سوق السيارات اليابانية تبدأ التعافي من تبعات «كورونا»

بدأت سوق السيارات اليابانية فى التعافى من تبعات وباء كورونا بعد تسجيلها نموًا فى المبيعات يصل لنحو .9 خلال أول 9 شهور من السنة الحالية مقارنة مع

Ad

بدأت سوق السيارات اليابانية فى التعافى من تبعات وباء كورونا بعد تسجيلها نموًا فى المبيعات يصل لنحو %20.9 خلال أول 9 شهور من السنة الحالية مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق لتصل إلى 2.01 مليون وحدة.

جاء ذلك بعد نمو المبيعات فى سبتمبر الماضى للشهر الثالث عشر على التوالى، إذ وصلت إلى 237.1 ألف مركبة بنمو قدره %12.5 عن الشهر نفسه من العام الماضى وفق تقديرات مؤسسة “فوكس 2 موف” المتخصصة فى أبحاث سوق السيارات.

وخلال الشهور التسعة الأولى من السنة احتفظت تويوتا بالمركز الأول فى قائمة العلامات التجارية الأكثر مبيعًا بمبيعات 1.05 مليون مركبة بنمو قدره %35.1 عن الفترة نفسها من العام الماضى.

وجاءت “نيسان” فى المركز الثانى بـ 193.6 ألف وحدة بنسبة نمو %5.6، وتبعتها هوندا فى المرتبة الثالثة بـ 190.9 ألف سيارة بانكماش %5 عن مبيعات الشهور التسعة من السنة الماضية.

وحلت “مازدا” فى المركز الرابع بـ 107.7 ألف وحدة بعد ارتفاع مبيعاتها فى أول 9 شهور من السنة الجارية %11.7 مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضى، وتبعتها “سوزوكي” التى باعت 91.7 ألف وحدة بنسبة نمو تقارب %25.2، ثم “لكزس” التى حققت طفرة فى مبيعاتها لتصل إلى 75.5 ألف وحدة بنمو يصل %132.2، و”سوبارو” التى باعت نحو 62 ألف مركبة بنمو %3.4.

واحتلت “مرسيدس” المركز الثامن بمبيعات 37.6 ألف وحدة بنسبة نمو %3.7، وتبعتها فى المرتبة التاسعة “ميتسوبيشي” بمبيعات 36 ألف وحدة بنسبة انخفاض تصل إلى %8.9 مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضى وتبعتها “BMW” التى باعت 25.2 ألف وحدة بنمو يصل %14.6 مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضى.

وتصدرت “هوندا N-Box “ قائمة الطرازات الأكثر مبيعًا فى اليابان خلال الفترة من يناير وحتى نهاية سبتمبر الماضيين بعد نمو مبيعاتها بنحو %10.6 مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2022 وتبعتها فى المرتبة الثانية “تويوتا ياريس” التى ارتفعت بنسبة %13.1.

ولم يكشف تقرير مؤسسة “فوكس 2 موف” عن بقية الطرازات المتصدرة فى السوق اليابانية خلال 9 شهور، غير أن تقريرًا سابقًا لها يكشف عن أكثر 10 طرازت مبيعًا فى اليابان لكن خلال فترة 8 شهور فقط وقد كانت “هوندا N-Box” على الصدارة مع بيع نحو 147 ألف مركبة بنمو قدره %11.2 وتبعتها أيضًا “تويوتا ياريس” مع بيعها 130.5 ألف وحدة بنسبة نمو تصل %14.2.

وبفضل تقديم الجيل الجديد، حافظت “تويوتا كورولا” على المركز الثالث بمبيعات بلغت 105.4 ألف وحدة بنسبة نمو %15.3 خلال الشهور الثمانية الأولى من السنة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضى.

وفى المركز الرابع، حلت “دايهاتسو تانتو” التى صعدت 5 مراكز مع بيع 101.3 ألف وحدة بنمو قدره %81.5، تليها “تويوتا سينتا” التى صعدت من المركز 25 بعد بيع 89.5 ألف وحدة بنمو قدره %189.7 ثم “سوزوكى سباسيا” التى باعت 78.6 ألف مركبة بنسبة نمو %25.

وحلت السيارة “دايهاتسو موف” فى المركز السابع بمبيعات 76 ألف وحدة بنمو %31.5 متقدمة على “نيسان نوت” التى باعت 72.6 ألف وحدة بانخفاض قدره %0.7، و”تويوتا Noah “ التى صعدت 13 مركزًا بمبيعات 67.4 ألف وحدة بنمو %107.8.

وجاءت “تويوتا بريوس” التى صعدت 24 مركزًا فى المرتبة العاشرة بمبيعات 65.3 ألف وحدة بنسبة نمو تعادل %188.8.

وبالنظر لأداء سوق السيارات اليابانية خلال العقد الماضى فإنه لم يكن مذهلاً وفق تقديرات مؤسسة “فوكس 2 موف” المتخصصة فى أبحاث سوق السيارات فقد كان آخر ارتفاع كبير للمبيعات هناك والمسجل عام 2012 يبلغ %26 وقد ظلت المبيعات بين 5 و 5.5 مليون وحدة حتى عام 2019 مع الوصول إلى الذروة فى 2014.

ومع تفشى وباء كورونا فى عام 2020، تباطأ الاقتصاد العالمى بأكمله بشكل كبير، وأغلقت المتاجر والمصانع أبوابها وتضررت معظم الاقتصادات، ولم تكن سوق السيارات اليابانية استثناءً من ذلك، إذ انخفضت بنسبة 12.5% لتصل المبيعات إلى نطاق 4 ملايين وحدة، وعلى الرغم من انخفاض السوق اليابانية مقارنة مع الاقتصادات الأخرى، فإنها صمدت بشكل جيد نسبيًا.

وفى السنوات القليلة الماضية، لم تتعاف سوق السيارات اليابانية من الانخفاض الذى شهدته عام 2020 ويعود ذلك بشكل رئيسى إلى العوامل الخارجية المسئولة عن الانخفاض فى الطلب على السيارات خاصة نقص المواد الخام التى دفعت شركات صناعة السيارات إلى رفع الأسعار وأوقات انتظار استلام المركبات.

ووفق تقديرات مؤسسة “فوكس 2 موف” فإن السبب الثانى وراء محدودية النمو فى مبيعات السيارات باليابان هو أن المزيد من الشركات المصنعة تتجه نحو السيارات الكهربائية التى تكلف فى المتوسط أكثر بكثير من تكلفة سيارة الديزل أو البنزين بما يحد من الطلب على السيارات، ومع ذلك، لا تزال السوق اليابانية تعد أحد أكبر أسواق السيارات فى العالم.

ومع الأداء المرتفع فى عام 2023 ، قد يكون هذا هو العام الذى تبدأ فيه السوق اليابانية فى التعافى من الانهيار الناجم عن فيروس كورونا فى 2020.

وقد كانت أشباه الموصلات فى قلب أزمة سلسلة التوريد العالمية التى شهدتها صناعة السيارات العالمية خلال السنوات الماضية، والتى تعود إلى وقت انتشار وباء كورونا حيث لجأت شركات السيارات إلى إلغاء أو خفض تعاقداتها مع مصنعى الرقائق؛ بالتزامن مع عمليات الإغلاق التى اتبعتها العديد من الدول مع اندلاع الوباء رغبة فى تحجيمه، لكن فى نفس الوقت شهدت هذه الفترة زيادة الطلب على الأجهزة الإلكترونية فوجه مصنعو الرقائق معظم إنتاجهم لصالح مصنعى هذه الأجهزة بما فى ذلك الفائض المتحقق من إلغاء تعاقدات شركات السيارات.

ومع تعافى نشاط تصنيع السيارات؛ فوجئ كبار المصنعين بعدم قدرة منتجى الرقائق الإلكترونية على تدبير احتياجات قطاعى السيارات والأجهزة الإلكترونية فى الوقت نفسه؛ فظهرت أمام منتجى السيارات فجوة زمنية تمتد لعدة أشهر لحين تدبير الاحتياجات الكاملة من الرقائق الإلكترونية.

ودفعت الأزمة العديد من الشركات العالمية لإعادة إغلاق خطوط الإنتاج والبحث عن وسائل لضمان انتظام الإمدادات من الرقائق وأشباه الموصلات.

كما دفعت الأزمة العديد من مصنعى السيارات للتوسع فى مشروعات إنتاج أشباه الموصلات، فعلى سبيل المثال أعلنت شركة “ستيلانتس” لصناعة السيارات التعاون مع شركة “Foxconn” المتخصصة فى تصنيع الإلكترونيات لإنشاء مشروع مشترك بغرض تصميم وبيع أشباه الموصلات “الرقائق الإلكترونية” لصالح صناعة السيارات اعتبارًا من 2026، ويتوزع المشروع مناصفة بين الشركتين وسيزود مصانع وشركات “ستيلانتس” وغيرها من العملاء بأشباه الموصلات وبرامج الهندسة الإلكترونية، إلى جانب العديد من الميزات والوحدات التى يتم التحكم فيها بواسطة الكمبيوتر، لا سيما تلك المطلوبة للسيارات الكهربائية.