يعانى أصحاب الفراشة من قلة الطلب على إقامة الخيام والفراشات منذ أشهر عديدة، سواء للأغراض التجارية، أو للمناسبات المختلفة، على عكس ما كان عليه غالبية المواطنين.
وقال سيد غالب، رئيس شعبة مقاولى أعمال الفراشة فى الغرفة التجارية بالقاهرة - فى تصريحات لـ«المال» - إن عمل أعضاء الشعبة مع الجمهور فى الشوارع تراجع بما يعادل %80 خلال العام الحالى مقارنة مع الأداء الذى كانت تسجله الشعبة فى السنوات الماضية.
وأكد «غالب» أن هناك سببين رئيسيين وراء تراجع الإقبال على تقديم طلبات إقامة الفراشة، أولهما يتمثل أحيانًا فى صعوبة توفير التصاريح اللازمة لإقامة الشوادر، والثانى هو ضعف قدرة المواطن على تحمل تكاليف الفراشة الحالية .
وأشار إلى أن «دور وقاعات المناسبات» تمكنت من جذب جميع طبقات المستهلكين الفترة الماضية، سواء فيما يتعلق بالأفراح، أو حتى عند إقامة سرادقات العزاء.
وألمح إلى أن غالبية المستهلكين يتجهون حاليا إلى هذه القاعات بسبب تراجع تكاليفها نسبيًا مقارنة مع الفراشة، فضلًا عما تضفيه من معانى التحضر والحداثة بالنسبة للعديد من الأشخاص.
ولفت إلى أن زيادة عدد القاعات فى الأحياء يدفع السعر للتراجع بشكل نسبى ، غير أن العمالة الخاصة بأصحاب الفراشة أصبحت مرتفعة بشكل كبير، بالإضافة إلى أسعار الكهرباء والخدمات الأخرى المقدمة فى هذه الشوادر.
وتابع إن جميع العاملين فى مجال الفراشة يتجهون الآن إلى العمل فى مجالات إضافية لكسب رزقهم، ولا يعتمدون على هذه المهنة بشكل كلي، حتى إن معظمهم يسعى لتأجير أو تملك قاعات أو دور مناسبات لضمان مصدر دخل أكثر ثباتًا.
وكشف عن تخارج عدد كبير من العاملين بالمجال خلال الأشهر الأخيرة، بسبب تراجع الأداء، مبينًا أن نسب التخارج تتفاوت من منطقة لأخرى.
وأوضح أنه فى المناطق الراقية، تخارج ما يقرب من %70 من العاملين فى المجال ، فى حين بلغت نسبة تاركى المجال فى المناطق الشعبية قرابة %25 على أقل تقدير.
وانتعشت أعمال أصحاب الفراشة بشكل طفيف خلال فترة المولد النبوى الشريف 2023، مقارنة مع أداء أعضاء الشعبة فى نفس الوقت من الأعوام السابقة.
وأشار “غالب” إلى أن السبب فى الانخفاض الحاد فى الأداء الذى يعانى منه أصحاب الفراشة منذ أشهر عديدة، يرجع فى المجمل إلى ارتفاع أسعار السلع الذى تسبب فى النهاية فى تقليل قدرة المستهلك الشرائية، وبالتالى لم تعد فكرة إقامة أصحاب المحال للشوادر والمعارض بغرض بيع السلع، مرجحة لديهم.
وأكد أن من ضمن أسباب العزوف عن إقامة الشوادر لبيع السلع المختلفة بشكل عام، ارتفاع أسعار الخدمات اللازمة لإقامة الشوادر، الأمر الذى يجعل من الصعب على أصحاب المحال تحمل التكلفة.
