أجمع عدد من مسئولى قطاع الاتصالات أنتفعيل شرائح الاتصال المدمجة e-sim فى السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة سيلقى انتشارًا واسعًا بين المستخدمين، خاصة أنها ستوفر عدة مزايا، على رأسها تقليل تكلفة استيراد البطاقات الورقية التقليدية، ومن ثم الضغط على العملة الصعبة للدولة، إضافة إلى أمور فنية أخرى تتعلق بسهولة الانتقال بين شبكات المشغلين وغيرها.
وأعلنت مصادر فى شركات المحمول سابقًا عن إجراء أعمال التشغيل التجريبى بشكل محدود لشرائح e-sim خلال أسابيع بعد انتهاء كل البنود القانونية فى العقود المبرمة بين الشركة الأجنبية الموردة للنظام التكنولوجى للشريحة الإلكترونية الجديدة وجهاز تنظيم الاتصالات ومشغلى شبكات الاتصالات بالسوق المحلية.
والشريحة الإلكترونية أو المدمجة هى عبارة عن رقاقة إلكترونية مصنوعة من مادة السيليكون تهدف إلى توفير رقم مميز أو هوية خاصة للمستخدم، كما تتيح الاتصال بمزود الشبكة أتوماتيكيًا دون الحاجة إلى استخدام نظيرتها العادية، إضافة إلى إمكانية التحويل من مشغل خدمة لآخر فى أى وقت، دون الحاجة لزيارة الفرع، كما أنها قابلة للعمل على أجهزة متعددة.
وعلى عكس بطاقات «Mini SIM» أو «Micro SIM» أو «Nano SIM» فإن تقنية شرائح الاتصال «eSIM» تكون مثبتة بشكل دائم فى الهاتف الذكى، أى أنها بطاقة لا يُمكن تغييرها أو استبدالها، ولا يُمكن للمُستخدم الوصول إليها، ولكنها فى الوقت ذاته يُمكن برمجتها خارجيًا.
وكانت “المال” قد كشف فى يونيو الماضى عن اقتناص شركة تاليس الفرنسية المناقصة التى طرحها جهاز تنظيم الاتصالات لتطوير النظام التكنولوجى لتشغيل بطاقات e-sim فى مصر، وذلك بعد منافسة قوية مع 3 كيانات أخرى هى «Invigo» اللبنانية التى تعمل فى 70 سوقًا حول العالم، ومتخصصة فى إدارة حلول الأجهزة المحمولة، إضافة إلى «إيديما» الفرنسية لحلول الهوية الرقمية المؤمنة، و«Gmd» الأمريكية لحلول البطاقات والشرائح الذكية.
ورجح عقيل بشير، رئيس مجلس الإدارة الأسبق للشركة المصرية للاتصالات، انتشار شريحة الاتصالات المدمجة e-sim بين قطاعات واسعة من المستهلكين خلال فترة زمنية قصيرة، خاصة أنها لن تمثل بديلًا عن نظيراتها التقليدية أو تكون سببا فى اتجاه المستخدمين لتغيير هواتفهم المحمولة، بل ستكون مكملا لها.
وأضاف “بشير” أن الشريحة المدمجة لن تغير كثيرا فى حركة بيع وشراء سوق الهواتف الذكية، ولن تكون دافعًا لشراء أجهزة جديدة، والتى تشهد ارتفاعات قياسية غير مسبوقة، منوها بأن e-sim ستكون موجهة للمستخدمين من أصحاب مستويات الدخول المرتفعة كمرحلة أولى، كما أن نجاحها مرهون بما سيقدمه مصنعو الهواتف من تخفيضات سعرية.
وأكد الدكتور عمرو بدوي، الرئيس الأسبق لجهاز تنظيم الاتصالات، أهمية المضى قدمًا نحو إصدار رخص العمل بالشرائح المدمجة، لا سيما أنها باتت تستخدم فى العديد من الدول، لما لها من مزايا متعددة، على رأسها استخدام أكثر من شبكة على ذات الهاتف.
وأضاف “بدوي” أن جهاز تنظيم الاتصالات سيعمل جاهدًا على الإسراع من الانتهاء من قوانين العمل المنظمة لها وإتاحتها للمستخدمين فى أقرب فرصة، لافتًا إلى أن دخولها حيز التشغيل الفعلى فى مصر مرهون بانتهاء المشغلين من التجارب الفنية لتعمل تحت إشراف المرفق.
وتابع قائلًا: سيسهم وجود الشرائح المدمجة فى خفض تكاليف التشغيل على المصنعين، الأمر الذى سيلقى سينعكس تدريجيا على أسعار أجهزة الهواتف الذكية .
فيما توقع هانى محمود، وزير الاتصالات الأسبق، أن تشهد السوق المصرية إقبالًا كبيرًا على استخدام الشريحة المدمجة، مؤكدًا أن طرحها أصبح مطلبًا شعبيًا لسهولة استخدامها ولمزاياها المتعددة.
وأوضح محمود أن عددا كبيرا من العملاء داخل مصر يطالبون ببدء تفعيلها، لاسيما أن العديد من الدول بالفعل تستخدمها منذ فترة، موضحًا أن معظم الشبكات حاليًا جاهزة فنيًا لاستخدام الشريحة المدمجة.
وأكد أن البنية التحتية جاهزة لتشغيل الشريحة المدمجة “e Sim”، وتنتظر الحصول على الموافقات اللازمة من جهاز تنظيم الاتصالات والجهات المختصة، ويلى ذلك إتاحتها رسميًا للجمهور، لافتًا إلى أنها أسهل فى الاستخدام من الشريحة التقليدية المعمول بها حاليًا.
ورجح استمرار أسعار الكروت التقليدية كما هى دون تغيير، مستبعدًا فكرة إلغائها تمامًا فى المستقبل، خاصة أنها ميسورة التكلفة، منوهًا بأن عدد الخطوط العادية يلامس الـ 100 مليون.
وأشار إلى أن تطبيق العمل بالشرائح الجديدة ستكون بنفس القواعد التشريعية المنصوص عليها المنظمة للشرائح التقليدية، والتى تتضمن الكشف عن بيانات العميل الكاملة دون الحاجة إلى وضع ضوابط جديدة.
على صعيد آخر، قال عمرو هاشم، استشارى تنمية رقمية، إن اعتماد المشغلين للشريحة الإلكترونية سيلغى تدريجيًا وجود نظيراتها التقليدية خاصة أنها توفر لهم حرية التنقل بين المشغلين بمنتهى السهولة.
واعتبر أن تأخر مصر فى تشغيل الشريحة المدمجة لاعتبارات أمنية تتعلق بالخصوصية، وللتأكد من وجود بنية تحتية قوية ومتطورة ترتكز على أجهزة خوادم مركزية قادرة على حفظ بيانات العملاء بنظام التخزين السحابي.
وتوقع ارتفاع أسعار الـsimالعادية، بعد طرح المدمجة، لا سيما أن سوق الـsimتنافسية ولا تحتكره شركة بعينها، منوهًا بأنه مع تفعيل e-sim سيتم إنتاج عدد أقل من الشرائح العادية، مع وجود تكاليف ثابتة، حينها سيكون أمام المصنعين خيارين إما تقبل أرباح أقل وإما زيادة سعر الشرائح للحفاظ على هوامش ربحيتها.
وأوضح أن من أكبر مزايا الشريحة الإلكترونية توفير جزء كبير من طاقة الهاتف، وبالتالى العمل بشحنة واحدة لفترات أطول، علاوة على توفيرها مكانًا داخل الهواتف يمكن استخدامه فى مكونات أخرى، مثل زيادة حجم البطارية أو تصغير الحجم الإجمالى للهاتف الذكي.
وأكد أن الميزة الأبرز فى اعتماد الشريحة الإلكترونية هو الاستغناء تماما عن صناعة شريحةSIMالمادية التى تتضمن عملية تجارية معقدة باهظة التكاليف.
ولفت إلى أن كل الابتكارات الجديدة فى عالم التكنولوجيا يتم دمجها فى الأجهزة باهظة الثمن، ثم تنتقل مع مرور الوقت إلى الشريحة السعرية المتوسطة وميسورة التكلفة، مؤكدا أن وجود الشريحة الجديدة سيزيد من حدة المنافسة بين المشغلين.
وأوضح أن التطور التكنولوجى بشكل عام يكون فى مصلحة جميع الأطراف، سواء المستهلك أو الشركات، كما أنه يفتح آفاقا إبداعية جديدة، ويتيح الفرصة لظهور شركات جديدة بأفكار ابتكارية جديدة تقدم حلولًا مختلفة.
فيما قال الدكتور محمد الغمري، رئيس مجلس إدارة شركة إيجيبت سات لحلول الاتصالات، إن التقنيات الرقمية الجديدة، وتحديدًا الشريحة المدمجة سيكون الإقبال عليها كبير لما تقدمه من مزايا وفوائد عديدة للمجتمع، ولكنها لن تلغى وجود الشريحة التقليدية.
واعتبر أن وجود الشريحة المدمجة ستمثل إضافة كبيرة لسوق أجهزة الهواتف الذكية، لاسيما أن كل الهواتف لا تزال تُصنَّع بفتحات الـsimالتقليدية، محققة بذلك حلولًا واختيارات أوسع للمستخدم، مؤكدا أن الشريحة الإلكترونية لن تلغى وجود الشريحة العادية.
ولفت إلى أن الشريحة الإلكترونية ستحقق فائدة كبيرة على صعيد الشركات والمستهلكين، إذ توفر تكاليف تصنيع الشرائح المادية، أما بالنسبة للعملاء سيكون التعامل مع الشرائح المدمجة أسهل وأسرع مع إتاحة خيارات أوسع.
وأكد أن هواتف الآندرويد التقليدية لا يمكن تحويلها لنظام العمل بالـe sim، لاسيما أنها تحتاج إلى رقم تعريفى يكون مدمجًا فى الجهاز، يتم إرساله إلى الشركة مزودة خدمات الاتصال، ويتم استخدامه لتفعيل الشبكة.
وأوضح أن الشريحة المدمجة الجديدة أسهل فى الاستخدام من الشرائح المادية التقليدية كما أنها أكثر مقاومة للتلف من بطاقاتSIM،علاوة على أنها أقل الضياع، كما أن التنقل بين المشغلين سيكون أسهل من أى وقت مضى، وهو ما سيزيد من تنافسية الشركات وسيكون فى مصلحة العملاء.
وأكد مصدر مسئول بإحدى شركات المحمول، أن تفعيل شرائح e-sim سيوفر من تكاليف استيراد بطاقات الاتصال الورقية، ومن ثم تخفيف الضغط على العملة الأجنبية.
الجدير بالذكر أن عددا محدودا من الأجهزة الإلكترونية المقدمة حاليًا فى الأسواق تدعم خاصية الشريحة الرقمية، أبرزها جميع أجهزة آبل الجديدة: iPhone XS, XS Max, XR, 12, 13, and iPad Pro، بالإضافة إلى ساعات آبلإصدار(3-4-5-6-7) وهواتف سامسونج جالكسى من سلسلة إس الفاخرة، بدءًا منS20والموديلات الأحدث، مع الساعات الذكيةSamsung Gear S2 and Gear S3.
بشير: تكمل «التقليدية».. ونجاحها مرهون بتخفيضات مصنعى الهواتف
بدوي: تقلل تكاليف التشغيل على مزودى الخدمات
محمود: طرحها مطلب شعبى لسهولة استخدامها ومزاياها المتعددة
هاشم: مصر تأخرت فى تفعيلها لاعتبارات خصوصية بيانات العملاء
الغمرى: أكثر مقاومة للتلف.. وهواتف الـ«آندرويد» ستجد صعوبة
