرض بعد تناول غذاء ملوث ووفاة 420000 شخص سنوياً، ممّا يؤدى إلى فقدان 33 مليون سنة من الحياة المفعمة بالصحة .
وبشأن الطرق التى من الممكن اتباعها لجعل الغذاء فى إفريقيا أكثر أمانًا، قال الدكتور خوسيه استبيان، نائب وزير الزراعة الأمريكى إن أى دولة أو إقليم أو منطقة يرغب فى تحقيق سلامة الغذاء، فإن البداية الأصح له فى هذا الملف تكون باتباع المعايير الدولية الخاصة بدستور سلامة الغذاء (الكودكس)، الذى يعد المرجعية العالمية للمستهلكين ومنتجى الأغذية ومصنعيها، بالإضافة إلى أجهزة رقابة الجودة محلياً ودولياً وعلى صعيد التجارة الدولية كذلك.
تابع أن هذه الخطوة تحتاج إلى الكثير من التوعية للسكان فيما يتعلق بالنظم والطرق المتبعة دوليًا للمحافظة على سلامة الأغذية، مبينًا أن هذه تعد الخطوة الثانية فى مشوار الوصول لهدف “غذاء إفريقى أكثر أمانًا”، فيما تعتبر الخطوة الثالثة هى وجود بنية تحتية قوية قادرة على تحقيق هدف سلامة الغذاء.
وعُقد المنتدى التأسيسى للسلطات الرقابية لسلامة الغذاء فى القارة الإفريقية لأول مرة فى مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة خلال الفترة من 11 إلى 13 أكتوبر 2023.
