الجرأة والإصرار ومراكمة الخبرات.. كيف نجح المغرب فى الفوز بتنظيم كأس العالم 2030؟

تقدم المغرب عدة مرات من أجل تنظيم كأس العالم دون أن ينجح فى ذلك، آخرها مونديال 2026 بعدما خسر الرهان أمام ملف ثلاثى للولايات المتحدة وكندا والمكسيك

Ad

تقدم المغرب عدة مرات من أجل تنظيم كأس العالم دون أن ينجح فى ذلك، آخرها مونديال 2026 بعدما خسر الرهان أمام ملف ثلاثى للولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ومن قبل خسر بفارق صوتين أمام جنوب إفريقيا فى مونديال 2010، الذى كان الأول من نوعه فى القارة السمراء.

«الرباط» تعلمت من محاولاتها السابقة لاستضافة بطولات 1994 و1998 و2006 و2010 و2026

وحين خسر المغرب رهان تنظيم كأس العالم 2026، أمام ملف منافس تضمن ترشيحًا ثلاثيًا مشتركًا قويًا، آمن بأن فى الاتحاد قوة وانتظرت الفرصة الملائمة لتقديم ترشيح مشترك، مختلف تمامًا عن ملفات الترشيح لاحتضان مونديال 1994 و1998 و2006 و2010 و2026.

إعلان المغرب دولة مستضيفة لبطولة كأس العالم 2030، أعاد من جديد تصدره للواجهة الرياضة العالمية رفقة كل من إسبانيا والبرتغال، فى إنجاز يراه محللون أنه نتيجة تراكم إنجازات للبلاد فى الرياضة خلال السنوات الأخيرة.

وبذلك سيصبح المغرب ثانى بلد عربى وأفريقى يستضيف النهائيات بعد قطر عام 2022 وجنوب أفريقيا فى 2010.

هذا الإعلان بمثابة الاعتراف والإشادة بالمكانة الخاصة التى يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى، مع التأكيد على التزامه بالعمل، فى تكامل تام، مع الهيئات المكلفة بهذا الملف فى البلدان المضيفة.

تجارب فاشلة ونجاح استثنائي

ترشح المغرب خمس مرات سابقًا لاستضافة المونديال، لكن محاولاته باءت بالفشل فى أعوام 1994 و1998 و2006 و2010 و2026، أبرزها فى 1998 عندما نال 7 أصوات مقابل 12 لفرنسا و2010 بعدما حصد 10 أصوات مقابل 14 لجنوب أفريقيا.

وفى تصويت النسخة المقبلة المقررة فى ثلاث دول، نال المغرب 65 صوتًا من أعضاء الجمعية العمومية مقابل 134 للولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وخرج المغرب من العديد من النسخ المتعلقة بكأس الأمم الأفريقية دون تتويج فعلي، ولم تحقق نجاحات على مستوى كأس العالم بشكل ملحوظ كما حدث فى 2022، الأمر نفسه على الصعيد المحلى للفرق المغربية والتى ابتعدت كثيرًا عن التتويج ببطولتى دورى أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية.

ولكن سرعان ما عاد المغرب بقوة فى السنة الأخيرة، من أجل جنى خبرات جميع التجارب الفاشلة والتى كانت بمثابة الدروس المستفادة للمملكة، رأينا ذلك فى مونديال قطر 2022، عندما حقق «أسود الأطلسى» إنجازًا تاريخيًا أفريقيًا وعربيًا، بعد أن وصلوا إلى نصف نهائى كأس العالم.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل نجحت سيدات المغرب خلال مشاركتهن الأولى فى نسخة كأس العالم للسيدات، فى التأهل لدور الـ16 على حساب ألمانيا، وهذا الإنجاز يُعد استكمالًا للتطور الذى وضعه الاتحاد المغربى للعبة فى 2020، تحت إستراتيجية طموح لتطوير كرة القدم النسائية فى المملكة من خلال تقديم الدعم المالى للفرق كافة.

وواصلت سيدات المغرب كتابة التاريخ والإنجازات، بالتأهل إلى نهائى كأس أمم أفريقيا للسيدات، أمام جنوب أفريقيا آنذاك.

وفى يوليو الماضي، فاز المنتخب المغربى الأولمبى بلقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم تحت 23 عامًا، على حساب منتخب الفراعنة، ليتوّج باللقب ويشارك الفريقان فى أولمبياد باريس 2024.

وعلى المستوى المحلي، توّج الوداد بلقبى دورى أبطال إفريقيا فى 2017 و2022، وحصد كل من الرجاء ونهضة بركان 4 ألقاب لبطولة كأس الكونفدرالية خلال آخر 6 نسخ لها.

دليل آخر على أن النجاح لا يأتى إلا للمجتهدين، فإن فوز المغرب بتنظيم كأس العالم 2030، كان يسبقه شرف تنظيم كأس أمم أفريقيا 2025، ذلك بعد انسحاب الجزائر من السباق، وبعد أن نظمت المملكة المغربية بطولة كأس أفريقيا للسيدات، و كأس أفريقيا تحت 23 سنة.

ويعول المغرب على التجارب التى راكمتها من خلال تنظيم هذه البطولات للنجاح فى تنظيم كأس العالم القادمة فى 2030.

مكاسب بالجملة

وشدد فوزى لقجع، رئيس اللجنة المكلفة بترشيح المغرب، خلال تصريحات رسمية، على أن هدف جميع التحديات الرياضية التى رفعتها المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس، هو استثمارها وجعلها وسيلة من وسائل دفع التنمية.

وتحدث عز الدين أقصبي، الخبير الاقتصادى المغربي، عن الآثار الإيجابية التى ستعم على المغرب بتنظيم كأس العالم فى الرباط، حيث ستصبح واجهة سياحية وستكون بمثابة شعاع عالمى تتجه نحو أنظار ملايين الوافدين.

المزيد من النفوذ الإقليمى والاقتراب من هدف جذب 26 مليون سائح أبرز المكاسب المأمولة

وأشار- خلال تصريحات نقلتها الصحف المحلية هناك - إلى أن المغرب نفسه سيستفيد بعد انتهاء هذا الموعد الرياضى الكبير، من بنيات تحتية أقوى ستمنح ولوجا سلسًا للمواطنين إلى الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والرياضية.

وبالتالي، ستتمكن المقاصد المغربية من دون شك، من تحقيق هدف 26 مليون سائح بحلول 2030، وفقا لتقديرات الخبير.